ردًا على سؤال الإمبراطور، فتح فمه بتعبير الفارغ المعتاد.
“أعتذر عن إثارة هذه الضجة.”
لقد كسر صمته وقال تلك الجملة.
لقد كان في هذا الموقف يبدو غير مبالٍ إلى درجة أنه جعل اي شخص يراه يشعر بالحرج.
“هاها، لا داعي للخجل. في الحقيقة، كنت أحاول الاعتذار لكما.”
عند كلام الإمبراطور، ارتسمت على وجه الدوق نظرة شك، وأنا كذلك.
“أليس صحيحًا أن أوامري كادت أن تُفرق شخصين كانا في وئام مع بعضهما؟.”
“نعم؟.”
فتحت عينيّ على مصراعيها ونظرت إلى الدوق الذي يجلس أمامي، متسائلة عما يعنيه.
لكن الدوق كان ينظر إلى الإمبراطور وحاجبيع مقتطبين، وكأنه كان يفكر في نفس الشيء مثلي.
“لم أكن على علم بذلك، وحاولت تزويج الدوق الكونتيسة.”
وأضاف الإمبراطور في النهاية أنه يشعر بالاسف علينا الاثنين.
وكان الارتباك مؤقتًا فقط.
انطلقت سلسلة من التصريحات غير المتوقعة من فم الإمبراطور.
“إن لم يكن هناك مانع، فسأحدد لكما الموعد. أنه إتحاد عائلتين اعزهما كثيرًا. لا يُمكن أن أكون أكثر سعادة.”
وبعد أن انتهى من حديثه، نظر الإمبراطور ذهابًا وايابًا بيني وبين الدوق وانفجر ضاحكًا من قلبه.
وقد تضمنت كلمات الإمبراطور معنى واضحًا مفاده أنه يتوقع أن يتم تعزيز موقف الفصيل الإمبراطوري بشكل أكبر من خلال إتحاد العائلتين.
في تلك اللحظة، اقترب خادم الإمبراطور، الذي كان يبتسم بسعادة، وهمس بشيء في اذنه.
وبعد فترة من الوقت، نهض الإمبراطور من مقعده وعلى وجهه تعبير اعتذار طفيف وقال.
“أوه! نسيت أن لديّ خططًا لما بعد الظهر. سأحرص على إبلاغ العائلة بتاريخ الزفاف. حسنًا، سأراكما مجددًا يوم زفافكما.”
“انتظر لحظة يا جلالتك…!”
قال الإمبراطور ما أراد قوله وخرج من الدفيئة بسرعة.
بعد اجتماعنا القصير مع الإمبراطور، خرجنا انا والدوق من الدفيئة معًا.
—
“….”
في الطريق إلى العربة، لم يكن أحد منا قادرًا على فتح فمه بسهولة.
‘لقد تقدم الإمبراطور بنفسه وطلب منا الزواج.’
لا بد أن هذا كان استنتاجًا ثم التوصل إليه بعد حساب أن الزواج من دوق فيلدرو سيكون أكثر فائدة للعائلة المالكة من الكونتيسة بريان.
ومن حسن الحظ، أصبح بإمكان الدوق منع زواجه من الكونتيسة بريان.
“هل انتِ راضية الان؟.”
الدوق، الذي كان يمشي بصمت، استدار فجأة وحدق بي باهتمام.
تجمدت دون أن أدرك ذلك عندما سقطت نظراته الحادة على وجهي.
“أتساءل عما تخططين للقيام به الان بعد أن انتهى بكِ الأمر بالزواج من شخص غريب تمامًا لمجرد مرحة.”
أعتقد أنه يظنني امزح.
لقد أصبح فمي مريرًا لأنها لم تكن مزحة خفيفة.
وفي الوقت نفسه، تذكرت ما سمعته من سيزار من قبل وشعرت بالمزيد من القلق.
نظرت إليه بتعبير هادئ قدر الإمكان وفتحت فمي.
“ماذا سأفعل؟ أعتقد أننا يجب أن نتزوج.”
“لا أريد الزواج من الأميرة. سأعود إلى جلالته الان وأطلب منه إلغاء أمره. لن أتزوج من الأميرة أبدًا.”
لقد كنت عاجزة عن الكلام للحظة بسبب الرفض المباشر.
لم أستطع إخفاء إحراجي لأنني لم أكن أعلم أنه سيظهر مشاعر كرهه لي لهذا الحد.
عندما تزوج الكونتيسة بريان، أعتقدت أنه اتبع الأمر الإمبراطوري دون قول أي شيء.
“هل هذا لأنك تحب السيدة بريان؟.”
سألته تحسبًا فحسب.
عندما سألته، رأيت وجه الدوق يتجعد بشكل أكثر ازعاجًا من ذي قبل.
“لا أعرف حتى من هي السيدة بريان، وحتى إن كنت أعرف، فلن يحدث ذلك.”
“فلماذا إذن؟.”
الدوق الذي كان يجيب على اسئلتي المستمرة بطاعة، أغلق فمه بإحكام بمجرد أن سمع السؤال الاخير.
وبينما كنت أشاهد الوجه البارد الفارق يلمسني بصمت، شعرت بنفاد صبري بشكل متزايد.
“ألا تريد الزواج؟ ماذا ستفعل؟ إن لم تتزوجني الان، فستتزوج السيدة بريان.”
وبما أنني أعرف نتيجة الزواج المخطط له، فقد أردت منع حديثه بأي ثمن.
“سأذهب الان.”
