في العربة المتجهة إلى إقليم فيكاندر، عندما قال إدوين إنه جائع، فكرت أوليفيا بشكلٍ طبيعي في الخبز كوجبة.
شطيرة مليئة بالجبن ولحم الخنزير ستكون مثالية. تذكرت الشطائر التي كانت تُعـدّها الطاهية مارثا في قصر الدّوق الأكبر.
لكن سرعان ما ضحكت أوليفيا بخفة و أوقفت أفكارها.
كانت تعلم جيدًا أن الخبز المدهون بالمربى هو الأسهل لتناوله في عربة متأرجحة، بفضل خبراتها من السّفر عبر مناطق مختلفة تحت أمر الأميرة.
* * *
لذلك، شعرت أوليفيا أن هذا الموقف غريب.
كانت العربة متوقفة على طريقٍ هادئ في سهل واسع، و الفرسان يجلسون هنا و هناك، بينما يفتحون سلالًا جميلة مليئة بالشطائر.
“أوليفيا، أي واحدة تفضلين؟”
نظرَ إدوين إلى أربع شطائر كما لو كان يواجه أصعب لغـزٍ في العالم.
“الجبن المذاب مع لحم الخنزير جيد، و شريحة الدجاج مع الجرجير و الزيتون الأخضر جيدة أيضًا، والطماطم مع لحم العجل المخلل جيد كذلك. آه، أحبّ السلمون عادة، لكنني لستُ في مزاج له اليوم.”
نظرَ إدوين إلى أوليفيا كما لو كان يطلب نصيحتها. كانت أشعة الشمس التي تخترق أوراق الشجر الكثيفة، متلألئة على وجهه.
الرياح التي تعبث بشعره، و رائحة العشب العابرة، و وضعيتها المربكة وهي جالسة على الأرض.
كل شيءٍ بدا واضحًا بشكل مفرط.
ابتلعت أوليفيا شعورها بالغرابة و سألت إدوين:
“هل من الجيّد أن نسافر هكذا؟”
“ماذا؟”
“أنـتَ مشغول. الرّحلة إلى فيكاندر تستغرق ثلاثة أيام، و هذا يبدو وكأنه…”
توقفت أوليفيا للحظة وزنظرت حولها. السماء الزرقاء الصافية كما لو كانت مرسومة بالألوان المائية، و السهل الأخضر الواسع الذي يؤلم العين، و ضحكات الفرسان المرحة المنتشرة على مسافات متباعدة.
“…يبدو و كأنه نزهة.”
“يا أميرة، ألستِ تظنّين أنّكِ مخطئة باعتقادكِ أنها نزهة؟ إذا ذهبتِ للعمل، يجب أن تنهيه بسرعة و تعودي. لماذا تصلني أخبار بأنك كنتِ تتجولين ببطء؟”
تذكرت فجأةً المرّة الأولى التي سافرت فيها إلى منطقة أخرى بأمر الأميرة.
عندما توقفت لتناول الشطائر التي أعدتها سالي، وبّختها الأميرة بشدّة.
شعرت أوليفيا بالعجلة دونَ وعي.
هذه ليست نزهة. يجب أن نصل إلى فيكاندر بسرعة.
“ليس الأمر و كأنه نزهة، إنها نزهة بالفعل.”
نظرَ أوليفيا إلى إدوين في تلكَ اللحظة. كان إدوين، الذي صحّح كلامها بوضوح، يراقبها بحدة.
توقّفت يدها الصغيرة، المدفونة في طيات فستانها، عن الحركة المستمرة.
لكنه، بعد التّأكد من أن ظهر يدها البيضاء خالٍ من أي علامات أظافر، لوى عينيه الجميلتين بنعومة.
“ما الذي يجعلنا مشغولين؟ سواء استغرق الأمر ثلاثة أيام أو أكثر، الوجهة هي نفسها.”
حطّمت نبرة إدوين البطيئة كلمات الأميرة التي كانت متجذّرة بعمق في أوليفيا في لحظة.
لا داعي للعجلة. الوجهة هي نفسها على أي حال.
هذه الكلمات القصيرة ضربت أوليفيا كموجة كبيرة. رمشت أوليفيا بعينيها ببطء.
قلبها، الذي كان ينبض بقلق، بدأ ينبض بمعنى مختلف.
نزهـة.
مرّت مشاعر متنوعة على وجهها الصافي.
السّعادة، الحماس، و اختفى القليل من القلق، مما جعل وجهها محبوبًا بشكلٍ لا يضاهى.
على عكسِ وجهها الذي عادَ إلى طبيعته، احمرت أطراف أذنيها تدريجيًا. لاحظَ إدوين ذلك وقال بمزاح:
“قالت مـارثا إن الشطائر يجب أن تؤكل بسرعة. هل تعلمين أن جميع الفرسان ينظرون إليكِ الآن؟”
تلاشى شعورها بالشّرود قليلاً، و عادت إلى الواقع. كما قال إدوين، كان الفرسان الذين يحملون الشطائر ينظرون إليها. أمسكت أوليفيا بشطيرة عشوائية من يـد إدوين في ذهول.
“إدوين، لماذا لم تأكل؟”
“كيف يمكنني الأكل أولاً و أنتِ تظهرين مثل هذه التعبيرات الممتعة؟ تناوليها ببطء.”
بينما كان يخبرها أن تأكل ببطء، قام إدوين بإزالة غلاف الشطيرة التي كانت تمسكها أوليفيا. اجتاحت رائحة الجبن المذاب أنفها.
شعرت بالجوع فجأة.
قضمت أوليفيا الشطيرة بحذر.
كان طعمًا مألوفًا. على الرّغمِ من أنها كانت تعلم أن شطائر مارثا المحشوة بالجبن ولحم الخنزير لذيذة، إلا أنها كانت لذيذة بشكلٍ لا يصدق.
“لذيذة.”
تمتمت أوليفيا دونَ وعي. على الرّغمِ من أنها مثل الشطائر التي تؤكل في قصر الدّوق الأكبر ، إلا أنها كانت لذيذة حقًا.
“من الجيد أنها لذيذة، أوليفيا. الشطائر في النزهة لها طعم مختلف، أليس كذلك؟”
“نعم، مختلفة حقًا.”
“هل نفعلها مرّة أخرى؟ نزهة؟”
راقبَ إدوين الذي اقترحَ ذلك، رد فعل أوليفيا.
توقّعَ أن تجيب على الفور، لكن أوليفيا حرّكت شفتيها و أجابت متأخرة بخطوة.
“…هل يمكن أن نقوم بالنّزهة لمرتين؟”
ضحكَ إدوين بصوت عالٍ عند سماع نبرتها الجادة.
احمـرّ وجه أوليفيا من ضحكته المرحة.
* * *
“لكن لماذا النزهة؟ هناك قرية قريبة إذا تقدمنا قليلاً. ألن تفضل سيدتي مطعمًا لائقًا؟”
عندما نفدت الشطائر العديدة، طرح أحد الفرسان المتدربين سؤالاً بفضول. نظرَ هوارد إلى سيّـده بدلاً من الإجابة.
تحت الأشجار الكثيفة، كان الدوق الأكبر و سيّدته جالسين على بساط ذو لون بنيّ فاتح.
كان منظرهما يبدو كلوحة فنية.
كانا يتحدثان بسعادة، و لم تنقطع الابتسامات عن وجهيهما.
تذكّـر هوارد صوت الطبيب براندون وهو يضع عصيرًا و فواكه أمام السّيدة بشكلٍ طبيعي.
“قودوا العربة ببطء قدر الإمكان أثناء الرحلة. كما تعلمون، السّيدة من النوع الذي يتحمّـل الأمور بشكلٍ جيّد، لذا قد لا تخبركم إذا شعرت بالتّوعك.”
“ما الذي يجب علينا أن ننتبه إليه أيضًا؟”
“سيكون من الجيد أن تتعرض للشّمس كثيرًا. إنها شخصية هادئة جدًا، لذا نادرًا ما تتعرّض للشمس. من الصعب وصف ذلكَ كعلاج.”
تذكّر هوارد أيضًا كيف ابتسمَ الدوق الأكبر، بعيون حمراء، عندما سمع ذلك.
“هذا جيّد. لقد أعددتُ لذلك بالفعل.”
كان هوارد، الذي عرف خطّـة إدوين منذُ أن أمرَ مارثا بتحضير مئات الشطائر، يومئ برأسه وقال:
“…حسنًا، الطّقس جيد.”
ظـلّ الفارس المتدرب يبدو محتارًا، لكنه سرعان ما ابتسمَ كما لو أن الجيّد هو الجيّد.
