و إلا، كيف أمًرَ بحظر دخول عائلة مادلين و العائلة الإمبراطورية وتشديد الحراسة حول الإقليم بمجرد وصولي إلى أسوار المدينة؟
تجعّـد وجه جايد مادلين الوسيم. لم يسترخي وينستر رغمَ التوتر النابع من هذا الجو الحاد.
“…بأي صفة يمنعني الدّوق الأكبر من رؤية أختي؟”
يبدو أنه تخلى عن الأدب الآن.
على الرّغمِ من كلامه القصير، اتسعت عينا وينستر كما لو أنه سمع شيئًا عجيبًا.
“…أخـت؟ لم أكن أعلم أن للسير مادلين أختًا غير الأميرة إيسيلا مادلين.”
اتسعت عينا جايد البنفسجيتان المشرقتان كما لو أن ضربة وجهت إليه. كان هـز رأسه وكأنه ينفي الواقع أمرًا مضحكًا.
“لقد تجاوزتَ الحدود، سيدي.”
“…..”
“منذُ اللحظة التي أقسـمَ فيها سموّه الولاء للسيدة، أصبحت أنتَ مَـنْ يتجاوز الحدود مع سيدتنا.”
“…..”
“أليس ذلك صحيحا؟ لم تعـد هناك أي علاقة بينكما.”
كانت كلماته الحادة مثل طعنة في الصدر.
عض جايد على أسنانه و بينما ينظر إليه، تكلم وينستر بهدوء:
“…ما لم ترغب السّيدة في رؤية السير مادلين.”
بشكلٍ مضحك، ظهرت لمحة من التوقع على عينيه البنفسجيتين. عرف وينستر كيف يكسر هذا التوقع في لحظة.
“و بالطبع، لن يحدث ذلك.”
أنهى وينستر كلامه و غادر الحانة بهدوء. اقترب فارس كان ينتظر من وينستر وقدم تقريرًا:
“الأميرة لا تزال في كاتانتا.”
“ماذا؟ هذا كل ما وصلت إليه؟ ألم تتحرك قبل يومين؟”
عبس وينستر.
حتى لو جاء جايد دونَ توقف، إلا أن الأميرة لا تزال في إقليم كاتانتا؟ إنه على بعد أربع ساعات فقط من العاصمة.
“يقال إن الأميرة تعاني من دوار الحركة الشديد.”
عند إجابة الفارس الجادة، تصلّب وجه وينستر. كانت عربة الأميرة من أعلى طراز و بالكاد تهتز.
كيف لها أن تعاني من دوار الحركة في الطريق إلى كاتانتا فقط في مثل هذه العربة؟
كلما تعمق أكثر في الأمر، كان يجـد الأميرة مختلفة تمامًا عن الشائعات العامة عنها المعروفة بالعظمـة.
إذن، مَـنْ الذي كان يقوم بتلكَ الأعمال بدلاً منها؟
حتى لو حاول ألا يخمن، كان المرشح يتقلص دائمًا إلى شخصٍ واحد. نظر وينستر من بعيد نحو قصر الدّوق الأكبر.
* * *
في تلك اللحظة، كان إقليم البارون كاتانتا في حالة اضطراب كما لو أن إعصارًا ضرب المكان.
كان البارون كاتانتا، الذي دخل منتصف العمر، مضطربًا و هو ينظر إلى غرفة الضيوف الأفضل.
كان هناك ضيف نبيل غير متوقع في الغرفة التي يحرسها فرسان القصر الإمبراطوري.
“عزيزي، ألا يجب أن نقدم تحية رسمية للأميرة؟”
لم تتأقلم البارونة كاتانتا مع هذا الموقف المحير أيضًا.
كان إقليم كاتانتا، الواقع على بعد أربع ساعات من العاصمة لعائلة نبيلة ريفية عادية ، لم تكن لها صلة بالنبلاء المركزيين عبر الأجيال.
كان حضورهما في اجتماعات النبلاء أحيانًا أحد الأمور التي يفتخران بها.
لكن أن تأتي الأميرة النبيلة الملقبة بأنها تشبه القديسة إلى كاتانتا…!
“أشكركَ على تفهمكَ لزيارتي المفاجئة، ايها البارون. كنتُ في طريقي لكنني شعرت بالإرهاق، فأردت المكوث ليوم واحد. بما أنني في مهمة بأمر جلالة الإمبراطور، أرجو أن تبقي أمر إقامتي هنا سرًا.”
ارتجف البارون وهو يسترجع كلمات الأميرة.
مهما فكر في الأمر، فقد كانت فرصة لن تتكرر.
كيف يضيّع فرصة إرتباط كاتانتا بالعائلة الإمبراطورية!
جمـعَ البارون شجاعته و تقدّم نحو غرفة الضيوف بخطوات واثقة، غير متأثر بنظرات الفرسان الباردة.
“…أظنّ أنّه ينبغي لسموها تناول شيءٍ من الطعام.
رجاءً اسألوها عن ذلك.”
“سنتولى نحن الاهتمام بطعام الأميرة. شكرًا لكَ أيها البارون.”
رسم الفارس الحدود بأدب.
“لكنها بـدت شاحبة جدًا عندما رأيتها. ربّما هي مريضة…”
“سنتأكد من ذلك أيضًا.”
كلما حاول اقتراح شيء، شعر بأنه يُدفع بعيدًا. بينما كان البارون و زوجته ينظران حولهما و يتحركان،
“آه!”
اتسعت أعينهما عند سماع صرخة حادة من داخل الغرفة. بالتأكيد، لا يوجد في الغرفة سوى الأميرة و خادماتها…؟!
“انتظر! صاحبة السّمو!”
اندفع البارون و زوجته نحو الباب، لكن ذلك كان عبثًا لأن الفرسان قد منعوهما بسرعة.
“ما الذي تفعلونه…!”
الأميرة ذات القلب النقي كالقديسة. لم يكن مقبولًا أن يحدث شيء لسلامتها في قصره.
بينما كان البارون يحاول دفع الفرسان و ينظر إليهم، تراجع و كبـح كلامه.
كان الفرسان ينظران إليه بنظراتٍ باردة ، فاستمرت المواجهة الصامتة بينهم.
بعد فترة وجيزة، فُتح الباب و ظهرت سيدة ذات شعر أزرق داكن و هي تبتسم بلطف.
“سمعت ضجيجًا لهذا أتيتُ لرؤية الأمر. ما الذي يحدث؟”
“سيدتي، كل شيء على ما يرام هنا. لكن ، هل كل شيء بخير داخل الغرفة ؟ لقد سمعنا صرخة أحدهم.”
“آه، لقد سمعتما ذلك إذن.”
تنهدت البارونة لوكاس كما لو كانت في حيرة.
“لأنني أثـق في سمعة البارون، سأخبركَ… لدينا خادمة حساسة تصرخ و تنهار أحيانًا. تتسامح الأميرة معها برحابة صدر. فهي تحبّ أتباعها كثيرًا.”
آه، عند سماع هذا، زال القلق من وجهيّ البارون و البارونة، و ظهرت توقعات صغيرة داخلهما.
كيف سيكون الأمر لو أصبحوا جزءًا من أتباع الأميرة المتسامحة التي تحتضن حتى خادمة تنهار؟
“هذا مطمئن. كنا نخشى أن يكون قد حدث شيء للأميرة.”
“كيف يمكن أن يحدث ذلك؟”
ضحكت البارونة لوكاس بخفّة كما لو أنها سمعت نكتة مضحكة. فتبعها البارون و زوجته بالضحك.
“بالمناسبة…”
“نعم؟”
“هل هناك طريق ممهّـد إلى إقليم مويكين؟”
عند سؤال البارونة لوكاس، ابتسم البارون ببراعة و هـزّ رأسه.
