فلنرَ… ما الذي أحتاجه…
حشوت في حقيبة صغيرة: ضمادات، مرهمًا، زجاجة ماء نظيف ممتلئة، ومعها حلوى الماكرون التي أعطاني إياها أخي ألبرت.
لم يتبقَّ سوى دواء خافض للحمى. لكنني سأضطر للذهاب إلى البلدة من أجله…..
لمحت الساعة المعلقة على الحائط، فإذا بها الثانية بعد منتصف الليل.
هل تأخر الوقت إلى هذا الحد…..؟ أعتقد أن عليّ النوم الآن.
وما أن اتخذت ذلك القرار، حتى ارتميت على السرير بملابسي كما هي، وغرقت في النوم فورًا.
***
“أليسيا-ساما~”
سمعت روزيتا تناديني.
إنها مزعجة حقًا في مثل هذا الصباح الباكر.
“أليسيا-ساما~!”
آه، لماذا هي هنا أصلًا؟ فهي لا تأتي عادة لإيقاظي…..
فتحت عينًا واحدة ونظرت إلى الساعة.
…..ماذا؟ العاشرة؟
اتسعت عيناي دهشة، وتبدد أي أثر للنعاس.
كيف حدث هذا؟؟ لم أتاخر عن موعد استيقاظي طوال السنوات الثلاث الماضية…..
حتى تدريب السيف لا بد أنه انتهى منذ وقت طويل. ألم يكن بإمكانها أن توقظني أبكر قليلًا؟
لكن لا يمكنني حقًا لوم روزيتا…. فالاستيقاظ مبكرًا مسؤوليتي أنا.
بدّلت ملابسي بسرعة، أخذت بعض النقود، ثم خرجت من المنزل في وقت قياسي.
وما أن خرجت، حتى أسرعت نحو الإسطبل، امتطيت حصاني، أمسكت اللجام، وانطلقت نحو البلدة.
وبمجرد وصولي، توجهت مباشرةً إلى مشتل النباتات وفتحت الباب بهدوء.
آه، هذا المكان فعلًا يعطي شعورًا مريحًا. الهواء فيه نقي ومنعش…. لا أمانع لو قضيت بقية حياتي هنا.
“مرحبًا~” قال بول-سان وهو يتقدم نحو مقدمة المتجر. وبمجرد أن ظهر، صار الجو أكثر لطفًا ودفئًا، كأن النباتات نفسها تبتهج بوجوده.
“أليسيا! ما الذي أتى بك إلى هنا؟”
سألني بدهشة، فهو على ما يبدو تفاجأ بقدومي بمفردي هذه المرة.
“أود شراء بعض نبات جوزايا.”
“جوزايا؟ هل هناك من يعاني من الحمى؟”
….ألم يكن بول-سان مقربًا من إخوتي؟
إن كذبت، فبالتأكيد سيُكتشف أمري بسرعة.
ولما ترددت في الإجابة، ابتسم بول-سان بلطف وقال:
“تفضلي.” ومد لي عشب الجوزايا. “لن أسألك عن السبب.”
عند كلماته، تجمدت في مكاني للحظة، ثم سرعان ما تمالكت نفسي وأخذت الكيس بامتنان.
حقًا، بول-سان شخص ناضج. ما أروع حكمته وهدوءه.
وعلى الرغم من كونه نبيلًا، إلا أنه اختار أن يفتتح هذا المشتل الجميل!
“أم، كم السعر…..”
“لا داعي. اعتبريه مكافأة لأنك عرفتِ الكثير عن تشاد في المرة السابقة.” قال وهو يبتسم.
في هذه الحياة، قد أعيش حلمي كشريرة، لكن في حياتي القادمة، أود أن أولد شخصًا مثل بول-سان.
“شكرًا جزيلاً لك.”
انحنيت له بعمق، ثم غادرت المتجر.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
ترجمة نوفا(سيرا)
التعليقات لهذا الفصل " 33"