* * *
تساقطت أشعة الشمس عبر الأوراق الخضراء الكثيفة. كانت الأوراق الخضراء الداكنة تلمع كالفضة عندما تلامسها الشمس. كان من الممتع رؤية الأغصان الرفيعة تتمايل مع كل نسمة ريح.
تطاير شعر أوليفيا مع النسيم. كانت رقبتها تشعر بالدغدغة، لكنها لم تحاول ترتيب شعرها.
كل شيء كان جيّدًا.
أصوات الفرسان من بعيد، العشب الذي ينحني ثم ينهض مجددًا مع الريح، وأشعة الشمس المبهرة التي تخترقها.
“ألستِ تشعرين بالبرد؟ إنّـه أواخر الربيع، لكن الرياح تهـبّ.”
و إدوين، الذي قـدّم لها بطانية.
ابتسمت أوليفيا وهي تواجه عينيه الحمراوين المليئتين بالفرح.
هذه اللحظة، التي تشبه لوحة فنية، هذا الهدوء.
فكرت أوليفيا أن هذا هو الوقت المناسب للتحدث.
“لـديّ طلـب، إدوين.”
فتحَ إدوين عينيه باهتمام. تنفست أوليفيا بخفة و استمرت:
“عندما نصل إلى فيكاندر، هل يمكنكَ الانتظار حتى أرى بنفسي إذا كان الناس هناك يرحبون بي أم لا؟”
* * *
“…كل مَنٔ في فيكاندير مستعدّون لخدمتكِ بإخلاص.”
قبل أيام، قبل مغادرة قصر الدّوق الأكبر، كان رد سوفيل على سؤال أوليفيا حكيمًا. لكن أوليفيا ضحكت بهدوء و قالت مرّة أخرى:
“أنا أسأل عن الولاء، ليس عن الخدمة المخلصة.”
لم يستطع سوفيل، اليي كان دائمًا هادئًا و ماهرًا في الرد، أن يفتح فمه بسهولة. وجدت أوليفيا ذلك متوقعًا.
أول ما شعرت به عند وصولها إلى قصر الدّوق الأكبر هو العداء تجاه الإمبراطور و العائلة الإمبراطورية من الجميع هناك. على الرّغمِ من استخدامهم تعابير محايدة قدر الإمكان عند التحدث معها، إلا أنهم استخدموا تعابير سلبية تجاه الإمبراطور بشكلٍ غير مباشر.
حتى إدوين فعلَ ذلك. كان أول نبيل رأته لا يطلق لقب “جلالته” على الإمبراطور.
في كل مرة، كانت أوليفيا تتذكر المعلومات التي كانت لديها عن عائلة فيكاندر دونَ أن تُظهر رد فعل.
كانت القصة المنتشرة في الإمبراطورية هي أنه “كان هناك صراع على السلطة بين الإمبراطور و الدّوق الأكبر السابق، لكن الدّوق السابق خسر، و كتعويض، ذهبَ إلى الحرب و مات، ثم تجوّل الدّوق الحالي إدوين في ساحات القتال كذراع الإمبراطور حتى استعـاد قوته.”
من هذه الناحية، كانت أوليفيا تفهم العداء الذي تُظهره عائلة الدوق الأكبر تجاه الإمبراطور.
لذلك، كان عليها التّفكير أكثر.
أنا مستعدّة للنّظر إلى الجميع في فيكاندر. لكن هل هـم مستعدون؟
عندما نظرت إلى سوفيل الذي لم يستطع الرد، وجدت أوليفيا الإجابة.
لذلك، أرادت أن تقول لإدوين بوضوح.
أن يراقبهـا.
* * *
“عندما نصل إلى فيكاندر، هل يمكنكَ الانتظار حتى أرى بنفسي إذا كان الناس هناك يرحّبون بي أم لا؟”
حتى بعد أن تحدثت، راقبت أوليفيا تعبير إدوين.
شعرت بجفاف في حلقها بشكلٍ غريب.
تساءلت عما إذا كانت كلماتها جعلت الناس في فيكاندر يبدون متحيزين دونَ سبب.
كانت قلقـة.
“سأفعل.”
أومأ إدوين برأسه بسهولة كما لو أنه ليس بالأمر الكبير.
لم تكن تتوقّع ذلك. ارتبكت أوليفيا من موافقته البسيطة على كلامها.
عند رؤية ذلك، ضاقت عينا إدوين و أظهر تعبيرًا شقيًا.
