◈الحلقة 184. 3. الساحر الأعظم وصانعة الأشرار (23)  

 

 

عندها فقط توقفتُ. أوه، الآن بعد أن أفكر في الأمر، كان هناك أمير آخر، أليس كذلك؟  

 

 

يا إلهي، كنتُ دائمًا أفكر في ولي العهد كأخ مدلل أحمق قبل أن يكون أميرًا، لذا اختفى تمامًا من ذهني…  

 

 

‘لقد تم استبعاده تمامًا من كونه مرشحًا.’  

 

 

شعرتُ بالإحراج وفركتُ مؤخرة عنقي.  

 

 

“انتظري، إذًا، من البداية… كنتِ تعنين طلب الأمر من ولي العهد.”  

 

 

“كنتُ أحاول قول ذلك! لكنكِ، رولين، لم تدعيني!”  

 

 

حسنًا، هذا صحيح. أنا من تحركت بسرعة… اعتذرتُ بهدوء.  

 

 

“حسنًا، لقد تفاجأتُ أيضًا. للحظة، ظننتُ أنكِ تتحدثين عن الأمير ليكان.”  

 

 

“هاه؟ لماذا لا يستطيع أخي الثاني أن يأخذ هذا الدور؟”  

 

 

“هاه؟ هذا لأنه، بالطبع…”  

 

 

أليس هذا واضحًا؟ كنتُ أحاول معرفة ماذا أقول، لكن كان هناك شيء غريب في عيني رابيت. توقفتُ في مكاني.  

 

 

“لماذا؟ لا داعي لأن تكوني مراعية للرجل الثاني. في الواقع، ذلك الرجل هو… مممف!” 

 

 

“هاهاها.”  

 

 

“اتركيني! لماذا تغطين فمي فجأة؟”  

 

 

غطيتُ فم رابيت اللطيف واستمررتُ في الضحك بشكل محرج. أنا آسفة، يا أميرة. لا أعتقد أننا يجب أن نتحدث عن ذلك بعد الآن.  

 

 

عبست رابيت بطريقة لطيفة ونفخت خديها، لكنها لم تعد غاضبة. بدلاً من ذلك، دفعت يدي بعيدًا، نظرت إليّ، وأدارت عينيها الجميلتين قليلاً في اتجاه آخر.  

 

 

مشيتُ ببطء وجلستُ مقابل رابيت مجددًا. 

 

ثم غيرتُ الموضوع بسرعة.  

 

 

“أم، يا أميرة، بالمناسبة، هل تقولين إن سمو ولي العهد يمكن أن يأخذ مثل هذا الدور؟ لا أعتقد أنه الشخص الذي يُوصى به كشريك لسيدة هيبين…”  

 

 

حسنًا، بما أننا نتحدث عن الأمر، دعينا نسأل بشكل صحيح. ليس عن شخص آخر، بل عن ولي العهد.  

 

 

ما زلتُ أتذكر بوضوح نوع الشخص الذي كان عليه.  

 

 

‘أليس هو النوع من الأشخاص الذي اعتقد أن سيدة نبيلة ظهرت حول أخته كانت مشبوهة بعض الشيء وأخذها إلى غابة مهجورة وحاول قتلها؟’  

 

 

باستثناء أخته الصغرى، إنه مخطط عقلاني وماكر تجاه الجميع.  

 

 

مهما نظرتُ إليه، لا يبدو شخصًا مناسبًا ليكون بجانب السيدة هيبين النارية.  

 

 

‘يبدو أن سيدة أيضًا شخصية ذات شخصية مماثلة… أليس هذا تقريبًا مثل وضع زعيمين عالميين معًا؟’  

 

 

لم أعرف سيدة منذ وقت طويل، لكن حتى مع معرفتي القليلة بها، ظننتُ أنهما أسوأ تطابق على الإطلاق.  

 

 

علاوة على ذلك، إذا أصبح ولي العهد حبيب سيدة هيبين، هل هذه علاقة يمكن أن تنتهي بسهولة؟  

 

 

“مهما نظرتُ إليه، سمو ولي العهد ليس مناسبًا لهذا الدور…”  

 

 

“لماذا تستبعدينه؟ أليس يناسب المعيار الأول؟ الوجه. الوجه.”  

 

 

“آه، أعترف بذلك.”  

 

 

لا يمكن دحض ذلك. لكننا لا نبحث فقط عن شخص وسيم.  

 

 

“لا، يا أميرة. أفضل أن أجد شخصًا يستوفي المعايير المتبقية، حتى لو لم يكن وجهه جيدًا تمامًا، وهذا ليس منصبًا يناسب سمو ولي العهد. لماذا بالضبط أوصيتِ به؟”  

 

 

كنتُ فضولية جدًا لمعرفة لماذا قالت هذا.  

 

 

بقدر ما أعرف، لا يزال ولي العهد بدون حبيبة أو خطيبة. من ناحية، إذا فكرتُ في الأمر، كان من الغريب أن حاكم الإمبراطورية المستقبلي ليس لديه نساء.  

 

 

‘… هل لديه أي عيوب خطيرة؟’  

 

 

في اللحظة التي بدأت فيها الشكوك بالظهور، أمالت رابيت رأسها وفتحت فمها.  

 

 

“لماذا الرجل الأول غير مناسب؟”  

 

 

“حسنًا، أولاً، أبحث عن رجل ذو مكانة أقل من سيدة…”  

 

 

“لماذا يجب أن يكون منخفض؟”  

 

 

لأنه إذا كانت هناك مشكلة من جانب الرجل، سيكون من السهل على سيدة هيبين إنهاء الخطوبة من جانب واحد، وهو أمر لا يمكن القيام به مع فارق هائل في المكانة.  

 

 

قالت رابيت، بعد أن سمعت كلامي.  

 

 

“على أي حال، يجب أن ينفصلا براحة، لذا يجب أن يكون الأمر هادئًا، أليس كذلك؟”  

 

 

“نعم، مهما كان. نعم؟”  

 

 

“فكري في الأمر، يا رولين، إذا أعطى ولي العهد الإذن بذلك. على الرغم من أننا اتفقنا على الانفصال مسبقًا، ألا يبدو أنه يمتلك الشخصية التي ستضع حدًا له تمامًا؟”  

 

 

“أم… هذا صحيح…”  

 

 

هذا صحيح. كان ولي العهد أكثر الأشخاص إصرارًا الذين عرفتهم.  

 

 

فيما يتعلق برابيت، يمكنني أن أرى أنه لا يزال عابسًا بعناد لمجرد أنها تحبني أكثر…  

 

 

“ماذا عن الطمع؟ ألم تقولي إنه عندما ينفصلا، يجب أن تجدي شخصًا يمكن أن ينفصل عنها دون أي مشاكل؟”  

 

 

“نعم، هذا صحيح. يجب أن يفترقا دون أن يكون طماعًا لممتلكات عائلة هيبين. ربما يمكن تحقيق ذلك بوعد بتعويض معقول عندما ينفصلا؟”  

 

 

“رولين، فكري في هذا أيضًا.”  

 

 

رفعت رابيت إصبعها السبابة الصغيرة. كان لديها تعبير جاد. أصبحتُ أكثر جدية أيضًا.  

 

 

“هل سيكون ذلك الرجل طماعًا لممتلكات هيبين؟”  

 

 

“… لا، أليس كذلك؟”  

 

 

فكرتُ في الأمر بعناية.  

 

 

“لا، لكننا لا نعرف ذلك، أليس كذلك؟ علاوة على ذلك، قد يكون التحالف مع دوقية هيبين غير مرغوب فيه سياسيًا.”  

 

 

“إنه ليس حتى في منافسة على العرش، فلماذا يهم ذلك؟ ذلك الرجل هو الإمبراطور القادم بالفعل. عائلتنا لديها الكثير من المال، لذا نحن لسنا فقراء!”  

 

 

“… هل هذا صحيح أيضًا؟”  

 

 

انتظري لحظة. هل يمكنني أن أسمح لنفسي بالإغراء؟  

 

 

“لا، انتظري دقيقة! أميرة. أميرة. دعينا ننظر إلى الأساسيات. هل تعتقدين أن سمو ولي العهد سيكون لديه نفس اهتمامات سيدة هيبين؟ إنه لا يحتاجها لأي شيء.”  

 

 

“لا، لا بأس.”  

 

 

“هاه؟”  

 

 

“إنه بحاجة إلى شخص يكون بجانبه.”  

 

 

ولي العهد؟ حدقتُ في رابيت بعيون مرتابة.

 

 هل يمكن أن تكون هذه الأميرة منزعجة من اهتمام أخيها وتريد إيجاد حبيبة له ليشتت انتباهه؟  

 

 

“لا أعرف لماذا تنظرين إليّ بعيون مرتابة كهذه، لكن الأمر ليس كذلك.”  

 

 

“همم، كنتُ أتساءل إذا كان سمو ولي العهد مزعجًا جدًا لذا كنتِ تحاولين إيجاد حبيبة له ليشتت انتباهه.”  

 

 

“حسنًا، ربما فكرتُ في ذلك، لكن… ليس هذا.”  

 

 

إذًا، لقد فكرت في ذلك.  

 

 

كانت قصة رابيت كالتالي.  

 

 

يبدو أن هناك أميرة من دولة مجاورة تغازل ولي العهد بحماس. كانت هذه الدولة نفسها التي أرسلت وفدًا إلى الإمبراطورية خلال مهرجان الحصاد هذا، لكن تلك الأميرة كانت مفتونة جدًا لدرجة أنها لم تكن تنوي العودة إلى المنزل.  

 

 

‘تلك الأميرة حمقاء جدًا. لو كانت تعرف شخصية ولي العهد جيدًا، لكانت مصدومة…’  

 

 

المشكلة هي أن الأميرة كانت الابنة الوحيدة المحبوبة للملك، وكانت التجارة مع تلك المملكة تؤدي إلى سلع مهمة جدًا مع الإمبراطورية، لذا لم يكن من السهل رفضها.  

 

 

سيكون الأمر جيدًا إذا تزوجا فقط، لكن يبدو أن ولي العهد لا يريد حقًا أن يكون مقيدًا بتلك المملكة من خلال الزواج. في النهاية، ليس لديهم طريقة للرفض دون أن يشعر كلا الطرفين بالضيق…  

 

 

هيه، أليسوا بحاجة إلى بعض التمثيل هناك أيضًا؟  

 

 

 

يبدو أنهم بحاجة إلى شخص مثل سيدة هيبين لحل هذه المسألة بشكل نظيف.  

 

 

كيف تتطابق الأمور جيدًا، كما لو كانت مقاسة بمسطرة؟  

 

 

اشتبهتُ في تدخل الجنيات، لكن هؤلاء الرجال لم يتدخلوا إلا إذا كان الأمر متعلقًا بأفعالي أو الرواية الأصلية.  

 

 

‘لا يوجد سبب من الجنية ليهتم بالرواية الأولى التي اكتملت بالفعل.’  

 

 

بالتأكيد، بالنظر إلى الظروف…  

 

 

“تتطابق مصالحهم تمامًا…”  

 

 

تنحنحت رابيت و عقدت ذراعيها.  

 

 

هل تعرف أميرتنا الصغيرة؟ إنها تبدو ألطف عندما تكتف ذراعيها وتتظاهر بأنها بالغة.  

 

 

“بما أننا في موقف يحتاجان فيه بعضهما البعض، ماذا عن تقديمهما لبعضهما البعض؟”  

 

 

“همم… طالما أنها مجرد تقديم.”  

 

 

لا أعتقد أنها فكرة سيئة. إذا لم يتفقا، يمكنهما القتال، أليس كذلك؟ على أي حال، لا داعي لإخبار سيدة بكامل القصة عند تقديمها لولي العهد.  

 

 

لم تكن فكرة سيئة للمحاولة.  

 

“إذًا، هل نجربها؟”  

 

 

ابتسمت رابيت بسعادة. الآن كانت ابتسامة جميلة، تمامًا مثل ابتسامة طفلة.  

 

 

“لقد كنتُ مفيدة!”  

 

 

تأثرتُ بأنها بذلت كل هذا الجهد لمساعدتي.  

فجأة، نظرت رابيت، التي كانت في منتصف الحديث، خلفي. ثم ضيّقت عينيها المستديرتين لتصبحا رفيعتين كالإبر.  

 

 

“لكن يا دارلين، انتظرتُ طويلًا… متى ستعرفينني بذلك الرجل؟”  

 

 

“… هاه؟”  

 

 

قفزت رابيت من مقعدها ووضعت يديها على خصرها. على الرغم من أنها بدت لطيفة جدًا، كان تعبيرها جادًا.  

 

 

أخذتُ نفسًا عميقًا.  

 

 

“أم… كيف عرفتِ؟”  

 

 

“همف، أستطيع رؤيته، فكيف لا أعرف؟”  

 

 

رمشتُ.  

 

 

“أردتُ أن أسألكِ، لكن الخادمة أحضرت كوبين من الشاي فقط.”  

 

 

“…”  

 

 

“بالطبع، حتى بعد رؤيتكما تدخلان معًا.”  

 

 

أومأت رابيت إلى الطبق الكبير الذي حملته. كان هناك كوبان من الشاي البارد يرقدان هناك.  

 

 

“ليس مفاجئًا. هناك أشخاص يتجسسون سرًا في العائلة الإمبراطورية. كيف لا يلاحظ أحد؟”  

 

 

أدرتُ رأسي ببطء إلى الخلف مع أنين.  

 

 

“أم، يا أميرة، في الواقع، هذا…”  

 

 

في الحقيقة، عندما أثارت رابيت قصة اعتراف ليكان منذ قليل، لم أوقفها بدون سبب.  

 

 

لأن هناك شخصًا آخر كان يقف خلفي.  

 

 

“ما هذا؟ هل يستخدم صوفًا رقيقًا؟”  

 

 

جاء صوت تنفس خفيف من خلفي. كان ضحكة مثيرة للدغدغة.  

 

 

سرعان ما، فرشت قطعة قماش ناعمة خدي. عندما رفعتُ رأسي، رأيتُ حافة رداء ترفرف في الريح.  

 

 

بالطبع، الشخص الذي يرتدي تعويذة التخفي كان بالدر.  

 

 

بدلاً من مراقبة حياتي اليومية بجانبي، طلبتُ منه أن يغطي نفسه ويختبئ عند الضرورة…  

 

 

وُضعت يد كبيرة بلطف على كتفي.  

 

 

“لم أتوقع أن يُكتشف أمري، فماذا يجب أن أفعل؟”  

 

 

ضيّقت عيناه تحت القناع. كانت عيناه البرتقاليتان نعسانتين كالعادة، لكن أنيقتين ولطيفتين.  

 

 

“… هاه. دارلين.”  

 

 

قالت رابيت بتعبير جاد.  

 

 

“هل هذا رجلكِ الجديد؟”  

 

 

“… نعم؟ أوه، أم، هذا…”  

 

 

حسنًا، ليس خطأ. أردتُ أن أقول لا، لكن لم أستطع إخراج الكلمات.  

 

 

“أليس هذا الساحر الأعظم؟”  

 

 

“أم، هذا صحيح.”  

 

 

اتسعت عينا بالدر قليلاً. تدفق تعجب خفيف من فمه.  

 

 

“همم؟ لقد ألقيتُ تعويذة مربكة، لكنها تعرفت على هويتي على الفور. أظن أن الأميرة لديها دستور يمنع السحر. يا لها من متعة.”  

 

 

“في المقام الأول، لا يمكن لأي خدعة أن تخدع عجوزًا متمرسة مثلي.”  

 

 

أميرة؟ لماذا قلتِ ذلك؟ مهما نظر المرء إليه، ليس شيئًا يمكن أن تقوله شخصية بعمر الأميرة، أليس كذلك؟  

 

 

“إذًا، من أنتَ بالنسبة لها؟”  

 

 

عند تلك الكلمات، واجهتُ أنا وبالدر بعضنا البعض.  

 

 

كيف يمكنني تفسير هذا بالضبط؟ بينما كنتُ أتردد، تحدث الطرف الآخر أولاً.  

 

 

“حسنًا. لا أعتقد أنني فهمتُ بوضوح، لكن أظن أنني حبيب سيدتي المزيف؟”  

 

 

اتسعت عيناي. صعدت يد كبيرة بلطف إلى يدي. لمست أطراف الأصابع المتداخلة معصمي بلطف ثم سقطت.  

 

 

“… أم، هل يجب أن أتظاهر فقط بأنني رجل واقع في حبكِ؟”

 

 

━━━━⊱⋆⊰━━━━