قراءة ممتعة~~~ 

الفصل الثامن والثمانين

تحذير: الفصل يحتوي على مشاهد قد تكون غير مريحة لبعض القارئين (اعتداء جنسي SA).

مع قول سيريت إنها قامت بأسوأ اختيار، انفجرت كل المشاعر التي ظل يوان يكبتها طوال الوقت.

زوجة تزوجتني من أجل المال وهي تكرهني حد الاشمئزاز، وتهمس بالحب لرجل آخر. وفوق ذلك تقيّم زواجنا بأنه كان أسوأ اختيار.

لم يستطع احتمال تلك الكلمات، والغضب تحوّل إلى رغبة. 

راودته فكرة غير نبيلة بأن عليه اليوم أن يكسر زوجته مهما كان الثمن.

المرأة التي أحبها، دائمًا ما أثبتت له أنه أمام الحب ليس إلا رجلاً عاديًا لا حول له ولا قوة.

امرأة لا تدعه يعيش كدوق فريكتويستر. وبسبب حبه لها عليه أن يتحمل هذا الذل باستمرار.

إذًا أنتِ أيضًا جربي أن تتحمليني، يا سيريت فريكتويستر. 

تحملي رجلًا لا تحبينه. 

عينا يوان وهما تحدّقان في سيريت أطلقتا بريقًا خطِرًا.

“لن تخرجي من هذه الغرفة اليوم.”

“ماذا تقصد؟”

مع كلمات يوان، ارتجفت ساقا سيريت تحت تنورتها. 

مظهر يوان كان مختلفًا عن المعتاد. بدا خطِرًا، وبنفس القدر بدا هشًا.

“هذا يعني أن صبري وصل إلى حدّه. وأنني لم أعد قادرًا على انتظارك أكثر.”

مدّ يوان يده ولمس خدّ سيريت بلمسات بطيئة. كان خدّها الناعم تحت أطراف أصابعه يجعل فمَه جافًا، وعقله يتآكل ببطء.

“…….”

مع كل لمسة على خدّها، أخذت سيريت نفسًا، وهي تراقبه بعينين متوتّرتين. كانت تشعر بأنها تفهم ما يقصده حين يقول إنه لن ينتظرها بعد الآن.

فقد أحبّ يوانَ ليديا، ويعني ذلك أنه يريد استخدامها كأداة لإنجاب طفل.

وبعد أن تُنجب، سيتركها بشكل مُذل. لن يُتيح لها حتى أن تحضن طفلها مرة واحدة. 

ستنتهي هذه الحياة كما السابقة، وهي تتألّم من الألم الذي يتسلل كالسمّ إلى جسدها كله.

“لا. لا أريد ذلك!”

دفعت سيريت يد يوان التي كانت تمسّد خدها، وحدّقت به وهي ترتجف. 

الخوف والغضب غمرَاها دفعة واحدة.

وبينما كان يوان يراقب مظهرها الرافض وكأنه يستمتع به، ارتفع جانب فمه بابتسامة مائلة.

 لم يكن يتصور أنه سيضم امرأة ترفضه. ثم فكّ أزرار قميصه بيد بطيئة الحركة.

“أنا أيضًا لا أهوى التصرف بالإكراه. لذلك تقبّلي الأمر.”

“لا تملك أي حق لتفعل هذا بي.”

“أملك كامل الحق. أنا زوجك.”

انفلت صوت يوان الخافت من بين شفتيه.

وعلى الرغم من هدوء صوته المهذّب والمنضبط، كانت أفعاله خشنة. أمسك بمعصم سيريت وقذفها على السرير.

بقوة يوان، اندفعت سيريت نحو السرير مطلِقة أنينًا خافتًا.

“آه.”

سيريت التي أُلقيت على السرير، جلست معتدلة.

قبضت سيريت على شرشف السرير، وأدارت رأسها لتحدّق بيون. عيناها الزرقاء كانت ترتجف بخليط من الحقد والغضب والخوف.

“لا تلمس جسدي.”

“…….”

بدا مظهر سيريت التي رفعت أشواكها أشبه بزهرة مسمومة. تلك الزهرة المسمومة كانت متألقة الجمال، حتى إن يوان أراد أن يقطفها بيده ويمسك بها.

انتشر توق شديد في جسد يوان بصمت. شعَر بأن هذا التوق لن يستطيع أحد إيقافه.

اقترب يوان من السرير حتى صار قريبًا جدًا، فأمسك بذراع سيريت من جانب واحد، وانحنى ليطبع ليقبلها. 

