انعقد حاجبا سيريت قليلًا عند طلب ليديا. كان طلبًا فظًا للغاية أن تطلب من رجلٍ حضر الحفل برفقة خطيبته أن يرقص معها.
وفوق ذلك، طلبت منه أن يرقص الرقصة الأولى معها، لا الثانية ولا الثالثة. كان هذا تجاهلًا علنيًا لخطيبته.
هل أرادت فقط أن تتدلل أمام يوان؟
رغم استيائها، إلا أن سيريت شعرت بالفضول تجاه نوايا ليديا.
هل كان الأمر هكذا في حياتي السابقة؟ ماذا حدث حينها؟ أخذت تبحث في ذاكرتها.
وعندما تذكّرت، أدركت أن يوان قد رقص معها هي الرقصة الأولى حينذاك. ولم تطلب ليديا شيئًا بهذه الوقاحة أبدًا.
هذا غريب.
ما الذي يزعجها لتفعل أمرًا يضرّها هي نفسها؟
الرقص مع رجلٍ مخطوب في الرقصة الأولى أمر غير لائق على الإطلاق في نظر الجميع.
وليديا إليوت، زهرة المجتمع الأرستقراطي، لا يمكن أن ترتكب مثل هذا الخطأ.
لا بد أنها تعرف أكثر من أي أحد أن القصة إن انتشرت، ستُنتقد بشدة.
مهما فكرت سيريت، لم يكن الأمر مجرد غيرة لحظية.
تأملت وجه ليديا، باحثة عن نيتها الحقيقية.
قالت ليديا بابتسامة باهتة، “في الواقع، أرتدي حذاءً غير مريح، وقدمي تؤلمني قليلًا. وإن رقصت الآن، فلا بد أن أخطئ. وبما أنني اعتدت الرقص كثيرًا مع يوان، ظننت أنه سيرشدني جيدًا.”
رد يوان بأدب،“سأشاركك الرقصة الثانية.”
لكن ليديا، وكأنها توقعت رفضه، لم ترتبك وأجابت فورًا؛
“الحقيقة أنّ جلالته هو من طلب مني أن أفتتح الحفل.”
كان الحفل الإمبراطوري يبدأ دائمًا برقصة يؤديها أحد أفراد العائلة الإمبراطورية. لذا، أحدثت كلمات ليديا همهمة خفية في القاعة.
تصلبت ملامح ولي العهد هندرسون ووليّة العهد كريستين فورًا، وقد ارتسم الاستياء في وجهيهما.
فطلب ليديا أن تبدأ الحفل يعني ضمّنًا إعلانها عضوًا في العائلة الإمبراطورية.
وكان ذلك صاعقة على ولي العهد وزوجته، اللذين كانا يكرهان ليديا.
وبالعودة إلى حياتها السابقة، تذكرت سيريت أن ليديا افتتحت الحفل فعلًا.
حينها، رقصت مع مركيز غولدِنغ، حفيد ألكسندر غولدِنغ، البطل الحربي العظيم، وأحد الرجال الكثر الذين عشقوا ليديا.
في ذلك الوقت، كانت سيريت، بصفتها مشاركة جديدة في الحفل الإمبراطوري، لا تدرك ما يعنيه أن تبدأ ليديا بالرقص.
كل ما خطر ببالها أن ليديا، وهي ترقص مع الماركيز، كانت غاية في الجمال.
لم تفهم معنى الأمر إلا بعد زواجها، ولهذا لم يُطبع في ذاكرتها بعمق.
هل كان الإمبراطور يعلم أن صحته ليست بخير؟
لقد بدا وكأنه يرغب أن تُعامَل ليديا كعضو من العائلة الإمبراطورية حتى بعد موته. يا لها من عاطفة أبوية مؤثرة.
قالت ليديا بصوت خافت ووجهٍ منكّس؛
“كنت أنوي أن أرقص مع يوان ثم أرتاح… لكن إن لم تسمح لي الآنسة إينّوهاتر، فلا حيلة لي.”
وألقت بنظرة جانبية نحو سيريت، وكأن المشكلة كلها تكمن فيها.
هو رفض، وأنتِ تُلقين باللوم عليّ؟ حينها أدركت سيريت نية ليديا.
لقد تعمدت تقديم هذا الطلب الفظ لتضعها في موقف محرج.
لكنها عرفت ألاعيب ليديا من حياتها السابقة.
وماذا الآن؟ لن أتركك تفوزين بهذه السهولة. ابتسمت سيريت ساخرًة من هذه الخدعة السطحية.
كانت ليديا تحاول أن توحي أن القرار يعود لخطيبة الدوق، لا للدوق نفسه. وبذلك تضع سلطة القرار بين يدي سيريت.
ربما اعتقدت أن الفتاة الريفية تجهل خفايا البلاط الإمبراطوري. لكن سيريت التي عاشت حياة كاملة من قبل، كانت تعرف نواياها جيدًا.
فولي العهد كان ضد الاعتراف بليديا كعضو من العائلة الإمبراطورية، أما الإمبراطور فكان يريد ذلك.
مهما كان قرار سيريت، ستسقط من عين أحدهما.
إن سمحت، نالت رضا الإمبراطور لكنها خسرت ولي العهد.
وإن رفضت، أرضت ولي العهد لكنها أغضبت الإمبراطور.
في كل الأحوال، لن تربح شيئًا. أما ليديا، فكانت ستفرح بالنتيجة أياً كانت.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات