بعد أن تفقدت انعكاس وجهها في المرآة الصغيرة، أعادتها ليديا إلى حقيبتها.
“أنيتا، يمكنكِ العودة بالعربة.”
قالت ليديا لأنيتا الجالسة أمامها.
بعد أن هربت سيريت وهي تبكي، غادرت ليديا أيضًا الدوقية.
ظنت أنه، كصديقة، يجب أن تساعد سيريت بما أنها متضايقة بسبب خاتم الزواج.
كان عليها أن تخبر يوان أن سيريرت لم يعجبها الخاتم — وبهذه الطريقة، ستصل “الهدية” التي أعدّتها إلى سيريت كما ينبغي.
وبمجرد أن تصل الهدية، سيرغب يوان بالبقاء معها مجددًا.
لذلك كان من الأفضل إعادة العربة.
“نعم، يا صاحبة السمو.”
“ليس في الخارج، أنيتا. لا تناديني بهذا اللقب أمام الناس. كم مرة يجب أن أقول لكِ أن تكوني حذرة؟”
تجهم وجه ليديا. كم من الوقت ستظل هذه الفتاة بهذا الغباء؟ لم تكن تريد أن تضربها مرة أخرى.
“أنا آسفة.”
قالت أنيتا بخوف، وانحنت بسرعة تعتذر.
نظرت إليها ليديا بنفور، ثم نزلت من العربة.
وقفت أمام مبنى مكوّن من ثلاثة طوابق — مكتب يوان، حيث يدير كل أعمال عائلة فريكتويستر.
لم يسبق لليديا أن زارت مكان عمل يوان من قبل.
ارتجف قلبها قليلًا وهي تخطو إلى الداخل.
بمجرد دخولها، التقت بديريك، مساعد يوان.
تعرف عليها فورًا، فتقدم بانحناءة مهذبة.
“هل جئتِ لمقابلة الدوق؟”
“نعم، جئت لأرى يوان.”
أومأت ليديا برأسها.
قادها ديريك مباشرة إلى مكتب يوان.
حاولت ليديا تهدئة خفقان قلبها، ورسمت على شفتيها ابتسامة رشيقة.
***
رفع يوان نظره بتعبير حائر عندما دخلت ليديا المكتب. كانت آخر شخص يتوقع رؤيته.
وقف وأشار لها بالجلوس على الأريكة. قال ديريك إنه سيجلب الشاي، ثم غادر الغرفة.
“زيارتي المفاجئة لا بد أنها أدهشتك.”
عند كلماتها، أومأ يوان بصمت.
كانت إيماءته صريحة جدًا لدرجة أن شفتي ليديا انكمشتا بخفة. شعرت بوخزة في صدرها، وخرج صوتها أكثر حدّة قليلًا.
“جئت بسبب سيريت.”
“سيريت؟ تقصدين خطيبتي؟”
عند سماع الاسم، اعتدل يوان في جلسته، وجلس بانتباه. ثبت نظره عليها، مستعدًا للإصغاء.
تجعد جبين ليديا قليلًا. بدا مهتمًا بسيريت أكثر من اللازم، وهذا وحده أفسد مزاجها.
كتمت انزعاجها وتابعت، “كانت سيريت متضايقة جدًا. أظن أنني السبب بطريقة ما. شعرت بالذنب، فجئت لأراك.”
“ماذا حدث؟”
تجمد وجه يوان، وانكمشت ملامحه بقلق.
هل حدث شيء بينهما؟
عندما رأت ذلك القلق في عينيه، أجبرت ليديا شفتيها على ابتسامة باهتة. لماذا يبدو هكذا بسبب تلك المرأة التافهة؟
شعرت بمرارة تتسلل إلى صدرها. وكأنها لم تعد تعني له شيئًا.
“الأمر يتعلق بخاتم الزواج.”
“خاتم الزواج؟”
أمال يوان رأسه قليلًا، متسائلًا.
“كانت تبكي لأنه من الياقوت الأزرق وليس من الألماس. قالت إنه تم إخبارها إنه إن لم يكن الخاتم من الألماس فلا قيمة له. كانت مُحبطة… وحزينة لأنه بدا رخيصًا.”
“……”
“قالت إنك أنت من اخترت الياقوت الأزرق. حاولت إقناعها أنك تملك سببًا لذلك، لكنها لم تهدأ. لماذا فعلت هذا يا يوان؟”
فرك يوان ذقنه، وتجعدت حواجبه. كان متأكدًا أنها أعجبها من قبل. من أين سمعت هذه التفاهات عن الألماس؟
هي تريد الطلاق، ومع ذلك تثير الجلبة بسبب الخاتم؟ لن ترتديه طويلًا على أي حال.
قالت ليديا برقة، وهي تراقب ملامحه: “يجب أن تطمئنها، يوان. أنا واثقة أن لديك سببًا، لكن سيريت لا تفهم.”
ظل جبينه مشدودًا، لم يخفّ توتره. إنه مستاء. بالطبع هو كذلك. أي رجل سيكون بعد أن يسمع هذا؟
قال أخيرًا: “اخترت الياقوت الأزرق لأنني أردت أن يطابق لون عينيها.”
“ماذا؟ …يا للرومانسية.”
تجمدت ليديا لوهلة. ثم تمتمت بذهول، لم أتخيله من النوع الذي يهتم بهذه التفاصيل… لكنه فعلها من أجلها.
صدمها ذلك بشدة.
قال: “سأشرح لها بنفسي.”
“سآتي معك. سيريت حزينة جدًا، لا أستطيع تجاهلها. إنها صديقتي.”
“لا داعي با آنسة إليوت، من الأفضل أن تعودي إلى القصر قبل أن يحل الظلام.”
كان صوته حازمًا.
توقفت ليديا في مكانها. لا… ليس هكذا. إن أرسلني الآن، سينهار كل شيء.
قالت بسرعة: “في الحقيقة، سيريت طلبت مني أن أبقى معها. قالت إنها تريد سؤالك بنفسها، لكنها لا تملك الشجاعة.”
سكت يوان لحظة طويلة، يفكر. ثم قال أخيرًا، “…حسنًا. لنذهب معًا.”
نهض فورًا. وحين عاد ديريك ومعه الشاي، لوّح له بيده أن يعيده، ثم عاد إلى مكتبه ليجمع أوراقه.
تابعته ليديا بعينين يملؤهما الرضا. كل شيء يسير كما خططت له تمامًا.
غادرت المكتب ولحقت بيوان نحو العربة. وخلال الرحلة إلى القصر، كانت ليديا تسرق النظر إليه بين الحين والآخر، بينما هو يقرأ الأوراق بين يديه.
لم يلتفت إليها ولو مرة. عيناه لم تبتعدا عن الوثائق. تبدلت ملامح ليديا إلى الحزن.
اشتاقت إلى يوان الذي كان يبتسم ويلعب معها. الذي كان يناديها باسمها برقة. في تلك الأيام، كانت تظن أنه لها وحدها.
لكن مع مرور السنين، بدأ البعد يتسلل بينهما. توقف عن مناداتها “ليديا”. وتوقف عن معاملتها كصديقة.
كان يسمع كلامي دائمًا… لكن منذ خطبته لسيريت تغيّر تمامًا.
“وجدته يا آنستي. خاتم الزواج — ها هو هنا!” قالت هانا وهي تنحني لتلتقطه.
مـ… ماذا؟
تجمدت ليديا في مكانها، وقد شحب وجهها تمامًا.
شيء لم يكن يجب أن يكون هناك… كان داخل حقيبتها.
يتبع^^
ترجمة نينا @justninaae
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 39"