رفعت يدي ووضعتها على خدي الأيمن، الذي كان مُحمرًا.
“اوه.”
لا زال الأمر مؤلمًا.
لقد كان ذلك في الوقت الذي بدأ فيه رأسي يؤلمني من الارتباك.
“طرق-.”
“عذرًا…”
سمعت صوت ماي تسأل إذا كان من المقبول الدخول من الخارج.
“ادخلي.”
بمجرد أن أعطيت الإذن، دخلت ماي ونظرت إلي، وهي تتحدث بحذر.
“هذا… ماذا يجب أن أفعل بشأن موعدكِ مع الأمير الثاني غدًا؟.”
“ماذا؟.”
كلماتها جعلتني فجأة أستعيد وعيي وكأنني رُششت بماء بارد.
“نعم، لقد كنتِ تخططين للخروج اليوم لشراء فستان، قلتِ إنه ليس لديكِ ما ترتدينه.”
كلماتها جعلتني أشعر بالرغبة في الصراخ على الفور.
هذا لأنني أتذكر كل الأيام في الماضي عندما كنت أحاول يائسة أن أبدو أفضل قليلاً في نظر ذلك الرجل.
“أنستي…؟.”
نادتني ماي، التي كانت تراقبني وأنا أصبح صامتة فجأة.
رفعت رأسي وتحدثت بتعبير هادئ على وجهي.
“أوه، فهمت. كان لدي خطط للغد، صحيح؟ شكرًا لإخباري.”
“نعم. لكن هل أنتِ متأكدة من أنكِمن بخير؟ ستفوتين العشاء الليلة أيضًا…؟.”
شعرت بنظرة قلقة تجتاح وجهها.
وكانت ماي أيضًا واحدة من الأشخاص الذين شهدوا الضجة في وقت سابق، وكان من الواضح أنها وجدت الأمر غريبًا أن انفجرت فجأة في البكاء في الردهة.
“لا بأس الآن. أظن أنني رأيت كابوسًا مفاجئًا.”
وبعد أن طمأنت ماي بتفسير غامض، أخرجتها من الغرفة بحجة أنني يجب أن أذهب للنوم.
في الغرفة التي تُركت فيها وحدي.
“أستطيع أن أرى وجهه مرة أخرى.”
أطلقت أنفاسي التي كنت أحبسها دفعة واحدة وسقطت على السرير وأنا أتمتم.
ظَهَرَ ظَهرُ الرجل الذي تخلى عني وهرب بوضوح أمام عيني.
“…كيف انتهى بي الأمر إلى الإعجاب بهذا النوع من الرجال؟.”
تذكرت أول لقاء لي مع رجل لا يستطيع تذكر ذكرياتنا تقريبًا.
كانت بداية علاقتنا السامة عندما اقترب مني ديلوس بلطف في مأدبة أقامتها الإمبراطورة عندما كنت في الحادية عشرة من عمري.
هذا صحيح، في ذلك الوقت، عندما كنت أواجه صعوبة في التواصل مع الناس، بادر ديلوس أولا، وكنت ممتنة.
حتى أن الاعتراف كان أولاً من قبل ديلوس.
“اطلق الجميع علينا ‘عشاق’.”
وبمرور الوقت، أصبح يعاملني أسوأ من خادمه.
أصبح التجاهل المتكرر والمواقف الساخرة روتينًا يوميًا بالنسبة لي، و لكن بدلا من الانفصال عن ديلوس، كنت قلقة ومنشغلة بمحاولة إرضائه.
وأطلق علي العالم لقب “دمية ديلوس”.
هذا ليس خطأ. لقد كنتُ حرفيًا من النوع الذي يعطي ولا يأخذ.
ومع مرور الوقت، وأصبحتُ الإمبراطورة، لم أتمكن إلا من مشاهدة تصرفات ديلوس الحمقاء من على الهامش. وفي النهاية، اندلعت ثورة.
عندما تذكرت الليلة التي اندلعت فيها الثورة، شعرت بألم غريزي في قلبي الذي اخترقه السيف.
تبادر إلى ذهني وجه رجل مصحوبًا بألم غير مألوف.
“…إيفان باليستين.”
عندما تمتمت بهدوء بهذا الاسم، بدا الألم الذي بداخلي وكأنه كذبة وكأنه قد هدأ.
“إذا كنت على قيد الحياة، فيجب أن يكون هذا الشخص على قيد الحياة الآن، أليس كذلك؟.”
تذكرت الدوق الذي رأيته اخر مرة.
لو نجحت الثورة لكان قد تمتع بقدر من الشرف والسلطة اكثر من أي شخص آخر، وكان سيجلس بجوار الارشيدوق الذي كان سيصبح الإمبراطور.
أردت أن أسأله لماذا ترك كل شيء خلفه وجاء إلي؟.
استدرت على ظهري ونظرت إلى السماء الليلية مرة أخرى.
على أية حال، ما كان مؤكدا الان هو أنني حصلت على فرصة اخری.
أغمضت عيني بإحكام وصليت في داخلي.
أريد أن أعيش مرة أخرى وأبذل قصارى جهدي، لذا من فضلك لا تجعل هذا حلما.
—
ربما تم الإجابة على صلواتي الحارة من الأمس، لانني استيقظت مرة أخرى في جسدي البالغ من العمر اثنين وعشرين عاما.
غادرت المنزل بالمركبة ووصلت أخيرا إلى مكان اللقاء.
“انسة، لقد وصلنا.”
“حسنًا، شكرا لك.”
عندما نزلت من العربة، بدأ قلبي ينبض بقوة عندما رأيت المبنى أمام عيني.
أخذت نفسا عميقا وسحبت المقبض.
“دينغ دينغ-.”
لقد كان هذا المقهى الراقي أحد الأماكن المفضلة لديلوس خلال السنوات القليلة الماضية.
“إنه هناك.”
تمكنت من العثور على الرجل على الفور.
وكان ذلك بفضل شعره الأشقر الرائع الذي كان يبرز حتى من بعيد.
اقتربت منه ببطء حيث كان وأخيرا ناديت باسمه.
“ديلوس.”
“اه، لماذا تأخرتِ كل هذا الوقت؟ أليس من عاداتنا أن نلتزم بالموعد؟.”
هذا السافل، ديلوس، عبس بشدة وانزعج بمجرد رؤيتي.
نظرت ببطء إلى وجه الرجل الذي لم أره منذ وقت طويل.
نعم، لقد كان هكذا في الأصل.
رجل لن يتردد في القول بأنه يشعر بخيبة الأمل ويريد الانفصال عني إذا قمت بتوبيخه ولو قليلاً، على الرغم من أنه كان يتأخر دائما عن مواعدينا وكأن شيئا لم يكن.
هذا الرجل سوف يتولى العرش كالإمبراطور القادم بعد عام واحد حسب إرادة الإمبراطور الحالي.
كانت هناك آراء مختلفة حول سبب اختيار هذا الرجل بدلاً من الأمير الأول، الذي كان مرشحًا قويًا للإمبراطور القادم في ذلك الوقت، ولكن وفقًا للإرادة المطلقة للإمبراطور، نجح في النهاية في الوصول إلى العرش.
وفي أقل من عام، حول البلاد إلى فوضى كاملة.
كم من الوقت مضى منذ أن انتهت الحرب، وأعلن الحرب على مملكة مجاورة مرة أخرى؟.
الأخ الأكبر لذلك الرجل الذي لم يستطع أن يتحمل رؤية ذلك انتهى به الأمر إلى التمرد.
لقد فقدت أفكاري للحظة، ثم جلست مقابل الرجل الذي كان يصدر صوت اشمئزاز أمامي مباشرة.
“إذا واصلت الاستعداد، فقد تتأخر قليلاً. لو رأك أحدهم، لاعتقد أنك بقيت هنا طوال الليل.”
“ماذا؟.”
عيس كما لو أنه سمع شيئًا غريبًا.
“على أي حال، أنا اعتذر عن التأخر. ولجعلك تنتظر خمس دقائق.”
حدق ديلوس في وجهي الذي كان يتحدث بهدوء لفترة طويلة قبل أن يفتح فمه مرة أخرى.
“ألن تعتذري؟.”
كان الاعتذار الذي كان يتحدث عنه الآن هو أن أمسك يده بنظرة يائسة على وجهي وأقسم أنني لن أفعل ذلك مرة أخرى.
الشخص الذي يخلف وعوده بسهولة مثل الأكل، لم يقدم حتى اعتذارًا أبدًا.
“لو كان ذلك من قبل، كنت سأعتذر على الفور، قائلة إنني لا أعرف ماذا أفعل.”
الآن بعد أن أدركت أن كل جهودي كانت بلا جدوى، أشعر بالحرية بشكل لا يصدق من هذا الوضع برمته.
“لقد اعتذرتُ للتو، ماذا تريدني أن أفعل غير ذلك؟.”
عندما رددت بنبرة أنثوية، رأيت وجه ديلوس يتصلب مثل الحجر.
بعد أن راقبته من الجانب لفترة طويلة، استطيع أن أقول أن صبره كان على وشك النفاد.
“إنه لأمر مؤسف، لا أحب النساء اللواتي يرتكبن الأخطاء ولا يعتذرن حتى بشكل لائق.”
ضحكت على نفسي وأنا أشاهده وهو ينطق بالسطور التي كنت أتوقعها دون خطأ واحد.
وما يأتي بعد ذلك، هو بالتأكيد…
“لننهي كل شيء هنا.”
وبما أنه كان من النوع الذي ينفصل بسهولة عن أي شخص حتى لو كان يحبه ولو قليلاً، فإن الأخبار لم تكن مفاجئة.
بل بالنسبة لي، الآن أصبحت كلمة مرحب بها للغاية.
“…حسنا، إن كان هذا ما تريده.”
لأنني لم أعد أرغب في رؤية وجهه، نظرت من النافذة وأجبت بلا مبالاة.
كم من الوقت كنت أنظر من النافذة بهذه الطريقة؟.
“طق طق-.”
صوت الكرسي، الذي تم دفعه إلى الخلف بقوة، جعلني أدير رأسي مرة أخرى وأنظر إلى الأمام.
“لم أكن أعلم أنك ترغبين بشدة في الانفصال عني. سأخبركِ يا داليا، أنتِ من أضاعت الفرصة، فلا تتوسلي إلي لاحقا.”
“نعم. أعتقد أنه لا يوجد شيء يمكنني فعله.”
قلت وأنا أحدق فيه بتعبير فارغ، ومشاعري قد مُسحت.
لو كان الأمر كما في الماضي، كنت سأنظر حولي بهدوء وأحني رأسي قبل الدخول، ولكن بما أنني دخلتُ بقوة، فقد بدا ديلوس مرتبكًا تماما.
“أتمنى ألا تندم على ما قلته اليوم.”
رفع ديلوس زاوية فمه بتعبير ساخر، ثم اختفى تمامًا من المقهى.
بحلول هذا الوقت، لابد أن يكون لدى ذلك الوغد قناعة في رأسه بأنني سآتي إليه وأتمسك به في غضون أيام قليلة.
“يا إلهي، هل انفصلنا حقا؟.”
“إنه أمر غريب جدًا من جانب الآنسة فيلد والأمير. أنا أيضًا متفاجئ.”
بعد أن غادر ديلوس، كنت أستمتع بشرب الشاي بهدوء، عندما سمعت بوضوح الناس يهمسون عني بالقرب مني.
حتى لو تظاهر الجميع بعدم ملاحظة ذلك، فقد كان هناك اهتمام كبير بعلاقتي مع ديلوس لفترة من الوقت الآن، لذلك من المحتمل أن تنتشر الشائعات في جميع الدوائر الاجتماعية بحلول الغد.
“هذا سيكون مفيد لي.”
بعد الانتهاء من شرب الشاي نهضت وذهبت إلى المنزل.
ثم شعرت أن الأصوات التي كانت تثرثر توقفت وكأنها كذبة.
تابعوني على الانستغرام ornie.lla
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 3"