لقد علقت في القرية الفقيرة منذ ولادتي. لم تكن المكان الأمثل أبدًا، ولكن عندما كان والداي معي، كان الألم محتملاً حيث لم أكن وحدي. ثم قُتل والداي. ولأنني لم أملك القوة الكافية للبقاء على قيد الحياة بمفردي، اضطررت للعمل كعبد لدى ذلك الوغد الذي قتلهم. منذ ذلك اليوم، أصبحت حياتي جحيمًا لا يطاق.
أول شخص اهتم بمساعدتي كان ويل… جدّي. أخذني الجد واعتنى بي، ورعاني ليلاً ونهارًا عندما كنت على وشك الموت. ولكن على الرغم من جهوده، لم تلتئم جروحي وأصبت بحمى شديدة عندما تسللت العدوى. ظننت حقًا أنني سأموت هذه المرة.
لكنني لم أبالِ. لم أجد معنى للحياة في عالم بائس لا يخبئ سوى الألم يومًا بعد يوم.
لقد سلمت أمري للقدر، لكن الجد جعلني أشرب مزيجًا من الماء والدواء. بمعجزة، تغلبت على الحمى وبدأت أتحسن.
…… لم أمت.
هل عليّ أن أستمر في العيش كل يوم في بؤس الآن؟ لم أستطع منع نفسي من طرح السؤال مرارًا وتكرارًا، لكن الجد أظهر لي شيئًا منحني الأمل. كان شيئًا تافهًا جدًا، لا يُذكر، لدرجة أنني لا أملك إلا أن أضحك على حجم الأمل الذي منحني إياه.
بعد أن تحسنت للتو، شاركني الجد بعض الحلوى…. لم أكن أعلم قط أن الطعام يمكن أن يكون بهذه الحلاوة اللذيذة. لم أكن أعلم بوجود شيء اسمه “ماكارون” أصلًا. ولكنه كان موجودًا. لأول مرة أدركت أن العالم لم يكن مليئًا بالظلام واليأس فحسب. تلك الحلوى الصغيرة ذات الألوان الزاهية فتحت عيني لاحتمالية أن ليس كل شيء يجب أن يكون سيئًا. جعلتني أتساءل ما هي الأشياء الأخرى التي قد تفاجئني إذا منحت نفسي القليل من الوقت الإضافي…
لذلك قررت أن أمنح الحياة فرصة أخرى. ولو لوقت أطول قليلًا، سأمنح العالم فرصة أخرى ليُظهر لي أنه يستحق العيش فيه. يمكنني دائمًا اختيار الموت لاحقًا، لذا في الوقت الحالي، تشكّل لديّ رغبة جديدة تمامًا. أردت أن أعيش…
بعد أن تناولت أول ماكارون، حشوت الباقي في فمي واحدًا تلو الآخر. وبينما كنت أستمتع بها، أخبرني الجد عن الفتاة التي أعطتها لنا. يبدو أنها هي نفسها التي أحضرت لنا الدواء الذي أنقذ حياتي.
أخبرني أن اسمها إليسيا وأنها تنتمي إلى عائلة ويليامز، إحدى العوائل النبيلة الخمس الكبرى. وحتى أنا، الذي قضيت حياتي كلها في تلك القرية، سمعت عن تلك العائلات على الأقل. لم أستطع أن أفهم لماذا تهتم ابنة إحدى هذه العائلات بمساعدتي. ولا ما الذي قد جلبها إلى هذه القرية في المقام الأول.
عندما كان الجد يخبرني بكل هذا، افترضت أنها تفعل ذلك بدافع من الرحمة أو الشفقة. لابد أنها تشفق علينا كفلاحين مساكين، نتقلب في هذا الجحيم، لذا جاءت لتساعدنا بلطف في وقت حاجتنا الماسة… أو أي هراء متعجرف من هذا القبيل. بصفتها كائنًا أسمى، فمن واجبها أن تأتي لإنقاذنا نحن العامّة الأدنياء. مقرف.
عندما تعود إلى قصرها الفاخر باهظ الثمن، ستصفق لنفسها على أعمالها الطيبة وتستمتع بجميع الرفاهيات التي يقدمها كونها من طبقة النبلاء. اعتقدت أنها مجرد أميرة متغطرسة، ثمينة، تتلقى دائمًا الحب والمودة، وتفعل ما تشاء.
ولكن، عندما قابلتها أخيرًا، أدركت أن توقعاتي لم تكن أبعد عن الحقيقة.
عندما رأيتها لأول مرة، ظننت أنها مجرد فتاة جميلة، مدللة، وأنني كنت على حق بشأنها، لكن كل ذلك تغير في لحظة. في اللحظة التي فتحت فيها فمها، بدأ وجهها الجميل يبدو شيطانيًا في نظري.
أخبرتني أنه إذا أردت الموت، فيجب عليّ فعل ذلك. اعتقدت أنها مجنونة، أنها أنقذتني ثم طلبت مني الموت. لكن كلماتها التالية صدمتني أكثر. أخبرتني أنه بصفتها منقذتي، فهي الآن مسؤولة عن حياتي. قالت إنها بجانبي، لهذا السبب فقط.
بدا منطقها جنونيًا، لكنه منحني شعورًا غريبًا بالدفء. مثل الماكرون، منحني الأمل بطريقة ما. إذا اتبعتها، فسأتمكن حقًا من عيش حياة أفضل. وبهذا، زالت آخر بقايا ترددي بشأن العيش.
بعد أن اعترفت أخيرًا وبشكل كامل بأنني أريد العيش، طالبت فجأة بمقابل لجهودها. أخبرتني أنها ستشاركني ملكية ذكائي وتستخدمه حسب ما تراه مناسبًا.
مرة أخرى، بدا منطقها سخيفًا تمامًا، لكنها لم تتراجع. كانت تأتي كل يوم، حاملة معها جبلًا صغيرًا من الكتب لأقرأها. أرتني كيف يبدو السحر. وبعد كل ذلك، حتى أنها أخرجتني من تلك القرية.
لأول مرة في حياتي، تمكنت أخيرًا من رؤية الشمس. لأشعر بنورها ودفئها على بشرتي. كانت ساطعة بشكل مبهر لدرجة أن الدموع انهمرت من عيني. كنت ممتنًا جدًا لأنني لم أمت قبل أن أتمكن من رؤية شيء خلاب بهذا الشكل الذي لا يمكن تصوره. بعد الخروج من القرية، بدا العالم كله جديدًا. مشرقًا. جميلًا. كأنني أرتدي نظارات تجعل كل شيء يتلألأ.
لم أقل ذلك بصوت عالٍ حقًا، لكن في قلبي وجدت نفسي أشكرها باستمرار على إخراجي. على إنقاذي. وفي الوقت نفسه، أقسمت أن أكون موجود عندما… عندما تحتاج إليسيا إلي حقًا. سأعيش حياتي من أجلها، وسأكرس نفسي لها حتى النهاية.
وهذه الفتاة، منقذة حياتي، تقف أمامي الآن، وعيناها الذهبيتان تشتعلان بالغضب. شعرها الأسود اللامع يرفرف في هالة مظلمة، وكأن تعطشها للدماء يتجلى في هالة مادية. يبدو مظهرها ملكيًا ومهيبًا وهي تحدق في الرجال الذين ضربوني حتى أوشكت على الموت. لا يسعني إلا أن أفتتن بجمالها الساحق.
بينما أشاهد، ترتفع زوايا شفتيها في ابتسامة وتفتح فمها ببطء. الكلمات التي تنطق بها ليست شيئًا قد تتوقعه من سيدة نبيلة شابة أن تقوله.
“أنتم القمامة… موتوا!”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "91"