Chapters
Comments
- 4 - فارسٌ مقيّد بالقيود 2025-08-28
- 3 - الغنيمة الحقيقية 2025-08-28
- 2 - الشرف المستعاد 2025-08-27
- 1 - المقدمة: حبّ محكوم عليه بالفناء 2025-08-27
✦
كان عدد الأميرات المتبقيات في العائلة الإمبراطورية لماغنارود ثماني فقط. من بين إحدى وستين ابنة، لم ينجُ سوى هذا العدد. معظمهن أُعدمن لإغضاب الإمبراطور المجنون، وبعضهن سقطن ضحايا لمؤامرات القصر، وأخريات فقدن حياتهن دفاعًا عن إخوانهن.
الأميرات الباقيات ارتدين فساتين زاهية الألوان كشعرهن الملون. كان الإمبراطور المجنون مهووسًا بالجمال، ولا يسمح بوجود شيء لا يُرضي ذوقه.
أما أنا، فارتديت فستانًا مطرزًا بالدانتيلا، وصدريّة ضيّقة مرصّعة بالجواهر تحاصر خصري. كان شعري البلاتيني مرفوعًا في نصف تسريحة أنيقة، بينما انساب النصف الآخر بحرية. كانت خادمتي المخلصة “هاميل” قد اعتنت بي منذ الصباح الباكر، متوقعة أن يستدعيني الإمبراطور في منتصف مراسم الجنازة.
في قاعة العرش، وُضعت ثمانية مقاعد متقابلة، أربعة من كل جانب، على جانبي البساط الأحمر. جلسنا وفق ترتيب الخلافة، ننتظر قدوم الإمبراطور المجنون.
قالت إحدى الأميرات بضجر: “كان مرهقًا أن نبدّل ملابسنا في نصف ساعة فقط.”
وأضافت أخرى ساخرة: “ساشا، حتى تسريحتك غيرتِها في هذا الوقت؟ يبدو أن لديكِ خادمه بارعة. ما اسمها؟ إن متِِّ، سأعتني بها.”
ردّت ثالثة بمكر: “ألا ينبغي أن تؤول إلى “شوشو” الصغيرة؟”
فأجبتُ ببرود وأنا أخاطبهن: “هذا الأمر يعود لجلالة الإمبراطور.”
صفّقت “ناناين” بجانبي ضاحكة: “إذن سأحصل على كل شيء، فأنا فتاة الإمبراطورية الذهبية. أختي ساشا، سأستعمل كل أغراضك بعد رحيلك جيدًا.”
صرخت “شوميل”، أصغرنا سنًا: “هذا غير عادل! ألا تتركين لي شيئًا؟”
ردّت ناناين بابتسامة باردة: “لقبك كأصغرنا لن يدوم طويلًا، فبمجرد موتك سأكون أنا الأصغر.”
“إييييك!”
انفجرت شوميل بالاعتراض. كانت تبلغ الثامنة عشرة هذا العام، لكنها لا تزال تحافظ على ضفيرتيها التوأم كي تُظهر أنها الأصغر والألطف.
لكن صوت “أورليت”، أختي الكبرى، أنهت الجدال”الجميع، من فضلكن الزمن الهدوء…”
“صمت.” “لماذا يوجد هذا القدر من الثرثرة اليوم؟”
سادت القاعة رهبة صامتة. كُنّا نعلم جميعًا أن السبب الحقيقي وراء هذه الأحاديث التافهة هو القلق. الآن وقد مات جميع الأمراء، كيف سيتغير ميزان القوى في القصر الإمبراطوري؟ وكيف سيتعامل الإمبراطور معنا نحن بناته؟
إمكانات المستقبل كلها كانت مظلمة. فقد يقرر في لحظة أن يذبحنا جميعًا.
قد يتساءل المرء: كيف لرجل مجنون مثله أن يحكم إمبراطورية بأكملها دون أن يُواجه ثورة؟ لكن الحقيقة أنّ المقاومة كانت مستحيلة. الجواب كان في فرسان الإمبراطورية المحيطين بقاعة العرش.
