ظننت أخيرًا أنني أصبحت قادرة على استخدام طاقة القتل، لكن الدخان تلاشى في لمح البصر دون أن يترك أي أثر.
ربما كنت أتخيل فقط مشهد تشتت طاقة القتل التي أطلقها أخي تيغريس حين لامست جسدي.
‘آه، فرحت على الفاضي.’
الخادمة فقدت وعيها بمجرد أن أطلق تيغريس قليلًا من طاقة القتل.
كنت جالسة القرفصاء على الأرض لألتقط زيت الكوابيس، لكنني نظرت إلى الخادمة المغمى عليها وعبست بشفتي.
“على كل حال، هؤلاء الأوغاد من إيفانويل حقًا أشرار. كيف يجرؤون على إشعال زيت الكوابيس أمام ضيوفهم.”
أخي تيغريس، الذي كان يفتح النافذة لطرد رائحة الزيت، تنهد بعمق.
“لقد كان الأمر على وشك أن يصبح كارثيًا. بهذه الكمية من زيت الكوابيس، كنت ستحلمين بكوابيس شديدة، وغالبًا ما كنت ستتحولين إلى هامستر. وربما كان إيفانوايل سيكتشف أنك هامستر أصلًا.”
“أجل، الأمر فظيع فعلًا.”
عاد أخي نحوي ونظر إلى الخادمة الملقاة على الأرض وهو يتمتم:
“هذا غريب… لماذا استخدموا مثل هذه الحيلة بعد أن تظاهروا بالاحترام طوال الوقت؟”
أخي تيغريس لا يعلم أن إيموغي إيفانويل يعرفون حقيقتي.
لكن بسبب زيت الكوابيس وزيارة عدد كبير من الخادمات في الصباح الباكر، يبدو أنه بدأ يشك في الأمر.
لا، ليس الآن.
لو علم أخي بالحقيقة الآن، قد يتهور ويدخل في قتال حياة أو موت مع إيفانويل دون أن ينظر للعواقب.
أسرعت بتشغيل عقلي وفكرت في عذر معقول.
“ربما كانوا يريدون إزعاجنا دون أن يلاحظ أحد؟ من الطبيعي أن يحلم المرء بكوابيس في مكان غريب. ربما أرادوا إزعاجنا دون أن يثيروا الشكوك.”
“لكنهم لم يستخدموا زيت الكوابيس معي أو مع أيٍّ من خدم جلادوين الآخرين.”
“يقال إنه غالي الثمن. لم يكن بإمكانهم استخدامه مع الخدم. ثم إنك لست من النوع الذي يحلم بكوابيس لمجرد أنك تنام في مكان غريب. لن يكون الأمر ممتعًا إذا كانوا يعبثون معك، لذا من الطبيعي أن يفعلوا ذلك معي.”
“…”
بما أنه لم يرد، يبدو أنه اقتنع على مضض.
‘من كان يصدق أنني سأجد نفسي أبرر تصرفات أوغاد إيفانويل… الدنيا غريبة فعلًا.’
حين بدا أن الحديث شارف على الانتهاء، نهضت وأنا أطلق صوتًا خفيفًا من المجهود، لكن أخي تيغريس مد يده بوجه متجهم.
كنت أعرف تمامًا ما يريد، لكنني تظاهرت بالجهل وأغمضت عيني ببراءة.
“ماذا هناك؟”
“زيت الكوابيس.”
“ولماذا تريد أخذه؟”
تجهمت ملامح تيغريس أكثر.
“سواء كان الأمر نابعًا من خبث أو مزاح، فإن مجرد محاولة فعل هذا مع سيستيا جلادوين أمر لا يُغتفر.”
“لا تقل لي أنك ستذهب لمحاسبتهم؟”
“أليس من الطبيعي أن أفعل أكثر من المحاسبة؟ سأحرص على ألا يجرؤوا على فعل هذا مجددًا، سأجعلهم يعتذرون، ويدفعون تعويضًا، وإن لزم الأمر… سنلغي الخطوبة.”
إلغاء الخطوبة؟!
أنا أعلم جيدًا أن ييهوكين لا يريد فسخ الخطوبة، ولا يمكنني السماح بفتح هذا الموضوع لأجل حادثة كهذه. ثم إنني ما زلت بحاجة إلى ييهوكين.
أمسكت بزجاجة زيت الكوابيس بإحكام وهززت رأسي.
“نحن هنا في إيفانويل، وإيموغي إيفانويل هم أشرار لا مثيل لهم. لن يعتذروا لمجرد أنهم اكتُشفوا أثناء وضع زيت الكابوس.”
ظل ينظر إليّ بصمت، ثم تنهد بعمق.
“يبدو أن لديك خطة أخرى، بما أنك تتحدثين بهذا الإصرار.”
“بالضبط.”
ابتسمت ابتسامة ماكرة وأنا أحدق في زجاجة زيت الكوابيس في يدي.
“أشعر أنني أستطيع استخدامه لشيء ممتع جدًا.”
***
[يوم 18 من قمر زهرة الثلج، قائمة مهام اليوم]
☐ حزم الأمتعة
☐ مواجهة إيفانويل
☐ الاستمتاع بإشاعة ممتعة
“إهيهي! ♡(´ ˘ `)♡”
قبل أن يتناول تيغريس إفطاره حتى، أخذ الخادمة وذهب مباشرة إلى لايسا.
الخادمة التي لا أعرف اسمها كانت ترتجف طوال الليل من الخوف، لكنها لم تعترف بأي شيء. يبدو أن لايسا تمثل رعبًا حقيقيًا لإيموغي إيفانويل.
ركلت لايسا الخادمة الملقاة عند قدميها برفق بإصبع قدمها.
“إذن، تقول إن هذه الفتاة اقتحمت غرفة السيدة سيستيا الليلة الماضية؟”
“نعم.”
رغم أنهما لم يظهرا ذلك بوضوح، إلا أن كليهما كان غاضبًا للغاية.
تيغريس بسبب ما حدث لي، ولايسا لأن خطتها فشلت.
قال تيغريس وهو يعقد ذراعيه ويتنفس بعمق:
“ألم تقولي أمس صباحًا أنك ترغبين في أن تنعم سيستيا بنوم هادئ؟ فلماذا أرسلتِ خادمة إلى غرفتها في منتصف الليل إذن؟”
“لم أرسلها أنا. لا تتهمني بالباطل.”
“إذن أنت تقولين إن خادمة تجرأت على دخول غرفة السيدة سيستيا من تلقاء نفسها، دون أوامرك؟”
حسب طلبي، تجاهل تيغريس تمامًا سبب دخول الخادمة إلى غرفتي.
الخادمة الملقاة على الأرض نظرت إلينا بارتباك، وكأنها لا تفهم لماذا نتجاهل أمر زيت الكوابيس.
أما أنا، فقد تثاءبت بلا مبالاة.
بفضل سهري طوال الليل، خرج التثاؤب طبيعيًا للغاية.
“هااااه… بسبب الضجيج في منتصف الليل، استيقظت من نومي. لا أعرف ماذا كانت تفعل. لم أنم جيدًا منذ يومين، أنا مرهقة.”
ييهوكين، الذي كان يجلس بجانبي، بدا متأثرًا.
“هل أنت بخير؟ لا بد أنك تشعرين بالنعاس.”
“أجل… نعسانة.”
“أتريدين أن تنامي وأنت متكئة عليّ؟”
“يا إلهي، ما هذا الكلام؟ كيف أنام في وقت كهذا؟”
أسرع ييهوكين، وكأنه ينتظر بفارغ الصبر، فأمال كتفه إلى الأمام، لكنه سرعان ما انكمش وخفض رأسه بحزن.
‘هذا الفتى… عندما أراه لا يبدو كأفعى، بل كجرو صغير.’
تظاهرت لايسا بالتفكير لبرهة، ثم نهضت من مكانها وانحنت قليلًا نحو تيغريس أُخيَّ ونحوي.
“أنا حقًا أعتذر. من الصحيح أن السيدة سيستيا لم تستطع النوم جيدًا بسبب خادمة إيفانويل. لذا سأعتذر بالنيابة عنها.”
‘انظروا إليها… تعتذر بلا ذرة ندم، وملامحها توحي بأنها لا تعرف شيئًا. يا لها من كائن غريب.’
هز تيغريس أُخيَّ رأسه نافيًا، وكأن الأمر لا يرضيه.
“هذه ليست مسألة تُحل باعتذار فقط. أنا أريد أن أرى بعيني هذه الحادمة التي أزعجت نوم سيستيا وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.”
“بالطبع، هكذا يجب أن يكون. إن أردتم يمكنكم القيام بذلك بأنفسكم، أو ترك الأمر لي. فعدد الأسر التي تعرف كيف تُنهي حياة سوين بطريقة مؤلمة مثل عائلة إيفانويل قليل جدًا.”
“جيد. إذن افعلي ذلك الآن، أمامي وأمام سيستيا.”
“ليس بالأمر الصعب.”
ما إن نطقت لايسا بإجابتها حتى انتفض جسد الخادمة المرتجف أصلًا.
“لـ، لايسا سيدتي، أرجوكِ… أرجوكِ ارحميني…!”
“مؤسف، لكن هذا صعب. لقد تجرأتِ على التسلل خلسة إلى غرفة نوم السيدة سيستيا وإزعاج نومها العميق. لكن ما السبب الذي دفعكِ لدخول هناك في ساعة متأخرة كهذه؟”
“أنا… أنا…”
“تكلمي.”
فتحت الخادمة شفتيها مرارًا وكأنها تريد قول شيء، لكنها في النهاية خفضت رأسها تمامًا، وبدأت تسرد كذبة.
“سمعت أن السيدة سيستيا لم تنم جيدًا، فخشيت أن يكون زيت النوم قد نفد، وذهبت فقط للتحقق من ذلك…”
“يا للأسف. لقد كان ما فعلتِ بدافع نية طيبة، لكن لا يمكننا تجاهله. بدلًا من ذلك، سأعتني أنا بعائلتكِ المتبقية.”
“شـ، شكرًا جزيلًا…”
‘حقًا… إيموغي وثعبان، يكمّلان بعضهما بإتقان.’
رغم أن النية الطيبة التي تحدثت عنها لم تكن موجودة أصلًا، إلا أن وعد لايسا برعاية أسرة الخادمة الباقية بدا حقيقيًا… ربما كمكافأة لاختيارها الموت بصمت وعدم إفشاء الحقيقة.
بدأت لايسا تمشي بخطوات هادئة حول الخادمة وهي تتمتم:
“من أين أبدأ بتحطيمكِ… وبأي طريقة أجعلكِ تتألمين أكثر؟”
“آه… هـه…”
عضّت الخادمة شفتيها بقوة، ولايسا تقف الآن أمام يديها المرتجفتين الممدودتين على الأرض وكأنها اتخذت قرارها.
“لنبدأ بأصابعكِ تلك التي أيقظت نوم السيدة سيستيا.”
وكانت لايسا على وشك أن ترفع قدمها لتسحق يد الخادمة، حين…
فتح أحدهم الباب بعنف واقتحم الغرفة.
“لايسا سيدتي! هناك أمر خطير…”
اندفع الخادم مسرعًا بحثًا عن لايسا، لكنه جمد في مكانه عند رؤية ما يحدث داخل الغرفة.
“أه… حدث أمر خطير. أرجو أن تمنحيني بعض الوقت لأخبركِ به.”
‘أوه… ربما يكون هذا هو الخبر الذي كنتُ أنتظره.’
ابتسمت في داخلي بسخرية، وأسندت مرفقي إلى ركبتي استعدادًا للاستمتاع بالمشهد.
نظرت لايسا بطرف عينها إلى تيغريس أُخيَّ، لكنه قابلها بنظرة تؤكد أنه لن يخطو خطوة واحدة قبل إنهاء أمر الخادمة.
عضّت لايسا شفتها وسألت الخادم:
“…ما الأمر؟ هل هو مهم؟”
“هذا… لا أعلم إن كان يجب وصفه بالمهم… أو غير المهم… إنه أمر غامض.”
“نحن الآن نعالج مشكلة حدثت لضيف من جلادوين. إن لم يكن ما ستقوله أهم من مشكلة دبلوماسية كهذه مع إيفانويل، فقله هنا فورًا ثم اخرج من أمامي.”
“ذلك…”
بعد أن قاس الموقف بعينيه، قرر الخادم أن ما سيبلغه ليس أهم من المشكلة الدبلوماسية، وفتح فمه قائلًا:
“إنه… السيد أليك ليس على ما يرام.”
“ليس على ما يرام؟”
كان في صوتها ذهول.
‘حتى لايسا القاسية عديمة الرحمة، عندما تسمع أن حالة طفلها الذي أنجبته سيئة، تتحول فجأة إلى أم عادية.’
“ماذا تعني بـ’ليس على ما يرام’؟ ألم يكن بخير حتى وقت العشاء ليلة أمس؟”
“إنه ليس مريضًا. لكن لسبب ما، هو الآن على سريره في هيئة إيموغي صغير، ويتقافز بلا توقف. لم نتمكن من السيطرة عليه بقوانا، فجئت لإبلاغكِ.”
“ماذا؟”
“وفوق ذلك… لا، لا شيء. طالما أن ضيوف غلادوين هنا، من الأفضل ألا أذكره…”
تجهم وجه لايسا بشدة، وأطلقت هالة قاتلة وكأنها على وشك كسر عنق الخادم.
“وفوق ذلك… ماذا؟ تكلم. تكلم فورًا!”
“آسـ، آسـ، آسف جدًا!”
أغلق الخادم عينيه بإحكام، وكأنه قرر المجازفة، وصرخ:
“السيد أليك… لقد تبول، مرات لا تُحصى، على السرير والغطاء طوال الليل!”
“…!”
اتسعت أعين كل من في غرفة لايسا.
باستثناء شخص واحد… وهي لايسا، التي كانت نيران الغضب تشتعل في صدرها لأنها تلقت الصاع صاعين، تمامًا كما فعلت هي سابقًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 48"