✧الكنز المسروق، جوهرة لويل ✧
ـــــــــــــــــــــــــــ
ابتسمت أوليفيا وهي تمرّر يدهـا على حافة الوثيقة دونَ سبب واضح.
كانت دائمًا تتلقى أشياءًا من إدوين.
رقصتها الأولى، قسـم الولاء الأول، مكان يمكنها العودة إليه، السّيف الثمين و حتى الأشخاص الذين يمكنها الثقـة بهم و محبتهم.
إذا أخذت بعين الاعتبار الفساتين و المجوهرات، فقد تلقّت منه أشياء لا حصر لها.
و كلّما طالت إقامتها في قصر الدّوق الأكبر، كبرت رغبتها في تقديم هدية لإدوين.
في هذه الفترة ، حيث كانت مشغولة فيها بلقاء الناس من أجل تنظيم شارع ينيف، كانت بالكاد تستطيع رؤية وجه إدوين، لهذا كان هذا الوقت يبدو مناسبًا لمفاجأته بهدية.
بمساعدة التابع المسؤول عن الشؤون المالية، أرادت تسجيل منجم الكريستال الأبيض كممتلكات مشتركة بينهما ، و عندما تنتهي استعدادات تنظيم شارع ينيف، أرادت مفاجأته بذلك.
بعد مرور كل هذا الوقت، شعرت أنها ستكون قادرة على قول ذلك أخيرا.
بأنّهـا تحـبّ إدوين كثيرًا…
تذكرت الكلمات التي تشعر بالخجل من قولها بصوت عالٍ، و ارتفعت زوايا فمها بلطف.
في تلكَ اللّحظة ، شعرت فجأةً بحرارة خفيفة حول رقبتها. لمست أوليفيا الحجر السحري المعلق على قلادتها دونَ تفكير.
الحجر السحري الذي يحافظ دائمًا على دفء جسدها أصدر حرارة مفاجئة.
و بينما أخذت تنظر إلى الحجر و هي تشعر بشعور غريب، لاحظت أن الحجر الشفاف الشبيه بالكريستال الأبيض يومض بلون أخضر للحظة.
في نفس الوقت عندما أمالت أوليفيا رأسها و كانت على وشكِ سؤال بيثاني عن الحجر….
“بيثاني!”
صُدمت أوليفيا و هي تنادي بيثاني.
قبل لحظات فقط، كانت بيثاني تضحك بشكلٍ مرح معها، لكن وجهها أصبح شاحبًا. عيناها الزرقاوان الفاتحتان، التي كانت دائمًا تنظران إليها بلطف، كانتا متسعتين كما لو أنها رأت شيئًا صادمًا.
صدمت أوليفيا لرؤية بيثاني المتجمدة التي بدت و كأن تنفسّها توقف ، و هرعت إلى جانبها.
“بيثاني! ما الخطب؟ تنفسي!”
بينما تمسك يديّ بيثاني المرتجفتين، ربتت أوليفيا على ظهرها. كانت رؤية بيثاني الهادئة و اللّطيفة بهذه الحالة مشهدًا صادمًا لأوليفيا.
“ألا يوجد أحـد بالخارج؟”
صرخت أوليفيا و هي في عجلة عجلة من أمرها. كانت تتمنى أن يأتي أحدهم بسرعة و يستدعي طبيبًا.
لكن ما لم تسحب حبل الجرس المستخدم لاستدعاء الخادمات، لم يكن من المحتمل أن يصـل صوتها عبر الباب المعزول جيدًا.
ماذا لو أغمـي على بيثاني؟
كانت بيثاني بالفعل شخصًا ثمينًا لا يمكن استبداله بالنّسبة لها. شعرت أوليفيا بقلبها يغرق. حاولت أن تبدو بخير و هي تتحدث:
“انتظري لحظة، بيثاني. سأستدعي طبيبًا. انتظري قليلاً. سأعود بسرعة.”
كانت في حالة ذعر لدرجة أنها لم تفهم معنى كلماتها حتّى. على الرّغمِ من ضعف ساقيها، سارعت أوليفيا نحو الخارج.
“سيدتي.”
في تلك اللّحظة، نادتها بيثاني بنفَـسٍ متقطّع. كادت أوليفيا أن تعانقها بسببِ شعورها بالإرتياح.
“عليكِ إخباره الآن. السيد، حقًا… حقًا.”
“….”
“حقًا، انتظر هذا اليوم.”
بمجرّد أن انتهت كلماتها المتقطّعة بصعوبة، امتلأت عينا بيثاني بالدموع.
السيّـد…لا شكّ أنها تعني إدوين بذلك.
كان رد فعل بيثاني الغريب بعد رؤية وثيقة منجم الكريستال الأبيض غريبا.
ما الذي يعنيه منجم الكريستال الأبيض بالنّسبةِ لإدوين؟
لكن…
بينما كانت تنظر إلى الدموع الصامتة في عينيّ بيثاني، التي تحمل مشاعر ثقيلة، لم تكن أوليفيا غبية بما يكفي لتضيع المزيد من الوقت.
سحبت حبل الجرس بسرعة.
بعد فترةٍ وجيزة، سمعت صوت طرق على الباب. و بمجرّد أن منحت أوليفيا الإذن، دخلت خادمة و أدت التحية بأدب ثم رفعت رأسها.
عند رؤية بيثاني بتلك الحالة، بـدت الخادمة مرتبكة للحظة، فأمرتها أوليفيا بإيجاز:
“أخبري إدوين أن يأتي إلى غرفتي. الآن.”
* * *
في وقتْ متأخر من الليل، توجّه إدوين إلى غرفة أوليفيا بعد استدعائه.
انحنى الخدم الذين كانوا يمرون بـه و هو يسير من بعيد ، حيث كانوا يتراجعون إلى جانبيّ الجدران بسببِ اعتيادهم على هالته الثقيلة.
استمر هوارد، الذي يتبعه من الخلف، في مناداته، لكن إدوين لم يكن يسمعـه.
كانت عيناه الحمراوان تلمعان بشدّة.
“السيدة تطلب حضور الدّوق الأكبر على وجه السرعة.”
في اللّحظة التي سمع فيها كلمات الخادمة التي طرقت باب مكتبه، لم يستطع إدوين كبـح ابتسامته.
“في هذا الوقت المتأخر؟ هل قالت إنها تريد رؤيتي حقًّا؟”
“عليكَ أن تكون حذرًا، سموّ الدّوق الأكبر. إذا واصلتَ الابتسام بهذا الشكل، فقد تمزق زاوية فمـكَ.”
حتى مزحة هوارد الباردة لم تصل إلى أذنيه.
هل شكواه الخفيفة عن قلّـة رؤية أوليفيا بسببِ انشغالها حول ينيف قد أثّـرت عليها؟ أم أن أوليفيا بدأت حقًا تحبّـه؟
لم يكن يهمّـه السّبب. مجرّد فكرة رؤيتها في هذا الوقت المتأخر جعلت قلبه ينبض بسعادة.
في تلكَ اللّحظة ،
“لكن يبدو أن السيدة بيثاني كانت تبكي.”
قالت الخادمة التي بدت مضطربة بإنها شعرت أنها يجب أن تخبره بهذا ، فشعر بأن مزاجه المرتفع سقط إلى القاع في لحظة.
“لماذا… لماذا تبكي الآن السّيدة بيثاني…؟”
ابتعد صوت سؤال هاورد شيئًا فشيئًا.
قالت الخادمة شيئًا ردًّا عليه، لكن كلماتها لم تصل إلى أذني إدوين.
آخر مرة رأى فيها دموع بيثاني كانت عندما كان في العاشرة، في اللّيلة التي سبقت اقتيـاد والدته إلى القصر الإمبراطوري بعد إخبارها بوفاة والده.
صورة بيثاني و هي تعض شفتيها بينما تبكي بصمت من أجله أيقظت إدوين العاجز ذو العشر سنوات في داخله.
“سمـوّكَ ، عليكَ أن تذرف دموع الفرح فقط. أنا سأخدمكَ بكل ما أوتيت بقوّة من أجل تحقيق ذلك.”
منذُ ذلك اليوم الذي سُحبت فيه والدته إلى القصر، خدمت بيثاني إدوين باعتباره الدّوق الأكبر دونَ حتى إجراء مراسم التتويج بشكلٍ صحيح.
بيثاني، التي كانت خادمة والدته، تولت دور الخادم الرئيسي.
بصفتها ساحرة الشمال، كان بإمكان بيثاني الذهاب إلى مكانٍ أفضل بفضل سمعتها، لكنها خدمت إدوين و فيكاندر بإخلاص أكثر من أي شخصٍ آخر.
و أوفـت بيثاني بوعدها أولاً.
لم تبـكِ بعد تلك اللّيلة أبدًا.
حتى عندما سقطت سمعة فيكاندر إلى الحضيض، و أصبحت نظرة الناس إلى العيون الخضراء سيئة ، و حتى عندما وصله خبـر وفاة والدتـه عبر إشعار فقط.
عندما اقتربَ إدوين من غرفة أوليفيا، كان الباب مفتوحًا قليلاً.
على عكسِ اللّحظة التي أصبحت فيها عيناه بيضاء من الصدمة، استعاد إدوين هدوءه تدريجيًا.
كان عليه أن يتصرف كالمعتاد. فكر في طرق الباب قبل الدخول، لكن في تلك اللحظة،
سمعَ صوت أوليفيا عبر الباب المفتوح قليلاً.
“ما الخطب، بيثاني!”
عند سماع صوتها المذعور، دفعَ إدوين الباب المفتوح دونَ تفكير.
في تلك اللحظة، شـكّ إدوين في عينيه.
بيثاني، التي لم تركع أبدًا لأحد سوى لوالدته، حتى له لم تفعل، كانت راكعة أمام أوليفيا و جبهتها ملتصقة بالأرض في انحناءة.
“إدوين، ساعدني. بيثاني، انهضي. من فضلك.”
كانت أوليفيا تحاول يائسة رفع ذراع بيثاني و هي في حالة ذعر.
.
.
.
“إدوين، ساعدني. بيثاني، انهضي. من فضلك.”
شعرت بحضور شخص ما، فنظرت لترى إدوين واقفًا.
طلبت أوليفيا المساعدة على عجل.
بغضّ النظر عن مدى محاولتها رفع بيثاني، لم تظهر بيثاني أي علامة على الوقوف.
بيثاني التي كانت تذرف الدموع بغزارة كما لو أنها منهكـة، كانت قد ركعت فجأة و وضعت جبهتها على الأرض نحوها.
أمام هذا المشهد الذي لم تـره من قبل، حدقت أوليفيا في بيثاني في صدمة و حاولت إيقافها، لكن دون جدوى.
“حقًا، حقًا …. شكرا لكِ.”
كانت الكلمات الممزوجة بالبكاء الخافتة هي الدليل الوحيد على أن بيثاني لم تفقد وعيها.
“أوليفيا، ما الذي يحدث بالضبط؟”
“لا أعرف. بيثاني، عندما رأت هذل، قالت إنه يجب عليّ إخبار إدوين على الفور ثم بدأت تبكي فجأة… ساعدني في رفع بيثاني أولاً.”
كانت في حالة ذهول لدرجة أنه لم يفهم ما الذي تقوله.
بـدا أن إدوين استعاد وعيه أخيرًا، فتقدم بخطوات واسعة و رفعَ بيثاني بسهولة.
بيثاني، التي لم تتحرك رغمَ كل جهودها، رُفعت في لحظة.
“سأستعير السرير.”
“بالطبع.”
سارعت أوليفيا برفع غطاء السرير فبدأت بيثاني، التي كانت مرتخية، تتحرك مرة أخرى.
“لا يمكن. سيّدي كيف يمكنني الاستلقاء على سرير السيدة…؟”
توقف إدوين للحظة عند كلمة “سيدي”. لم تُطلق بيثاني عليه لقب “سيدي” و لو لمرة واحدة منذُ أن بدأت تعامله كدوق أكبر.
لكن أوليفيا، التي صُدمت بهذا الموقف، قالت بحزم بوجه لا يقبل الجدال:
“استلقي بهدوء، بيثاني. و إلا سأغضب حقًا و لن أرى وجهكِ غدًا.”
عندها فقط توقفت بيثاني عن الكلام و وضعها إدوين بحذر على السرير.
استمرت بيثاني في ذرف الدموع. ومع ذلك، بدت هادئة قليلاً، فتنهدت أوليفيا براحة.
“ما الذي يحدث، أوليفيا؟”
آه، بالتأكيد إدوين كان أكثر ذعرًا منها. سارعت أوليفيا بالبحث عن الوثيقة في الغرفة.
في اللّحظة التي شحب فيها وجه بيثاني، كانت قد وضعت الوثيقة في مكانٍ ما.
لحسن الحظ، لم تضطر للبحث كثيرًا فقد كانت الوثيقة موضوعة بشكلٍ صحيح على المكتب.
قالت أوليفيا بحذر بينما تمـدّ الوثيقة له:
“قالت بيثاني إنه يجب عليّ إظهار هذه لإدوين الآن.”
نظر إدوين، الذي كان يحدق في بيثاني، إلى الوثيقة التي قدمتها أوليفيا.
في اللّحظة التي قرأ فيها العنوان، أصبح ذهن إدوين أبيض بالكامل.
حتى بعد استعادة شرف العائلة الذي سقط إلى الحضيض، كان قد تخيّل ذلك مئات المرات.
كيف سيكون شعوره إذا استعاد منجم الكريستال الأبيض من الإمبراطور؟ هل سيكون سعيدًا كما هو الآن بعد إعادة بناء عائلته، أم أكثر سعادة؟
في كل مرة كان يشعر فيها بالفراغ الذي لا يمكن ملؤه أثناء تجواله في ساحات المعارك، كان إدوين يفكر دائمًا في منجم الكريستال الأبيض.
“لقد أخـذه الإمبراطور الآن، لكن عليكَ أن تتذكّر، إدوين لويل فيكاندر. يجب أن تستعيده. إنه ملكـكَ. مِلك فيكاندر و مِلك لويل!”
في اللّيلة التي سبقت اقتياد والدته إلى القصر الإمبراطوري، بينما كان الجميع يبكون بحزن، تحدثت والدته إليه بوقار.
كان ذلكَ عندما وصـلَ خبر وفاة والده، القائد العام للحرب.
بدلاً من تقديم العزاء، طالب الإمبراطور بتحمّل مسؤولية الهزيمة.
على الرّغمِ من أن الجميع قالوا إنها معركة محكوم عليها بالفشل منذُ البداية، إلا أن ذلك لم يُجـدِ نفعًا.
طالب الإمبراطور بأغنى منجم جواهر في فيكاندر، سيف لويل الثمين، و منجم الكريستال الأبيض.
كان الجميع يعلم أن نيته الحقيقية كانت ابتلاع الدوقية الكبرى و كامل عائلة فيكاندر.
و اعتقد الجميع أن الأمور ستسير حسب رغبة الإمبراطور.
الدّوقة الكبرى، على الرّغمِ من جمالها، إلا أنها كانت تبدو هشّـة. توقعوا أن فيكاندر، مثل مملكة لويل المنهارة، ستصبح جزءًا من التاريخ.
