“جيل~”

“إليسا؟ ما الأمر؟”

“هل يمكنني الدخول؟”

“بالتأكيد.”

أفتح باب غرفة جيل ببطء ثم أدخل ومعي هنري-أوني-ساما يتبعني مباشرة. عند رؤية أخي يدخل الغرفة أيضًا، تصلبت حركته قليلاً وحدق فيّ بحدة.

“إلي، من هذا؟” يسأل وعيناه تتراقصان ذهابًا وإيابًا بين هنري-أوني-ساما وبيني.

“هذا أخي الأكبر.”

“أخوك الأكبر؟”

“أجل. أخبرني أنه يريد فرصة للتحدث معك.”

عند سماع هذا، تغيرت نظرة جيل فجأة. تلاشت كل آثار الدهشة وحلت محلها نظرة باردة حاسبة.

‘همم، ليس سيئًا يا جيل. إنها نظرة مخيفة جدًا. أنا سعيدة بالتأكيد لأنك لا تنظر إليّ هكذا.’

“حسنًا، ليس لدي ما أقوله له،” يقول جيل ببرود.

‘يبدو أنه في أقصى درجات الحذر الآن. أتساءل كيف يخطط أوني-ساما للتعامل مع هذا النوع من ردود الفعل. بما أنه هادئ عادة، فلا ينبغي أن يغضب لمجرد شيء مثل….’

مهلاً، مهلاً يا هنري-أوني-ساما. ما هذه النظرة؟ إنها نظرة تهديد قوية.

‘هذا بالتأكيد ليس النهج الذي تخيلتُ أنه سيتخذه. ظننتُ أنه سيتصرف كالبطلة: يبتسم مهما حدث ويسامح جيل بغض النظر عما يقوله أو يفعله… لكن يبدو أنني كنت مخطئة. بدلًا من التصرف كالبطلة، ألا يتصرف في الواقع بشكل مشابه جدًا لطريقتي؟’

“ماذا؟” يسأل جيل متحديًا، وهو لا يزال يحدق في هنري-أوني-ساما بنظرة قاتلة.

“أنت. ألست مساعد إلي؟”

“أجل. وماذا في ذلك؟”

“إذن ألا ينبغي أن تكون أكثر وعيًا بتصرفاتك قليلاً؟”

“هاه؟ أتعتقد أنه يجب عليّ أن أرتدي ابتسامة حمقاء وأحاول التودد إليك أو شيء من هذا القبيل؟”

‘يا للهول، الجو هنا أصبح مشحونًا جدًا.’

‘هذا ليس من طبيعة هنري-أوني-ساما على الإطلاق. لم أره يتصرف بعدائية هكذا من قبل.’

“ابتسامة حمقاء؟ لا، لا داعي لذلك.”

“إذن إلى ماذا ترمي بحق الجحيم؟” يطالب جيل، رافعًا حاجبًا واحدًا.

“أتعلم ما هي السمة التي تجعل الشخص الأكثر إخافة؟”

“هاه؟ تكلم بوضوح. ماذا تحاول أن تقول؟”

“الأشخاص الذين ينجحون في إخفاء مشاعرهم عن وجوههم هم الأكثر رعبًا. أنت تدع مشاعرك تتسرب بسهولة بالغة لتكون مثيرًا للرهبة، أيها الصغير. هل تعلم أنه عندما دخلت الغرفة في وقت سابق، بدوت للحظة خائفًا؟”

“لم أكن كذلك.”

“قد لا تكون قد أدركت ذلك بنفسك. ربما كنت حذرًا وخائفًا للحظة من الرجل المجهول الذي دخل غرفتك. لم يكن لديك أي فكرة عما إذا كنت حليفًا أم عدوًا. لا أعرف. النقطة هي أن ذلك الخوف ظهر جليًا على وجهك.”

“لكنني لم أكن خائفًا،” يدعي جيل، على الرغم من أن عينيه المتسعتين الآن تجعلان الأمر يبدو وكأنه قد لا يكون متأكدًا من ذلك بعد الآن.

‘بطريقة ما، يبدو هنري-أوني-ساما شخصًا مختلفًا تمامًا. وجيل، بعينيه المتسعتين المترددتين، يتصرف أخيرًا على طبيعته العمرية.’

“خائفًا، غير خائف… هذا غير ذي صلة، وبصراحة، لا أبالي بأي حال. أنا أقول فقط لا تدع ذلك يظهر على وجهك. إذا كان من المفترض أن تكون مساعد إلي، فعليك أن تكون ذكيًا بما يكفي لإدارة هذا القدر على الأقل، ألا تظن؟”

“لا زلت لا أعرف ما هي النقطة التي تحاول إيصالها.”

“في اللحظة التي يقرأ فيها شخص ما تعابير وجهك، ستوضع في موقف ضعف. إلي ستوضع في موقف ضعف.”

عند ذلك، غرق جيل في الصمت. دون أن يقول شيئًا، واصل التحديق في هنري-أوني-ساما. لم تعد هناك أي آثار للعداء الذي كان يظهره قبل لحظات.

‘لم أرَ هنري-أوني-ساما يتصرف هكذا من قبل. لطالما كانت على وجهه ابتسامة ودودة، لكنني بدأت أظن أن ذلك ربما كان مجرد واجهة لإخفاء الأفكار المظلمة التي يحملها في أعماقه.’

‘لطالما علمت أن ابتسامة ألبرت-أوني-ساما كانت تخفي أمورًا سيئة، لكن حتى الآن لم أظن أن ابتسامة هنري-أوني-ساما ستكون كذلك. كنت أظن أنها نظرة نقية وسعيدة.’

“لا أعلم أي نوع من الحياة قد عشت حتى الآن، لكن ألن تبقى بجانب إلي من الآن فصاعدًا؟ عليك أن تتعلم كيف تخفي أفكارك. فقط من يمتلك المهارة الكافية لذلك سيتمكن من البقاء حتى النهاية.”

كنت أنظر إلى هنري-أوني-ساما، لكنني انتهزت هذه اللحظة لأعيد انتباهي إلى جيل.

اختفى حذره تمامًا وتلاشت نظرته الحادة. وحلّ محلها نظرة تكاد تحمل لمحة من الإعجاب.

ما قاله هنري-أوني-ساما صحيح حقًا. يجب أن تكون ماهرًا إذا أردت البقاء في هذا العالم.

وإظهار المشاعر، وخاصة الخوف، أمر مرفوض تمامًا بالنسبة لشريرة. مستقبلًا، يجب أن أكون حذرة من ذلك أيضًا.

“اسمي جيل.”

أخذ جيل المبادرة ليقدم نفسه أولًا. هذا التحول في الأحداث… يعني أن النصر لأخي.

وما إن فكرتُ في ذلك، حتى عادت ابتسامة خفيفة إلى وجه هنري-أوني-ساما.

“أنا هنري. سررت بلقائك يا جيل.”