وحين رأى أنها ترتدي ثوب نوم خفيف يسهل نزعه، اشتعلت عيناه بنار الغضب. لكن زاوية فمه ارتفعت بسخرية.
“لا… أنا…”
“هل كنتِ ترغبين بشدة في إنجاب طفل؟”
“ليس الأمر كما تظن…”
“إذن، لِمَ لم تطلبي مني ذلك؟”
خرج صوته منخفضًا وباردًا كالصقيع. وحين شعرت تياريس بذلك البرود، تحركت عيناها ببطء.
نظرات تياريس الضبابية التقت بعينيه. قرأ فيها الخوف، لكنه لم يستطع أن يبادلها بلطف. كان الغضب الذي يغلي داخله يمنعه من ذلك.
كانت العلامة الحمراء على عنقها تُزعجه بشدة. حاول تجاهلها، لكن عبثًا.
لاحظت تياريس أين يحدق، فرفعت يدها لتغطي عنقها. غير أن تلك الحركة استفزت إيسدانتي أكثر.
“لمَ تُخفينها؟”
“أنا فقط…”
تعثرت كلماتها، فابتسم إيسدانتي بسخرية.
“إذًا، تشعرين بالخزي؟”
“إيسدانتي، الأمر ليس كما تعتقد…”
لم يرد أن يسمع أعذارها أكثر، فانقضّ على شفتيها فجأة. فزعت تياريس من تصرفه المباغت وحاولت أن تبتعد عنه.
لكنه ضغط على كتفيها ليمنعها من التملص، واستمر في تقبيلها بعنف. حينها، عضّت تياريس لسانه.
رفع إيسدانتي جسده فورًا من الألم الحاد. ولما رأى تياريس مستلقية بفوضى على السرير تنظر إليه، هدأ غضبه قليلًا.
(هذا جنون.)
لم يفقد السيطرة على مشاعره بهذا الشكل من قبل. مسح وجهه بيده، وسال الدم من فمه دون أن ينتبه.
وعندما رأت تياريس الدم، انتفضت.
“أنا آسفة… لم أقصد أن…”
“لماذا لم تفعلي هذا معه منذ البداية إذًا؟”
توقفت يدها، التي كانت تهمّ بلمس شفتيه. لكنه أبعد يدها، ومسح فمه بإبهامه. ثم لعق الدم العالق على إصبعه وهمس:
“لو فعلتِ، لكان الأمر انتهى دون الحاجة لهذا كله.”
“إيسدانتي…”
“لم يُجبرك أحد على الذهاب لذلك المكان، أليس كذلك؟”
“…”
سكتت تياريس. وكان ذلك الصمت كافيًا ليقول الكثير.
“ها!”
ضحك بسخرية. كان يظن غير ذلك. ظن أنها لم تذهب إلى تلك الغرفة بإرادتها.
(هل كانت بهذه الحماقة؟)
اختفت كل التعابير من وجهه، كأنه صار قناعًا شمعيًا. فابتلعت تياريس ريقها بصعوبة.
“لن تخرجي من غرفتي هذه الليلة.”
“إيسدانتي، أنا…”
لكنها لم تكمل، ولم يكن هو ينتظر ردّها أساسًا. عضّت شفتيها وأغمضت عينيها بإحكام ثم فتحتهما.
اختفى التردد من عينيها، وبقي فيهما فقط هو. وحده.
كانت نظراته قاسية، فارتجفت تياريس. لم يستطع التحدث بسهولة بسبب موجة المشاعر التي كانت تخنقه.
كان يريد أن يحتضنها ويواسيها، وفي الوقت نفسه أن يطردها من أمامه. ما العمل مع هذا التناقض؟
(كان عليّ أن أجعلها لي بالكامل من البداية.)
ندمٌ متأخر. لو علم أن رجلاً كهذا سيتدخل، لكان سبق وفعل شيئًا.
لامست أصابعها المرتجفة عنقه، وسرعان ما سحبته إليها. وارتجف جسدها بين ذراعيه.
اقتربت بشفتيها نحو شفتيه، لكن إيسدانتي همس:
“لقد فات الأوان.”
“ماذا؟”
“لم أعد أشعر بشيء تجاهكِ، سيدتي الدوقة.”
أبعد ذراعيها الملتفّتين حول عنقه ونهض من السرير. لحقت به نظراتها المذعورة، لكنه استدار دون أن ينظر إليها.
“ابقي هنا. سأتولى ترتيب الأمور.”
“إيسدانتي، كيف يمكنك..
.”
“سأنسحب الآن.”
انحنى انحناءة عميقة كتلك التي تُؤدى أمام النبلاء، ثم غادر الغرفة. وما إن أغلق الباب واستدار،
حتى ظهرت في عينيه شهوة خفية كان يُخفيها.
كان إيسدانتي ينوي الانتظار.
اللحظة التي تأتي فيها تياريس إليه بإرادتها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 40"