“لا تقلقي يا داليا، فقط ابقِ معي!.”
في تلك اللحظة، صدى صراخ سيزار العالي في جميع أنحاء العربة.
“فقط ثقِ بهذا الاخ!.”
أومأتُ برأسي وأجبت على سيزار الذي كان يضرب صدره بتعبير جدي على وجهه.
“نعم، هذا مطمئن جدًا.”
كنت أعلم أن سيزار كان اداريًّا متمرسًا حتى النخاع. ولكن اليوم، فكرت في أن أعتمد على موثوقية أخي الأكبر الذي كان أكبر مني بثلاث دقائق.
‘بالمناسبة، أعتقد أنني سأراه قريبًا.’
كنت أتطلع إلى النافذة بلا هدف، وكان ذهني مليئًا بأفكار حول الرجل الذي سأقابله قريبًا.
‘كيف يبدو الدوق الآن؟.’
حتى أنا، التي ركزت في السابق على حكم ديلوس فقط، كنت أعرف دوق باليستين، لأنه كان رجلاً ذا شهرة عظيمة.
عبقري ذو قوة هائلة تتناسب مع طبيعته البربرية.
حتى أن بعض النبلاء كانوا يتحدثون عن الدوق، قائلين إنه وحش لكن لم يجرؤ أحد على التحدث إليه مباشرة.
إذا تحدثث معه أولا، هل سيقبل؟. وإن فعل، ألن يغضب؟. ومع ذلك ألا يكون من المقبول على الأقل قول “مرحبًا”؟.
وعندما اقترب موعد مقابلته، شعرت بالقلق وبدأت في افتراض كل أنواع الاحتمالات، وقبل أن أعرف ذلك، وصلت العربة إلى القصر.
“وصلنا، لندخل.”
دخل سيزار إلى قاعة المأدبة برفقة والدي.
بمجرد دخولي المدخل، شعرت أن كل العيون تتجه نحوي على الفور.
“لقد أتت حقا. هل هذه الشائعة صحيحة…؟.”
“لماذا انفصلوا أن كانو لا يستطيعون العيش بدون بعضهم البعض؟.”
كما هو متوقع، هو السبب في أن اهتمام الجميع كان منصبًا علي.
لم يكن هناك شخص أو شخصين فقط، بل كان الجميع بالقرب مني يتحدثون عن مواضيع مماثلة، لذلك لم أستطع إلا الاستماع.
“تسك. يبدو أنكم مهتمون جدًا بابنتي.”
ثم فتح والدي فمه ونظر نحو مجموعة الأشخاص الذين كانوا يتذمرون بتعبير غير سار.
“اوه…!”
ثم أغلق النبلاء، الذين تحدثوا خلف الظهر، أفواههم وغادروا المكان ببطء.
لقد كانت لحظة عندما تفرقت النظرات الفضولية إلى حد ما وتمكنت من التنفس بشكل أسهل قليلاً.
“مرحبًا، جلالتك.”
وعندما رأى النبلاء الاخرون من حولنا والدي، اقتربوا منه بوجوه سعيدة وسلموا عليه.
وبما أن منصبه كان على هذا النحو، لم يكن أمام والدي خيار سوى المغادرة للتحدث مع النبلاء الاخرين.
وعندما غادر والدي، بدأت العيون الفضولية تتجمع مرة أخرى.
كان الجميع على وجوههم نظرة وكأنهم سيموتون ليسألوني عن سبب انفصالي عن ديلوس.
“داليا، لنذهب إلى هناك.”
“هاه.”
لقد لاحظ سيزار نظراتهم، وقادني إلى مكان لن تصل إليه أعين الكثير من الناس.
ثم وقع بصر سيزار على طاولة تزدحم بأنواع الخمر، فارتسمت الحمرة على وجهه.
كنت قد علمتُ من قبل أن سيزار يمتلك قدرة هزيلة على الشرب، حتى أن كأسًا واحدة من النبيذ تكفي لإسكاره.
ومع ذلك، كان طامعًا في الشراب، فإذا غفلتُ عنه قليلًا، انتهى به الحال كالمهر الصغير حديث الولادة.
“سيزار، اشرب قليلاً فقط، ولا تثمل كما فعلتَ في المرة السابقة.”
“حسنًا.”
نظرت إلى سيزار، الذي كان يجيب بجفاف، وأطلقت تنهيدة خفيفة من الاستسلام.
قبل أيام قليلة فقط، في حفلة لتعزيتي بعد انفصالي، بكى سيزار، الذي كان يشرب كثيرًا، على كتفي وأثار ضجة، قائلاً إنه سيموت دون أي ندم.
في ذلك الوقت، بينما كنت أشرب مع سيزار.
“هل سيحضر جلالة الأمير الاول أيضا اليوم؟.”
“حسنا، ألم يأتِ العام الماضي أيضًا؟ لم تكن علاقتهما جيدة منذ البداية…”
كان من الممكن سماع أصوات الفتيات الشابات المتحمسات في الجوار.
بمجرد أن سمعت كلمة “الامير الاول”، فجأة أرتخت يدي وأسقطت الكأس الذي كنت أحمله.
“داليا، هل أنتِ بخير؟.”
عندما استعدت وعيي عند سماع صوت سيزار أمامي، رأيت أن حافة فستاني أصبحت حمراء بالفعل.
“طلبتِ مني أن أشرب باعتدال. هل كنتِ تحاولين أن تثملي أولا؟.”
وعلى عكس نبرته الصريحة، كانت يدا سيزار لطيفة وهو يخرج منديلاً من جيبه ويمسح النبيذ عن يدي.
فتحت فمي محاولة أن أبتسم وكأن شيئًا لم يحدث.
“أجل. أعتقد أنني ثملت قليلاً، سأذهب لأرتب ملابسي وأعود.”
“حسنا. كوني حذرة.”
استدرت ومشيت مباشرة إلى الصالة الموجودة في قاعة الحفلات.
لحسن الحظ، كنت أرتدي فستانا داكن اللون، لذلك بعد مسحه بقطعة قماش عدة مرات، اختفت الآثار.
بدلاً من الخروج مباشرة، جلست على كرسي وأخذت لحظة لالتقاط أنفاسي.
“هاه، لقد سمعت اسمه فقط، ما هذا؟.”
وبعد عودتي إلى الماضي، سمعت قصة الأمير الأول التي نسيتها عمدًا، فوقفت شعرات جسدي دون أن أشعر بذلك.
كان إحساس السيف الحاد الذي يخترق صدري قويًا جدا لدرجة أنه أرسل قشعريرة أسفل العمود الفقري لدي.
“أتمنى ألا نلتقي ببعضنا البعض اليوم.”
تساءلت عما إذا كان هناك أي شيء أكثر إحراجًا وإزعاجًا من مواجهة وجه الشخص الذي قتلني.
بالطبع، هذا لن يحدث الآن بعد أن انفصلت عن ديلوس.
وبعد أن هدأت قليلا ورجعت إلى قاعة الحفل، كانت القاعة مليئة بالناس، إلى درجة أنني لم أتمكن من رؤية مكان سيزار.
لقد كان وقتًا كنت أتجول فيه حول قاعة الحفلات، وأخرج رأسي و أنظر حولي.
“يا إلهي، هل هذا الرجل هو دوق باليستين؟.”
“هل الجو حوله مختلف عما يقوله الناس؟.”
“دوق باليستين؟.”
عندما سمعت ذلك، تحول رأسي إلى الجانب.
ولكن كل ما كان مرئيًا هو حواف الثياب المزخرفة للنبلاء المجتمعين معا.
“هناك الدوق أمام هذا.”
ومن خلال الفجوة التي ظهرت للحظة، ظهر ظهر رجل يرتدي زيًا أسود اللون.
الرجل الطويل، الذي كان يقف أطول برأس من الآخرين، بدا وكأنه ينضح بهالة خاصة على الرغم من أنه كان واقفًا ساكنًا.
في تلك اللحظة، بدأ النبلاء في المقدمة بالهمس فيما بينهم مرة أخری.
“لكنني لا أزال مندهشًا من أن جلالته أعطاه لقب دوق.”
“هذا صحيح، حتى لو كان بطلاً، أليس لقب دوق مبالغًا فيه بالنسبة لبريري مجهول الأصل؟.”
كنت استمع بهدوء إلى محادثتهم، وأطلقت تنهيدة صغيرة وكأنني أدركت شيئًا للتو.
إذا فكرت في الأمر، فقد مرت ثلاثة أشهر فقط منذ أن أصبح هذا الرجل دوقًا.
‘متوحش من أصل غير معروف.’
كانت هذه هي الطريقة التي ينظر بها النبلاء إلى الدوق في ذلك الوقت.
رجل مجهول الهوية، لم تُعرف هويته حتى الان.
وبدا أن النبلاء كانوا غير راضين للغاية عن منح رجل من أصل غير معروف لقبًا أعلى منهم.
“ولكن لا يوجد شخص واحد يقترب منه ويتحدث معه. “
نظرت إلى ظهر الرجل الذي لا يزال واقفًا طويل القامة وتذكرت قصتة وكيف ارتقى إلى منصب الدوق.
استمرت الحرب بين الإمبراطورية ومملكة كليتس منذ أكثر من خمس سنوات دون فائز واحد.
في أحد الأيام، وبينما كانت الدولتان تستمران في خوض الحرب بخسائر أكثر من المكاسب، سمعت شائعة مفادها أن هناك جنديًا في المنطقة الشمالية، الأكثر عرضة للدفاع، والذي كان دائما يصد هجمات العدو بتكتيكات ماهرة.
فور سماعه الشائعة، ضم الإمبراطور قوته الى الجيش الإمبراطوري المركزي. وكان لهذا القرار نتائج مفاجئة.
ولم يكتف الرجل باستعادة الأراضي المحتلة واحدة تلو الأخرى خلال عام واحد، بل إنه حقق النصر في نهاية المطاف من خلال قطع رأس قائد العدو.
وقد منح الإمبراطور لقب دوق لرجل تميز في الحرب، وكان هذا الرجل هو دوق باليستين الحالي.
“هناك شائعات بأنه على وشك الزواج بأمر جلالته، إن كان هذا صحيحًا، فمن المؤسف أن تضطر تلك الآنسة النبيلة الزواج من عامة الشعب.”
بينما كنت أفكر في الإنجازات المذهلة التي حققها الدوق، سمعت صوت النبلاء يتحدثون بصوت عالٍ مرة أخرى في أذني.
وبينما كنت أستمع إلى قصتهم، جاءت إلى ذهني معلومات عن الدوق كنت قد نسيتها.
“هذا صحيح، كان الدوق متزوجا في هذا الوقت تقريبًا.”
وبعد أشهر قليلة من تتويجه دوق باليستين، تزوج سياسيًا من ابنة إحدى العائلات النبيلة.
لكن الزواج الذي تم ترتيبه بأمر الإمبراطور انهار في أقل من عام.
“ألم يُقال أن الزوجة لم تكن تخونه فحسب، بل إنها هي التي طلبت الطلاق أولاً؟.”
في ذلك الوقت كانت الكونتيسة الشابة، التي أجبرت على الزواج غير المرغوب فيه بأمر الإمبراطور، امرأة ارستقراطية حقيقية.
كان من البديهي تجاهل الدوق، الذي كان من أصل عامي. والقصة التي تقول انهم عاشوا في غرف منفصلة قبل طلاقهم انتشرت كالنار في الهشيم، لتصبح ثرثرة كبيرة وصلت إلى أذني في وقت لاحق.
“حسنًا، على الأقل لا يمكن انكار ان مظهره لا بأس به، أليس كذلك؟.”
“أوافقك الرأي، لو لم يصبح نبيلا، لربما عاش حياة هانئة كعشيق لامرأة نبيلة.”
حتى أثناء تذكر الماضي، كانت أفواه أولئك الذين يشعرون بالنقص تتحرك بلا انقطاع.
تابعوني على الانستغرام ornie.lla
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات