“هل أنتِ تلعبين دور الطبيب كين؟ نعم. حلقي يؤلمني قليلًا.”
“الآخرون يسمون ذلك نزلة برد. أنت مصاب بالبرد، صحيح؟”
“مجرد أن جسدي ثقيل قليلًا فحسب.”
“أخبرتك إنها نزلة برد.”
“لا تعاندي. أنا أعرف جسدي أفضل.”
“وأنت يا دوق لا تعاند. قلت لك إنها نزلة برد.”
وبينما كانت سيريت ويوان يتجادلان، دخلت هانا وهي تحمل الحساء والماء الدافئ.
أحضرت حتى حصة يوان، ووضعت حساء طائر التدرّج** على الطاولة الصغيرة بجوار الموقد.
“إنه حساء طائر التدرج. تناولوه رجاءًا.”
عند كلمات هانا، نهضت سيريت بسرعة. رائحة حساء التدرج ملأت المكان وجعلتها تشعر بجوع شديد.
جلست سيريت أمام الطاولة ورفعت الملعقة أولًا. ربما لأنها كانت جائعة كثسرًا، كان الحساء لذيذًا لدرجة أنها كانت على وشك البكاء.
كانت تأكل بجنون حين شعرت بنظرات تتجه نحوها فرفعت رأسها.
كان يوان يمسك بالملعقة وينظر إلى سيريت مبتسمًا.
“هل هو لذيذ إلى هذا الحد؟”
“أشعر وكأنه ألذ شيء في العالم. تناوله أنت أيضًا يا دوق. وتناول دواء البرد أيضًا.”
أعادت سيريت نظراتها إلى الحساء وركزت على الأكل.
كان طعمًا لن تنساه إلى الأبد.
***
اختفى دوق ودوقة لفترة قصيرة مسبّبين ضجة صغيرة، إلا أن بطولة الصيد انتهت بسلام. وذهبت جائزة بطولة الصيد هذا العام إلى البارون مارتيل، وذلك لأنه اصطاد ثلاثة ثعالب وأرنبين.
في عشاء المساء، تلقّى البارون مارتيل زرًا ذهبيًا منقوشًا عليه شعار عائلة فريكتويستر كهدية. صرخ أطفال البارون بسعادة لأن والدهم حصل على الهدية، وهم يطلقون صيحات ابتهاج.
أما البارونة فاحمرّ وجهها خجلًا بسبب صراخ أطفالها، لكن الجميع استمتع ببراءة الأطفال.
بعد انتهاء العشاء، بدأت الحفلة. رقص الجميع واستمتعوا بشرب الخمر والاحتفال.
كانت سيريت تشرب الشمبانيا وهي تنظر من بعيد إلى يوان الذي كان يجري محادثات مع الآخرين.
“هذه هي المرة الخامسة بالفعل.”
ضيّقت سيريت عينيها. فقد كانت منذ قليل تعدّ عدد المرات التي يسعل فيها يوان.
كان يوان ينكر بإصرار أنه مصابًا بنزلة برد، ولكن من الواضح أنه كان مصابًا بها.
رأته عدة مرات يضغط على صدغيه كما لو أنه يعاني صداعًا، وحتى أثناء الرقص قبل قليل، كانت يده التي تشابكت بيدها دافئة.
“أخبرته أن يأخذ الدواء، ومع ذلك لم يفعل.”
نقرت سيريت بلسانها وهزت رأسها.
***
انتهت الحفلة بعد الحادية عشرة.
بعد انتهاء الحفلة وعودتها إلى غرفة النوم، حاولت سيريت الخلود إلى النوم لكنها لم تستطع التوقف عن التفكير في يوان.
في النهاية، نهضت سيريت من السرير وبدّلت ملابسها وتوجّهت إلى غرفة يوان.
وقفت أمام الغرفة وفتحت الباب قليلًا، لكن يوان لم يكن موجودًا.
“أين ذهب؟ أيمكن أنه…”
قطّبت سيريت حاجبيها واستدارت متجهةً نحو غرفة المكتب.
عندما وصلت أمام المكتب، هزّت سيريت رأسها.
“كما توقعت… كان هنا.”
كان ضوء خافت يتسرّب من أسفل الباب المغلق. رغم أنها أخبرته وهو يخرج من قاعة الحفل أن يتناول الدواء وينام مبكرًا.
“بهذا الشكل سأشعر بالذنب حقًا.”
شعرت سيريت بالانزعاج، إذ بدا لها أن إصابة يوان بنزلة برد كانت كلها خطأها. أطلقت زفرة طويلة واتجهت نحو المطبخ.
في مطبخ القصر الواسع، صنعت سيريت الحليب الدافىء. كانت تشاهد السيدة هيل وهي تصنعه أحيانًا، لذا كانت تعرف الخطوات تقريبًا، لكنها لم تكن واثقة من أن الطعم سيكون كما تصنعه.
ومع ذلك، بما أنه مفيد لنزلات البرد، فكرت سيريت أنه يجب إجباره على شربه ولو بالقوة، ثم أخذته واتجهت إلى مكتب يوان.
كان يوان جالسًا إلى المكتب يراجع المستندات. بدا شديد الإرهاق وهو يركز كل انتباهه على الأوراق.
“أخبرتني أنك ستتناول الدواء وتنام.”
تذمرت سيريت وهي تنظر إلى يوان الذي كان ثابتًا بعينيه على المستندات.
عندها فقط رفع يوان نظره. لم يخطر بباله إطلاقًا أن من طرق الباب ستكون سيريت، فبدت على وجهه لمحة ذهول.
“لماذا أنتِ مستيقظة؟”
استعاد يوان وعيه ونهض من الكرسي واقترب من سيريت. كان صوته أجشًا حين تكلم.
وضعت سيريت الحليب على الطاولة أمام الأريكة ونظرت إلى يوان بنظرة لائمة. انظُر إلى صوته كيف أصبح. إنها نزلة برد بالفعل.
التعليقات لهذا الفصل " 107"