أخذ يتردد صدى وقع خطوات حذاءٍ يضرب أرضية الخشب بعنف، يتبعه صرير الألواح العتيقة التي لم تتحمل ثقل القادم المجهول.
ثم سُمِع صوت الدرج وهو يئن تحت الأقدام، حتى خفت تدريجيًا وغمر المكان صمتٌ ثقيل، فيما لم تستطع أون كيونغ أن تتحرك قيد أنملة.
‘لِماذا……؟’
تساءلت في ذهنها المرهق، و بالكاد استطاع عقلها الشاحب أن يولّد هذا السؤال البائس.
لا أحد هنا يعرفها. لا هي، ولا حتى “إليزابيث”. ولم يحدث، منذ وصولها إلى النزل، أن التقت أحدًا يعرفها أو تظاهر بمعرفتها.
إذاً، احتمال أن يكون شخصٌ ما قد تعرف عليها صدفةً في الطريق ولحق بها للحديث أمر غير وارد.
وفوق ذلك، لو كان الزائر قد جاء ليحادثها حقًا، لطرق الباب منذ البداية. لا أن يقف متربصًا خلفه، يراقب بخفاء.
عجزها عن تخمين هوية ذاك الغريب دفعها إلى هاوية الذعر.
أفكارٌ مبعثرة تدفقت إلى رأسها في لحظة، تحتل كل مساحته، و أسئلةٌ لا تكتمل قبل أن تذوب ثم تعود من جديد في حلقة لا تنتهي.
وبينما كانت تترنح مبتعدةً عن الباب بضع خطوات، استدارت فجأة. ثم سيطر عليها خوفٌ لا أساس له: أن يخرج أحدهم فجأة من زاويةٍ مظلمة في الغرفة التي لم يُشعل فيها ضوء، ويهجم عليها.
رأسها المذعور قبِل بجدّية فرضياتٍ ما كانت لتلتفت إليها عادة. فأحاطت بذراعيها جسدها المرتجف، وانكمشت، تعابيرها ملتويةً بألم. بينما كانت أصابعها ترتعش بخفة.
ارتجف كتفا أون كيونغ بعنف، وأحست ببرودة أطرافها تخترق ذراعيها، فيما انبثق داخلها دافعٌ واحدٌ مباغت: عليها أن تغادر الغرفة.
لم تدرك أنه لم يكن قرارًا عقلانيًا. فحتى الحقيقة البديهية — إن كان أحدهم يتربص بها ليؤذيها، فخروجها سيجعلها فريسةً سهلة — لم تخطر ببالها. و كل ما فعلته أنها اندفعت راكضةً في الردهة الخالية، كمن يُطرد منها.
ارتجّت طرقاتٍ يائسة على أحد الأبواب، ففتح آرثر عابسًا، حاجباه معقودان بدهشة.
وقبل أن يتمكن من أن يسألها شيئًا، سبقتها كلماتها المرتجفة المتقطعة،
“أ-أعتذر….هل يمكنني….الدخول قليلًا؟”
لم تكن جملةً طويلة، ومع ذلك بدا أن أون كيونغ لا تطيق حتى تلك اللحظة القصيرة، إذ راحت تلتفت حولها بقلقٍ متواصل.
ولم يستطع آرثر أن يطردها، رغم علمه أن السماح لامرأةٍ بالدخول إلى غرفة رجل في هذا الوقت المتأخر من الليل أمرٌ لا يليق.
“……تفضلي بالدخول.”
قال ذلك بعد تردد، و وجهه متصلب، ثم تنحى جانبًا ليفسح لها الطريق.
نظر إلى أون كيونغ وهي تتعثر بخطوات مضطربة داخل الغرفة، فاشتدّت عضلات فكه.
‘لماذا هي مذعورةٌ إلى هذا الحد؟’
والتفكير يقوده، تذكر أنها بدت منذ الصباح كمن يخفي خوفًا دائمًا. مع أنها في القطار قبل قليل كانت تبدو بخير.
رفع حاجبيه قليلًا وهو يغرق في شكوكه.
حتى لحظة الوداع قبل أن يدخل كل منهما غرفته، كان وجهها ساكنًا مطمئنًا. فهل حدث شيءٌ مروع في تلك اللحظات القليلة ليدفعها إلى هذه الحال المرتجفة؟
“ما الأمر؟”
لم يكن هناك جدوى من التخمين بمفرده، فاختار آرثر أن يسألها مباشرة.
لم يبدُ أن أحدًا اقتحم غرفتها، وإلا لما تمكنت من الوصول إلى هنا بهذا الشكل……
‘لا، لا يمكن القول أنها بخير أصلًا.’
صحّح آرثر فكرته وهو يلمح وجهها المتيبس، جامدًا كقطعة رخام بلا حياة.
جلست على الكرسي الذي قرّبه لها، وأخذت شهيقًا عميقًا بعد آخر تحاول أن تهدأ، قبل أن تفتح فمها أخيرًا.
“أعني……أنا.…”
لكن لم تخرج جملةٌ كاملة منها.
كانت الكلمات عالقةً على لسانها، تحاول صياغتها، لكنها سرعان ما طأطأت رأسها. والآن، بعدما هدأت قليلًا، اجتاحها شعورٌ بالخجل.
ماذا تقول؟ أنها سمعت وقع خطوات، وفجأة اجتاحها خوفٌ دفعها للهرب إلى هنا؟
ذلك الشعور الذي اعتراها لم يكن وهميًا ولا ضعيفًا حينها، لكنه بدا سخيفًا بمجرد التفكير في صياغته بالكلمات.
لم ترد أن يصل إلى آرثر كصوتٍ مقلص، باهت، لتُظلم حدّته. لكنها في الوقت نفسه خافت أن يبدو في نظره أمرًا تافهًا، كأنها تبالغ بردة فعلها.
كانت تتمنى ألا يعتبرها شديدة الحساسية.
بينما وقف آرثر أمامها صامتًا، ينتظر الكلمات التي ستنطق بها، قبل أن يدرك فجأة أن وقفته هذه تشبه تمامًا وقفة محققٍ يستجوب مجرمًا.
لم يكن ممكنًا لآرثر أن يقرأ ما يدور في داخل أون كيونغ، لكن تفكيره انتهى إلى احتمال أن عجزها عن الكلام سببه الخوف.
“أعتذر، فقط لحظة……”
قال ذلك بعد صمتٍ وهو يسحب كرسيًا ببطء ليجلس مقابِلها، فرفعت أون كيونغ وجهها متفاجئة، و لم تفهم لمَ يعتذر.
هل يظن أنه قاطع حديثها؟ لكن لم تكن هناك كلماتٍ تامة لتُقاطع أصلًا.
وبينما كانت تحاول تفسير معنى اعتذاره، كان آرثر قد جلس بثبات، ينظر إليها بوجهٍ جاد.
وبشكل غريب، ما إن التقت عيناها بعينيه حتى أحسّت أن عقدة حنجرتها تنحل، وكأن صوتها المربوط يحاول أن يخرج.
“سمعتُ صوتًا.”
كانت كلماتٍ قصيرة، لكنها ما إن خرجت حتى شعرت براحة عميقة، كأن ثقلًا أزيح عن صدرها.
فأغلقت شفتيها لحظة، ثم تابعت بصوت أبطأ، تضبط نبرتها،
“سمعت خطوات……بدت لرجل، كان واقفًا أمام باب غرفتي ثم غادر. لكنه لم يطرق ولم يحاول الدخول.”
ارتجف صوتها قليلًا، لكنها أنهت حديثها بإصرار.
ثم ارتسم على وجه آرثر الجاد علامات عبوس، فتجمدت أون كيونغ من الخوف.
‘لماذا هذا التعبير؟ هل بدت قصتي تافهةً فعلًا؟’
تسلل الندم إليها، و خافت أن يكون ما قالته مثيرًا للسخرية.
لكن……
“لا بد أنكِ شعرتِ بالخوف.”
كان صوته مشبعًا بالصدق الخالص.
لم يسخر من كلامها، ولم يتجاهله. نطق كلمات قليلة، لكنها كافيةٌ لتثبت أنه أصغى إليها بجدية، بلا أدنى استخفاف.
وربما كان وقعها أكبر لأنها جاءت بلا تهويل ولا مبالغة.
فاتسعت عينا أون كيونغ دهشة، ثم أومأت برأسها في صمت.
“هممم……”
أطلق آرثر همهمةً خافتة وهو يراقبها، ثم نهض واقفًا وتظاهر بلهجة أخف وأقرب للمزاح،
“ما رأيكِ بالنُزُل؟ اخترتُه لأنه أنظف ما وجدته.”
“……أعتقد أنه جيد.”
كان موضوعًا مفاجئًا لا علاقة له بما سبق، لكنها أجابته دون اعتراض. فأخذ هو بطانيةً كانت موضوعة بإهمال في زاوية الغرفة، وناولها لها بنبرة أخف وأكثر دفئًا.
“هذا من حسن الحظ. كنتُ قلقًا من أن تظهر حشراتٌ في المكان، لذلك ضيّقتُ قائمة الخيارات بعناية.”
كان الحوار بينهما يأخذ منحنياتٍ غير متوقعة، يتنقل بين مواضيع لا رابط بينها، تظهر فجأةً ثم تختفي.
أون كيونغ، وإن كانت تجيب بهدوء على أسئلته، شعرت ببعض الارتباك. لكنها ما إن أسندت ظهرها بغير وعي إلى الكرسي حتى أدركت فجأة أنّه يحاول جاهدًا مساعدتها على الاسترخاء.
وحينها فقط لاحظت أن ظهرها المتشنج قد ارتخى بعد أن استدار بلطف. و انتبه آرثر إلى التغيّر في جسدها، فغدت نبرته أكثر خفوتًا وطمأنينة.
“لهذا……أترقّب أن نجد خيطًا بعد لقائنا مع كاثرين ميلر غدًا.”
أومأت برأسها المثقل.
‘لا ينبغي أن أنام الآن……’
لكن التوتر الذي ظل مشدودًا حتى أقصى حد انحل فجأة، فغمرها خدرٌ دافئ.
بالكاد ابتلعت كلماتٍ كانت على وشك الخروج: ‘لن نتمكن من لقاء كاثرين غدًا……’ ثم تمتمت بصوتٍ مبحوح،
“ستكون هناك……نتائج جيدة.”
“علينا أن نرجو ذلك.”
أخذ صوته يبتعد شيئًا فشيئًا حتى تلاشى، ثم عاد واضحًا،
“……آنسة ريدل؟”
‘يجب أن أجيب……’
لكن رأسها مال إلى الأمام فجأة، وغرقت في النوم في لحظةٍ واحدة، دون أن تدرك حتى أنها جالسةٌ في وضع غير مريح.
ولم تفتح عينيها من جديد إلا صباح اليوم التالي.
كانت تتذكر وضعيتها الأخيرة قبل النوم، فارتبكت لا شعوريًا وأخذت تتقوقع، لتكتشف بدهشة أنها الآن على سرير مغطاةً بلحافٍ حتى ذقنها.
دفعت الغطاء وجلست ببطء، ليلوح لها آرثر جالسًا عند النافذة.
كان مرتديًا ذات الثياب التي ارتداها بالأمس، يقرأ شيئًا بين يديه، وما إن سمع خشخشة نهوضها حتى رفع رأسه نحوها.
“لقد استيقظتِ.”
عند سماع كلماته، تبددت بقايا النعاس من عينيها، وشحب وجهها من جديد، لكن هذه المرة لسبب آخر مختلفٍ تمامًا عن الأمس.
من موضع الكرسي الذي جلست عليه ليلة البارحة وما زال موضوعًا في مكانه، أدركت أون كيونغ أنها لا تزال في غرفة آرثر.
يبدو أنّه نقلها من الكرسي إلى السرير حين غلبها النوم……و إن كان الأمر كذلك، فهو……
“آه……أعتذر بشدّة.…”
تمتمت بصوتٍ واهٍ.
بما أنّه لم يبدّل حتى ملابسه، فلا شك أنه قضى الليل مستيقظًا. فجعل شعورٌ خانقٌ بالذنب بصرها يتشوش. و أسرعت بالنهوض من السرير وعلى وجهها ملامح أسى.
“كان يمكنكَ على الأقل الذهاب إلى غرفتي لتنام.”
“لا بأس. على أي حال لم أكن لأنام كثيرًا. كانت هناك أمورٌ عليّ التفكير بها، وأشياءٌ يجب التأكد منها.”
قال ذلك وهو يرتب ما كان بيده، ثم ألقى ابتسامةً هادئة لا توحي بالضجر.
لكن ذلك لم يُبدّد ذنبها. و ظلّت تكرر اعتذاراتها باضطراب، ثم تنهدت في خيبةٍ قبل أن تهز رأسها موافقةً على موعد اللقاء الذي حدده آرثر مسبقًا.
