تمتمت بشتائم بين أسنانها وكأنها تعض عليها، ثم مسحت دموعها التي انهمرت فجأة بعصبية.
ومع ذلك، لم تفارقها مشاعر الخوف، بل ظلت تحوم حولها.
رفعت أون كيونغ يديها المرتجفتين وعانقت ذراعيها بقوة، ثم عضّت شفتيها حتى كادت تنزف دمًا.
لقد أطلق عليها النار حقًا. و لو لم يعد الزمن إلى الوراء، لكانت قد دُفنت في ذلك المكان.
لم تتخيل قط أن إدوارد قد يقدم على قتلها…..
مسحت أون كيونغ ذراعيها بتوتر، بينما أطلقت أنينًا مكتومًا، و اختلط بدموعها المنهمرة.
كانت تعتقد أنه طالما بأنها لم تخطئ، فلن يعود الزمن إلى الوراء. لكنها أدركت الآن أن عليها أيضًا الحذر كي لا تثير شكوك الشخصيات الأخرى.
شعرت بالاختناق تحت وطأة هذا العبء الثقيل.
تركت دموعها تسيل دون أن تمسحها، تتساقط في مسارات مختلفة مع كل رمشة عين. ولم تتنفس بعمق إلا بعد مرور وقت طويل.
لا يزال جسدها يرتجف، لكنه لم يكن كافيًا لمنع أفكار أخرى من التسلل إلى عقلها.
“لا بد أنه كان يختبرني..…”
ادعاؤه بأنها تكره الصيد كان كذبة.
منذ متى بدأ إدوارد يرتاب فيها؟
تذكرت وجهه الذي كان يبتسم بلطف، ثم تقلصت كتفاها بقلق.
كانت ساذجةً عندما استهانت بمدى شكوكه بها.
محاولة النجاة من خلال كسب ودّه بالكلمات اللطيفة؟ يا لها من حماقة.
إذا أرادت البقاء على قيد الحياة، كان عليها أن تجد طريقةً أخرى.
بينما كانت تتجول بتوتر، رفعت رأسها ونظرت نحو المكتب. كان أول ما ينبغي فعله هو معرفة أي نقطة في الزمن قد عادت إليها.
في زاوية المكتب، تراكمت الصحف التي كانت تجمعها من وقت لآخر. و باستثناء إدوارد، لم يهتم أحد بما كانت تفعله، طالما لم يؤثر ذلك على مجرى الأحداث.
بفضل ذلك، لم يكن من الصعب عليها سرقة الصحف التي كان برنارد ريدل يقرأها ويتركها جانبًا.
تصفحت أون كيونغ الصحيفة الموضوعة في الأعلى، ثم عبست.
كان تاريخ اليوم الذي يسبق الصيد مطبوعًا بوضوح على الصفحة الأولى.
لو عادت إلى بداية القصة، أو إلى ما قبل لقائها بإدوارد في الشارع، لما سقطت في فخه.
عضّت داخل شفتيها، ثم طوت الصحيفة ورمتها على المكتب بلا اكتراث.
لم يكن القضاء على السبب ممكنًا، لذا كان عليها التفكير في طريقة لمعالجة الوضع.
كونها لم تجد أي حل كان أمرًا يبعث على اليأس قليلًا.
‘ربما يجدر بي الادعاء بأنني كنت مخطئةً في تذكري.’
لم يكن من المحتمل أن يصدقها، لكن لم يكن أمامها خيار آخر سوى التظاهر بأنها لا تتذكر.
لذلك، عندما وجدت نفسها مجددًا وجهًا لوجه مع إدوارد، ممسكًا بمسدسه في ساحة معزولة، حاولت التهرب من الموقف بابتسامة متكلفة وكلمات غامضة.
“لا أدري…..لقد فكرت في الأمر من قبل، لكن…..هل تبادلنا حديثًا عن ذلك فعلًا؟ بعد أن طرحت عليّ ذلك السؤال آخر مرة، حاولت استرجاع الأمر جيدًا، لكنني لم أتمكن من تذكره بوضوح.”