بينما كنت غارفة في أفكاري للحظة، حاول الدوق المغادرة كما لو أنه قال كل ما أراد قوله.
وبناء على تجربتي من التجاهل الذي تعرضت له لعدة ايام، شعرت بأنه إذا تخليت عن مناقشة الزواج الان، فسيكون من الصعب رؤيته مرة أخرى.
لقد اعترضت طريقه وصرخت بصوت متعجل.
“انتظر لحظة! إذا كنت لا ترغب بالزواج، فماذا عن توقيع عقد؟.”
رأيته يعقد حاجبيه عند سماع كلمة عقد.
“إذا تزوجتني، فإن النبلاء الذي يتحدثون عنك من وراء ظهرت سوف يختفون، وسيكون هناك العديد من الفوائد لعائلاتنا في المستقبل.”
لقد تحدثت مرارًا وتكرارًا عن مدى استفادته من هذا الزواج.
على أية حال، هذه كانت الطريقة الوحيدة المتبقية.
كان الدوق، الذي كان يستمع إلي بصمت لفترة طويلة، ينظر إلى عيني ويفتح فمه.
“الأميرة فيلدرو.”
وبعد فترة من الوقت، ناداني الدوق بصمت منخفض وأجش.
لقد بدا غير مرتاح لسبب ما.
وبعد قليل، بدأ الدوق يقترب مني ببطء.
وجهه الخالي من التعابير بدا باردًا جدًا لدرجة أنني لم أستطع إلا أن أتراجع إلى الوراء كلما اقترب.
اصطدام-.
وبعد ذلك، أصبح ظهري مقابلاً للحائط، وأُجبرت على النظر إلى الدوق دون أن أتمكن من التحرك.
“لقد كنتِ تتبعينني للتو، فلماذا تهربين؟.”
التقت عيناي بعيني الدوق، الذي كان ينظر إليّ بتعبير غريب.
في تلك اللحظة، كنت مندهشة للغاية من تلك العيون الرمادية الباردة لدرجة أنني لم أتمكن من فتح فمي.
فجأة بدأ يميل نحو وجهي.
“هاه.”
وبينما اقتربت مني النظرة القاتلة، التي كانت من الممكن أن تسقط عدة أشخاص أرضًا، تقلصت رقبتي دون وعي واغلقت عينيّ بإحكام.
ولكن مهما طال انتظاري، لم أشعر بشيء، لذلك فتحت عيني ببطء مره أخرى ورأيت الدوق يحدق في وجهي وحاجبه مرفوع.
“تىتجفين خوفًا بمجرد أن اقترب منكِ هكذا، ثم تتفوهي بكلمة الزواج بتلك السهولة؟.”
“….”
“اتعلمين ما معنى أن تلقي كلامًا كهذا بلا مبالاة؟ هل تظنين أن بإمكانكِ التحدث عن الزواج وكأن الأمر لا يعنيكِ؟.”
كان صوته قاسيًا، يحمل خشونة تذكرني بلهجة حثالة الازقة الخلفية، فلم أستطع إلا أن ابقى صامتة احدق فيه بارتباك.
“داليا!.”
صوت حاد من بعيد كسر الصمت.
عندما التفت برأسي نحو الاتجاه الذي سمعت منه اسمي، كان ديلوس يركض نحوي كالثور الغاضب.
ديلوس، الذي وصل أخيرًا أمامنا مباشرة وكان يلتقط أنفاسه، رفع عينيه بشراسه وصاح.
“عن ماذا تتحدثين؟ زواج؟!.”
نظرت إلى ديلوس، الذي كان يتذمر، وابتلعت الشتائم التي كانت ستخرج من فمي.
متى سيكون هذا الطفل مفيدًا لي في حياتي؟.
بينما كنت اتنهد بدلاً من الشتائم، تفوه ديلوس أخيرًا بشيء تجاوز الحدود.
“انتِ… هل خططتِ لشيء سخيف كهذا بسببي؟.”
“ماذا؟.”
“بغض النظر عن مدى انزعاجكِ من الامر، كيف يمكنكِ الزواج من شخص اخر؟.”
لم أستطع قول أي شيء لارد على هراءه، لذلك فتحت فمي فقط.
ولكن الأمر بم يتوقف عند هذا الحد.
“ولماذا كان عليكِ اختيار هذا الشخص من بين الجميع…؟.”
ألقي ديلوس نظرة على الدوق، عبس، وتمتم بشيء كما لو كان يريد أن يجعله يستمع عمدًا.
لقد كان من الواضح أنه قصد ازدراء الدوق.
في تلك اللحظة، تحول نظري فجأة إلى أطراف أصابع ديلوس.
كان ديلوس يلف الخاتم ببطء في إصبعه السبابة بيده.
بعد أن امضيت وقتًا طويلاً بجانبه، أستطيع أن أقول أن ديلوس كان مستاء للغاية في تلك اللحظة.
لأنه كانت لديه عادة لف الخاتم في إصبعه السبابة، كلما حدث شيء يزعجه.
سرعان ما أراد ديلوس رأسه نحوي مرة أخرى، وللحظة، بدت وكأن تعبيره قد تغير، ثم ابتسم بلطف وقال.
“يكفي. أوقفي هذا. إذا انفصلتِ عني فلن تتمكني من الزواج. ففي النهاية، من سيقبل الزواج من امرأة كانت تتبع غيره لأكثر من عشر سنوات؟.”
تابعوني على الانستغرام ornie.lla
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات