عند صوتي الحازم، اهتزت تعابير والدي مثل الشموع في مهب الريح.
لان الشخص الذي لا يصدق الشائعات أكثر من أي شخص أخر هو والدي.
كان والدي يقول: “عليك أن تجرب الأشياء بنفسك حتى تتمكن من الحكم عليها.”
“صحيح! أوه، لكن عندما رأيته شخصيًا سابقًا، كان مخيفًا جدًا.”
وبينما كنت اتحدث بجدية مع والدي، قاطعني فجأة سيزار، الذي كان يجلس بهدوء بجانبه، وقال شيئًا.
لم بدأ التعبير على وجه والدي الذي بدا وكأنه قد هدأ يتشوه مرة أخرى، وسرعان ما تردد صدى هدير عالٍ عبر العربة.
“هذان الطفلان! كم كأس شربوا من الكحول ليصبحوا بهذا الجنون؟! احدهم ثمل لدرجة أنه لا يستطيع التحكم في حركاته، والاخرى تتقدم لخطبة رجل غريب تمامًا!.”
لقد شعرت بالظلم الشديد لأنني كنت اتعرض لنفس المعاملة بسبب سيزار، لكني لم احتج.
وكان ذلك لأن منظر والدي وهو يضرب صدره لقمع غضبه كان مخيفًا للغاية.
“سيزار، عليك أن تعلم أنك لن تلمس الكحول لمدة ثلاثة أشهر.”
لقد ارتجف سيزار وبكى من تصرف والدي، لكن والدي كان حازمًا.
بعد أن ترك سيزار مصدومًا، فتح والدي فمه هذه المرة، ونظر مباشرة إلى عيني.
“داليا، عليكِ الذهاب إلى دوق باليستين غدًا والاعتذار.”
وأضاف والدي انه إذا اعتذرتُ فقط وقلت أن كل ما حدث اليوم كان خطأ، فسوف يهتم بالباقي.
“ابي!.”
“نعم من المحتمل أن الدوق ليس كما يُشاع، لكن على أي حال، انتِ تعلمين أن ما فعلتِه اليوم كان خطأً واضحًا، أليس كذلك؟.”
ابقيتُ فمي مغلقًا عند الكلمات التي لم أستطع دحضها.
“نعم، أفهم.”
لم استطع إلا أن أومئ برأسي عند تهديد والدي بالذهاب إلى منزل الدوق غدًا والاعتذار.
لكنني اعتذرت لوالدي مسبقًا.
“انا آسفة يا ابي.”
اود ان اعتذر كما قال والدي، ولكن لم يكن قصدي أن اعتذر وأعود فقط.
—
في اليوم التالي.
بمجرد شروق الشمس ذهبت إلى مقر إقامة دوق باليستين.
بمساعدة الخادم، وصلت إلى غرفة الاستقبال ودستُ بقدمي لتهدئة قلبي المرتجف.
“حسنا إذن.”
نقر-.
انفتح باب غرفة الاستقبال على مصراعيه ودخل رجل يرتدي زي التدريب.
الرجل الذي جاء إلي جلس على الأريكة على الفور.
وضعت فنجان الشاي الذي كنت اشرب منه، وسلمت على الرجل بصوت مرتجف قليلاً.
“مرحبًا، اسمي داليا فيلدور.”
“….”
ولكن مهما طال انتظاري، لم تكن هناك إجابة، لذا رفعت رأسي قليلاً. والتقت عيناي يعيني الدوق.
‘ايك-.’
‘انه وحشي.’
رغم انني كنت استقبل نظراته للتو، إلا التي وجدت نفسي أتعثر دون أن أدرك ذلك، مندهشة من الهالة الجادة التي أطلقها.
كانت العيون الرمادية، التي لم تظهر أي قدر من الانفعال، حادة كما لو كانت قادرة على الروية من خلال ذاتي الداخلية.
داخل غرفة المعيشة الهادئة الخانقة.
“هيك، هيك.”
لقد سمعتُ لعدة مرات فواقي يتردد صداه بصوت عالي لدرجة انه كان محرجًا.
حدق الرجل ذو النظرة الحادة في وجهي بصمت لفترة طويلة قبل أن يقول اسمه بهدوء.
“انا إيفان…”
عندما كان النبلاء يخاطبون بعضهم البعض، كان من باب اللباقة استخدام أسمائهم الكاملة.
لو لم يفعل ذلك، فمن المرجح أن يسمع لاحقًا أنه لم يتلقى تعليمًا جيدًا.
لكن يبدو أن الدوق لم يهتم بهذا الأمر على الإطلاق.
ثم فجأة، امتدت يد الدوق نحوي، وسكب الشاي في كوبي الفارغ، وفتح فمه.
“إذا رأني أحد، سيعتقد أنني انوي أكلكِ.”
اتسعت عيناي من الدهشة عند التفكير العميق الذي تناقض مع حديثه الخشن والجاف.
“أوه، شكرًا لك.”
لقد فوجئت باللطف غير المتوقع، لكن هذا لم يكن مهمًا في الوقت الحالي.
لقد كان من الأكثر إلحاحًا إيقاف الفواق الذي لم يتوقف أبدًا، لذا تناولت الشاي دون أي اعتبار لكرامتي.
لحسن الحظ، نجح الأمر وتنفست الصعداء عندما لم أعد أعاني من الفواق.
“ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟.”
لقد وصل الدوق، الجالس أمامي، مباشرة إلى النقطة الأساسية بمجرد أن تأكد أنني قد هدأت.
“أود أن أعتذر. ليس لدي ما أقوله عما حدث في المأدبة. أنا أسفه حقًا.”
انحنى رأسي قليلاً تجاه الدوق واعتذرتُ عن الحادث الذي حدث بالأمس.
ثم رد الدوق الذي يجلس أمامي بصوت هادئ.
“جيد انكِ تعلمين بالفعل.”
رفعت رأسي قليلاً فرأيت الدوق ينظر إلي ورأسه مائل بشكل ملتوٍ.
نظرت إلى مثل هذا الدوق بعيون فضولية وفكرت في نفسي.
‘إنه مختلف قليلاً عما أتذكره بعد عامين.’
كان الدوق في ذاكرتي رجلاً ذو شخصية باردة وقليل التعبير تقريبًا، بما يكفي لتصديق الشائعة بأن حتى دمه كان باردًا.
لكن الدوق أمامي كان مشابهًا لذلك الذي في ذاكرتي، ولكنه مختلف.
لم تكن ملامحه الجسدية مختلفة كثيرًا آنذاك أو الآن، لكن الشعور بوجود وحش خطير يمكنه القفز في أي اتجاه كان أقوى.
ثم فتح الدوق، الذي كان صامتًا لبعض الوقت، فمه مرة أخرى.
“بماذا تفكرين؟.”
“هذا…”
لم استطع فتح فمي للإجابة على سؤاله.
‘هل ستصدقني إذا قلت لك أنني فعلت ذلك لاني لا أريد أن أرى النبلاء يتحدثون عنك؟.’
وبعد ترددي لفترة من الوقت دون أن اتمكن من الإجابة، جاء صوت منخفض من الأمام.
“كانت تلك أول مرة أُخطب فيها بوجه يوشك على البكاء، فطننتُ أن هناك سببًا، فسألت. لكن بالنظر إلى الماضي، يبدو الأمر وكأنه مجرد خطأ ناتج عن سُكر أو مقلب.”
فتحت عيني على مصراعيها من المفاجأة عند سماع كلمات الدوق القاسية.
وباعتباري شخصًا ولد في عائلة أرستقراطية وتدرب على نغمات صوته، فقد وجدت حديثة غير المقيد منعشًا للغاية.
وشيء آخر.
هل سبق له أن عاش في بلد آخر؟.
لقد كان خافتًا جدًا، لكنني اعتقدت أن هناك نبرة فريدة قليلا في لهجته كانت مختلفة عن لهجة الإمبراطورية.
بينما كنت أفكر فيما قاله لي للتو، أدركت أن الان ليس الوقت المناسب لأن أجد نبرته غربية.
كنت على وشك فتح فمي على عجل، لكن الدوق كان أسرع بخطوة واحدة.
“لقد سمعت اعتذاركِ، لن أثير أي مشكلة أخرى في هذا الأمر، لذا يمكنكِ المغادرة الآن.”
مع هذه الكلمات، غادر الدوق غرفة الاستقبال بسرعة.
نظرت إلى ظهر الدوق بتعبير مذهول.
أما أنا، التي لم أكن قد انتهيت بعد من قول ما أعددته، فبدأت اتبع الدوق على عجل.
“هاه، هاه، انتظر لحظة!.”
كان يمشي بسرعة كبيرة حتى أنني بالكاد استطيع مواكبة الدوق بينما كان يتجه إلى أرض التدريب.
في عجلة من أمري، أمسكت بنهاية ملابسه، وبعد ذلك فقط توقفت خطواته السريعة.
“هل لديكِ أي شيء آخر لقوله؟.”
عبس الدوق، كما لو أنه لم يكن يتوقع مني أن اطارده إلى هذا الحد.
من خلال موقفه الحازم، كان لدي شعور قوي بأنه إذا لم يكن اليوم، فلن استطيع مواجهة الدوق مرة أخرى.
إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فإن الرجل أمامي سيكون في زواج سياسي رتبته العائلة الملكية خلال شهر.
“لا أريد لهذا الرجل أن يعيش هذه الحياة مرة أخرى.”
بلعت ريقي بصعوبة وفتحت فمي، ونظرت مباشرة إلى تلك العيون الرمادية الشفافة.
“كنت جادة عندما طلبت الزواج منك. أرجوك تزوجني! سأتحمل المسؤولية وأحميك.”
لا أعلم لماذا جاء الدوق لرؤيتي في ذلك اليوم.
كان هناك شيء واحد واضح: في هذه الحياة، أردت حمايته.
بدلا من أن يتم تجاهلك بسبب أصولك وأن يكون لديك زواج أسوأ من الاخرين، فمن الأفضل بكثير أن تفعل ذلك معي.
صليل-.
جلجلة-.
وفي تلك اللحظة، سمعتُ صوت سقوط عدة أجسام حادة في مكان قريب في نفس الوقت.
التفتُ برأسي نحو مصدر الصوت فرأيت فرسانًا يحملون سيوفًا في أيديهم، كل واحد منهم ينظر في اتجاهي وأفواههم مفتوحة، وكأنهم منغمسون في تدريبهم.
تابعوني على الانستغرام ornie.lla
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"