سُحقَت شفتا سيريت تحت شفتيه.

كانت شفتاها ناعمتين وحلوة إلى حد الجنون، لكن القبلة التي منحها يوان لم تكن ناعمة ولا حلوة. كانت قبلة مليئة فقط بالرغبة في ابتلاع هذه المرأة بالكامل.

“هاا!”

دفعت سيريت يوان بعيدًا عنها، وهي تتخبّط تحت قبلة يوان الخشنة. وبخلاف ما توقّعته، ابتعد يوان عنها بسهولة.

لهاثها كان متقطعًا وهي تحدّق في يوان بوجه شرس. شعرت وكأن القدر الذي كانت تتهرّب منه يقترب بخطوات واسعة ليطوّق عنقها.

رفعت سيريت يدها وصفعت خد يوان بقسوة. اليد التي احتوت كل مشاعرها تركت أثرًا أحمر على خده. 

انطبعت جراح سيريت على وجه يوان.

ضحك يوان ضحكة قصيرة بعد الصفعة. شعر بغضب سيريت من حدّة تلك الضربة، لكنه لم يكترث. حتى لو ضربته أو خدشته، اليوم سيحتضن هذه المرأة مهما كان.

عاود يوان تقبيل سيريت.

حين التقت شفتاهما مجددًا، حاولت سيريت دفعه بعيدًا مرة أخرى، لكن هذه المرة لم يبتعد بسهولة. وبينما كان يطبع القبلة، أسقط يوان سيريت على السرير.

قيّد يوان رسغي سيريت إلى جانبي السرير، ثم نظر إليها من الأعلى. كانت عيناها الزرقاء المليئة بالدموع تهتزّان بالغضب.

حتى نظرات الغضب هذه كانت جميلة. 

انحنى ووضع قبلة على عينيها.

“اتركني، أيها الحقير! قلت لك دعني!”

صرخت سيريت وهي تلوي معصمها المحبوس في قبضة يوان.

لم تكن تخشى أن تقع في أحضان يوان. فالأمر مألوف لها، حيث أنه ليس شيئًا يهزّ العالم من أساسه. 

ما كان مخيفًا ومحزنًا هو أن القدر نفسه يعيد سيناريو حياتها السابقة من جديد.

ضغط يوان بجسده فوق سيريت التي كانت تتلوّى محاولة الإفلات، ودسّ وجهه في عنقها. 

أخذ يعبث بعنقها الأبيض بشفتيه وهو يطبع أنفاسه الثقيلة عليها.

مع حركة يوان، أخذ وعي سيريت يتبدد شيئًا فشيئًا. جسدها الذي يحفظ هذه الذكرى بوضوح، حاول من تلقاء نفسه أن يسلم نفسه ليوان.

“أه… اتركني. أرجوك.”

وفي النهاية بدأت سيريت بالبكاء وهي تنتحب.

كان صك ملكية القصر في يد يوان، ويون قد أدرك مشاعره تجاه ليديا. 

أما هي، فستصبح قريبًا تلك المرأة التي تلد له طفلًا ثم يُلقي بها خارج حياته.

القدر الذي أرادت الهرب منه عاد ليقبض على كاحلها. مهما حاولت الإفلات، يبدو أنها لن تستطيع الهروب منه، فانفجرت سيريت بالبكاء بحسرةً.

عند سماع صوت نحيب سيريت، توقفت حركة يوان. أبعد شفتيه ببطء عن عنقها ونظر إليها.

عينان زرقاوان ممتلئتان بالدموع كانتا تحدقان به. 

بسبب تلك النظرات المختلطة بين اللوم واليأس انطفأت نار الشهوة التي كانت تغلي فيه، وحل محلها شعور بالأسف.

“اتركني. أرجوك، لا تفعل هذا. أنا لا أريد هذا.”

كانت دموع سيريت تتساقط من عينيها.

خفق قلب يوان بقوة وسقط في مكانه. 

مالذي كنت أفعله؟

عادت إليه حواسّه عندما رأى دموع سيريت.

أفلت يوان معصمي سيريت المقيدين. ارتعشت نظراته عندما رأى الاحمرار على معصميها.

“ابن عاهرة.”

ارتجف فكّ سيريت وهي ممددة على السرير. انهمرت الدموع الصافية قطرة بعد قطرة، لتبتل بها الأغطية.

رغم أنها تحررت من يوان، إلا أن المرارة لم تهدأ داخلها.

دفعت سيريت كتف يوان ونزلت من السرير. أمسكت بمزهرية زجاجية موضوعة على الطاولة الجانبية بجانب السرير وهربت مبتعدة عن يوان.

توقف يوان فورًا ونظر إلى سيريت التي تمسك بالمزهرية. عند رؤية التعبير المذعور على وجه سيريت، راودته رغبة في أن يلوِي رقبته بيده.

“ضعيها.”

قال يوان وهو يحدق بسيريت، كابتًا المشاعر المتدفقة داخله.

لو أنها ستضرب رأسي مجددًا بتلك المزهرية فسأتلقى الضربة عن طيب خاطر، لكن سيريت قد تُصاب بالأذى. اقترب يوان من سيريت ببطء.

“لا تقترب.”

رفعت سيريت المزهرية نحو يوان وتراجعت للخلف. كانت يد سيريت التي تمسك بالمزهرية ترتعش.

“سيريت.”

ناداها يوان وكأنه يطلب منها الهدوء وتقدم خطوة أخرى.

“لا أريد! قلتُ أنني لا أريد!”

عندما اقترب يوان أكثر، فقدت سيريت عقلها وضربت المزهرية على حافة النافذة. تحطمت المزهرية وتكسرت إلى شظايا متناثرة.

حياتها في حياتها السابقة أيضًا تحطمت مثل هذه المزهرية على يد ذلك الرجل. كانت تكره يوان الذي يحاول أن يعطيها حياةً كهذه مرة أخرى كثيرًا.

رفعت سيريت قطعة من شظايا المزهرية المكسورة نحو يوان.

“هذه المرة لن تسير الأمور وفقًا لما تريد. لأنني سأقتلك أولًا.”

انهمرت الدموع من عيني سيريت. دموع ساخنة بللت وجنتيها ونزلت حتى تجمعت عند ذقنها. وبأنفاس متقطعة خشنة، بدت سيريت وكأنها على وشك السقوط في أي لحظة.

رفع يوان يده بوجه جامد. لم يستطع التقدم أكثر نحو سيريت، وفتح فمه بصوت منخفض.

“اهدئي وأعطيني إياها.”

“أنا أكرهك. مقزز. اللعنة عليك.”

كانت سيريت تبكي بنشيج حتى أصبحت رؤيتها ضبابية بالدموع. مثلما غامت رؤيتها، كان رأسها وقلبها يشعران وكأنهما تعطلا ولم يعودا يعملان كما ينبغي.

لم تكن سيريت قادرة على تحديد ما الذي جرحها تحديدًا.

أكان لأن صك ملكية القصر في يد يوان؟

 أم لأنه يعاملها باستهانة كما في حياتها السابقة؟ 

أم لأنها رأت مجددًا ذلك اليوان الذي يحب ليديا؟

“أتمنى لو تختفي. اختفي تمامًا من حياتي.”

خرج صوت سيريت المملوء بالبكاء بشكل بائس.

تساقطت الدموع المتجمّعة فجأة، وانقشع الضباب عن رؤيتها.

وحينها استطاعت أن ترى بوضوح ملامح وجه يوان المجروح.

“فهمت، فقط أنزلي هذا.”

“أخبرتك أن تختفي من أمامي!”

“…….”

تنفّس يوان بعمق بعد كلمات سيريت، ثم أدار جسده مبتعدًا.

وأدرك أن الطريقة الوحيدة لتهدئتها الآن هي أن يختفي هو من أمامها.

أن تأتي السكينة لسيريت فقط عندما يكون غيابه موجودًا…

ابتسم يوان بمرارة وتوجّه بخطواته نحو الباب.

نظرت سيريت إلى ظهر يوان وهو يتجه إلى الباب.

وبينما ترمق ذلك الظهر الذي بدا بلا حيلة لسبب ما، عضّت شفتها.

بعد قليل خرج يوان من الغرفة، وارتفع صوت الباب وهو يُغلق.

بقيت سيريت وحدها، تحدّق في الباب المغلق بوجهٍ شاحب.

عندها فقط أدركت سيريت ما الذي جرحها حقًا.

في هذه الحياة أيضًا، من دون أي اختلاف… أحبت يوان، ولهذا أصبح كل شيء مؤلمًا.

سقطت قطعة الزجاج من يد سيريت.

وسقط قلبها معها… سقوطًا حادًا في يأسٍ لا نهاية له.

يتبع^^

ترجمة نينا @justninaae

🙁🙁هذا كيف البطل بنجن🙁🙁