“ذلكَ الطريق لن يؤدي سوى إلى إقليم فيكاندر. و بما أن الفرسان الأقوياء هم مـنْ يذهبون و يأتون عبر ذلك الطريق، فلم تكن هناك حاجة لإنفاق المال على صيانته. بدلاً من ذلك، لدينا حديقة صيفية رائعة في الأسفل، رجاءًا انقلي ذلك إلى سمو الأميرة.”
تحملت البارونة لوكاس صداعًا نابضًا و هي تنظر إلى البارون المبتسم بفخر.
كانت تعلم أن الأميرة ستنفجر غضبًا مرّةً أخرى.
.
.
.
“آه!”
“صاحبة السّمو، اهدئي. ستؤذين حلقكِ.”
في غرفة مزخرفة بألوان زاهية، برقت عينا الأميرة بين الخادمات المحتارات.
“كيف لا يقومون بصيانة الطرق في هذا المكان! يا لعار الإمبراطورية!”
عبست الأميرة و هي تصرخ. عادت معدتها التي كانت مضطربة من الطريق غير الممهد للاهتزاز مرّةً أخرى.
كان يومًا مضطربًا لدرجة أنها كادت تتقيأ الماء حتّى.
بصفتها أميرة، لم تستطع المكوث في أي مكان، فكان إقليم البارون هذا هو المكان الذي وجدته بصعوبة.
نظرت الأميرة إلى الغرفة بنظرة ازدراء.
هذه الغرفة البذيئة ذات الألوان الزاهية غير النبيلة.
كانت هذه الغرفة ريفية اكثر ما تكرهه الأميرة هنا.
“…لو كان الطريق ممهدًا بشكلٍ صحيح، لكنتُ وصلت إلى إقليم فيكاندر الآن.”
عضت الأميرة على أسنانها و هي تتذكر الطرق التي اعتادت السفر فيها. منتجعات الجنوب الشهيرة بالقصر الصيفي، الشرق الجميل في الخريف حيث فيلا الإمبراطورة، و الغرب المجاور لدول أخرى.
كانت جميع الأماكن التي زارتها الأميرة متصلة بطرق نظيفة و ممهدة.
“سموّكِ، لماذا لا تستلقين؟”
عادت البارونة لوكاس، التي ذهبت للتحدث مع البارون. عند رؤية وجه المربية القلق، تنهّدت الأميرة مرّةً أخرى.
“أيتها المربية، ما الذي قاله لكِ؟ هل هناك طريق ممهّـد؟”
“…حسنًا.”
تلاشت خيوط الأمل عند رؤية وجه المربية المظلم فصرخت الأميرة بغضب.
كان عليها أن تفعل ذلكَ و إلا لم تكن لتهدأ من شدّة الغضب.
“سموّكِ، قصر القصر البارون هذا ليس عازلا للصوت بشكلٍ جيد. إذا هدأتِ قليلاً…”
“كل شيء هنا سيء! كيف لا يمكنني حتى التعبير عن غضبي بحرية!”
“…أعتذر، سموّكِ”
نظرت الأميرة إلى البارونة لوكاس بحدة.
على عكس الثقـة التي أبدتها قبل أيام بقولها إنها ستجـد طريقة ما، كان وججها يظهر عجزها و عدم امتلاكها لأيّة حلول .
لم تصل حتى إلى إقليم فيكاندر الذي كان عليها الذهاب إليه بسرعة، و كانت معدتها مضطربة.
كان عزمها على العثور على ذلكَ المنجم المهجور ملحًا، و لم تكن تعرف بعد ماذا ستقول لتلكَ النصفية.
لا يمكن إلغاء ختم السحر.
اختلطت كل هذه المشاكل، و تسببت في صداع. كان حلقها يجف باستمرار.
“…حقًا، تلكَ النصفية. إذا رأيتها فقط، لن أتركها و شأنها. حسنًا، بسببِ كونها وضيعة، ربّما ذهبت عبر الطرق غير الممهدة بسهولة.”
تظاهرت الخادمات بعدم سماع الكلمات الشرسة التي تفوهت بها. كما اعتدن دائمًا.
