بينما كانت تحاول تسريع خطواتها وعبور العتبة، أوقفها ولي العهد. أغلق ديفونسيا الباب بساعده، وحجب الطريق، ونظر إليها بنظرة اعتذار خفيفة.

” أفهم قلقكِ، لكنها مسألة عائلية. يا أميرتي، أرجوكِ لا تلاحقيه. “

“ولكن صاحب السمو، أنا…”

” آسف لمفاجأتك، مع أن هذا يحدث كثيرًا. سأتولى الأمر وأعود، فهل يمكنك الانتظار قليلًا؟ “

“آه…” 

على الرغم من أن الأمر يتعلق بالشؤون العائلية للعائلة الإمبراطورية، إلا أن أرييل شعرت بالإحباط، كما لو لم يكن هناك مجال لها للاحتجاج.

كما قال ديفونشيا، السبب الجوهري وراء غضب سكايلار لم يكن على الأرجح شعوره بالخيانة منها، فهي لم يلتق بها إلا منذ أيام قليلة فقط. بل كان الغضب على الأرجح بسبب تصرفات ديفونشيا، الشخص الذي عرفه وقضى معه وقتًا طويلًا. لذا، إذا بادر ديفونشيا بنفسه لتسوية الأمور مع أخيه، فليس هناك سبب كبير يجعل أريل تتدخل. وبالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى حديثهما السابق، ألم يكن ذلك سيجعل الوضع أكثر تعقيدًا؟

ومع ذلك، لم يكن بوسعها إلا أن تشعر بالقلق والتوتر بشأن هذا الأمر.

 “نعم، سموك.”

لم يستطع أرييل إلا أن يوافق على الإيماء.

 وبمجرد أن تأكد من موافقتها، تنحت ديفونشيا جانباً وفتحت الباب الذي كان يسدّه.

” توجد غرفة انتظار في نهاية هذا الممر. هل يمكنك الانتظار هناك؟ توجد كراسي مريحة، لذا سيكون الانتظار جيدًا. “

 ” نعم، سأفعل ذلك. لا تقلق عليّ. “

“سأعود قريبا.”

بابتسامة خفيفة، تبع أخيرًا سكايلار، الذي كان قد اختفى بالفعل في الممر. كانت خطواته متمهلة، كما لو كان يعرف بالضبط أين يجد أخاه.

وقفت أرييل عند المدخل، وراقبت ديفونشيا وهو يبتعد. بدت عيناها، تتبعان صورة ولي العهد المتراجعة، مثابرتين كما لو كانتا غير مباليتين.

بينما كان ولي العهد ينزل الدرج ويختفي عن الأنظار، بدأت تتحرك ببطء. لم تتجه نحو الغرفة التي أشار إليها، بل اتجهت في الاتجاه المعاكس. خطت أرييل بهدوء على الممر المفروش بالسجاد، متجهةً نحو الدرج. كانت وكأنها تتبعه، تلاحقه. بعد أن رأت المشهد سابقًا، لم تكن تنوي ترك كل شيء له والنزول.

’ من المحتمل أن يتحدث هراءًا مع سكايلار مرة أخرى. “

مع أنها لم تكن تنوي التدخل بين الاثنين، إلا أن أرييل كانت تنوي شرح موقفها لسكايلار لاحقًا. كانت مصممة على ألا تدع ولي العهد يتحكم في الموقف كما يشاء.

  ̊ · : * ✧* : · ̊   

تتبعت خطواته بهدوء من الخلف، ولكن ربما بسبب حذرها المفرط، فقدت أثر الأمير الملكي. تباطأت خطواتها بشكل ملحوظ وهي تائهة، فتاهت في الممر. وعلى الرغم من بحثها المحموم عن الشخصين اللذين سبقاها، لم يكن لهما أثر يُرى. علاوة على ذلك، كان المكان مهجورًا إلى درجة أن العثور على أدنى أثر للحضور البشري بدا صعبًا للغاية.

’ لم أحاول أبدًا تعقب شخص ما، ناهيك عن تعقب أحد أفراد العائلة المالكة في مكان غير مألوف… ’

 حتى وهي تتأمل أفكارًا واقعية، لم تتوقف أرييل عن السير جيئةً وذهابًا. لو توقفت، لربما فاتتها فرصة لقاءٍ عرضي…

’ لا، انتظر لحظة… هل هناك حقًا حاجة إلى بذل كل هذا الجهد في التتبع؟ ’

 تذكرت فجأة حقيقة مهمة كانت قد نسيتها، ومدت يدها إلى جيب معطفها.

’ لماذا لم أستخدم هذا منذ البداية؟ ’

وبينما كانت تفكر في ذلك، قامت أرييل بتشغيل شاشة الهاتف وتفعيل وظيفة مألوفة.

『تم اكتشاف هدف بعيد.』

『ديفونشيا فون إليوس ليفريتين

▷ التفضيل تجاهك: [غير قادر على التحقق] (بسبب خطأ مؤقت، تأخر التحقق من المودة.)

▷ الموقع الحالي: الفناء الخلفي للمكتبة الإمبراطورية. 』

『تم اكتشاف هدف بعيد.』

『سكايلار فون إفين ليفرتاين』

▷ التفضيل تجاهك: ♥ (إنه مهتم بك، وإذا تحدثت معه، فمن المرجح أن يقبل.)

▷ الموقع الحالي: الفناء الخلفي للمكتبة الإمبراطورية. 』

 فوق المشهد العلوي للفناء الواسع، وقف صورتان جنبًا إلى جنب قرب النهر. توجهت أريل مباشرة نحو المبنى الغربي حيث كانت صور أهدافها معلقة.

كان السماء صافية بلا نسيم، وأوراق أشجار الحديقة مصطفة بعناية وتتألق تحت أشعة الشمس. 

’ مع مثل هذا الطقس الجميل، أتساءل ما هو نوع الجدل الذي يدور بينهما مرة أخرى. ’

 ضيقت المسافة إلى الصور حتى أصبحت مرئية للعين المجردة. دارت أرييل حول المنطقة العشبية الهادئة واقتربت عبر ممر ضيق. وعندما دخلت الممر بمحاذاة ضفة النهر المحاطة بأشجار الأرز، أصبح صوت الماء مسموعًا.

 تحت الظل العميق، ظهر اثنان من النبلاء يرتديان ملابس داكنة.

 “…أخبرتك.”

 في حين ظل صوت سكايلار غاضبًا وثقيلًا ومزعجًا، استجاب ديفونشيا بهدوء.

لم يكن الحديث مسموعًا بشكل واضح.

اختبأت بين أشجار الأرز، وتقدمت ببطء. لحسن الحظ، كانت الأشجار كثيفة بما يكفي لتقليل خوفها من الوقوع في الفخ.

 وأصبح الصوتان اللذان كانا يهمسان بهدوء أكثر وضوحا.

” لماذا؟ هل تحاول أن تجعل من أرييل هاكلي عشيقتك؟ هل هذا هو سبب بحثك عنها؟ “