آه، هذا محرج للغاية. أنا… هو… هذا الوضع… آخ، توقفي عن التفكير في الأمر!

….والأهم من ذلك، هل يد دوق بخير؟ لو أنني قتلت ذلك البلطجي لما اضطر للتدخل… ولكن لحسن الحظ يبدو الجميع بخير تقريبًا.

“دوق-ساما…” أسمع صوت ليز-سان تناديه من خلفي. مع الأسف، لا يمكنني رؤية تعابير وجهها من وضعي الحالي.

…تنهد. هل حقًا لن ينزلني؟

“دوق-ساما، أود أن تنزلني الآن…”

“هذا مستحيل.”

“أريد أن أتحدث مع ليز-سان.”

عندما أقول هذا، تومض نظرة استياء على تعابير وجه دوق-ساما، لكنه لا يزال يساعدني بلطف لأقف مجددًا على قدميّ. في اللحظة التي أقف فيها على قدميّ مجددًا، ينزع سترته بسرعة ويلفها حولي.

“إذًا أنزلني أنا أيضًا. فقط أثناء حديثهما،” يطلب جيلز.

هنري-أونيساما يوافق، ويخفف قبضته، مما يسمح لجيلز بالانزلاق بسلاسة إلى الأرض. كما ينزع سترته الخاصة ويمررها صامتًا إلى جيلز.

حينها ألاحظ مجددًا: ملابس جيلز بالكاد تتكون من قطع قماش ممزقة تتدلى على جسده. برؤيته في هذه الحالة البائسة، يندفع غضب حارق بداخلي. أشعر بدمي يغلي.

“إليسيا… هل أنتِ بخير؟”

ألبرت-أونيساما هو أول من يتحدث. كلماته صادمة لدرجة أنني أشعر وكأنني تلقيت لكمة مفاجئة. لقد جعلني عاجزة عن الكلام تمامًا.

أختك الوحيدة كادت أن تُقتل على يد تلك الفتاة الواقفة بجانبك. ولكن ماذا… تسألني إذا كنت بخير؟ هل تعتقد أنني بخير؟ ألا يفهم ما حدث للتو هنا؟

“ليز-سان، لماذا أوقفتني هناك؟”

عند سؤالي، توجه ليز-سان عينيها المرتعبتين عليّ.

همم؟ لكي تكون خائفة إلى هذا الحد… لا بد أنني رائعة حقًا! لقد جاء أخيرًا اليوم الذي ترتعب فيه البطلة لمجرد رؤيتي.

“…لأنكِ كنتِ على وشك قتل شخص ما.”

بعد لحظة طويلة من الصمت، هذه هي الكلمات التي تمكنت من التفوه بها. صوتها رفيع كالهمس ويرتجف قليلاً عند كلمة “قتل”.

صحيح. لذا أوقفتني لأنني كنت سأقتل شخصًا ما؟

“نعم، كنت كذلك. شخص اختطفني. شخص، قد أضيف، كان يحاول قتلي وقتل جيلز أيضًا،” أقول وأنا أحدق في ليز-سان. أحتفظ عمدًا بنبرة صوتي هادئة ومتساوية، لكن عيني تفيضان بالازدراء.

كادت أن تقتلني… قد أتمكن من المسامحة. ولكن بسببها، عانى جيلز أكثر على يد ذلك الوغد!

“لا يهم… قتل شخص ما خطأ!”

لا بد أنها استجمعت قدرًا كبيرًا من الشجاعة لتصرخ بذلك في وجهي. ما زال صوتها يرتجف قليلاً، لكنه خرج قويًا.

“كيف يمكنكِ أخذ حياة شخص هكذا!؟” تصرخ ليز-سان. كل الخوف المكبوت من قبل يصبغ صوتها بالهستيريا، لكن عينيها واضحتان. تنظران إليّ بامتعاض.

بالتأكيد لديها دور “القديسة” متقن.

“لو لم يمت هؤلاء الرجال، فمن يضمن ألا تكوني هدفهم التالي، هاه؟ بعد قتلي، ما الذي سيمنعهم من قتلكِ بعد ذلك مباشرة؟” أسأل، مبتسمة بسخرية.

“مهلاً!” يصرخ إيريك-ساما بصوت عالٍ بما يكفي ليؤذي أذني.

أوه. الحديث مع هؤلاء الناس متعب جدًا.

“ماذا؟” أسأل، وأنا أحدق في إيريك-ساما.

“ما قالته ليز ليس خطأ. يجب أن تعرفي ذلك! لا يهم من يكون، قتل شخص آخر شر.”

“حتى لو كنتِ فارسًا؟”

“القتال بحد ذاته سيء،” يخبرني إيريك-ساما ببرد. عينيه تخترقان عيني مباشرة. إنها عيون مليئة باللوم والازدراء لي.

لقد تم غسل دماغه بشكل مثالي… بفلسفة ليز-سان المثالية. ومعظم قادة المستقبل لبلدنا هم كذلك. أتساءل ما إذا كانت هذه “القديسة” المزعومة هي من ستجلب سقوطنا؟

“أنا أكره تمامًا النساء اللواتي لا يحاولن حتى حماية أنفسهن.”

أبصق الكلمات وكأن الفكرة تثير اشمئزازي، بينما أعيد نظري نحو ليز-سان. يقف بجانبها واقٍ، ألبرت-أونيساما وألان-أونيساما يحدقان بي بعيون مليئة بالغضب والامتعاض. لكن مع ذلك، أرفض التراجع.

سأقول كل شيء وكل كلمة تخطر ببالي، بدون اختصار. مع كل ملاحظة لاذعة، وكل نقد، وكل كلمة مسمومة، سأقضي عليهم. لأن هذا هو ما يعنيه أن تكون شريرة.

“هل تتوقعين أن يأتي أحدهم دائمًا لإنقاذك؟ بالتأكيد لديكِ خياراتك من الفرسان ذوي الدرع اللامع المستعدين جميعًا للتضحية بأنفسهم في خط النار من أجلك.”

“إلي، توقفي عن ذلك،” يقول ألبرت-أونيساما بهدوء، وهو يحدق بي.

أن أفكر أن أخي الكبير، الذي كان دائمًا لطيفًا جدًا معي، الذي كان يدلعني أكثر، سينظر إليّ بالفعل هكذا.

“ألبرت-أونيساما، أنت أيضًا تعارض قتل الناس، أليس كذلك؟”

“بالطبع.”

“حتى لو كانت عائلتك على وشك أن تُقتل أمام عينيك مباشرة؟”

للحظة، يبدو ألبرت-أونيساما عاجزًا عن الكلام. ولكن عندما يتحدث أخيرًا، يبدو صوته قويًا وثابتًا.

“…نعم. أنا ضد قتل الناس.”

“إذًا، من فضلك تخلص من السيف الذي تحمله على جانبك. من الواضح أنك لن تستخدمه،” أقول. وبينما أقول ذلك، أبتسم له بانتصار.