Chapters
Comments
- 4 - فارسٌ مقيّد بالقيود 2025-08-28
- 3 - الغنيمة الحقيقية 2025-08-28
- 2 - الشرف المستعاد 2025-08-27
- 1 - المقدمة: حبّ محكوم عليه بالفناء 2025-08-27
لقد رتّب الشرف المستعاد الموقف بمهارة، كما لو أنّ أمواجًا ذهبية اجتاحت الشاطئ الرملي ثم اختفت سريعًا. لقد اجتاحني بالكامل، ومع ذلك ظلّ هادئًا كأن شيئًا لم يحدث.
يا للأسف.
ظلّت في داخلي مشاعر غريبة، شوق خفي لأن ألمسه مرة أخرى.
“أيتها الأميرة.”
قطع صوته شرودي.
“بمجرد أن تعبرِي هذه السهول، ستجدين نفسكِ داخل حدود الإمبراطورية.”
“أفهم. شكرًا لك.”
أمسكت بطرف فستاني وانحنيت برشاقة في تحية رسمية. على الأقل في هذه اللحظة الأخيرة، أردت أن أُحفر في ذاكرته كأميرة حقيقية، أنيقة ومهيبة.
“هل ستعودين؟”
“…أليس هذا بديهيًا؟”
ألم يُرافقني كل هذه المسافة فقط ليعيدني؟ تساءلت بنظراتي عن قصده، فأجاب بصوت بدا وكأنه ينتزع كلماته بالقوة.
“أليس القصر الإمبراطوري مكانًا خطرًا بالنسبة لكِ؟”
كنت أعرف ذلك جيدًا. العودة إلى القصر لم تكن سوى دخول ساحة حرب أخرى يتهددني فيها الموت في كل لحظة.
فأبي هو الإمبراطور الأقوى في التاريخ، الفاتح الذي قارب على توحيد القارة. ومع ذلك، لم يكن الناس يرونه إلا كطاغية مجنون، يلقبونه بـ”الإمبراطور المجنون أكسيليون”. رجل يتصرف كإله، يعامل البشر كلُعب صغيرة، حتى أولاده لم يسلموا من نزواته. في أي لحظة يمكن أن تودي بي تقلباته. ومع ذلك، لم أتردد في العودة. السبب كان بسيطًا:
“لديّ قسم أُوفي به.” قلتها بجدية، مطموسةً كل ما تبقى في داخلي من لهو.
قسمي ذاك لم يطلب أقل من جسدي وروحي كاملين. جددت عهدي في قلبي: سأُسقط والدي… وأغتصب عرشه.
“…” “…”
رمشت حين لسعت عيناي دموع غير مسموح لها بالانحدار. وحين عدت إلى وعيي، وجدت نظراته مسلطة عليّ منذ وقت طويل، كأنّه مأخوذ بي.
“سيدي الفارس؟”
“…”
لم يرد. للحظة، ظننت أنّ إحدى قوى العائلة الإمبراطورية الغامضة قد تفعلت دون وعي. مذعورة، صرفت بصري بعيدًا، حينها فقط تنبّه.
“آه… أعتذر.”
لحسن الحظ، كان بخير.
“لا حاجة للاعتذار.”
حين فكرت بالأمر، بدا قلقي سخيفًا. من ذا الذي قد يقع تحت سيطرة أميرة لم تبلغ سن الرشد بعد؟ خصوصًا وهو بطل أسطوري، مبارك بقوة لم تُرَ منذ عصر الأساطير. ومع ذلك، استمر في إرباكي.
“لسبب ما…”
“نعم؟”
“أشعر أنّني لن أنساكِ أبدًا، أيتها الأميرة.”
“…”
في العتمة، تلاشى ابتسامه الخافت كضباب ممزق.
أي أثر تركته فيه؟ لم أكن أعلم.
اقترب وداعنا، وحلّ بيننا صمت ثقيل. حتى الفراق التقليدي كان عسيرًا بين أميرة وإبن ملك من دولتين متحاربتين.
تكشفت الغيوم، فانهمر فوقنا بحر من النجوم. وحدي معه تحت هذا الليل المشرق، لم يراودني سوى سؤال واحد: هل سننجو معًا؟ هل سنصمد في معاركنا القادمة؟
“كوني قوية، أيتها الأميرة.”
“كن قويًا، أيها الفارس.”
استدرت ورحلت. وكل خطوة أبعدت بيننا أكثر.
***
الفصل الأول: لا أرغب أن ألتقي بك مجددًا
حتى المخمل الأسود لم يستطع إخفاء المبالغة في الزينة والدانتيل. الحجاب الذي غطى وجهي كان يفترض أن يبدو محتشمًا ورصينًا، لكنه بدا وكأنه قناع في حفلة تنكرية. حتى ملابس الحِداد في القصر الإمبراطوري كانت فاخرة للغاية، انعكاسًا لذوق الإمبراطور المجنون، الذي لم يُبقِ سوى على ما يراه جميلاً.
كان اليوم جنازة أخي الأكبر الثامن عشر. في العائلة الإمبراطورية، كانت الجنازات أحداثًا شهرية، والعلاقات بين الإخوة فاترة وبعيدة. أما هو فلم يكن مختلفًا عن البقية لم أكن أعرف اسمه أو وجهه جيدًا، ناهيك أن أتبادل معه كلمة. ومع ذلك، شعرت هذه المرة بحزن حقيقي.
“سمعت أنه حاول تسميم جلالته؟”
“لتجنب الشبهة، شرب الكأس المسموم أولًا.”
“اصمت، يقولون إنهم يغطون الأمر بانتحار.”
صليت بصمت لروحه النبيلة. الأمير الثامن عشر كان آخر أبناء الإمبراطور الذكور.
فالإمبراطور المجنون أبي لم يعتبر حياة أبنائه سوى كالذباب، عديمة القيمة. لكن قسوته تجاه أبنائه الذكور كانت أشد. السبب كان نبوءة قديمة وصلت من الكاتدرائية العظمى:
“ابن الإمبراطور المجنون سيقتل أباه ويغتصب العرش.”
لم يرحمهم. لم يقتلهم جميعًا دفعة واحدة، بل حاك المكائد ليدمرهم واحدًا تلو الآخر. زرع الفتنة بينهم حتى ذبحوا بعضهم. أرسلهم لحروب خاسرة وصيد وحوش قاتلة، لتختفي جثثهم بلا أثر. وحين لم تكفِ هذه الطرق، اختلق تهم خيانة ليعدمهم.
أما الناجون بأعجوبة، فقد تعرّضوا لمزيد من الإذلال. وتحت ستار منافسة على الخلافة، ألقاهم في مدرج ضخم وجعلهم يقاتلون كمصارعين لتسلية مواطني الإمبراطورية.
فقد بعضهم عقله من القسوة، وانتحر آخرون. وهكذا انتهوا جميعًا سبعة وستون أميرًا، والآن لم يبقَ منهم أحد.
“ارقد بسلام.”
وضعت زهرة بيضاء على التابوت، ودعوت بصمت. رفعت بصري لأرى السماء الرمادية خلف نقوش الحجاب. وكأنها تشاطرنا الحزن، راحت الثلوج الناعمة تهطل بخفة.
“إن أردتِ البكاء، فافعليه في الداخل. إنه أمر مُشين.”
“…”
صوت بارد حاد مزّق اللحظة كصفعة على الوجه.
استدرتُ فرأيت الواقفة إلى يميني: شعر بنفسجي قصير، ذقن مرفوع، وعينان تمتلئان احتقارًا. كانت أختي التاسعة عشرة أورليت.
تشنج النبلاء من حولنا. ظنّوا أنها تستفزني من جديد، إذ اعتدنا تبادل الإهانات أكثر من التحايا. لكنني لم أفكر في تصحيح سوء فهمهم.
اقتربت منها، وهمست: “أختي، عيناكِ محمرتان. حاولي إخفاء الأمر.”
“سأقول إن عِرقًا انفجر من شدة النظر إليكِ.”
“إذن لديكِ خطة. سأجاريكِ.”
وبينما نصطنع شجارًا، جاء شجار آخر من جانبي الآخر.
“هيه… شهقه!”
فتاة ذات شعر ذهبي مجعد تمسكت بي وهي تبكي بحرقة.
“أختاي، أنتن بلا قلب!”
حين التقت عيني، تهاوت على الأرض كمزهرة تحت المطر. رغم أنني شهدت تمثيلها مرارًا، إلا أنني لم أملك إلا أن أعجب بمهارتها.
كانت تلك نانايِن، الأخت الأربعون. بجمالها البريء وحلاوتها، كانت إحدى القلائل اللاتي حظين بعطف الإمبراطور.
ازداد النبلاء توترًا. فنانايِن تجيد دومًا أن تستخدم نبرة تستفزني في كل مرة.
“كيف لا تذرفان دمعة على أخينا العزيز؟ هل قلوبكما من جليد؟ من فولاذ؟ لا بأس، سأبكي بدلاً عنكما، أخي الغالي!”
تنهدت بصمت. لكن شيئًا واحدًا كان لابد من توضيحه.
“هل تعرفين اسمه حتى؟”
“…هيه، شهقةااا!”
كما توقعت. أطلقت تنهيدة مكتومة. ثم همست لها: “هل حقًا عليكِ فعل هذا، حتى في جنازة؟”
“كنتُ أساعدكِ على ألّا تبكي.”
“صحيح. شكرًا لكِ.”
“لا شكر على واجب.”
لم يكن أيّ منا يمزح.
فالإمبراطور لم يحضر الجنازة، لكن عيونه وآذانه في كل مكان. كم كان سيكره أن يرى بناته يذرفن الدموع على ابن حاول تسميمه؟ وحدها نانايِن، المدللة كحيوان أليف، ربما كانت ستُعفى.
اصطففنا نحن الثلاثة في صمت. هذه ميزة الجنازات الوحيدة: تستطيعين أن تخفضي بصركِ، غارقةً في التفكير بمصيرك البائس، فيعتبر ذلك دعاء صامت للميت.
وأخيرًا قطعت أورليت الصمت: “لقد مات جميع الأمراء.”
كان الإمبراطور قد قضى على التهديد الذي أنبأت به النبوءة. لكن لم يصدق أحد أنّ الأمر انتهى عند هذا الحد.
“مع ذلك، جلالته لن يكون مرتاحا.”
عند كلمات نانايِن، التقت نظراتنا، نتبادل اتفاقًا صامتًا.
“ابن الإمبراطور المجنون سيقتل أباه ويغتصب العرش.”
كانت هناك شائعات تقول إن النص الأصلي للنبوءة لم يذكر “ابنًا”، بل “طفلاً”. أي أنّ ابنته قد تكون هي من ستقتله. والآن بعد أن مات جميع الأبناء، جاء دور البنات.
“استعدوا جميعًا.”
في تلك اللحظة، ظهر الوزير العجوز أمامنا.
“رسالة لكل الأميرات: جلالة الإمبراطور يستدعيكنّ.”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
If You Take The Enemy Prince As A Knight
تحتوي القصة على موضوعات حساسة أو مشاهد عنيفة قد لا تكون مناسبة للقراء الصغار جدا وبالتالي يتم حظرها لحمايتهم.
هل عمرك أكبر من 15 سنة
التعليقات