بالتأكيد، لقد تغير موقفي تجاه إخوتي وأصدقائهم بشكل كبير مؤخرًا. لذا، أظن أنه ليس غريبًا أن يكون هنري-أوني-ساما قد لاحظ أنني أتصرف بهذه الطريقة عمدًا. خاصةً وأنه تمكن من التحرر من غسل دماغ ليز-سان وبات يستطيع التفكير بنفسه الآن.

همم… غسل دماغ…. أشعر ببعض السوء حيال تسميته بذلك…. لكن هذا ما أسماه هنري-أوني-ساما به. ولجذب الناس إلى مُثُلها العليا، أظن أن ذلك ضروري إلى حد ما. فبينما أفكار ليز-سان ليست خاطئة تمامًا، إلا أن تحقيقها يتطلب على الأرجح قدرًا من غسل الدماغ.

“ومن كان ذلك الفتى على أي حال؟ لم أسمع عنه شيئًا من قبل،” يضيف هنري-أوني-ساما عندما لم أبْدِ ميلًا للإجابة عن سؤاله السابق. عندما يقول “ذلك الفتى” فهو يتحدث على الأرجح عن جيل، أليس كذلك؟ كنت أجد من الغريب ألا يسألني أحد عنه بعد. لكن في الوقت نفسه، شعرت بالارتياح، إذ سيكون أفضل لو أبقيت أصول جيل سرًا….

“إنه مساعدي.”

“تعلمين أن هذا ليس ما أسأل عنه.”

“أجل، أعلم.”

تنهد هنري-أوني-ساما تنهيدة عميقة. هو يعلم بالفعل أنه مهما بلغت درجة فضوله تجاه أمر ما، إذا كنت مصممة على إبقائه سرًا، فلن أخبره شيئًا.

كما هو متوقع من أخي الأكبر؛ إنه يعرفني جيدًا. الحمد لله أنه يعرف كيف يستسلم بسهولة أيضًا.

“علاوة على ذلك، دعني أخبرك أنني لا أدبر أي مكيدة في الوقت الحالي،” أقول مبتسمة بأقصى قدر من البراءة أستطيعه. ولكن بما أنه يعرفني جيدًا، فأنا متأكدة أنه يستطيع تمييز كذبي.

“إذن، لن تخبريني بذلك أيضًا؟” يتذمر هنري-أوني-ساما، وعلامات عدم الرضا واضحة على وجهه. إنه عمليًا يقطب وجهه غضبًا.

لكن يديّ مقيدتان. لقد أقسمت بالفعل على السرية. لا أستطيع أن أخبره عن طموحاتي الشريرة ولا عن مهمتي في مراقبة ليز-سان.

انتظر، بالحديث عن ذلك، إذا كان هنري-أوني-ساما قادرًا على إدراك أن ليز-سان ليست من نوعه، فهل هذا يعني أنه قد يكون هناك آخرون لم يقعوا في حبها بعد؟

بصراحة، يتبادر الدوق-ساما إلى ذهني كمرشح محتمل لهذا، لكنني ببساطة لا أعرف. أعلم أنه على الأقل يحبني، لكنني ما زلت غير متأكدة ما إذا كان ذلك كأخت أم بصفة رومانسية.

آمل حقًا أن يكون الأول.

“يا هنري-أوني-ساما، هل تعرف إذا كان هناك أي شخص آخر قد فقد افتتانه بليز-سان؟”

“من الصعب قول ذلك، لكن في الوقت الحالي يبدو أن الجميع مفتونون بها.”

“أعتقد أن هذا منطقي. لا يوجد سبب لكره فتاة مثلها.”

“من حيث المظهر نعم. أما ما في الداخل، فهو أمر مختلف تمامًا،” يقول ثم ينظر إلى السقف.

أتساءل عما يفكر فيه. انتظر، بناءً على تعبير وجهه، أظن أنني أستطيع حقًا تخمين ما سيقوله لاحقًا…

“أود التحدث مع ذلك الفتى،” نقول كلانا في نفس واحد.

اتسعت عينا هنري-أوني-ساما ليصبحا كطبقين دائريين، والتفت رأسه بسرعة ليحدق بي.

كنت أعلم أنه سيقول ذلك.

أتساءل إذا كان من الجيد السماح لهما بالالتقاء على الرغم من ذلك؟ إنه ليس بالأمر الجلل أو شيء من هذا القبيل. الأمر فقط أنني، بناءً على شخصياتهما، أشعر أنهما سيتفقان جيدًا مع بعضهما البعض….. لذا فإن المشكلة هي أن جيل قد ينتهي به الأمر بفتح قلبه له. وإذا كان الأمر كذلك، فأنا أفضل حقًا ألا أسمح لهما بالالتقاء.

أنا لست بصدد البحث عن حلفاء في الوقت الراهن على أي حال.

ولكن، إذا كان هنري-أوني-ساما مستعدًا لمساعدتي في حلمي بأن أصبح شريرة، فعندئذٍ أظن أنني لن أمانع حقًا.

“إذن؟ هل يمكنني؟” يسأل هنري-أوني-ساما بعينين متوسلتين كالجرو.

أخذتُ نفسًا قصيرًا.

“حسنًا. تفضل.”

أشرق وجهه على الفور. على عكسي، يميل هنري-أوني-ساما إلى إظهار مشاعره بوضوح.

إذا قرر أنه يريد دعمي، فسيتعين علينا بالتأكيد العمل على إخفاء تعابير وجهه.

“شكرًا لكِ، إلي!” يقول بسعادة.

هذا ليس شيئًا يجب أن تشكرني عليه حقًا. لقد قررت فقط أن أمنحك فرصة، هذا كل ما في الأمر. ليس هناك أي ضمان بأنني سأقبلك. هذه مجرد تجربة!

الآن… أتساءل ماذا سيفعل ليجعل جيل ينفتح عليه.