في هذا العصر، السحرة اختفوا، وحلّت حقبة الفرسان الذين يستعملون المانا عبر أسلحتهم. حتى أضعف الفرسان يمكنه مواجهة ألف جندي عادي بمفرده.
أما أفراد عائلة ماغنارود الإمبراطورية، فكانوا يمتلكون سلطة فطرية تخضع الفرسان لهم. وكلما كانت السلطة أقوى، زاد عدد الفرسان الذين يمكن السيطرة عليهم.
الإمبراطور المجنون وحده امتلك سلطة تشبه سلطة الإله. أكثر من مئتي فارس أقسموا له بالولاء المطلق. ومع كل فارس قادر على هزم جيش كامل، أصبح مجرد التفكير في الثورة ضربًا من الجنون.
حتى التسميم فشل. فتحت قلبي للحظة ورثيتُ أخي الراحل في صمت.
دخل كبير القاده مُعلنًا: “المجد الأبدي لعهد الإمبراطور العظيم! جلالته يدخل!”
وقفنا جميعتًوفي انٍ واحد، ننحني احترامًا. صدى خطواته كان يزيد التوتر في القاعة كثافة. يحيط به فرسانه كجدار بشري، صعد العرش وجلس متوجًا بنظرة باردة.
كان شعر الإمبراطور المجنون البلاتيني مصففًا بعناية فائقة، ويرتدي رداءً مُزخرفًا ببذخ. ربما بسبب كثرة الجرعات والأعشاب الطبية التي تناولها، بدا وكأنه لا يتجاوز منتصف الثلاثينيات من عمره شابٌّ ساذج، وسيمٌ بشكلٍ لافت. ومع ذلك، بالنظر إلى وجهه، الذي يُخفي حقيقة عمره الحقيقي، اتضح أن مجرد التفكير في موته الطبيعي كان ضربًا من الخيال البعيد والمستبعد.
وصل وحشٌ بجلد إنسان، يتظاهر بأنه إنسان. أبقيت نظري منخفضًا، أخفي الاشمئزاز والكراهية في عينيّ.
ابتسم بخبث: “بناتي العزيزات، ارفعن كؤوسكن لنشرب نخبًا.”
حُمِلت إلينا كؤوس مذهبة مرصعة، ثقيلة كالموت نفسه. في يوم موت ابنه الأخير، يُجبرنا على الشرب !
حتى دون أن أنظر في المرآة، كنت أعلم أن عينيّ جامدتان كسمكة ميتة. كانت تعابير أخواتي متشابهة. بعضهن، عاجزات عن السيطرة على مشاعرهن، كانت أصابعهن ترتجف وهنّ يرفعن كؤوسهن.
لحسن الحظ – أو لسوء الحظ – لم يكترث الإمبراطور المجنون بموت ابنه إطلاقًا. أما سبب هذا النخب فكان مختلفًا تمامًا.
أكمل الإمبراطور بابتسامة متعطشة: “رُفعت رايات النصر.”
يبدو أن مملكة أخرى سقطت بيده. أي مملكة كانت هذه المرة؟ اتسعت إمبراطوريته في اتجاهات عديدة لدرجة أنني لم أستطع حتى تخمينها.
“لقد سحق فرساني المخلصون دول الحلفاء الشرقيين وغرسوا علم الإمبراطورية على أراضيهم.”
دول الحلفاء الشرقيين؟ انتظر. هذا يعني…
“وبالطبع، يشمل ذلك مملكة لوهنغرين، التي قاومت حكمنا لفترة طويلة.”
“…”
اهتزّ الكأس بين يدي.
خمسة عشر عامًا طويلة. ما من فرحة أعظم من سحق لوهنغرين أخيرًا، الذي أطال أمد هذه الحرب. ولاستئصال جذور المشكلة، طهرنا العائلة المالكة لدول الحلفاء بأكملها.
