بعد انتهاء الدروس بوقت قصير، ارتفعت أصوات الطلبة فجأة، وضجّ المكان بالحماس.
كنت أشعر باهتزاز الأرض تحت وقع أقدامهم وهم يركضون في الممرات، بينما صياحهم يتردد في كل قاعة صف يمرون بها.
ما الذي يحدث بالضبط؟
بجانبي، لاحظتُ وجه غايل وهو يتجهم، ملامحه تنضح بالانزعاج.
“أي فتاة؟” سأل ببرود.
“يبدو أنها فتاة صغيرة ذات شعر أسود!!”
في تلك اللحظة، انطلقت عيناي لا إراديًا نحو ألبرت.
عيناه اتسعتا قليلًا وهو يهمس لنفسه:
“لا… لا يمكن أن تكون هي…”
وبمجرد سماع الوصف، اندفع الدوق خارج الغرفة، مسرعًا مع بقية الطلاب في الردهة باتجاه المكتبة. وبعد لحظة قصيرة، تبعناه نحن أيضًا في عجلة.
حين وصلنا، بالكاد كان هناك مجال للمرور. المكتبة مكتظة عن آخرها، والطلاب متدفقون حتى في الممر.
” من فضلكم، تنحّوا جانبًا”، طلبنا ونحن نشق طريقنا ببطء وسط الزحام.
وكلما التفت طالب ورآنا واقفين هناك، كان يسرع بالتنحي فورًا، ليفتحوا لنا ممرًا نتابع فيه سيرنا حتى وصلنا إلى داخل المكتبة القديمة.
وهناك، أمام أعيننا مباشرة، وقفت فتاة صغيرة على كرسي، تكتب بخط متواصل على السبورة الكبيرة. لم تُبدِ أدنى اهتمام بالحشد المتجمع خلفها، كانت مركّزة تركيزًا كاملًا على عملها، بكل جديّة وهدوء.
…… إنها أليسيا.
وجّهنا أنظارنا نحو السبورة. لم ينبس أحد بكلمة، وقفنا جميعًا في صمت نراقب.
ما الذي تكتبه؟
في أعلى السبورة كان هناك موضوع مكتوب. اعتاد الأساتذة أن يضعوا عبارات كهذه أمام الطلبة للتفكير فيها.
ورغم أن العبارة دائمًا ما تسمح للجميع بكتابة آرائهم بحرية، إلا أن نادرًا ما يجرؤ أحد على الكتابة.
“طرق للسيطرة على مملكة رافال”
“لا تتردد في طرح اقتراحاتك بغضّ النظر عن مكانتك أو منصبك.”
هذا هو موضوع اليوم…
بدأت أقرأ من الأعلى ما خطّته أناملها:
“الهدف: السيطرة على مملكة رافال
رافال → دولة قوية، حكومة استبدادية، تُرهب الدول المجاورة
مثال → دوران ستعاني على الأرجح من انهيار اقتصادي بعد بضع سنوات، سدد ديونها
— الغريق يتشبث بالقشّة → رافال ستُجبر على قبول مساعدة دولكيس
— إرسال قوات بحجة الحماية ثم استخدام الوجود العسكري للسيطرة على رافال”
وبعد أن أنهت كتابة الخطوة الأخيرة، تنفست أليسيا بارتياح خفيف، وأخذت تُمعن النظر في عملها، ثم استدارت أخيرًا نحو الخلف.
” هاه؟” تمتمت بدهشة، عيناها اتسعتا ببراءة.
هل يُعقل أنها لم تلاحظ وجود كل هذا الحشد؟
” تركيز مدهش” ، علّق غايل وهو ينظف نظارته.
ألقيت نظرة أخرى على ما كتبت.
… هل يعقل أن تكون هذه خطة وضعتها طفلة في العاشرة من عمرها؟
لم أصدق عينيّ. تقدمنا إلى الأمام، نصنع نصف دائرة حول تلك الصغيرة.
ولتبسيط ما اقترحته: خطتها أن نستغل كراهية الدول المجاورة لعزل رافال، ثم نتظاهر بالدفاع عنها وتقديم الدعم لها، وأخيرًا نستغل هذا الموقف المواتي للسيطرة على البلاد.
لكن… لماذا تعتقد أن مملكة دوران على وشك انهيار اقتصادي قريب؟ لا توجد أي دلائل في الوقت الراهن تشير إلى أزمة مالية عندهم.
وبملامح مترددة قليلًا، التفتت أليسيا نحو ألبرت.
ولأنها تسللت إلى الأكاديمية من تلقاء نفسها، فلا بد أنها تظن أنه سيغضب منها.
لكن بدلاً من الغضب، بدا عليه الذهول أكثر من أي شعور آخر.
بقينا هكذا للحظة طويلة أخرى، صامتين، نتبادل النظر بينها وبين السبورة، ثم بين السبورة وملامحها الصغيرة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات