انهالت الأسئلة في الخارج كالمطر. ومع ذلك، لم يستطع المغادرة. لم يستطع دخول المنزل وترك الأميرة تتجول في الخارج.
لم يكن الأمر وكأنه كان لديه ضمير متغطرس أو أي شيء من هذا القبيل، بل كان مجرد… مشاعر غير محددة قلبت معدته.
سويششش—
كان صوت المطر لا يزال عاصفًا، وكأنه لا يعرف كيف يتوقف.
̊ · : * ✧* : · ̊
سقطت قطرات الماء على الأوراق.
بلوب، بلوب.
كان صوتًا هادئًا جدًا مقارنةً بصوت المطر في الليلة السابقة. ورغم أن السماء كانت لا تزال ملبدة بالغيوم، إلا أن المطر توقف تمامًا.
فرك الأمير جفنيه المتعبين، اللذين كانا ثقيلين من التعب، وضيق عينيه. من خلال بصره الضبابي، استطاع أن يرى الباب الذي كان يراقبه طوال الليل. المكان الذي كان مظلمًا تمامًا أصبح الآن ساطعًا.
حينها فقط أدرك أنه كان نائما.
لم يُصدّق أنه سهر طوال الليل هكذا، تنهد ومرر يده على شعره، الذي كان مبللاً من الليلة الماضية. كان الأمر سخيفًا. حتى هدوء الصباح الباكر أصبح مصدر إزعاج له الآن.
‘إذا فكرت في الأمر، ماذا عن تلك الأميرة؟’
مجرد التفكير فيها، وهي لا تزال وحيدة، تشق طريقها بصعوبة في طين الحديقة بمظهرها المتسخ، جعله يشعر بالضيق كما شعر به الليلة الماضية. مع أنها لم تكن المرة الأولى التي يُوقع فيها أحدًا في مشكلة، إلا أنه كان شعورًا غريبًا وغير مألوف.
غير قادر على التغلب على الانزعاج، نهض من كرسيه وانطلق للبحث عن الأميرة بنفسه.
اندفع عبر المدخل، عابسًا كأنه غاضب. لكن بعد ذلك بوقت قصير، صادف الأميرة. كانت أمام الدرج المؤدي إلى الباب.
“صاحب السمو الإمبراطوري.”
كان الصوت الذي يناديه واضحًا. بدا طبيعيًا، إلا أنه كان أكثر هدوءًا من أمس، لكن مظهر أرييل كان يقول عكس ذلك.
كان شعرها المبلل بالماء مُتدليًا بشكلٍ مُريع. بشرتها الشاحبة، التي بدت عروقها بارزة من خلالها، بدت كبشرة مريضة. إضافةً إلى ذلك، كان فستانها، المُتسخ بالمطر والطين، مُمزقًا تقريبًا.
كانت تصعد الدرج بصعوبة، وكان مظهرها بائسًا، كجثةٍ انتُشلت من قبر. يبدو أنها عانت كثيرًا الليلة الماضية.
أصبح وجه الأمير مجعدًا، غير قادر على الحفاظ على هدوئه بينما كانت معدته تتقلص أكثر فأكثر.
“يبدو أنك خرجت بعد أن تم دفنك.”
ردّ بحدة وصراحة.
توقفت أرييل، التي كانت تصعد الدرج بوجهٍ جامد، ربما مندهشةً من برودة نبرته. لكنها أخيرًا وقفت أمامه، ممدودةً بأصابعها الزرقاء المتعبة.
“إنه هنا.”
ما برز عندما مدّت أصابعها النحيلة كان جوهرة زرقاء لامعة. الياقوتة التي رماها. مدّتها دون أن تُظهر أدنى انفعال. لم تكن غاضبة ولا مستاءة.
وكأنها خففت كل مشاعرها تحت المطر، كان وجهها الشفاف يحمل تعبيرًا هادئًا.
ظلّ الأمير صامتًا، تغمره مشاعر متناقضة. لم يعرف ما يقول أمام ذلك الوجه… فانسدت كلماته في حلقه. أصبح حجر الياقوت أمامه غير مرئي، ونسى كل ما حوله. وفي الوقت نفسه، اضطر بطنه مرة أخرى لتموج غريب بلا سبب، كما حدث ليلة البارحة.
“مع هذا… آمل أن يكون هذا كافيًا.”
كانت الأميرة أول من خاطبه، وهي لا تزال صامتة. كانت نبرة صوتها منعزلة، كشخص ناضج فسيولوجيًا.
رمشت عينان ببطء تحت الرموش المتطايرة.
“لا أعتقد أنني أستطيع فعل هذا بعد الآن، لذلك… أحتاج إلى الحصول على بعض النوم.”
رغم أنها كانت تتحدث بثبات ووضوح، إلا أن اليد التي مدّها للأمير ارتخت، بينما انحنت جفناها على حدقتيها الناعستين، متشبثتين بنعاس شديد. انهار جسد أرييل النحيل على الأرض في لحظة ككيس فارغ يسقط.
مدّ الأمير ذراعيه عفويًا لاستقبال الأميرة، وعانقها عناقًا كاملًا.
احتضن شعور شعرها المبلل وجسدها الصغير وفستانها الموحل، ثم لوّى وجهه في حيرة.
لقد كان في مزاج سيء.
الياقوتة، التي أفلتت من قبضة الأميرة النائمة، سقطت بلا قيمة على الدرج. لم تعد تلك الجوهرة تعنيه.
جلدها البارد حرمه من كل أعصابه.
بينما كان يُخفض رأسه لشعوره بثقلٍ على صدره، تناثرت بقعٌ من الطين وآثار المطر الجاف على وجه الأميرة التي احتضنها بهدوء. استقرت كتلةٌ مُربكةٌ لا يُمكن وصفها على صدر الأمير. شعر بوخزة ذنبٍ لأنها ضغطت على نفسها أكثر مما ينبغي…
لقد كان شيئًا لم يشعر به تجاه أي شخص آخر، وتساءل عن السبب.
’ … لماذا تجعلني أشعر بهذه الطريقة؟ ’
لسبب ما، شعر وكأنه يريد إلقاء اللوم على أرييل.
’ لماذا تفعل هذا؟ ’
ومع ذلك، كان من المستحيل أن نسأل المرأة التي أغمي عليها.
أطلق الأمير تنهيدة طويلة مليئة بالإحباط. وبما أن الأمر فاق طاقته على التحمل، رفع رأسه وحوّل نظره بعيدًا عن وجه المرأة النائم نحو الحديقة المشبعة برائحة الندى. وعلى الرغم من صغرها مقارنة بأي حديقة أخرى في القصر الإمبراطوري، إلا أنها كانت كبيرة جدًا بحيث لا يمكن التجوّل فيها مع هذا الجسد الصغير وهو يفتش الأرضية بعناية.
كافحت أرييل في مواجهة الرياح والمطر، غير قادرة على التوقف للراحة لإرضائه، حتى استعادت أخيرًا حجر الياقوت الذي كان قد ألقاه بعيدًا… بغباء، دون أي دليل مكتوب على وعد قطعي…
’ هل هي حقًا بحاجة إلى علاقاتي لهذه الدرجة؟ هل كنتُ مهمًا لهذه الدرجة؟ ’
تبع ذلك شعور خفيف بالنشوة، مصحوبًا بسؤال يلازمه. اجتاحت رأسه نشوة لحظية تُرضي الكبرياء الرفيع للعائلة الإمبراطورية. نعم، كان يفعل دائمًا مثل هذه الأمور لهذا السبب.
لجعل الناس ينحنون أمامه، ويضعون كل قلبهم وروحهم بين يديه.
اغمره شعور مألوف من الرضا. لم تكن هذه الأميرة مختلفة عن عدد لا يُحصى من اللواتي قابلهن من قبل، وكان كل ما عليه فعله هو مكافأتها على جهودها. هذا كل شيء. لا حاجة للتفكير في الأمر، ولا حاجة لفهم سبب قيامها بذلك… لم يكن عليه أن يفكر أو يفهم السبب.
كان متيقنًا أن هذا ما كانت تريده، في النهاية.
وبينما استقر هذا التفكير في ذهنه، تلاشت التعقيدات في ذهنه. كان أمرًا بسيطًا من المفترض أن يُترك على طبيعته منذ البداية. ارتخت زوايا فمه الصارمة وارتفعت ببطء، مظهرة ابتسامة خفيفة.
مع تعبير أكثر استرخاءً، خفض رأسه للتحقق من الأميرة.
“أحسنت يا أرييل.”
ثم خاطبها بلطف باسمها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"