.
.
.
“يا إلهي.”
لكن خادمات قصر البارون كنّ مختلفات. كانت الخادمات اللواتي ينظفن غرفة الخادمات في الطابق السفلي يرمشن بأعينهن و يغطين أفواههن.
كان من المفترض أن الأميرة النبيلة الملقبة بالقديسة تقيم في الطابق العلوي.
لكن تصرفاتها البذيئة مختلفة عما هو معروف عنها. كما أن الجو العدائي حولها مليء بنيّـة القتل.
كان ذلكَ عكس الشائعات عن الأميرة القديسة التي عرفنها.
بدأت أفواه الخادمات تحك من الرغبة في الحديث.
في وقتٍ قصير، بدأت شائعة مثيرة تنتشر في القصر البارون.
انتشرت شائعة عن الأميرة التي وصفت القصر البارون بـ”الأسوأ” دونَ تردد، و لم يكن بالإمكان احتواؤها.
* * *
في غرفة طعام عائلة مادلين. بعد انتهاء الوجبة، مسح كونراد فمـه بأناقة و قال:
“…لقد تحسنت الأمور كثيرًا. شكرًا، سيدتي.”
عاد طعم الطعام الذي كان مزعجًا إلى طبيعته.
“لا داعي للشكر، أيها الدوق الشاب.”
قبلت البارونة مونيك الشكر بوجهها الهادئ المعتاد.
كان ذلكَ بفضل الأتباع. تولى البارون بايسان الدفاتر و التسويات المهمة، بينما رتبت البارونة مونيك الأجواء المضطربة في القصر و التغيرات الدقيقة في الوجبات.
بمساعدتهم ، عاد قصر عائلة مادلين إلى ذلك القصر الذي كان عليه قبل أن تتولى أوليفيا الشؤون الداخلية.
الآن، استعاد قصر مادلين مساره.
بينما كان شعور خفيف بالنشوة يتصاعد، قالت البارونة مونيك :
“لقد أخبرت الآنسة إيسيلا عن إدارة الوجبات و موضوع زينة القصر الصيفي. بما أنها ذكية جدًا، لن تكون هناك مشاكل كبيرة. إذا سمحت لي، سأتفقد الأمور هنا كثيرًا.”
لكن…
توقفت السّيدة مونيك للحظة. ثم ارتشفت من فنجان الشاي كما لو كانت تختار كلماتها.
“…لم أكن أعلم أن الآنسة إيسيلا مهتمة بحفلات الشاي. لأنها لم تكن مهتمة بجدول الحفلات الاجتماعية، شعرت أنني يجب أن أخبر الدوق الشاب.”
“ماذا…؟”
سأل كونراد دونَ وعي.
ابتلعت البارونة مونيك توقعها و قالت كما لو أنه ليس بالأمر المهم:
“لا بأس ، إنه ليس بالأمر الكبير. ابنتي أيضًا لم تكن مهتمة بالمجتمع الراقي، لكنها أبدت اهتمامًا قبل ظهورها الأول.”
أومأ كونراد بابتسامة هادئة. لكن داخله لم يكن هادئًا.
إيسيلا مهتمة بالمجتمع الراقي؟ كان هذا جديدًا عليه.
شعر كونراد بقلبه يغرق و شـدّ قبضته دون وعي.
بالطبع، كيف كان من المفترض أن يعرف عن ذلكَ دونَ الحديث معها؟ متى كانت آخر مرة أجرى فيها محادثة طبيعية مع إيسيلا أصلا؟
فكّر كونراد بعمق و ابتلع تنهيدة ثقيلة.
منذُ وقت ما، تغيرت إيسيلا. توقفت عن حضور العشاء مع والده تحت ذريعة اضطراب معدتها، و قللت تدريجيًا من محادثاتها معه.
المرة الأخيرة التي تحدث فيها مع إيسيلا كانت قبل أيام، عندما كان جايد يتناول العشاء بسرعة قبل مغادرته.
“إيسيلا، هل هناك شيء ما يحدث معكِ مؤخرًا؟ أصبحت أراكِ بالكاد. و قد أصبحتِ تتخطين العشاء أيضًا.”
“فقط، أشعر أن معدتي مضطربة مؤخرًا.”
إيسيلا اللطيفة و المشرقة. لا تزال أختـه الصغيرة المحبوبة حنونـة، لكنها تعلمت كيف تقطع المحادثة ببرود.
بمجرّد انتهاء المحادثة القصيرة، صعدت إيسيلا إلى غرفتها كما لو أنها أكملت مهمتها.
لم يستطع كونراد فعل شيء سوى مشاهدتها.
لم يستطع حتى سؤالها عما يزعجها. أو بالأحرى، لم يرد سماع ذلك.
شعر أن كلمات إيسيلا، أخته الصغيرة المحبوبة، قد تقلب كل ما كان يؤمن به في لحظة.
كان يعتقد أن مساعدة الأتباع ستعيد قصر مادلين إلى مساره.
لكن الدلائل على خطأ تفكيره ظهرت في كل مكان. حتى طعم الوجبة الذي كان مرضيًا حتى الآن أصبح مُـرًّا بشكلٍ غريب.
حافظ كونراد على ابتسامة هشة.
كان هو الوحيد الذي يعرف مدى مرارة مشاعره الداخلية.
* * *
في تلكَ الأثناء ، في وقتٍ متأخر من الليل في قصر الدّوق الأكبر.
“هل هناك تابع يتولى إدارة الشؤون الدوقية الكبرى؟”
كان سؤالًا مفاجئًا.
نظرت بيثاني، التي كانت تجهز فراش السيدة، إلى أوليفيا و أشارت إلى نفسها.
“لا يوجد تابع محدّد لإدارة شؤون الدّوقية. لكن بما أنني أتولى إدارة الختم السحري بنفسي، يمكن اعتباري المسؤولة.”
ابتسمت أوليفيا بخفّة عندما سمعت تلكَ الكلمات. بـدت ملامحها المبتسمة أكثر راحة مما كانت عليه عندما وصلت إلى القصر لأوّل مرة.
و بينما كانت بيثاني تحدّق في عينيها الخضراوتين اللامعتين بذكاء، كبحت موجة حنين ارتفعت في صدرها بشكلٍ مفاجئ.
“إذن، بيثاني، هل يمكنكِ مساعدتي في شيء ما؟”
“ما الشيء الممتع الذي تخططين له هذه المرة؟”
تذكرت بيثاني الأحداث الأخيرة التي هزت القصر، بما في ذلكَ تغيّر ديان الذي كان أصبح إلى جانبِ السيدة بعد أن كان يعاديها بشدّة، و نظرت إليها بفضول.
عندها أخرجت أوليفيا وثيقة كانت قد وضعتها في أعماق درج المكتب و رفعتها قليلا.
“أليس من المفترض أن تكون ممتلكات الدّوق الأكبر و الدّوقة الكبرى مشتركة؟ أريد مفاجأة إدوين بهدية. هل يمكنكِ مساعدتي في ذلكَ؟”
احمرّت وجنتاها بخجل و هي تبتسم مازحة.
هدية مفاجئة؟ إلى أي مدى تريد إدهاشه؟
تجمّـد وجه بيثاني للحظة. لكن أوليفيا التي لم تلاحظ ذلك، أخرجت الوثيقة من الظرف و قلبت بضع صفحات.
“إنّـه مهـري. بالطبع، ليس له قيمة كبيرة الآن، لكن إن اعتنيتُ به، فيتحسّن، أليس كذلك؟ أريد تسجيله مسبقًا كجزء من الممتلكات المشتركة من دون علم إدوين.”
أصبح صوت أوليفيا المبتهج يبدو بعيدًا. نظرت بيثاني التي تعـد قادرة على التنفس بشكلٍ صحيح إلى الوثيقة التي في يد أوليفيا.
التعليقات لهذا الفصل " 53"