كانت يد سيريت منهمكة وهي تبحث عن صك ملكية قصر موشيلي في مكتبة يوان.
في الحقيقة، حتى لو عثرت سيريت على صك ملكية القصر التي يملكها يوان، فلن يكون هناك حل فعلي.
حتى لو أخذتها وهربت إلى موشيلي، فسيأتي يوان للبحث عنها، ولن تنقطع هذه العلاقة المروّعة أبداً.
لكن سيريت لم تستطع أن تتخلّص من فكرة أنه إذا عثرت على صك ملكية القصر فقط فسيُحل كل شيء.
لذلك كانت تُفتش مكتب يوان خُفية بهذه الطريقة.
وبينما كانت تبحث عن صك الملكية، عثرت سيريت على ظرفٍ أبيض بين الملفات المرتّبة على الرف.
أخذت سيريت نفساً سريعاً وسحبت الظرف فوراً.
“هل هذا هو؟”
مدّت سيريت يدها داخل الظرف.
في تلك اللحظة، سُمعت خلفها صوت يوان.
“هل تبحثين عن صك ملكية قصر موشيلي؟”
تفاجأت سيريت وأسقطت الظرف الذي كانت تحمله. كان قلبها يخفق بقوة وبسرعة، وشعرت بقشعريرة تسري في عمودها الفقري.
لم يكن الوقت الذي يجب أن يعود فيه بعد. ابتلعت سيريت ريقها بصعوبة والتفّت بوجهٍ متصنّع الهدوء.
“سمو الدوق.”
رفعت سيريت زاوية فمها بالقوة.
كان وجه يوان، الذي كان ينظر إليها واضعاً يديه في جيبيه، خالياً من أي تعبير. ظل ينظر إليها ببرود، ثم اقترب بخطوات واسعة.
ارتجفت سيريت وتراجعت خطوة إلى الخلف، لكن يوان أمسك بذراعها. حين التقت عينَاها بعينيه الرماديتين، ابعدت نظرها إلى الجانب.
وهو ممسك بذراع سيريت، انحنى يوان والتقط الظرف الذي سقط على الأرض.
بعد أن وقف، أخرج الأوراق من الظرف وناولها لسيريت.
“تحققي. سواء كان الكنز أم لا.”
بما أنه أعطاها إيّاه بهذه السهولة، فهذا وحده كافٍ ليدل على أنه ليس صك الملكية.
لم تتفحّص سيريت الأوراق وأعادتها مباشرة إلى يوان.
ضحك يوان بخفة على تصرّف سيريت وهو ينظر في الأوراق.
“إنها اتفاقية متعلقة ببناء السكك الحديدية.”
“…….”
“للأسف، ليس الكنز الذي تبحثين عنه.”
ضحك يوان بسخرية وهو يعيد الأوراق إلى الظرف.
كان من الواضح أنه يستفزّها، فحدقت سيريت في يوان بغيظ مشتعل، وقبضت قبضتها بإحكام. الرجل الذي يريد الإمساك بها في كفّه وهزّها كما يشاء كان حقيرًا إلى درجة لا تُطاق.
“صك ملكية القصر ليس هنا.”
”…….”
“أقول هذا حتى لا تتعبي نفسك بلا فائدة. كي لا تقومي بتفتيش المنزل كله كلما تركته.”
“إذن أين هو؟”
“لو أخبرتكُ بذلك…”
ابتسم يوان وأمال رأسه إلى الجانب.
كانت سيريت وهي تبحث عن صك الملكية تبدو لطيفة على نحو ما. قد تكون يائسة، لكن من وجهة نظره، لم يكن الأمر سوى لعب طفل، لذلك كان الضحك يخرج منه بلا إرادة.
“على الأغلب ستسرقيها وتهربي صحيح؟”
تابع يوان حديثه وهو مبتسم.
حين لمحَت سيريت لمحة السخرية على وجه يوان ارتجفت قبضتها خفيفة. رفعت رأسها ونظرت مباشرة إلى عينيه.
التعليقات لهذا الفصل " 90"