“أيتها الفتاة، هل هذا هو الشخص الذي تبحثين عنه؟” يقول الرجل ذو البشرة الداكنة، وهو يدخل الكوخ بخطوات واسعة، يجر شيئًا خلفه.

انتظر، ليس شيئًا. بل شخص… هل هذا جيل؟

أنا مصدومة جدًا لدرجة لا أستطيع الكلام.
إنه مغطى بالدماء بالكامل. الجزء العلوي من ملابسه ممزق إلى قطع، والدم يتدفق بغزارة من جرح كبير في رأسه. على النقيض الحاد من كل هذا الاحمرار، وجهه شاحب بشكل مخيف. في هذه الحالة، يكاد يكون غير قابل للتعرف عليه. هل هذا جيل حقًا…؟

بضعف، تمكن من أن يلتقي بنظراتي. عيناه خاليتان تمامًا من الخوف. لكنهما تبدوان يائستين، وكأنه يتوسل إليّ للهروب من هنا.

ببطء، أجبرت نفسي على الجلوس.
“هل تستطيعين التحرك بالفعل؟” يضحك أكبر الرجال الثلاثة، وهو ينحني عبر الباب.
“إلي… اهربي…!” يئن جيل. صوته ضعيف جدًا، يبدو وكأن وعيه قد يغيب في أي لحظة.

انتقلت عينا الرجل ذي البشرة الداكنة منّي إلى جيل. وقبل أن أتكلم، طارت قبضته إلى بطن جيل.
“يا لك من وغد عنيد.”

“آه-هاه…” يلهث جيل، وهو ينحني على نفسه. تجعد عميق ينحفر بين حاجبيه وهو يحاول ألا يصرخ من الألم. لكن طوال ذلك، بقيت عيناه قويتين وهو يحدق بالرجل بقوة.

يجب أن أفعل شيئًا. يجب أن أنقذ جيل…! لكن كيف؟ بالكاد تمكنت من سحب نفسي إلى وضع الجلوس، فماذا أستطيع أن أفعل؟

“ثود!” اهتزت أرضية الكوخ بأكملها عند الارتطام، حيث ألقى البلطجي جيل على الأرض أمامي وكأنه قطعة قمامة مهملة.

لا أستطيع تصديق ما أراه. لا أستطيع استيعابه. هل هؤلاء الرجال بشر حتى؟ كيف يمكن أن يكونوا قاسين جدًا على صبي صغير إلى هذا الحد…؟

“إلي، هل أنتِ بخير؟” يسألني جيل بضعف. ابتسامة صغيرة وواهنة ترتجف على شفتيه وكأنه يحاول طمأنتي. على الرغم من أنه هو من غارق بالدماء حرفيًا، إلا أنه هو من يقلق عليّ…؟

حتى في حالته هذه، يظل بطريقة ما فاتحًا عينيه ومركّزًا عليّ. يحدقان بي بيأس، لكنهما ليستا عيني من يطلب الإنقاذ.

“جيل، لا أستطيع أن أتركك،” أقول له وهو مستلقٍ عند قدميّ، وصوتي منخفض بما يكفي ليسمعه هو فقط.

لا أستطيع تركه، لكنني ما زلت لا أملك خطة. الآن بعد أن أرى جيل عن قرب، ألاحظ أنه ليس مغطى بالدماء فحسب. الكدمات تتفتح أيضًا في جميع أنحاء جلده. كم ضربوه قبل أن يأتوا به إلى هنا…؟

لا أستطيع تحمل رؤية جسده الصغير مغطى بالكثير من الجروح البشعة.

“هذا الوغد لن يعيش طويلًا في هذا العالم. إنه مجرد قمامة الآن،” يبصق الرجل ذو البشرة الداكنة.

…ماذا قال؟ بماذا نادى جيل للتو؟

أرى اللون الأحمر، وليس من الألم هذه المرة. لأول مرة في حياتي أرغب حقًا في قتل أحدهم.
بطريقة ما أجد القوة لسحب نفسي من الأرض والوقوف على قدمي.

لن أدعكم تفلتون أبدًا. لديكم جرأة، أن تجرؤوا على إغضاب شريرة. حتى لو توسلتم، لن أظهر لكم رحمة. أنتم الثلاثة ورب عملكم… أقسم أنني سأقتل كل واحد منكم.