“إذًا، لنلتقِ بعد أن نكون قد تهيّأنا.”
بعد أن ودّعته على عجل، خرجت من الغرفة تكاد تفرّ هاربةً وأغمضت عينيها بشدة.
‘لقد ظلّ مستيقظًا طوال الطريق في القطار أيضًا……’
وفوق ذلك لم يغمض له جفنٌ في الليل، فلا بد أنه مثقلٌ بالإرهاق ويكاد ينهار في أي لحظة.
فانقبض صدرها بشعورٍ مؤلم.
صحيحٌ أنه قال إنه بخير، لكن من المستحيل أن يكون جسده لم يتأذّ.
قضت الوقت حتى موعد اللقاء بوجهٍ شاحب غارق في الشرود، تعبث بأغراضها وتعيد ترتيبها مرارًا لتشغل نفسها، قبل أن تهيّئ ملامحها بعناية وتخرج من النزل.
كان آرثر قد سبقها إلى الخارج، ينتظرها بهيئةٍ أنيقة مرتبة دون تجعّد. و بعض خصلات شعره أفلتت فوق جبهته، لكنها لم توحِ قطّ بالفوضى.
“لن يستغرق الأمر طويلًا على ما أظن. ليست هناك أسئلةٌ كثيرة أصلًا.”
قال ذلك هو أوّلًا، مثلما فعل الليلة الماضية، وكأنه يخشى أن تتوتر أو يثقلها الصمت.
صحيحٌ أن مبادرته الدائمة في الكلام تجعل سير المحادثة غير متوازن، لكن بما أنّ حالة أون كيونغ لم تكن على ما يرامٍ أيضًا، فقد وجد كلاهما نوعًا من الرضا في هذا الشكل الغريب من الحوار.
أومأت أون كيونغ برأسها وهي تستمع لكلمات آرثر، وأطلقت بين الحين والآخر تعليقاتٍ بسيطة بلا معنى، قبل أن ترفع نظرها فجأةً إلى الأمام.
كانت مستغرقةً في الاستماع لكلامه، لكنها تذكرت على نحو واضح أنها سارت في هذا الطريق من قبل. فغيمت تعابير وجهها قليلًا.
كانت تذكر هروبها بلا أي مساعدة، وكأن الأمر حدث للتو: عيون إدوارد الصارمة، و المارّون من حولها في أوركسترا الحياة، وكل……
‘لماذا يبدوا هكذا؟’
حتى وجه آرثر المتجهم بدت ملامحه مخيفة.
رفعت أون-كيونغ عينيها تجاه الرجل القائم بجانبها. كان مستغرقًا بحماسة في الإبلاغ عن شيء ما، ثم توقّف حين لاحظ نظرها، ومرّر حلقه عدة مرات بصوت خافت، قبل أن يظهر عليه إحراجٌ خفيف.
“ما الأمر؟”
عندما واجهته وهي تهرب من إدوارد، بدا عليه وكأنه ممسوكٌ في كابوسٍ من الرقبة، مظهره كان أكثر يأسًا من وجهها أمام الموت.
تذكّرها لذلك كان شعورًا غريبًا.
“……لا شيء.”
ابتلعت أون كيونغ كلماتها الأخيرة بصمت، منهيةً حديثها بشكلٍ مبهم.
مدّ آرثر يده إلى عنقه، و مسحه مرةً أو مرتين بارتباك، ثم وجد موضوع حديثٍ جيد، فابتسم وكأنه لم يشعر بالإحراج من قبل، و تحدّث بصوت خفيف،
“آه، وصلنا للتو. إنه هناك.”
أشار بيده إلى منزلٍ بعيد، ومضى بخطواتٍ سريعة متقدمًا عليها ببضع خطوات.
أون كيونغ لم تتعجل اللحاق به، بل نظرت حولها بحذر.
مرّ بجانبها أفراد أوركسترا بلا تعابيرٍ على وجوههم، بخطواتٍ بطيئة. فشعرت بقشعريرةٍ تسري في عمودها الفقري.
“آنسة ميلر، هذا آرثر رونزديل من شرطة لندن، وقد حددنا موعدًا مسبقًا.”
أعلن عن هويته بصوت عالٍ، ثم صمت قليلًا في انتظار ردّ، وعندما لم يظهر أي أثرٍ بعد مرور بعض الوقت، عبس.
‘لا بد أنها لم تغادر المكان……’
بالتأكيد، لا تزال داخل المنزل، لكن مهما حاول الحديث معها، لن يحصل على أي رد. فهي قد فقدت حياتها بالفعل.
قبضت على يديها المتصبّبتين بالعرق البارد، وعضّت على شفتيها بشدة.
حاول آرثر عدة مراتٍ أن يسأل بصوت مرتفع إن كان يمكنه الدخول، ثم طرق الباب بعنف. فتحرّك الباب قليلاً تحت ضغط يده، وخرجت منه رائحةٌ عفنة متراكمة في الداخل بخفة.
فتشنّج كتفاه بوضوح. و ارتسم على وجهه قلقٌ طفيف، ثم التفت إلى أون كيونغ بحذر،
“انتبهي قليلاً وابتعدي. هناك شيءٌ……غريب.”
تأكد من ابتعادها قليلاً، ثم دفع الباب ببطء.
خلف الباب، كانت هناك أصواتٌ خافتة تصدر المنزل الذي تسكنه كاثرين ميلر في ضوءٍ خافت.
كانت الستائر المغلقة بإحكام تمنع الضوء من الدخول، إلا أن أشعة الشمس التي تسللت من الشقوف صنعت خطًا ضيقًا من الضوء.
رمق آرثر المكان بعينين ضيقتين، ثم تجمد فجأةً عند اكتشاف شيء ما. و اقتربت أون كيونغ منه وكأنها مسحورة.
“……آرثر.”
“لا تقتربي!”
صرخ بها بقوة وهو يمنعها عن التقدّم.
كان وجهه شاحبًا مرعوبًا، وكأنّه يحاول أن يمنعها من رؤية الداخل. لكنها لمحت من بينه أقدام كاثرين ميلر الشاحبة، بلا أي حذاء، تتلألأ في الظلام.
يبدو أنها لم تكن ترتدي الحذاء منذ البداية، وربما انزلق أثناء محاولتها الهروب. تمامًا كما كانت قبل عودتها في الماضي.
اختفت يد آرثر التي كانت تحاول الإمساك بها، وبقيت الصدمة الصاعقة.
ابتلعت أون كيونغ القيء المتصاعد بصعوبة وتراجعت إلى الوراء، فيما أمسك بها آرثر من كتفها برفق ليبعدها عن الباب.
في الوقت نفسه، استدار الممثلون الثاويون (الأوركسترا) الأشخاص بلا حياة الذين كانوا يمرّون بجانبهم، ونظروا إليهم بغضب.
-جريمة قتلٍ أخرى!-
أشارت أصابعهم المشدودة نحو أون كيونغ كما لو كانوا يوبّخونها. و كانت عشرات العيون تحدق فيها وكأنها ستلتهمها.
-هل ارتكب القاتل السابق هذه الجريمة؟-
-علينا أن نجد هذا الشيطان.-
-لن يكون هناك مزيدٌ من الخوف!-
تجاهل آرثر كل ذلك، وركّز على لون وجهها وحالتها. و بفضل ذلك، اضطرت أون كيونغ لمواجهة الإشارة والاتهام بمفردها.
-امسكي بالشيطان!-
بدت الكلمات وكأنها موجهةٌ إليها مباشرة، فابتلعت أون كيونغ الصرخة التي كانت على وشك الانفجار واهتزت برعب، وهي تهز رأسها بلا حول.
اعتقد آرثر أن سلوكها الغريب سببه وفاة كاثرين ميلر. فأمسك كتفها بسرعة، وفتح فمه كأنه يريد أن يقول شيئًا، لكن صوته لم يصل إلى أذنها.
“صـ-صوتكَ……!”
ارتجفت ركبتيها. وفي ومضةٍ من رمشة عين، اختفى كل محيطها كما لو تم مسحه، ولم يبقَ سوى الظلام الدامس.
_________________________
ليه! ماخالفت المسرحية يعني مفروض ماتعيدها ولا؟
الفصل ذاه اطول من غيره بس إدوارد ماطلع😔
ولا عرفنا من ذاه الي قرب من غرفتها يالخوف ليه وقف قدام بابها فترة وراح؟ مجنون؟ إدوارد؟ لأن مافيه مجنون غيره في الروايه😭
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات