قراءة ممتعة~~~
الفصل السابع والثلاثين.
قال يوان الشيء نفسه بالضبط في حياتها السابقة.
أنه يجب أن تكون خواتم زفافهما من الياقوت الأزرق.
لأنه أرادها أن تتطابق مع لون عيني الآنسة إينوهاتر.
لقد كانت شخصيتها السابقة هي التي تأثرت كثيراً بهذه الكلمات لدرجة أنها أومأت على الفور.
بغباء شديد.
لكن بسبب ما اعتبرته سيريت اقتراحًا رومانسيًا من يوان، انتهى بها الأمر إلى أن يتم السخرية منها.
كان ذلك اليوم الذي دُعيت فيه إلى حفلة شاي استضافتها ليديا بعد فترة وجيزة من الزفاف.
“خاتم زفاف دوقة فريكتويستر ليس ألماساً؟ هل هذا… ياقوت أزرق؟”
سألت السيدة شيمكينز وهي تنظر إلى الخاتم في إصبع سيريت.
“نعم، إنه ياقوت أزرق.”
ابتسمت سيريت بخجل وهي تنظر إلى الخاتم.
مجرد رؤيته جعلها سعيدة لأنه ذكرها بما قاله يوان.
كان رجلاً فظاً، لكن يمكن أن يكون مراعياً في أمور صغيرة كهذه.
جعلها تعتقد أنه ربما لا يكرهها تمامًا في نهاية المطاف.
بمجرد أن انتهت سيريت من الإجابة، تبادلت السيدات والآنسات النبيلات نظراتهن وبدأن يبتسمن.
جعلت ردود أفعالهن سيريت تشعر بالغرابة.
شعرت وكأنهم يسخرون منها.
“لماذا اخترتِ الياقوت الأزرق؟”
نظرت السيدة شيمكينز إلى سيريت بعدم تصديق.
“قال سموه إنه يريد أن تتطابق خواتم زفافنا مع لون عينيّ.”
أجابت سيريت وهي ترمق وجوه من حولها.
عند كلماتها، بدأت النساء يضحكن بخفة.
“كانت فكرة يوان؟ لماذا قد يفعل يوان ذلك؟”
أمالت ليديا رأسها، وكأنها وجدت الأمر غريباً.
“بالضبط. لا يمكن ألا يكون الدوق على علم بذلك.”
“أقال إنه يريدها أن تتطابق مع لون عيني الدوقة.”
“يا إلهي، بالتفكير بالأمر عينا ليديا أيضاً زرقاء كالياقوت الأزرق، أليس كذلك؟”
عند كلمات الآنسة غرينت، انفجرت المجموعة بالضحك.
احمر وجه سيريت خجلاً.
لم تستطع أن تفهم سبب رد فعلهم بهذه الطريقة.
“توقفوا جميعاً. ستجرحون مشاعر سيريت.”
حاولت ليديا تهدئتهم. ثم وضعت يدها بلطف على كتف سيريت واعتذرت نيابة عن الجميع.
الغريب أن اعتذار ليديا جعل سيريت تشعر بالسوء أكثر.
لكنها أجبرت نفسها على الابتسام وشكرتها بلطف.
“هل من الغريب أن يكون خاتم الزواج مصنوعاً من الياقوت الأزرق؟”
سألت سيريت بحذر، وهي تراقب ردود أفعالهم.
“من يستخدم أي شيء آخر غير الالماس لخاتم الزواج؟ الأمر ليس وكأنه زواج مزيف.”
“زواج مزيف؟”
عند كلمات السيدة شيمكينز، انقبض قلب سيريت.
“بين النبلاء في العاصمة، أي خاتم زواج ليس ألماساً لا يُعتبر حقيقياً حتى. إنه في الأساس صرخة للجميع بأن زواجك مزيف.”
تحدثت الآنسة سيمبكينز بحماس، وهي تدرك تماماً مدى شحوب وجه سيريت.
حتى بعد أن تعرضت للإهانة على هذا النحو، لم تستطع سيريت أن تقول كلمة واحدة رداً على ذلك.
لم تستطع حتى مواجهة يوان بالأمر—لأنه إذا اعترف بأنه صحيح، فسوف يؤلمها أكثر.
“الياقوت الأزرق جميل. هذا رومانسي حقاً.”
استذكرت سيريت حياتها السابقة، ووجهت ليوان ابتسامة خافتة.
نظرة يوان على وجهه—كيف عرفتِ ذلك؟—جعلتها ترغب في رمي الشاي في وجهه.
لا بد أنه يريد أن يعرف العالم كله أن هذا الزواج مزيف.
لقد كانت مرتاحة تماماً لذلك.
كلما تصرف بهذه الطريقة، كان ذلك أفضل.
لقد أعطاها شيئًا آخر لتكتبه في مذكراتها.
قوّست سيريت شفتيها بابتسامة ووقفت من مقعدها.
كانت على وشك أن تقول إنها ستستأذن عندما تحدث يوان أولاً.
“ألا يعجبك؟”
“ماذا؟”
“أن يكون خاتم الزواج من الياقوت الأزرق.”
كان تعبير يوان متصلباً وهو ينظر إليها.
“لا، لا يهم.”
ياقوت أزرق أو ألماس—ما الفرق الذي سيحدث؟
الخاتم لا قيمة له ولا معنى له على أي حال.
كان تعبير سيريت غير مبالٍ.
“وجهكِ يظهر عكس ذلك.”
“من فضلك لا تسيء فهم تعبيري. لقد تأثرت كثيراً بكلمات سمو الدوق لدرجة أنني قد أبكي.”
شبكت سيريريث يديها معاً واتخذت أفضل وجه يمكنها أن تتخذه.
ضحك يوان ضحكة خفيفة على ذلك.
بالنسبة لشخص يدعي أنه تأثر حتى البكاء، كان تعبيرها شرساً للغاية.
“هل لأنه ليس ألماسًا؟ إذا انتظرتِ قليلاً فقط—”
“لا، على الإطلاق. أنا أحب الياقوت الأزرق.”
قاطعته سيريت ونهضت من مقعدها.
نظر يوان إليها.
تلك العيون الزرقاء—أكثر زرقة وإشراقاً من أي ياقوت أزرق—كانت تحدق به مباشرة، لذا جف حلقه.
ابتلع ريقه، وتحركت تفاحة آدم خاصته، وخرجت تنهيدة هادئة من شفتيه، ثقيلة بالرغبة التي تضغط في صدره.
“أحبه كثيراً لدرجة أنه يصيبني بالجنون، لذا سأذهب الآن. أتمنى لك ليلة سعيدة، يا سمو الدوق.”
بابتسامة مهذبة، انحنت سيريت وغادرت غرفة الشاي.
أغلقت الباب، تاركة يوان وحده.
استند إلى الكرسي وأمال رأسه إلى الخلف.
ظلت عينا سيريت الزرقاء عالقتين بوضوح في ذهنه.
أصبحت خطيبته أكثر تحدياً يوماً بعد يوم، وكلما فعلت ذلك، أصبحت رغبته أوضح.
شوق ملتوٍ—لجعل المرأة التي استمرت تصرخ بكل كيانها بأنها لا تريد أن تكون ملكه تستسلم.
“أنا غير طبيعي.”
تمتم يوان لنفسه، وغطى وجهه بيد واحدة كبيرة.
حتى وعيناه مغطاتان، لم تختفِ عينا سيريت الزرقاء.
***
مزقت ليديا بهدوء الرسالة التي تلقتها للتو.
تطايرت القطع الممزقة على الأرض.
كانت رسالة من خادمة زرعتها داخل قصر فريكتويستر.
قالت إن سيريت ويوان اختارا خواتم زفافهما اليوم.
“إذن سيتزوجان بعد كل شيء. إنه يتزوجها هي، وليس أنا.”
يوان فريكتويستر، الرجل الذي اعتقدت بلا شك أنه لها سيصبح لامرأة أخرى.
أطلقت ليديا ضحكة باردة.
لم يتبق سوى وقت قصير لزفافهما.
قال ريغان إنه من المحتمل أن يكون حوالي نهاية العام، لكن لسبب ما تم تقديمه إلى الربيع.
بقي القليل جداً من الوقت على التفريق بينهما.
تلك المرأة التي لا قيمة لها ستسرق يوان أمام عينيها.
لم تستطع إلا أن تضحك مراراً وتكراراً.
“أنيتا.”
هزت ليديا خيط الجرس ونادتها.
بعد لحظات، هرعت أنيتا إلى الغرفة، لاهثة.
“اكتبي رسالة تسألين فيها عما إذا كان بإمكاني الزيارة قريباً.”
تحدثت ليديا بهدوء وهي تنظر إلى وجه أنيتا المتوتر.
“عذرًا؟”
رمشت أنيتا، ولم تفهم أمر ليديا المفاجئ.
أشارت إليها ليديا بالاقتراب.
عندما اقتربت أنيتا، أشارت ليديا مرة أخرى، طالبة منها الانحناء.
بمجرد أن حنت أنيتا خصرها، صفعت يد ليديا الحادة خدها.
“اكتبي الرسالة، أنيتا.”
طعنت نبرتها الباردة أذني أنيتا.
“أ-أرجوكِ أخبريني لمن أرسلها…”
ارتجفت أنيتا، غير قادرة على أن تلتقي بعيني ليديا.
“أنيتا، ممن كانت هذه الرسالة؟”
“جاءت من خادمة في عائلة فريكتويستر.”
أجابت أنيتا، بالكاد تستطيع التنفس.
“إذن أين تظنين أنني سأزور؟”
“د-دوقية فريكتويستر…”
تلعثمت أنيتا.
“قلتِ إنك ستكونين يدي وقدماي، أليس كذلك؟ إذا واصلتِ أن تكوني بطيئة إلى هذا الحد، سأبدأ في كرهك. لقد وعدتُ بأنني لن أضربك مرة أخرى، ومع ذلك ها نحن ذا.”
بدت ليديا منزعجة حقاً وهي تتحدث.
“أنا آسفة، يا صاحبة السمو الأميرة. كل هذا خطأي.”
هزت أنيتا رأسها بسرعة.
“أحضري أدوات القرطاسية واكتبي رسالة إلى سيريت. أخبريها أنني سأزورها قريباً.”
“نعم، يا صاحبة السمو.”
اندفعت أنيتا خارج الغرفة.
“أنيتا محبطة جداً. أنا أحتفظ بها فقط لأنها مفيدة…”
تنهدت ليديا، وهي تحدق في الباب الذي خرجت منه أنيتا.
كان لدى أنيتا موهبة خاصة—يمكنها تقليد خط يد الآخرين بشكل مثالي.
لذلك كلما لم تشعر ليديا بالرغبة في الكتابة، جعلت أنيتا تفعل ذلك نيابة عنها.
في بعض الأحيان، عندما كان ولي العهد هندرسون أو ولية العهد كريستين يزعجانها، كانت ليديا تجعل أنيتا تزور خط يديهما لكتابة رسائل.
كانت تجعل أنيتا تكتب رسائل ساخرة أو توبيخية موجهة إليها، ثم تحضرها إلى الإمبراطور مدعية أنها حقيقية.
في كل مرة، كان الإمبراطور يغضب، وكانت ليديا، بوجهها البريء، تتوسل بالدموع لعدم معاقبتهم.
“من فضلك تظاهر بأنك لم ترها. لا أريدهم أن يكرهوني أكثر.”
تأثر الإمبراطور بدموعها، وكان يسامحهم دائماً.
وهكذا قامت ليديا بهدوء بزرع الشقاق بين الأب وابنه.
“أريد أن أفعل الشيء نفسه بين يوان وتلك المرأة.”
تمتمت ليديا بتعبير كئيب.
بدا وجهها ملائكياً، لكن الكلمات والأفكار التي خرجت منها لم تكن كذلك على الإطلاق.
بما أن سيريت سرقت يوان منها، فمن العدل أن تعاني سيريت.
لا يجب أن تأخذ ما يخص شخصاً آخر.
سيريت أخذت ما كان ملكها—
لذا فهي تستحق العقاب.
وهذا العقاب سيأتي من ليديا نفسها.
انحنت شفتيها بلطف في ابتسامة.
***
خواتم الزفاف النهائية وضعت أمام سيريت.
بدت متطابقة تماماً لخواتهم في حياتها السابقة.
ياقوت أزرق بيضاوي محاط بألماس صغير—
يبدو لمعانه الأزرق العميق وكأن البحر نفسه محبوس في داخله.
عند رؤية الخاتم، المتطابق مع الخاتم السابق، شعرت سيريت بالغرابة، وكأن قيد القدر قد أُغلق حولها مرة أخرى.
أطلقت تنهيدة عميقة.
منظر هذا الخاتم أعاد ذكريات لم تكن ترغب في تذكرها—
ذكريات ليديا وهي تأخذ خاتم زواج يوان وترميه على الأرض.
كان ذلك عندما كانت ليديا مقيمة في القصر الدوقي.
أواخر الشتاء، قبل ولادة الطفل مباشرة.
ذهبت سيريت إلى الدفيئة لأنها أرادت رؤية بعض الزهور.
اعتقدت أن رؤيتها قد تخفف من قلقها وحزنها قليلاً.
هل سيولد الطفل بأمان؟
هل ستتحسن الأمور بينها وبين يوان بعد الولادة؟
كانت الزهور في الدفيئة هي راحتها الوحيدة خلال تلك الأيام الكئيبة.
لكن بينما كانت تمشي بينها، توقفت فجأة.
أمامها، رأت يوان وليديا.
كان وجه ليديا مليئاً بالغضب وهي تصرخ في وجه يوان.
“تخلص من خاتم الزواج هذا أولاً!”
في لحظة، انتزعت ليديا الخاتم من يد يوان ورمته على الأرض.
لم يلتقطه يوان.
لقد حدق بها بتعبير جامد.
“تخلص من سيريت أيضاً. أبعدها عن نظري.”
تدفقت الدموع على وجه ليديا.
مسحها يوان بلطف.
ثم مال بالقرب، وكأنه يريد تقبيلها.
لم تستطع سيريت أن تتحمل المشاهدة أكثر من ذلك.
استدارت بعيداً، وتدفقت الدموع بصمت على خديها.
بالعودة إلى الحاضر، أغلقت سيريت علبة الخاتم بنقرة حادة.
في تلك اللحظة، سمعت صوت طرق، وأعلن كبير الخدم أن ليديا قد وصلت.
هذا صحيح—قالت ليديا إنها ستزور اليوم.
تنهدت سيريت وشقت طريقها إلى غرفة الاستقبال.
أخفت انزعاجها وراء ابتسامة مشرقة وهي تدخل.
“ليديا.”
رحبت بها سيريت وكأنها ترحب بصديقة قديمة.
كان رد فعل ليديا دافئاً بنفس القدر.
وقفت من الأريكة وابتسمت إبتسامة مشرقة.
“سيريت، هل كانت رحلتك إلى موشيلي جيدة؟”
سألت ليديا بصوت لطيف.
“بفضلك.”
ابتسمت سيريت بحلاوة.
في الداخل، كانت مليئة بالضيق، لكنها أخفته بعناية وراء ابتسامتها.
كم من الوقت عليها أن تتظاهر بأنها ودودة مع هذه المرأة المقززة؟
مجرد التواجد بالقرب منها كان مرهقاً.
على الرغم من مشاعرها الحقيقية، حافظت سيريت على وجهها لطيفاً
وجلست لتناول الشاي مع ليديا.
تجاذبتا أطراف الحديث بلطف، متظاهرتين بالاستمتاع.
ثم طرحت ليديا موضوع الزواج عرضاً.
“هل تسير استعدادات زفافك على ما يرام؟”
“نعم، بفضل عمتي، كان الأمر سهلاً. لقد تلقينا للتو خواتم الزواج التي طلبناها.”
“تلقيتماها؟ هل يمكنني رؤيتهما؟”
تلألأت عينا ليديا الزرقاء وهي تسأل.
يتبع^^
ترجمة نينا @justninaae
التعليقات لهذا الفصل " 37"