“لماذا؟ أليس هذا ما أردتِـه؟”
“لا، ليس كذلك. فقط لم أتوقع أن توافق بسهولة هكذا.”
“أنا أستمع إلى كلامـكِ جيدًا، أوليفيا. وعلى أي حال، لقد جعلتِ وينستر في صفّـكِ بالفعل دونَ أن أفعل شيئًا.”
“ماذا؟”
مالت أوليفيا برأسها.
كان وينستر دائمًا يبتسم، فما الذي يعنيه؟
لم تفهـم.
“حتى لو كان وينستر يبتسم كثيرًا، فهو جيّد جدًا في تقييم الناس. أن يقفُ شخص انتقائيّ مثله إلى جانبـكِ، هذه هي قوّتـكِ، أوليفيا. قوة فتح قلوب الناس.”
خفضت أوليفيا رأسها عند صوته الهادئ. اصطدمت قدماها تحت فستانها في ارتباك. كانت أصابعها تتشابك مع بعضها.
هذا الشّعور بالدّغدغة في أسفل بطنها كان غريبًا و غير معتاد،
لكنه سـارّ.
“أتمنى أن تؤدي أداءً جيّدًا في فيكاندر. فلمـاذا قد أشعر بالقلق؟ في الواقع يجب أن يقلق إذا لم تعودي تقضين الوقت معي.”
كانت عيون إدوين مليئة بالثّقـة بأوليفيا بينما يتذمر.
ابتسمت أوليفيا دونَ وعي.
كان الشّعور الذي يدغدغ قلبها جميلاً جدًا.
في تلكَ اللحظة، نمـا توقّع أوليفيا خطوةً أخرى.
* * *
“مستحيل! أن تكون السّيدة التي اختارها سمو الدوق هي أميرة مادلين!”
في غرفة استقبال قصر فيكاندر ،
دوى صوت ضرب الطاولة بقوة، فبرَدت عيون بيثاني.
لاحظ الفارس ذو الشعر الأحمر ذلك و نـدمَ على تصرّفه على الفور.
“أعتذر، بيثاني، لكن هذا غير معقول. كيف يمكن أن يكون مع أميرة من فصيل الإمبراطور! بل إنها كانت خطيبة وليّ العهد!”
“و ماذا في ذلك؟ لقد أقسم سموّ الدوق لها. لماذا تثير ضجة؟ بل إن عينيها خضراوان.”
طوت بيثاني عينيها المجعدتين كما لو أنه ليس بالأمر المهم.
كما توقعت، عند ذكر “العيون الخضراء”، انتفض الفارس ذو الشعر الأحمر، ديان سيجلرين.
لإخفاء ذلك، تحدث ديان بمبالغة أكبر.
“…ومع ذلك! إنها أميرة من عائلة مادلين التابعة للإمبراطور! مَنٔ يدري ما هي نواياها. لا أحب الشائعات التي تتبعها. سمو الدوق يستحق سيدة مثالية، آه!”
غطّى ديان، الذي كان يغضب بشدة، عينيه فجأة.
تقلصت جبهته كما لو أن عينه اليسرى تؤلمه. عند رؤية ذلك، تخلّـت بيثاني عن موقفها البارد و نقرت بلسانها.
“لهذا قلت لكَ أن تنزع العدسات. لا حاجة للعدسات في فيكاندر، لكنكَ لم تستمع. دعني أضع تعويذة عليكَ بدلاً من ذلك.”
“شكرًا، لكن هذا أكثر راحة. و أنا أعتذر، هل يمكنني العودة إلى غرفتي؟”
أومأت بيثاني برأسها عند كلام ديان. عندما خرج ديان من غرفة الاستقبال بعد أن انحنى بأدب، نقرت بيثاني بلسانها مرّةً أخرى.
“إنه فتى طيب.”
نظرت بيثاني إلى ديان كما لو كانت تنظر إلى جرو حذر، ثم استدارت. أصبحت عيناها رطبتين وهي تنظر إلى صورة مغطاة بستار.
* * *
أمام الحمام.
وضعَ ديان يديه على الحوض، بينما يتنفس بعمق و ينظر إلى المرآة.
“لقد جننت.”
تـردّد صوته المرير في الحمام.
نظرَ ديان إلى المرآة بوجه مصاب. العدسات التي تجعل عينيه تبدوان بنيتين كشفت عن عيون خضراء فاتحة تحتهما.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 43"
شكرا على الترجمة، بلييز نزلي فصوول أكثر 🥹