كانت إلغرينا جميلة ذائعة الصّيت في الأوساط الاجتماعيّة.
طباعها اللطيفة ونبرتها الممزوجة بالدّلال كانتا من بين سحرها المميّز.
لكن كاليوس كان يرى شخصًا آخر يتداخل مع صورتها.
على سبيل المثال، خصلات الشّعر الذّهبيّة النّاعمة التي كانت تلتفّ حول يده، أو عيناها الشّبيهتان ببتلات الزّهور البنفسجيّة المبلّلة بالنّدى عندما تغرقان في اضطراب.
عندما كانت تبتسم له ببريق، ثمّ فجأة، مثل أوراق الميموزا، كانت تحاول الابتعاد عنه بسرعة.
تدفّقت تلك اللحظات في ذهنه دفعة واحدة، ممّا أربكه قليلًا.
شعرت إلغرينا بالخجل من نظرات الدّوق الثّاقبة، فخفضت عينيها.
“يبدو أنّ سيادة الدّوق شخص حسّاس جدًا. أعني، من يحبّ الزّهور بهذا الشّكل!”
نظرت إلغرينا إلى كاليوس المبتسم بعيون مفتونة و تحدثت.
كانت عيناها البرّاقتان مملوءتين بكاليوس وحده.
“مؤخرًا، أصبح يحبّ الزّهور بشكل خاصّ. لا أعرف ما الذي أصابه.”
أضافت الإمبراطورة إليد من جانبها.
“فقط لأنّها جميلة، جذبت انتباهي.”
“ذوق كاليوس في الجمال جدير بالثّقة. لقد كان لديه عين مميّزة منذ صغره، تمامًا مثل والدته.”
“آه، تقصدين الدّوقة الرّاحلة، أليس كذلك؟”
تنهّدت الكونتيسة باميلو وقالت: “كاليوس يشبه ليزبيث كثيرًا. كيف استطاع أن يرث ذوقها بالكامل؟”
“سمعتُ الكثير عن قصص الدّوقة. ألم تكن هي من اكتشف معرض سييلا لأوّل مرّة؟”
“بالضّبط، اكتشفت ليزبيث لوحات سييلا في معرض دخلته مع زوجها، وبعد بحث طويل وجدت الرّسام وأوصت به بشدّة لزوجها ليحصل على الرّعاية.”
“إذن، لولا الدّوقة لما كان هناك سييلا.”
“هذا صحيح. حتّى روجيرد، بسبب ليزبيث، رفض بيع لوحات سييلا وأنشأ معرضًا خاصًا بها.”
“يا إلهي … كم هو مليء بالحبّ. أن يجمع لوحات زوجته المحبوبة في حياتها ليؤسّس معرضًا!”
كرّرت الكونتيسة التعجّب عدّة مرّات أثناء حديثها.
“أمر رومانسيّ جدًا. عائلة أربادين كانت ترعى الفنّانين منذ زمن طويل، ولعبت دورًا كبيرًا في تحويل بريسن إلى مدينة الفنون. ومع قصّة الحبّ هذه، يصبح الأمر أكثر روعة.”
ضحكت إلغرينا وهي تستكمل كلام الكونتيسة.
في جوّ ودّي، التفتت الكونتيسة إلى زوجها وسألت: “أليس كذلك، يا عزيزي؟”
ابتسم الكونت باميلو، الذي فوجئ بالسّؤال المفاجئ، وأومأ برأسه.
“نعم، حبّ مذهل.”
بينما كانت عائلة باميلو تتبادل الحديث، قالت إليد بتعبير راضٍ: “حاولت سييلا ردّ الجميل برسم عدّة لوحات لليزبيث.”
“يا إلهي، أريد رؤيتها جدًا!”
عند هذا الكلام، أظلمت ملامح الإمبراطورة قليلًا.
“لم تكن ليزبيث ترغب في أن تُعرض صورتها للنّاس. ربّما لن تخرج تلك اللوحات إلى العلن أبدًا.”
نظرت الإمبراطورة، التي كانت تبتسم بحزن، إلى كاليوس.
“على الأقل، لن يسمح كاليوس بذلك. لا يريد أن تُعرض صورة والدته هكذا.”
نظرت إليه بنظرة تطلب التأكيد، فأجاب كاليوس بوجه مظلّل: “صحيح.”
“على الرّغم من أنّ روجيرد تزوّج من سيلفيا من أجل فابيان الصّغير، إلّا أنّه أخبرني أنّ ليزبيث هي الوحيدة في قلبه.”
غرقت ملامح إليد في ذكريات أختها الرّاحلة.
“آه، تحدّثتُ كثيرًا عن أختي التي رحلت.”
حاولت الإمبراطورة تغيير الموضوع، فنظرت إلى حديقة القصر المضاءة بنور الشّمس وقالت: “الطّقس يزداد حرارة. يبدو أنّ الصّيف هذا العام سيبدأ مبكرًا.”
“بالمناسبة، أليس الوقت قد اقترب لنقل القصر؟”
قال الكونت باميلو فجأة وكأنّه تذكّر شيئًا.
“قضاء الصّيف في قصر كاترون هو تقليد قديم للعائلة الإمبراطوريّة في إسيلون.”
أضافت الكونتيسة من جانبها.
“نعم، الهجرة الكبرى.”
ليس فقط الإمبراطور والإمبراطورة، بل الأمير الوليّ، والأمير الثّاني، والأميرة، وأيضًا الأقرباء من الفروع الأخرى، ينتقلون معًا، ممّا يجعلها واحدة من أكبر الأحداث في العائلة الإمبراطوريّة.
“بما أنّ الجميع سيذهبون معًا، فالتحضيرات وحدها ستكون شاقّة. لو انضممتُ إليهم، كنتُ سأكون رفيقة جيّدة.”
“وماذا لو ذهبتِ معنا، يا كونتيسة باميلو؟”
“ماذا؟”
اتّسعت عينا الكونتيسة بدهشة من العرض المفاجئ، وكذلك عينا إلغرينا بجانبها.
أخفى كاليوس ابتسامته بشرب الشّاي وهو يرى ردّ فعل الأمّ وابنتها.
“هل يمكننا قبول هذا الشّرف؟”
“لا مانع من ذلك. قصر كاترون واسع بما يكفي لاستقبال الضّيوف. إذا ذهبتِ وحدكِ قد تشعرين بالوحدة، فلمَ لا تأخذين الآنسة إلغرينا معكِ؟”
“أنا أيضًا؟”
تألّقت ابتسامة مشرقة على شفتي إلغرينا.
كانت تبدو وكأنّها تكاد تقفز من الفرح، لكنّها كبحت نفسها بالكاد.
“كاليوس، ستأتي للزّيارة أيضًا، أليس كذلك؟ لقد عملتَ بلا توقّف، فتعالَ وارتح قليلًا.”
كانت الإمبراطورة تقترح على ابن أختها في النّهاية.
عندما نظر الجميع إليه بعيون مليئة بالتوقّع، ضحك كاليوس بعد لحظة وقال: “بالطّبع.”
*** كاليوس ابن اخت الامبراطورة فهي بتكون خالته مب عمته زي ما حطيت بالفصول الي قبل ಥ‿ಥ
* * *
توقّفت العربة التي كانت تقلّ أبيلين أمام فيلا إيزابيلا.
“شكرًا لتوصيلي.”
نزلت أبيلين و حيّته على الفور.
“شكرًا لأنّكَ جعلتَني أستمتع بالمشاهد.”
“أنا من استفدتُ أكثر.”
عند كلام أنطوان، ابتسمت أبيلين بخفّة وتذكّرت محادثتهما في غرفة الاستقبال.
<إنّه طلب موعد>
عندما تفاجأت أبيلين ونظرت إليه، ضحك أنطوان وصحّح كلامه: “قريبًا عيد ميلاد إلغرينا. أريد أن أعرف أيّ هديّة ستناسبها، وأتمنّى مساعدتكِ، يا آنسة أبيلين.”
عند طلب أنطوان، فكّرت أبيلين للحظة ثمّ اتّخذت قرارًا.
توقّفا عند متجر بالقرب من القناة، حيث تصفّحا الهدايا التي قد تعجب فتيات في سنّ إلغرينا، ثمّ تناولا الشّاي معًا في مقهى قريب.
“هذا ردّ على ما حدث اليوم.”
وُضعت علبة مغلّفة بشريط على يد أبيلين المندهشة.
“ما هذا؟”
“ليس شيئًا باهظًا، لذا لا تشعري بالعبء.”
“قلتَ إنّنا ذاهبون لشراء هديّة لأختكِ، لكنّني أعرف أنّكَ كنتَ تهتمّ بتحسين مزاجي أكثر. ومع ذلك، هديّة كهذه…”
“عندما رأيتها، فكّرت فيكِ. لم أستطع ألّا أشتريها. لقد أزلتُ علامة السّعر بالفعل، لذا لا يمكن إرجاعها.”
لم تجد أبيلين ما تردّ به على كلامه السّلس.
“أتمنّى أن تحلمي أحلامًا سعيدة، يا آنسة أبيلين.”
في اللحظة التي قبّل فيها أنطوان يدها، سُمع صوت حوافر الخيول تقترب بانتظام.
التفتا أبيلين وأنطوان معًا.
كان كاليوس هو من نزل من العربة.
“….”
بدا أنّ كاليوس لاحظهما منذ وقت، فاقترب منهما بوجه خالٍ من التّعبير.
“هذا مكان نائي إلى حدّ ما.”
“….”
“لكن يبدو أنّني أرى غريبًا هنا.”
نظر كاليوس إلى أنطوان مباشرة دون أن يرمق أبيلين بنظرة، و تحدث.
“آه، هذا…”
بدا أنطوان مرتبكًا من هذا اللقاء غير المتوقّع، خاصّة تحت نظرات كاليوس الحمراء التي لا تكشف عن نواياه.
“أنتَ ابن عائلة الكونت باميلو، أليس كذلك؟”
“لقد مرّ وقت.”
أمسك أنطوان يد كاليوس الممدودة وردّ التّحيّة.
على الرّغم من طول أنطوان، بدا الفرق واضحًا أمام كاليوس.
كان الرّاحة والمرح اللذان يمنحهما أنطوان في تناقض صارخ مع هيبة كاليوس المرهبة.
شعرت أبيلين بالضّيق من مجرّد الوقوف أمامه، فأمسكت العلبة التي تحملها بقوّة.
“لم أتوقّع رؤية الدّوق أربادين في مثل هذا المكان.”
ابتسم أنطوان بابتسامته الودودة المعهودة.
ردّ كاليوس وهو ينظر إليه بعمق: “هذه فيلا جدّتي، وهي ملكيّة خاصّة لعائلة أربادين.”
“….”
بدا أنطوان عاجزًا عن الكلام أمام أسلوب كاليوس الذي يميّز بوضوح من هو الغريب.
“لقد أوصلني السيّد الصّغير باميلو، يا سيادة الدّوق.”
تدخّلت أبيلين بسرعة، شعرت بضيق كاليوس بوضوح.
“….”
لكنّ أبيلين لم تستطع مواصلة الكلام وأغلقت فمها بإحكام.
نظر إليها كاليوس أخيرًا، وارتجفت أبيلين من برودة عينيه الحمراوين.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 98"