أمالت رأسها وكأن ذاكرتها ضبابية، ثم رسمت ابتسامةً محرجة.
كان إدوارد يحدق بها بثبات، ممسكًا بمسدسه دون أن يرفعه.
انعكست صورة أون كيونغ بوضوح في عينَيه الخضراوين اللتين تألقتا بذكاء كأنهما تخترقان جوفها.
كانت تفكر فيما إذا كان عليها إضافة بضع كلمات أخرى، لكنها أطبقت شفتيها بإحكام.
ما قالته حتى الآن كان كافيًا لإثارة شكوكه…..وإن تفوهت بالمزيد، فقد يرفع المسدس ويطلق النار عليها مجددًا في الحال.
رفعت أون كيونغ رأسها بسرعة. و كانت قد عقدت العزم على العودة بالزمن مجددًا حتى اليوم الذي التقت فيه به في الشارع، لأنها لم تتوقع أن يصدقها. لكن استسلامه السريع بشكل غير متوقع بدا مريبًا.
تجعد وجهها للحظة، غير متأكدة مما إذا كان عليها أن تشعر بالارتياح أم أن تبقى متوجسة.
لكنها سرعان ما أخفت تعابيرها عندما التقت عيناها بعيني إدوارد.
“لا بأس. حتى أنا أُخطئ أحيانًا في تذكر الأشياء.”
حاولت الرد وكأن الأمر لا يستدعي القلق، لكن نبرة صوتها اهتزت قليلًا.
كانت تحاول التصرف بهدوء، إلا أن ذلك لم يسر كما أرادت. فعدّلت نبرتها وسحبت صوتها الغارق في التوتر، ثم رسمت ابتسامةً خفيفة.
ظل إدوارد يراقبها بوجه هادئ ومصقول الملامح، ثم، بعد أن رأى ابتسامتها، رفع زاوية شفتيه ببطء ليجاريها.
“إذاً، لنأخذ استراحة قصيرة قبل أن نعود.”
“وماذا عن الصيد؟”
“على ما يبدو، من الصعب أن نصطاد الآن. دعينا نجلس ونستريح قليلاً قبل العودة.”
وضع إدوارد بندقيته على الأرض وجلس فجأة أمام أون كيونغ.
كان المكان خاليًا من أي شيء يمكن أن يجلس عليه، لكنه بدا غير مكترث لذلك.
تحركت نسمة هواء خفيفة وعبثت بشعره الأمامي، ثم هربت بسرعة. فرفع إدوارد يده وكأنما يفرغ شعره بفوضوية، ثم نظر إلى أون كيونغ وبدأ الحديث.
“كنت أريد أن أقتل بعض الثعالب من أجلكِ، لكن الأمر كان أصعب مما كنت أتوقع. الحيوانات كانت تختفي عن الأنظار.”
ربما كان الآخرون يواجهون نفس الصعوبة.
ضحك قليلاً بنغمة شبه ساخرة، فابتسمت أون كيونغ بشكل غير واضح.
“إنه موسم الصيد. ربما سبقنا الآخرون.”
“ربما، فقد كنت أظن أنني أتيتُ مبكرًا.”
رد إدوارد بصوت هادئ، ثم ضحك ضحكةً قصيرة.
كانت أصوات إطلاق النار تسمع من بعيد بين الحين والآخر، و كأنها أصداء أجراس الكنيسة.
و كلما ارتجفت أون كيونغ من الصوت الذي كان يعم الغابة، كان إدوارد يطمئنها بالكلام عن أشياء أخرى ليخفف عنها.
بعد أن مالت الشمس قليلاً إلى الأسفل، نهض إدوارد من مكانه ومد يده نحوها.
“لنعد الآن. بما أننا لم نعد نسمع صوت الكلاب، يبدو أن الصيد قد انتهى.”
حدقت أون كيونغ للحظة في يده الكبيرة، ثم وضعت يدها فوقها برفق.
أمسك إدوارد بيدها بقوة وسحبها نحو الأعلى فجأة.
كان الطريق إلى العودة هادئًا، لدرجة أن حادثة قتله لها بدا وكأنها حدثت منذ زمن بعيد. لكن أون كيونغ كانت تعرف أنها لم تكن مجرد حلم.
كانت هناك توترات غريبة تضغط على قلبها بينما كانت في العربة متجهة ًإلى قصر أندرسون، الذي كان منظمًا للصيد.
كان قصر أندرسون يبدو كقصر ريفي ضخم. بالطبع، قصر عائلة ريدل كان أيضًا ضخمًا بشكل مبالغ فيه، حتى لو كان في العاصمة.
بينما كانت أون كيونغ تجلس في زاوية قاعة العشاء، مسترجعةً مشاهد من فوق المسرح، أخذت رشفةً من الشمبانيا في فمها. كان المكان يبدو أقرب إلى حفلة رقص منه إلى مائدة عشاء.
حتى القصر الفخم الذي لا يتناسب مع المكان، والفعاليات المبالغ فيها، كانت على الأرجح تهدف إلى إظهار شيء للجمهور.
بينما كانت أون كيونغ تراقب الرجال والنساء الذين يتجمعون في مجموعات يتبادلون الحديث أو يرقصون، رفعت كأسها مرة أخرى.
كان عليها أن تذهب إلى إدوارد قريبًا وتهمس له بالرقم المتعلق بطفولة إليزابيث. و كانت قصتها ستجعله يشعر بالارتباط والتعاطف مع إليزابيث.
وفقًا للخطة الأصلية، كانت تنوي إضافة بضع كلمات من الحوار لجذب قلبه إلى قصتها، لكن…..
بينما كانت أون كيونغ تمعن النظر حول أطراف قاعة الاحتفال، ضاقت عيناها فجأة.
و بسبب التوتر، كانت تحاول تهدئة حلقها بتناول المزيد من الشمبانيا حتى أصبح كأسها فارغًا.
بينما كانت تحدق في الكأس الفارغ، تبحث عن مكان لوضعه، جاء صوت.
“ما الذي تبحثين عنه؟”
ظهر إدوارد فجأة، ممسكًا بكأسين من الشمبانيا في يديه، رغم أنه كان يبدو غائبًا في الزحام.
“كنت أبحث عن مكان لوضع الكأس.”
“اعطِني إياه. لن يكون من الصعب علي حملها لفترة قصيرة.”
أخذ الكأس الفارغ منها بشكل طبيعي وقدم لها كأسًا مليئًا بالشراب، مبتسمًا قليلاً وهو يضيق عينيه.
أومأت أون كيونغ بشكر خفيف، ثم بدأت تعبث بعنق الكأس قبل أن ترفعه إلى فمها بلا تفكير.
كانت الرائحة تتسلل إلى حلقها.
مع الشمبانيا الذي لامس حلقها، شعرت بغثيان ودوار في لحظة. و عبس وجهها بشدة وأبعدت الكأس بسرعة، مغلقةً فمها.
هل شربت الكثير وكأنه ماء؟
رغم أنه لم تكن هناك أي إشارات للثمالة حتى تلك اللحظة.
تدفقت الأفكار بسرعة، ثم تشتتت أمام مشهد الدم الملوث.
بعد أن تقيأت الدم، رفعت أون كيونغ عينيها. من وراء الرؤية الضبابية، و كان هناك أشخاص يحدقون فيها مباشرة.
توقفت المحادثات التي كانت تنتشر بهدوء، وملأت القاعة صمتٌ غريب.
تبدلت نظراتها بشكل متردد، قبل أن تتحول إلى إدوارد، الذي كان يراقبها من خلف وجوه جامدة بلا تعبير.
كما لو أن الأضواء قد انطفأت، أصبحت الرؤية مظلمة.
و كانت هذه هي الموتةُ الثاني.
________________________
استنى ياخي
ليه ؟ 😭 احسبه خلاص ابعد شكوكه عنها ليه اجل 😭
مستحيل افهم لين آخر فصل
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"