لم أتوقع أبدًا أن ينتهي بي الأمر بالاكتشاف وأنا أتسلل إلى الأكاديمية، ويكون من يمسك بي أخي وأصدقاؤه بالذات.
لقد كنت أتعمد تجنبهم في الواقع، ولسبب وجيه. تلك الابتسامة المزعجة، والمحاضرات الطويلة التي يصرّ أخي ألبرت على إلقائها بصرامة… كانت تجربة مرهقة وبغيضة.
والآن، بعد أن عدت إلى المنزل، أشعر أنني قادرة على النوم لأيام كاملة. ربما عليّ أن أخلد إلى النوم وأكتفي بما حدث اليوم—
… انتظري، لا. لا يزال عليّ القيام بتمارين خفيفة قبل النوم. إذا بدأت في إهمالها يومًا بعد يوم، فسأغدو كسولة وضعيفة بلا شك.
وبينما أنهي تمريناتي—تمارين البطن المعتادة—أعيد في ذهني استرجاع أحداث هذا اليوم. فقد تمكنت أخيرًا من لقاء البطلة… مما يجعل هذا اليوم مثاليًا بحق. أنا راضية تمامًا.
إنها لطيفة، ذكية… ولدي إحساس قوي بأنها ستصبح محطّ أنظار الجميع في وقت قصير إن لم يكن ذلك قد حدث بالفعل.
… لا، توقفي أليسيا! تذكّري أنها عدوّتك. لا ينبغي لكِ أن تمدحي عدوّتك. مصيرها المحتوم أن تنال منّي أقسى أشكال التنمّر بلا رحمة.
وأنا أسترسل في تخيّلاتي حول مستقبل البطلة البائس، أنهيت روتين تماريني اليومية، وتثاءبت بعمق قبل أن أغوص في فراشي وأغفو سريعًا.
***
اليوم، حان وقت التدريب على السحر!
مع بزوغ الصباح، توجهت مباشرة إلى المكتبة. وبما أن الجميع في القصر يعلمون أنني أواظب على ارتياد ذلك المكان، لم أعد أجد فائدة في محاولة التخفي بعد الآن.
لقد أفلتت منّي الكلمة مرة واحدة أمام روزيتا، ومنذ ذلك الحين أصبح الأمر سرًّا شائعًا لدى جميع المقيمين في القصر.
لكن ما أن فتحت باب المكتبة حتى سمعت أصواتًا قادمة من الداخل.
هم؟ هل سبقني أحد إلى هنا؟
تسللت بخفة قدر الإمكان، متتبعةً مصدر الأصوات.
“إنها طفلة مشاغبة بحق.”
“لكنها تعيش حياة طبيعية الآن.”
“هذا لا يغيّر أنها تشكّل خطرًا أمنيًا. إنها قنبلة موقوتة.”
“لا تتحدث عنها بهذه الطريقة…!”
من يقصدون يا ترى…؟
طفلة مشاغبة… هل يعنون ليز-سان!؟ هل بلغ بها الأمر إلى أن تُعتبر خطرًا أمنيًا بالفعل؟
*واضح انهم يقصدونك لكن لا حياة لمن تنادي*
أما الأصوات، فأحدها يشبه صوت والدي… لكن من يكون الآخر؟ إنه مألوف جدًا، ومع ذلك لا أستطيع تحديده.
مهما يكن، من الواضح أن ليز-سان قد لفتت انتباه والدي ومسؤول آخر… إنها سريعة التأثير بالفعل.
“آه، دعني أُعيد صياغة كلامي لك. إنها تمتلك قدرة معرفية. استثنائية.”
“هذا صحيح.”
“لكن ولاءها لهذه البلاد ضعيف مقارنةً بك أو بي.”
“هل تحاول القول إن الأمور قد تصبح صعبة إن تحولت إلى عدوة لنا؟”
إن كانوا يتحدثون عن ليز-سان، فلماذا يبدو الغضب واضحًا في صوت والدي؟
ربما لا يجدر بي أن أتجسس أكثر من هذا.
استدرت محاوِلة التسلل إلى الخارج بهدوء… لكن لم تمضِ سوى خطوتين حتى ارتطم مرفقي بقوة بأحد الرفوف، محدثًا صوتًا مكتومًا ارتجّ صداه في أرجاء المكتبة.
— “من هناك!؟” دوّى صوت عميق خشن.
بالطبع سمعوني. آه، كم أودّ الفرار حالًا.
لكن، إن هربتُ الآن بذيل بين ساقيّ، فسوف أهدم بنفسي كل ما صنعته من كرامة وصورة شريرة متماسكة حتى الآن. كبريائي لن يسمح لي بمثل هذه الخطيئة.
تنفست بعمق، ثم خرجت بخطى محسوبة من خلف الرف لأقف شامخة أمام الرجلين: والدي… ووالد غايل، يوهان-ساما؟
حدّق كلاهما بي بدهشة واضحة.
صحيح أن التلصص على حديثهما قلة تهذيب من جانبي، لكن إن كانا حقًا لا يريدان أن يُسمعا، فما كان ينبغي لهما إجراء مثل هذا النقاش في مكان عام كالـمكتبة.
لحظات صامتة مرت، تبادلنا خلالها النظرات فقط.
آه، رجاءً، قولا شيئًا! افعلا أي شيء يُخرجنا من هذا الجو المربك!
… أم عليّ أنا أن أبدأ بالكلام؟
“مرحبًا. أنا أليسيا.”
ولأنه لم يخطر ببالي ما أقوله، لجأت ببساطة إلى التعريف عن نفسي.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 43"