If you pass through the revolving door 13 times, you'll enter a musical world. - 4
عادت أون كيونغ إلى غرفتها ووقفت مباشرةً أمام المكتب.
نظرت بالتناوب إلى الأوراق البيضاء المتراكمة في زاوية وإلى القلم، ثم أشعلت الضوء خلفها وجلست بجدية على مقعدها.
كانت تخطط لاستعراض مجرى الأحداث بدقة.
فقد كانت تجرها الأمور هنا وهناك، ولم تنتبه إلا بعد أن انتهى الفصل الأول بالفعل، لكنها كانت تنوي دائمًا ترتيب الأمور مرةً واحدة.
بعد انفصالها عن إدوارد وشعورها بوحدةٍ قاسية كانت القشعريرة تسري في جسدها، و أصبحت رغبتها في الخروج من المسرحية أكثر إلحاحًا.
للتخلص بأسرع ما يمكن، رأت أنه من الأفضل مراجعة المحتوى الذي تحفظه تقريبًا مرة أخرى.
عضّت شفتيها والتقطت القلم.
الكابوس هي مسرحيةٌ تتناول انتقام إدوارد هاميلتون.
نشأ وهو يعاني من سوء المعاملة منذ صغره، وعندما أصبح بالغًا، خطط لقتل الأشخاص المرتبطين بمأساته.
كان الغضب الذي صقله عبر سنواتٍ طويلة حادًا، وكانت الكراهية واضحةً و كأنها لن تُمحى أبدًا.
في الواقع، لم ينسَ إدوارد طفولته أبدًا. فخلال أربع جرائم قتل تمت عبر الفصلين الأول والثاني، لم يُظهر إدوارد هاميلتون، بغض النظر عن الممثل الذي يؤدي دوره، أي ملامح تدل على الندم.
على الرغم من أن خطته بدت متقنةً داخل المسرحية، إلا أن خطته بدأت تنهار منذ أول جريمة قتل. فقد قتل توماس تيرنر في نفس الوقت الذي كانت إليزابيث ريدل، التي أرادت معرفة المزيد عن خطيبها قبل الزواج، قد حددت معه موعدًا لزيارته، دون أن يدرك ذلك.
أصبحت إليزابيث الشاهدة الوحيدة على جريمة قتل توماس تيرنر، وبدافعٍ من حيرتها وخوفها، لجأت إلى آرثر لونزديل، المفتش الذي كان يحقق في القضية.
آرثر، الذي كان كفؤًا وصبورًا، أخذ كلام إليزابيث على محمل الجد، وظل يلاحق إدوارد طوال أحداث المسرحية بهدف اعتقاله كمجرم.
وأخيرًا، في يوم حدوث جريمة القتل الأخيرة، كان آرثر وإليزابيث، اللذان كانا يحاولان العثور على القاسم المشترك بين الضحايا، قد استنتجا أن الهدف الأخير لإدوارد هو والده بالتبني، هنري هاميلتون. لذا، انتظرا بضعة أيام ترقبًا لزيارة إدوارد له.
لكن لسوء الحظ، وبينما كانت الأحداث تتطور، اكتشف إدوارد وجود إليزابيث.
هذا الموقف كان حادثًا مؤسفًا وغير متوقع، و لم يكن جزءًا من الخطط العديدة التي وضعوها.
وبينما كانت إليزابيث تركع عند قدميه باكيةً بحرقة، كان إدوارد في صراع داخلي مرير. إلا أنه في النهاية قرر التخلص من الشاهدة عبر ارتكاب جريمة قتل غير مخطط لها.
في تلك اللحظة، داهمت الشرطة المكان، وأحبطت كل شيء.
انتهى به المطاف بفشله في الانتقام وقتل المرأة التي أحبها بيديه، ليصرخ في يأسٍ مطلق بينما يسدل الستار على المسرحية.
نظرت أون كيونغ إلى الورقة حيث كانت تكتب أسماء الضحايا مثل “توماس تورنر” و”مارغريت جيلفورد”، ثم قطبت جبينها بحدة.
كان يوم مقتل هنري هاميلتون وإليزابيث ريدل هو 13 أكتوبر، في منتصف الخريف، بينما الآن هو منتصف الصيف.
ما لم يتم تجاوز الأحداث الزمنية، فإنها ستبقى هنا على الأقل لشهرين أو ثلاثة.
“عليها أن تبقى. شهران أو ثلاثة؟ أليس هذا وقتًا طويلًا جدًا؟”
راحت تضرب الورقة برأس القلم بقلق، ثم أطلقت تنهيدةً محبطة.
كانت قلقةً أيضًا بشأن العودة بالزمن. ماذا لو ارتكبت خطأً؟
وإذا عاد الزمن بها، فإلى أي نقطة في المسرحية ستعود؟
العودة إلى بداية المسرحية كما حدث سابقًا أمر غير مرغوب فيه، لأن ذلك يعني أنها ستضطر للبقاء هنا لما لا يقل عن ستة أشهر.
‘يبدو أنني بحاجة إلى التجربة مرة واحدة.’
بدأت أون كيونغ تخطط بخفة، وهي ترسم دائرة حول كلمة “العودة” التي كتبتها على طرف الورقة.
بدا أن الزمن يعود إلى الوراء إذا لم تتبع الإجراءات المقررة، لذا فكرت أن الظهور في المشاهد التي لا تظهر فيها شخصيتها قد يكون حلًا جيدًا.
إن حاولت ذلك قبل أن يمر وقت طويل جدًا، فلن يكون هناك عبء كبير.
الأغنية التالية، “موسم الصيد”، تظهر فيها إليزابيث أيضًا، لذا ربما يكون من الأفضل التجربة في النغمة التي تليها.
وإذا لم تعد إلى نقطة البداية في المسرحية، فيمكنها التحقق من التاريخ عبر الصحيفة.
بعد أن وضعت خطةً تقريبية، شعرت ببعض الراحة.
لم تفعل الكثير في الواقع، لكن مجرد المحاولة لتنظيم الأمور منحها شعورًا بالهدوء.
مزقت الورقة إلى قطعٍ صغيرة كإجراء احتياطي قبل أن تنهض من مكانها.
كان غروب الشمس قد مرّ منذ زمن طويل، وتحول لون السماء الظاهر من النافذة إلى الأزرق الداكن المائل إلى السواد.
ما إن أطفأت شمعة الإضاءة حتى تسللت العتمة بهدوء.
المشاعر المرضية التي شعرت بها قبل قليل اختفت تمامًا، وحل مكانها الحزن واليأس.
كان الظلام باردًا كبركة ماء راكدة، يلتف حول كعبيها بلزوجة.
كانت المسافة بين المكتب والسرير قصيرة، لكنها مشتها وكأنها تؤمن بأن حياتها في خطر، متمسكةً بخطوات سريعة.
لم تشعر بالخوف من الظلام منذ كانت طفلة صغيرة، لكن الآن كانت تخشى كل ما يمكن أن يختبئ داخله من أشياء سلبية وغير مرئية.
تسللت أون كيونغ تحت الغطاء وكأنها تحاول أن تخفي جسدها، ولم تشعر ببعض الراحة إلا بعد أن غطتها العتمة بالكامل ولم تعد ترى شيئًا. ثم انكمشت على نفسها، ودفنت جبينها في ذراعها التي كانت تسند رأسها.
حين انحنت على نفسها كالكرة، تردد صوت ضربات قلبها في أذنيها كصوت أمواج بعيدة داخل صدفة بحرية، يتكرر في دخول وخروج مستمر.
هذا التكرار في الصوت ساعدها قليلًا على استعادة شيء من الهدوء.
في الظلام، رمشت أون كيونغ بعينيها التي بالكاد يمكن رؤيتها ثم أغلقت جفنيها بهدوء.
كان صوت أنفاسها الخفيفة، التي بالكاد تُسمع عادةً، ينساب مثل نسيم يلامس أذنها برفق.
ربما لأن التوتر قد زال فجأة، غلبها النعاس ولم تستطع مقاومته.
‘ما زال هناك…..أعتقد أنه ما زال هناك شيء أحتاج إلى التفكير فيه.’
لكن، ما هو؟ لم تستطع تذكر حتى كلمة واحدة قد تكون دليلًا.
حاولت أون كيونغ التفكير بجدية، لكنها سرعان ما استسلمت. و بدت مقاومة النعاس أصعب من التنفس، و حاول عقلها اللاواعي تبرير الأمر.
‘لقد دخلت اليوم إلى المسرحية، و قابلت إدوارد، بل حتى مررت بتجربة العودة بالزمن. لذلك، يمكنني تأجيل التفكير إلى الغد، والنوم الآن براحة.’
بهذا التفكير، انغمست في النوم.
لكن حتى وهي نائمة، لم تجد أون كيونغ السلام.
في حلمها، كانت تقف على منصة مترو الأنفاق تنتظر وصول القطار. و كان بعض المشاهدين الذين حضروا معها نفس العرض المسرحي يقفون متفرقين خلفها.
وكما كانت تفعل دائمًا بعد مشاهدة عرض، أخرجت هاتفها المحمول لتدوين ملاحظاتها.
لو لم يصل القطار في تلك اللحظة، لكانت قد انشغلت بكتابة انطباعاتها بحماس.
بعد أن كتبت التاريخ فقط، قررت أن تكمل الكتابة وهي جالسة في مقعدها. و بخطوات عفوية، بدأت تمشي نحو القطار.
و فجأة، سقط جسدها بقوة، وكأن يدًا عملاقة سحبتها للأسفل بلا رحمة.
اختفى كل شيء، الأرضية الصلبة، و الركاب الذين كانوا يقفون خلفها. و كان هذا التطور المفاجئ كافيًا ليخبرها أن ما تعيشه كان كابوساً، لكنها، ككل من يعايشون الكوابيس، لم تدرك أنه مجرد حلم.
حتى أثناء سقوطها، لم تفلت أون كيونغ هاتفها المحمول، و تمسكت به كما لو كان طوق نجاتها.
وبجهد كبير، استطاعت أن تحرك يدها لتكتب بعض الكلمات على الشاشة.
لكن بمجرد أن أكملت الجملة، نسيت تمامًا ما كتبته.
‘ماذا كتبت للتو؟’
تساءلت بارتباك، بينما كانت أصابعها تتحرك بلا هدف. وفجأة، استيقظت من النوم.
راودها شعور بأنها ربما كانت تكتب طلبًا للمساعدة.
بينما ما تزال نصف نائمة، رفعت يدها كعادتها لتتحقق من هاتفها. لكن حين أدركت أن يدها خالية، تذكرت أنها داخل المسرحية.
كان السرير الكلاسيكي، والفستان الذي يناسب جسدها تمامًا، والجو الكئيب المحيط بها، تمامًا كما كان قبل أن تنام.
لكنها كانت لا تزال في الكابوس.
_____________________
الفصل قصير بس عموماً مشاعر البطله صدق واقعيه وخايفه
Dana