كان رازفان أخي وتافيان أخي يبدوان وكأنهما على وشك أن يقولا: “أرأيتِ؟ أليس هذا أفضل هدية أعددناها؟” لكنهما لزما الصمت.
وهذا كان من حسن حظي.
لو تكلما إليّ الآن، لما استطعت أن أجيب بأي شيء!
وضعتُ قدمي الأماميتين على الأرض واقتربت بحذر من الهدية.
صحيح أنني كبرتُ أكثر من قبل، لكن أنفي الوردي الصغير، الذي لا يتجاوز حجم ظفر أخي، أخذ يتحرك بخفة وسرعة.
تفحّصتُ القاعدة المتينة والجسم المستدير الموضوع فوقها، ثم رفعتُ قدمي الأمامية ودفعته بخفة.
دورررك
“……!”
ارتجف قلبي بقوة حين تحرك الجسم الأسطواني بانسيابية.
ارتكزتُ على الأسطوانة بقدميّ الأماميتين، ثم التفتُّ إلى أخوَيّ.
‘هذي… لي؟’
أطبق تافيان فمه بكلتا يديه وهو يرتجف من الحماسة، بينما حافظ رازفان، الأكثر هدوءًا، على ملامحه وأجاب:
“من بين كل ما عرضناه عليك حتى الآن، لم يكن هناك شيء لا يخصك.”
‘واااه….’
دفعتُ الأسطوانة الصغيرة مرة أخرى بقدمي.
دوررررك
‘وااه… وااااه…!’
نفختُ جسدي الصغير ثم انكمش مرارًا وأنا أحدق في الأسطوانة وهي تتدحرج.
ولما توقفت عن الدوران، أطلقتُ زفيرًا من أنفي وحدقتُ في التوأمين.
‘أقدر أركبها؟’
أومأ رازفان محاولًا الرد، لكن تافيان قاطعه سريعًا:
“يمكنكِ الركوب، لكن بشرط. قولي: تافيان أخي هو الأفضل، وسأسمح لكِ بالركوب.”
‘تافيان أخي الأفضل! أحبك! رازفان أخي، أحبك!’
لم أتردد لحظة.
إن كان بإمكاني الركض عليها والاستمتاع، فما أسهل أن أطلق مديحًا أو اعترافًا!
‘أحبكما! بقدر السماء، والأرض، والكون كله! أنتما الأفضل في هذا العالم!’
سكبتُ كل ما خطر ببالي من اعترافات، ثم قفزتُ فورًا فوق الأسطوانة وبدأت أركض بحماس.
ترترترت!
كلما حركت قدميّ الصغيرتين، دارت عجلة الركض تمامًا على مقاسي، مطلقة صوتًا مبهجًا.
يا إلهي، ما أروع هذا!
لطالما كنتُ أدخل إلى برميل خشبي فارغ وأتقلب داخله، لكن لم أجرب من قبل عجلة ركض بهذه الملاءمة المثالية.
خفيفة، منعشة، ممتعة، باختصار… رائعة!
“كيوت!”
ربما ركضتُ بسرعة زائدة.
فجأة زلّت قدماي وسقطتُ على الأرض بفرشش!
لكن حتى ذلك كان ممتعًا.
إذ بدأت العجلة تدور بي وأنا فوقها بشكل دوّامة.
“كيو! كيو! كيو! كيو!”
وهل مدينة الملاهي سوى هذا؟
إن كان هناك دوران دوّار، فهذه ملاهٍ حقيقية!
شعرت كأنني أركب عجلة دوارة هائلة وسريعة.
كنتُ أنهض للركض حين يبطؤ الدوران، وألتصق بأسفل العجلة حين تزداد السرعة، فأستمتع بالدوران مجددًا.
خمسة أعوام لم تظهرا فيها وتقولان إنكما آسفان؟
لا بأس، لا بأس!
في هذه اللحظة، أشعر أنني قد أسامحكما حتى لو لم تتصلا بي لعشر سنوات كاملة!
***
“كيووونغ. كيوووونغ.”
جلس رازفان وتافيان، مسندَين ذقنيهما على ظاهر أيديهما، يحدّقان في سيستيا النائمة، الملتصقة بأسفل عجلة الركض.
فقد كانت سيستيا تدير العجلة بجنون، ثم في لحظة سقطت فوقها وغرقت في النوم.
مدّ رازفان إصبعه ولمس برفق أنفها الوردي الذي كان يُصدر صوت “كيووونغ” مع كل شهيق.
“كيف يمكن حتى لشخيرها أن يكون لطيفًا هكذا؟”
“صدقت. لا أفهم لماذا اختارت أن تكون بهذا القدر من اللطافة.”
“كان حسنًا أننا استشرنا حيوانات القوارض المتحولة. لم أتصور أنها ستعشق شيئًا كهذا.”
“ومن كان يظن؟ القصر فسيح جدًا، ومع ذلك فضلت الركض على عجلة صغيرة.”
“لكن هذا ما يجعلها ألطف لدرجة قاتلة.”
“أتفق معك.”
سيستيا، الملتصقة بأسفل العجلة مثل قطعة حلوى لزجة، حركت قدميها محاولة إبعاد يد رازفان عن أنفها، ثم استلقت على ظهرها كاشفة بطنها.
وانفرج فمها قليلًا ليظهر نابان أماميان طويلان.
تأمل تافيان أسنانها بدهشة.
“واو. هذه أسنانها إذن؟ كيف يمكن أن تكون أسنانًا بهذا الصغر، بحجم وسخ عيني؟”
“كيف يمكن لأسنان صغيرة كهذه أن تقشر قشور بذور دوار الشمس؟”
“هذا على ما يبدو سر من أسرار الطبيعة.”
“إنها لطيفة لدرجة أنني سأفقد عقلي.”
كانت سيستيا دائمًا لطيفة، لكن لقاءها بعد خمس سنوات جعلها تبدو أشد جمالًا ودلالًا.
‘هل كانت دائمًا بهذه الضآلة؟’
‘وهل كانت دومًا بهذا الهوان؟’
في الحقيقة، لم تصغر سيستيا ولم تضعف، بل هما من كبرا ونضجا، فبدت هي أصغر بجوارهما. لكن ذلك لم يهم.
ما يهم حقًا هو أن هذه الصغيرة الضعيفة هي شقيقتهما الوحيدة.
“……يبدو أننا أحسنا صنعًا بترك هذا هنا.”
وافق تافيان على كلام رازفان الذي تمتم به.
“صحيح. استغرق الأمر وقتًا أطول مما ظننتُ، فبصراحة كان مرهقًا بعض الشيء. لكنني الآن أشعر فعلًا أننا أحسنا صنعًا بفعله. لو لم نفعل، لكانت سيستيا تعبت لاحقًا.”
“تُرى، هل ستتفاجأ سيستيا عندما تراه فيما بعد؟”
“قد يعجبها لدرجة أنها تصرخ مجددًا كما فعلت اليوم: ‘تافيان أخي، أحبك!’ “
ابتسم تافيان ابتسامة عريضة وهو يتذكر ما صرخت به سيستيا قبل أن تصعد على عجلة الركض.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 63"