“…”
أما بالنسبة لعائلة لوهنغرين الملكية الوقحة، فقد جعلناهم عبرة. قطعنا رؤوس الملك والأمراء في ساحة المدينة أمام أعين الجميع، ثم طعنا رؤوسهم وأجسادهم بالرماح، وعرضناهم كدمى بشعة فوق أبواب المدينة.
“…”
ابتسم ساخرًا: “كم كنتُ أتمنى لو تركتُ الأمير الثالث حيًا لأراه يُهان أمام شعبه. لكن… لا بأس.”
يبدو أن شائعة حب الشعب للأمير الثالث للوهنغرين كانت صحيحة. حاول العديد من المواطنين تسلق الأسوار ليلًا لاستعادة جثته، لكن العشرات أُعدموا بسبب ذلك. لو أبقيناه حيًا، لربما شاهدنا مشهدًا أكثر إمتاعًا. يا له من عار!
أوشكتُ أن أُغلق عيني، خشية أن أرى صورته في الظلام.
رفع يده عاليًا وقال: .”لا يسع المرء أن يتحدث عن فرحة النصر بفم فارغ. يا بناتي الحبيبات، سأمنحكن غنائم الحرب”.
انفتحت أبواب قاعة ودخلت الصناديق المملوءة بالذهب والمجوهرات، والتي بدت بلا نهاية.
“إننا نشعر بتكريم عميق، جلالتكم.”
ثم قال: “لكن هذه ليست إلا البداية. الغنيمة الحقيقية الآن.”
ابتسامته المنحنية كالمنجل، ملأتني بالرعب. ولم تخطئ هذه التنبؤات قط.
“أحضرهم.”
كلانج ، صوت طرق ثقيل يتردد صداه عبر الأرض.
السلاسل؟
أنا وأخواتي تيبسنا عند سماع الضوضاء.
دخل عشرات الرجال صفًا واحدًا. أرجلهم، التي اعتادت سابقًا على الحركة بانضباط وعزيمة، جرّت الآن أغلالًا وسلاسل ثقيلة على الأرض. أجسادهم، التي كان ينبغي أن تُلبس دروعًا فارسية، جُرّدت من ملابسها، كاشفةً عن ندوب التعذيب القاسية.
ضحك الإمبراطور المجنون:
“كل واحده منكن تختار واحدا.”
وهذا ما قصده الإمبراطور المجنون عندما قال “غنائم الحرب الحقيقية”.
الآن هو الوقت المناسب لكنّ، بنات العائلة الإمبراطورية، لاستخدام قوتكنّ. ها هُنا خمسون فارسًا أُسروا من التحالف الشرقي. من بينهم من يستطيعون مواجهة الفيلق بأكمله بمفردهم، وآخرون دمّروا مدنًا صغيرة بأنفسهم. لنرَ أيّ من بناتي تتمتّع بأفضل حسٍّ للمواهب.
“…”
إذا نجحتَن في ترويضهم بقوتكن، فسيكونون لكن. يمكنكَن أن تتخذهم فرسانًا ليصدّوا أي سيفٍ يُهاجمكن. أو يمكنكَن أن تُبقيهم ألعوبةً تُدفئ سريركن. بالطبع، كلاهما أفضل.
ساد الصمت. بعض أخواتي لمعن أعينهن طمعًا، بينما أخريات أخفين قلقهن خلف وجوه جامدة.
كان قسم الفارس مقدسًا. كأميرة، كنت أعلم أنني سأحصل على فارس يومًا ما، ولكن ليس بهذه الطريقة القسرية واللاإنسانية. لم أُرِد هذا.
“صاحب الجلالة، إن هذه الهدية الباهظة الثمن كثيرة جدًا بالنسبة لنا…”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
If You Take The Enemy Prince As A Knight
تحتوي القصة على موضوعات حساسة أو مشاهد عنيفة قد لا تكون مناسبة للقراء الصغار جدا وبالتالي يتم حظرها لحمايتهم.
هل عمرك أكبر من 15 سنة
التعليقات