كانت ليلة متأخرة، تتماوج فيها الظّلمة عبر النافذة الزجاجية الكبيرة.
كانت أوليفيا مرهقة من موكب تجّار المجوهرات و صانعي الأحذية الذي لم ينقطع منذُ الصّباح الباكر، لكنها نسيت تعبها و هي تنظر بدهشة.
“هل قامو بتزيين هذا في يومٍ واحد فقط؟”
كانت غرفة الملابس، التي تذكّـرها بمتجرٍ فاخر، منظّمة بشكلٍ مثاليّ.
كانت الفساتين التي وصلت من متجر السّيدة بلوتو معلّقة على الشمّاعات، و كانت الخزائن الزجاجية المصنوعة بدقّة مناسبة لعرضِ المجوهرات و الأحذية التي اشترتها اليوم.
“ألم أخبركِ؟ سوفيل موهوب جدًا.”
قال إدوين، الجالس على أريكة مخملية، كما لو كان الأمر بديهيًا.
تذكّرت أوليفيا أنه قال الشّيء نفسه عندما مازحته بشأنٌ المكان سيضعون كل هذه الأغراض أثناء اختيارها لها.
ظنّت أنه يمزح، لكنّه كان جـادًّا. ضحكت أوليفيا بخفّة لضخامة مستوى قصر الدوق.
أومأَ سوفيل برأسه بوجهٍ هادئ.
“كنتُ أتمنّى لو كان لدينا المزيد من الوقت، لكن بالنّظرِ إلى أنكِ ستغادرين إلى إقليم فيكاندر قريبًا، سارعتُ قدر الإمكان.”
آه. أغمضت أوليفيا عينيها.
كان من الواضحِ أنّها ستغادر إلى إقليم فيكاندر بمجرّدِ الحصول على إذن الزّواج من الإمبراطور لكن لسببٍ مـا يبدو هذا كأمـرٍ جديد بالنّسبةِ لها.
يبدو أنها ألِفت هذا القصر في غضون أيام قليلة.
شعرت بغصّةٍ غريبة عند التّفكير في مغادرة القصر. جلست أوليفيا مقابل إدوين و غيّرت الموضوع.
“بالمناسبة، هل كان من الجيد حقًا عدم الذهاب إلى القصر اليوم؟”
“حتى لو أخبرتهم، لن يفتحوا الباب. لكنني أرسلتُ رسالة أنني سأزورهم غدًا بعد الظهر، لذا سنذهب غدًا.”
غـدًا.
حسبت أوليفيا التاريخ.
كان يومًا يُعقد فيه اجتماع النبلاء من الصباح. كان معروفًا أن الإمبراطور يأخذ قسطًا من الراحة و يتوقّف عن المهام السياسية بعد ظهر يوم الاجتماع.
“اخترتَ اليو…”
توقّفت أوليفيا فجأةً عن الكلام وهي تنظر إلى إدوين، إذ خطرت فكرة في ذهنها.
بينما كانا يتبادلان النظرات في الهواء للحظات طويلة، انحنت عينا إدوين بمكر.
“لمَ تنظرين إليّ هكذا؟ أنتِ تجعلين قلبي يرفرف.”
“تساءلتُ فجأةً لماذا لا يحضر إدوين اجتماعات النّبلاء.”
على الرّغمِ من النبرة المغرية، أجابت أوليفيا بهدوء، فانتشر الإحباط على وجه إدوين.
لكن أوليفيا…
كان هناك العديد من النّبلاء الذين يجدون صعوبة في الحضور بسببِ بُعد أراضيهم، لكن بالنّسبة للنبلاء الكبار، كان حضور اجتماع النبلاء واجبًا.
كيفَ لا يحضر الدّوق الوحيد في الإمبراطورية اجتماع النبلاء؟
كلما فكّرت أكثر، شعرت بالغرابة، بينما إدوين كان يهـزّ كتفيه كما لو أن الأمر لا يستحقّ الاهتمام.
“حسنًا، لأنني كنتُ دائمًا أساعد في الحروب.”
“ربّما في السابق، لكن الحرب انتهت الآن.”
كانت شهرة إدوين كبطل حرب قد بلغت عنان السماء. الآن سيكون وقتًا مناسبًا لتعزيز مكانته في العاصمة.
أدركت أوليفيا خطأها وهي تتحدّث بحرّية وعضّت شفتيها.
“إذا كنتِ تعرفين ذلك ، لماذا لا تتدخّلين بنفسكِ، أيتها الأميرة؟”
تذكّرت بوضوح صوت ليوبولد المتذمّر.
كان الأمر مضحكًا.
خطيبها السّابق. الآن هو لا شيء بالنّسبةِ لها.
لكن كلمات ليوبولد لا تزال عالقة بعمق في ذهنها.
حتى إدوين، الذي كان لطيفًا معها، لن يرحّب بهذا. نظرت أوليفيا إلى إدوين بحذر دونَ وعي، واتّسعت عيناها.
كانت عيناه الحمراوان تنظران إليها بجدّية.
“هل تودّين أن أحضرَ اجتماعات النبلاء؟”
“كنتُ فقط أتساءل. لا تأخذ الأمر بجدّية”
حاولت أوليفيا التقليل من كلامها بمزاح. كانت معتادة على العمل في الخفاء، لكن التعبير عن رأيها هكذا كان غريبًا.
لكن إدوين نظرَ إليها بحذر وعناد و سأل مجددًا:
“لا تفعلي ذلك، يمكنكِ أن تتحدّثي. إذا حضرتُ اجتماعات النبلاء، ماذا سيجني فيكاندر من ذلك؟”
ماذا سيجني فيكاندر؟
فجأةً، تذكّرت أوليفيا الضرائب التي كانت تزداد كل عام. كانت الضرائب التي تُفرض بحجّة تعدين المجوهرات أحد المصادر التي تدعم ثراء الإمبراطورية.
“يمكنكَ التّحدّث عن ضريبة المعادن. أنتَ تقدّم كل الغنائم التي حصلتَ عليها من الحرب لجلالته، أليس كذلك؟”
تسارعَ قلب أوليفيا. على الرّغمِ من محاولتها في عدم الاكتراث، واصلت مراقبة تعبير إدوين.
هل بدت كلماتها سخيفة؟
بينما كانت متوترة….
“في الحقيقة، لم أفكّر في الضرائب من قبل. فيكاندر إقليم ثريّ جدًا.”
دوى قلب أوليفيا عندَ سماع صوت إدوين المنخفض. مـرّت فكرة أنها تحدّثت عبثًا عبر ذهنها، لكن إدوين نظرَ حول غرفة الملابس بمبالغة.
عندما استقرّت عيناه على الخزائن الفارغة، أضاف إدوين بهدوء:
“لكن، إذا أصبحتْ طموحاتكِ أكبر، فقد يتغيّر الأمر.”
لمعت عينا أوليفيا الخضراوتان. كان هذا تحديًا و صفقةً واضحة. و أوليفيا جاهزة تمامًا لقبول هذه الصّفقة.
“كيف عرفت أنني لم أكن أنفق بإسراف في قصر الدّوق خوفًا من الضرائب؟”
“إذن، يبدو أنّ الأمر تغيّـر، أليس كذلك؟ يبدو أن عليّ التّفكير في حضور الاجتماعات الآن.”
عند كلمة “التفكير” هذه، أخفضت أوليفيا رأسها. كانت زاوية فمها ترتفع و نبضها يتسارع.
غمرها شعور بالإنجاز يفوق ذلك الذي شعرت به عندما نفّذت أوامر الأميرة لأوّلِ مرّة. كان شعورًا وكأنها اكتشفت عالمًا جديدًا خارج محادثات الفساتين أو الأحذية أو المشاعر.
لاحظَ إدوين النشوة التي انتشرت على وجهها المحمرّ و ابتسمَ بخفّة دون أن تلاحظ أوليفيا. ثم نظرت عيناه الحادّتان عبر النافذة الزجاجية كما لو كانت تخترقها.
“هل هناك شيء؟”
نظرت أوليفيا عبر النافذة متابعة نظرات إدوين بفضول. لم يكن هناك شيء مميّز في الحديقة ذات الأزهار الذابلة.
“لا. فقط شعرت أن ضوء القمر بارد جدًا. هل نذهب للنّوم استعدادًا للغد؟”
كان اقتراحًا مرحبًا به.
ابتسمت أوليفيا بسعادة و وضعت يدها على يد إدوين. في الوقت نفسه، أسدلَ سوفيل الستائر بهدوء، بحيث لا تُـرى عربة عائلة مادلين الواقفة عند البوابة بأيّ شكل.
* * *
“هل تفكّـر في حضور اجتماع النبلاء هذه المرّة؟”
في غرفة الاستقبال بقصر الدوق، أومأ الدّوق برأسه كما لو كان يسأل عن المشكلة.
عندما سمع وينستر القصة من سوفيل، لم يصدّق ذلكَ، لكنه الآن نظرَ إلى الدوق بعيون باردة.
عندما حاول أتباع عائلة الدّوق إقناعه بحضور الاجتماعات لمواجهة الإمبراطور بشكلٍ أكثر نشاطًا، لم يكن يستمع حتى.
ابتسمَ الدّوق بتكاسل.
“عندما فكّرت في الأمر، لم يعجبني أن الأموال التي جنيناها تُستخدم لملء جيوب الإمبراطور.”
أومأ وينستر بحماس. بجانبه، تحدّث هاوارد بوجه قلق:
“قد يكون قرارًا يبعدنا خطوة عن منجم الكريستال الأبيض.”
“لذا سأحاول استهداف الأميرة مجدّدًا.”
ارتفع طرف فم الدّوق بمكر.
“واصلوا مراقبة المنجم، لكن أعيدوا التحقيق في تحرّكات الأميرة أيضًا. العائلة الإمبراطورية لن تعرف قيمته أبدًا. في يوم ما، سيعود إلى فيكاندر.”
عمـل عقل هاوارد بسرعة.
حتى الآن، كانت تحرّكات الأميرة سلسةً إلى حـدٍّ ما. كانت ممتلكاتها و الأراضي التي تديرها نظيفة نسبيًا.
لكن بما أن الدوق أمر بمراقبتها خصيصًا، فسيتعيّن تفكيك تحرّكات الأميرة مرّةً أخرى بيديه.
كما هو الحال دائمًا، سيحقّق الدوق الأكبر فيكاندر النصر.
* * *
استمرّ شعور الرضا الذي شعرت به عند النّوم حتى الصباح. كانت أوليفيا تعتقد أن اليوم بأكمله سيكون رائعًا.
لولا الرّسالة المفاجئة من القصر الإمبراطوري التي تطالب بحضور الاجتماع.
“يقولون إنهم سيناقشون موضوع الزواج في اجتماع الصباح. يا لسرعة الإشعار!”
“اجتماع الصباح؟”
اتّسعت عينا أوليفيا وهي تضحك بخفّة على نبرة إدوين المتكاسلة. لم يبقَ سوى أقل من ساعة حتى موعد الاجتماع.
حتى لو بدأت التحضير الآن واستقلّت العربة، سيكون من المستحيل الوصول في بداية الاجتماع.
على عكسِ أوليفيا التي شعرت ببرودة قلبها، هـزّ إدوين الرسالة كما لو كان الأمر لا يعنيه.
كانت أوليفيا الوحيدة التي شعرت بالقلق.
“إدوين، عليكَ الإستعداد بسرعة. إنه أول اجتماع تحضره، كيف يمكنكَ التأخر؟”
“ألا يحتاج تجهيزك بعض الوقت، أوليفيا؟”
“ماذا؟”
أغمضت أوليفيا عينيها. أشار إدوين إلى جزء من الرسالة.
عندما رأت الأمر بحضور الأميرة مادلين أيضًا، أصبح ذهن أوليفيا فارغًا.
الفستان، المكياج، تحضير كلّ شيء… كل ذلك سيستغرق وقتًا. ماذا تفعل؟
بينما بدأت تشعؤ بالذّعر،
“لا تقلقي، أوليفيا. حتّى لو تأخّـرنا ، فماذا في ذلك؟”
“لكن…”
“إذا تأخّـرنا، فذلك سيكون خطأ الإمبراطور الذي أخبرنا متأخرًا.”
ألقى إدوين اللّـوم على الإمبراطور دونَ تردّد. ضحكت أوليفيا دونَ وعي من موقف إدوين غير المبالي، رغمَ أن كلامه قد يُعتبر إهانة للعائلة الإمبراطورية.
وضع إدوين الرّسالة جانبًا كما لو أنها لا شيء و نظرَ إلى أوليفيا بابتسامة.
“وكما تعلمين، البطل دائمًا يصل متأخرًا.”
لم تفهم أوليفيا ماذا يعني إدوين بكلامه المتفاخر هذا.
“لذا يا أوليفيا، أكملـي شرب الشاي. أنتِ لا تحبّين الشاي البارد، أليس كذلك؟”
كان في صوت إدوين قوّة غريبة.
قوّة تجعلها تشعر أن كل شيء سيكون على ما يرام.
“حسنًا، سأنهي الشاي و أستعد.”
في النهاية، جلست أوليفيا أمامَ إدوين مجددًا. انحنت عينا إدوين بلطف كما لو كان يقول “أحسنتِ”.
* * *
في تلكَ الأثناء، كان هناك جوّ غريب يعمّ قاعة الاجتماع الكبرى في القصر الإمبراطوري.
“لم يصلوا بعد.”
كان ذلك متوقّعًا. لقد أُرسل إشعار الاجتماع قبل قليل فقط. لكن الإمبراطور نظرَ إلى المقعد الفارغ بوجه متأسّف و قال لدوق مادلين:
“يبدو أنكَ لم تتحدّث مع الأميرة بشكلٍ صحيح.”
“أعتذر، جلالتك.”
عندما أخفضَ دوق مادلين رأسه، تحدّث أحدهم من فصيل النبلاء على الجانب الأيسر بتفاخر:
“يبدو أن الأميرة مادلين مشتّتة الذهن. لم أصدّق الشّائعات التي تقول إنها في قصر الدوق دون خجل، لكنها الآن تتأخر عن اجتماع دعـا إليه جلالتك بنفسه!”
كان ذلكَ الشّخص هو الماركيز إيتيل. نظر الإمبراطور إليه بعيون مستمتعة.
لم يُعلن بعد عن خطوبة وليّ العهد وماريا إيتيل، لكن الماركيز إيتيل كان يتصرّف وكأن ابنته أصبحت ولية العهد بالفعل.
لم يوقفه دوق إلكين، زعيم فصيل النبلاء و شقيق الإمبراطورة. ربّما كان يخطّط في ذهنه لترشيح إحدى فتيات النبلاء لمنصب ولية العهد.
كان فصيل النّبلاء طماعًا جدًّا.
لذا، كانت الأميرة الأولى من مادلين هي الأنسب لمنصب ولية العهد.
كونها غير شرعية يجعلها عرضة لانتقاد النبلاء، لكنها الوحيدة التي يمكن أن تعزّز قوّة فصيل الإمبراطور.
وفي الوقت ذاته، هي المرأة التي يريدها كلبـه كثيرًا.
ابتلع الإمبراطور ضحكته و أومأ برأسه.
“سنؤجّل أمر مناقشة التّأجيل لمدة السنة إلى النهاية و نبدأ الاجتماع أولاً.”
“نعم، سأبدأ بالبند الأول. الاتفاقية مع هيفيرتي ستكون الشهر القادم…”
بينما كان يستمع إلى كلام الوزير، كان الإمبراطور ينتظر بلهفة فتح الباب بعيونٍ مستمتعة.
كان قد تلقّى عشرات الرسائل من الدّوق حيث طالبَ فيها بإجابة واضحة بشأنِ الزواج.
لذا بما أن موضوع الزواج هو الطّعم، فسيأتي مستعجلًا بالتّأكيد.
وحين يعلن تأجيل الزّواج لمدّة سنة ، سيتشوه وجهه الجميل.
مجرد التفكير في ذلكَ كان ممتعًا.
…
لكن حتى بعد انتهاء مناقشة جميع بنود الاجتماع، لم يظهر الدوق.
عبسَ الإمبراطور قليلاً وهو ينظر إلى الباب المغلق.
هذا غير معقول.
هل الدّوق الذي أراد الزواج أكثر من أي شيء، قد غيّـرَ رأيه فجأة؟
استغلّ الإمبراطور صمته، فانتشرت همهمات النبلاء. كان الماركيز إيتيل أوّلهم.
“قد يكون لدى الدّوق الأكبر، الذي هو دائمًا مشغول، إحساس مختلف بالوقت، لكن ألم يكن يجب على الأميرة التي بجانبه أن تحترم الوقت؟”
“الآنسة إيتيل لم تكن لتفعل هذا أبدًا.”
استمرّت الكلمات التي تقلّل من شأنِ الأميرة، بينما زاد عدد النبلاء الذين يمدحون الآنسة إيتيل.
كان الماركيز إيتيل ينفخ صدره كـديكٍ فخور.
نقـر الإمبراطور بلسانه.
يبدو أن الماركيز إيتيل سيسبّب له صداعًا كبيرًا خلال السّنة القادمة.