لكن والدته الدّوقة الكبرى لم تذرف دمعة واحدة. عند سماع خبر وفاة زوجها، أصبحت أقوى من أي شخص آخر.
أميرة لويل الأخيرة.
كانت والدته قوية بما يكفي لتحمل مسؤولية شرفها. بعد مفاوضات مع الإمبراطور، حمـت شعب فيكاندر و اختارت أن تُسحب إلى القصر بنفسها.
كلّما تذكر إدوين وجهها الحازم الذي لم يذرف دمعة واحدة، كان يتذكّر معنى اسمـه.
إدوين لويل فيكاندر.
اسم يحمل عائلة الدّوق الأكبر المنهارة و مملكة لويل المختفية في آن واحد.
سيّـد عائلة فيكاندر و آخر فرد من سلالة مملكة لويل التي اختفت في التاريخ.
كان إدوين ينظر دائمًا إلى نفسه التي تشعر بالفراغ و هو يفكّـر أن سبب ذلكَ الشعور هو فقدانه لـ “لويل” .
منجم الكريستال الأبيض، مثل سيفه الثمين ، كان كنز لويل.
كان آخر إرث تركته والدته له.
كان يفكر أنه إذا أصبح ذلك المنجم ملكـه، فربّما قد يمتلأ هذا الفراغ الذي في داخله.
لكن الواقع كان أنه يقف هنا الآن عاجزًا بينما ترتجف يـداه بغباء.
“كيف…؟”
لم يستطع إدوين إكمال جملته. ضغط على عينيه بقوة و أصبحت رؤيته ضبابية من خلف أصابعه الطويلة الأنيقة.
و من بين الأصوات البعيدة المنتشرة التي جعلته يشعر كما لو أنه مغمورًا في الماء، سمـعَ صوت أوليفيا بوضوح و هو يجذبه إلى الواقع.
“إنّـه مهـري الذي تلقيته من الأميرة. في اليوم الذي ذهبنا فيه إلى القصر الإمبراطوري معًا
…هذا ما أحضرته.”
ما أحضرته أوليفيا بعد لقاء الأميرة.
تحقق توقعه الجريء بشأن المنجم.
شعر بالأرض تحت قدميه و بملمس الوثيقة في يده.
عـضّ إدوين على أسنانه و هو يواجه الواقع الذي ضربـه كعاصفة.
سألت أوليفيا بصوتٍ متردّد:
“…هل هذا مهم بالنّسبة لكَ، إدوين؟”
“ألا تعرفين ما الذي فعلتِه الآن، أوليفيا؟”
“…لا.”
“لقد فعلتِ ما لم أستطع فعله بنفسي على مدى سنوات خلال كل تلكَ الحروب”
“ما الذي تعنيـه…؟”
“لقد استعـدتِ إرث والدتي، كنز لويل المسروق.”
إرث و كنـز؟ لم تكن تعلم أنه بهذه الأهمية…
لم تعرف أوليفيا كيف تتفاعل مع هذه الحقيقة، فرمشت بعينيها فقط.
في هذه الأثناء، اقترب إدوين من أوليفيا و هو يمسك الوثيقة بقوّة. ثم دفـنَ وجهه في كتفيها الصغيرين.
“حقًّا…..شكرًا ، شكرًا لكِ يا أوليفيا.”
كان صوت دقات قلب إدوين القريب واضحًا. بعد أن تجمدت أوليفيا للحظة، رفعت يدهـا ببطء و ربّتت على ظهر إدوين.
مع لمستها اللّطيفة، شعرت أوليفيا بأنفاسه الدافئة و هي تلامس رقبتها، لكنها لم تقـل شيئًا.
كانت الدموع التي تتساقط على كتفها دافئة.
* * *
في ليلة اعتلى فيها القمر ذروة السماء، خرجت عربة من قصر الدّوق الأكبر.
كانت وجهتها منجم الكريستال الأبيض.
التعليقات لهذا الفصل " 54"