لكن بدلًا من أن يخاف ويهرب إلى جهة أخرى، كان الدب يلاحقهما بوجه مسعور.
“اركضي. لا تلتفتي.”
ترك يوان سيريت تتقدم أمامه وأطلق النار مجددًا نحو الدب.
كانت اللحظة حرجة فلم يستطع التصويب بدقة.
مرة أخرى، مرّت الرصاصة بمحاذاة صدر الدب.
“اللعنة.”
تمتم يوان بشتيمة منخفضة، ثم أطلق طلقة أخرى مباشرة.
أصابت الرصاصة ساق الدب.
توقف الدب وراح يصرخ.
عدّل يوان وضعه ووجه البندقية نحو الدب.
طلقة واحدة أخرى فقط، وسيصيب رأسه.
لكن الدب استدار وبدأ بالهرب.
لم يكن يرغب بملاحقته وإنهاء حياته، فانزل يوان البندقية.
لقد تلقى الدب درسًا قاسيًا، ولن يقترب من البشر لفترة.
“سيريت.”
استدار يوان نحو الاتجاه الذي ركضت إليه ليخبرها أن كل شيء أصبح بخير.
لكن سيريت لم تكن هناك.
كانت سيريت تركض بلا وعي وهي تضم روب بين ذراعيها، ثم أدركت فجأة أنها لا ترى يوان، فتوقفت فجأة.
“يوان.”
استدارت سيريت تبحث عن يوان. لكنه لم يكن هناك.
“يا سمو الدوق!”
عادت سيريت للخلف وهي تنادي يوان، لكن المكان كان ساكنًا فقط. انتابها الخوف فأخذت عينيها تتلفتان.
“أين أنت! يوان! يوان!”
رفعت سيريت صوتها وهي تنادي يوان. كان الخوف من أن تُترك وحدها يتسلل في جسدها، فشددت ذراعيها أكثر حول روب.
“سمو الدوق! يوان!”
كانت تصرخ وهي تبحث عنه، لكنها خافت أن تسمع الدببة أو الذئاب صوتها وتأتي إليها، فطبقت شفتيها أخيرًا وبدأت تمشي بسرعة في الطريق الذي جاءت منه مع روب.
“هل كان هذا الطريق؟”
بعد أن مشت وقتًا طويلًا توقفت سيريت ونظرت حولها. لم ترَ سوى أشجار متطابقة الشكل.
كانت تظن أنه إذا عادت من حيث أتت فستجد يوان، لكن يبدو أنها سلكت طريقًا خاطئًا.
تنهدت سيريت ومسحت الثلج المتراكم على جذع شجرة بقدمها وجلست عليه. رفع روب رأسه ووضعه على ركبتها وهو يئن.
“روب، ماذا نفعل الآن؟ هل يوان بخير؟”
بينما كانت تمسح رأس روب بدأت تقلق من أن يكون يوان قد تعرض لهجوم من الدب. حتى لو كان يوان فريكتويستر، كيف يمكنه أن يهزم دبًا؟
بمجرد أن خطرت الفكرة إلى ذهنها، شعرت بالقلق والارتباك الشديد. لم تستطع التوقف عن تخيل يوان وهو يُصاب من قبل الدب.
بدأت السماء تظلم أكثر فأكثر، ومع جهلها بمكانها، وقلقها من أن يكون يوان قد أصيب، انفجرت سيريت بالبكاء.
“روب، هل تظن أن يوان بخير؟ ماذا لو حدث له شيء؟”
ازدحمت المشاعر فجأة في صدرها، فاحتضنت روب وبكت بحرقة.
إنه خطئي. لو لم أدخل هذا الغابة. أخذت سيريت تلوم نفسها لأنها طاردت الثعلب واندفعت داخل غابة المتاهة.
في تلك اللحظة، لم يعد هناك أي أثر في ذهنها لما فعله يوان في حياتها السابقة. المرأة التي قتلها في الماضي لم تعد موجودة، وكل ما كانت تريده الآن هو أن يكون بخير.
“ظننتِ أنك تخططين لقتلي.”
عندها، جاء صوت يوان.
رفعت سيريت رأسها بسرعة وحدقت في اتجاه الصوت. كان يوان واقفًا هناك مبتسمًا.
التعليقات لهذا الفصل " 104"