كان الإمبراطور يغلي من الدّاخل بسببِ عدم حضور الدوق، فضربَ ذراع العرش بقوّة. عندما استدارت أنظار النبلاء نحوه بسببِ الصوت القوي،
“أحيّي الشّمس العظيمة، جلالة الإمبراطور.”
استحوذ صوت رائع على انتباه الجميع من الإمبراطور. رفعَ الإمبراطور شفتيه بصعوبة و نظرَ نحو الباب.
الدّوق الأكبر فيكاندر.
الرّجل الذي توقّع أن يأتي مستعجلًا كان يواجهه بوجه هادئ للغاية، مرتديًا ملابس منسّقـة مع الأميرة كما لو كانا شريكين.
“تأخّرتَ، أيها الدوق. كنا ننتظركَ منذُ بداية الاجتماع، لكنكَ تأتي الآن فقط.”
“هذا صحيح. وصلَ إشعار الحضور قبل قليل فقط، جلالتكَ. بما أنكَ لم ترسل الإشعار متأخرًا عمدًا، أرجو معذرتك.”
كانت نبرته السّاخرة تلوم الإمبراطور بدلاً من ذلك. أصدر الإمبراطور، الذي أُهينَ أمام أمام النبلاء، صوتًا غاضبًا.
“إذن، أيها الدوق، ماذا تريد أن تقول؟ هل أنتَ تلومني الآن؟”
“كيف أجرؤ على فعل ذلك، جلالتكَ؟ أخبرتكَ فقط إنني تأخّرت في أوّل اجتماع، لكنني أتمنّى تلقّي إشعار مناسب للوصول مبكرًا في الاجتماعات القادمة.”
الاجتماعات القادمة؟
أخفى الإمبراطور ارتعاشه و أطلقَ ضحكة خافتة.
كان هو مَـنْ منعَ الدّوق من حضور الاجتماعات بإرساله إلى ساحات الحرب، وهي الطريقة الأكثر فعالية لمنعه من بناء قاعدة في العاصمة.
حتى اليوم، كان يأمل فقط أن يأتي الدوق متلهفًا لسماع أخبار الزواج.
“لا يمكننا استدعاء دوق مشغول في كل اجتماع.”
“الآن بعد انتهاء الحرب، ما الذي يمكن أن يشغلني؟ من الآن فصاعدًا، سأقف إلى جانب جلالتكَ كسيّد عائلة فيكاندر.”
سيّد عائلة فيكاندر.
كانت هذه المرة الأولى التي يصف فيها الدّوق نفسه بكملة سيّد العائلة.
بينما كان النبلاء يتهامسون حول الوضع الجاري أمامهم، نظرَ الإمبراطور إلى الدّوق بعيون حادّة وهو يطحن أسنانه.
الآن، كلبـه يظهر أسنانه ضده.
أعلنَ أنه لم يعد كلب الإمبراطور، بل سيعيش كدوق أكبر.
“لستَ تطمح لحضور اجتماعات النبلاء، أليس كذلك؟”
كان هذا تحذيرًا.
تحذير بأنه إذا استمرّ على هذا المنوال، فلن يحصل على منجم الكريستال الأبيض أبدًا. لم يفشل هذا التحذير في جعله يتراجع و لو لمرّةٍ واحدة من قبل.
لكن…
“أودّ أن أبدأ مهامّي العامة بالمفاوضات مع هيفيرتي، جلالتكَ.”
علقت ابتسامة خطيرة على شفتي الدوق.
نظرَ الإمبراطور إلى يده لحظة. كان يعتقد أن قيد كلبـه سيبقى بين يديه إلى للأبد.
ظـنّ أنه دائمًا تحتَ سيطرته، لكن الدوق كان يفلت منه مثل حبات الرمل التي تنسكب بين أصابعه.
منجم الكريستال الأبيض لم يعد يؤثّر فيه؟ ما الخطب؟
كان يجب أن يربطه بالزواج مع الأميرة الملكية بشكلٍ أكيد.
تذوّق الإمبراطور مرارة النّدم المتأخر، لكنه كان يعلم أن هذه ليست النهاية.
“سنناقش هذا لاحقًا. الأمر العاجل اليوم هو مسألة زواجكَ مع الأميرة مادلين.”
انخفض صوت الإمبراطور بهدوء. في الوقت نفسه، لمعت عينا الماركيز إيتيل بشكلٍ غير عادي وهو ينظر إلى أوليفيا.
كانت هذه الفرصة.
الفرصة المثالية لرفـعِ ابنته الصغرى إلى منصب وليّة العهد .
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات