شعرت أبيلين بضيق في التنفس عندما زادت قوة الذراع حول خصرها.
كان الرجل الذي ظهر فجأة يحتضن خصرها بيد ويمسك بمعصم الرجل الوقح باليد الأخرى.
“الضيوف الذين لا يحترمون الأدب لا يليقون بحفل راقٍ كهذا.”
مال رأس الرجل الذي يحتضن أبيلين و هو يتحدث.
كانت نظرته التي تنظر إلى الرجل الأقصر منه مليئة بالاحتقار والغطرسة.
كانت الشرفة مظلمة، ومع القناع، لم يكن من الممكن معرفة هويته، لكن هيبته الطاغية كانت واضحة للجميع.
“من أنت لتتدخل؟ كنتُ فقط أتحدث مع هذه السيدة…”
تقدم الرجل ذو القناع الأسود خطوة، فأضاءت أنوار الثريا وجهه المغطى بالقناع.
“….”
اتسعت عينا الرجل بدهشة عندما رأى عينيه الحمراوين المتوهجتين تحت القناع.
“هل يمكن أن …”
بدت ملامحه كمن صادف وحشًا في الغابة.
نظر الرجل المتردد إلى المرأة في أحضان الدوق، ثم عاد لينظر إلى الرجل ذي القناع الأسود.
“آه، أعني، ظننتُ أن السيدة وحيدة وتشعر بالوحدة … أليس كذلك؟”
مد الرجل يده إلى أبيلين طالبًا النجدة، لكنها أدارت رأسها بدلاً من الرد.
“لا، أنا حقًا … لم أقصد شيئًا.”
دون الاكتراث بتبريراته المتذمرة، دفع الرجل ذراعه بعيدًا.
“آه!”
بينما كان الرجل يتدحرج على الأرض ممسكًا بذراعه، نقر الرجل ذو القناع الأسود بأصابعه.
اقترب الحراس الذين كانوا ينتظرون في الخلف وأمسكوا بذراعي الرجل.
“حقًا، لم أفعل شيئًا …”
حاول الرجل التملص، لكنه كان مقيدًا بسرعة.
كرر المحاولة عدة مرات دون جدوى.
ثم جُرّ خارج الشرفة.
“آه! اتركوني! اتركو…”
تلاشت أصوات مقاومته بسرعة.
بعد اختفاء الرجل، خفف الرجل من قوة ذراعيه التي كانت تحتضنها.
“أبيلين.”
“….”
“هل أنتِ بخير؟”
رفعت المرأة التي كانت تدفن وجهها في صدره رأسها ببطء.
ظهرت عينان أرجوانيتان مغرورقتان بالدموع تحت القناع.
كان الخوف العميق يتربع في عينيها المتسعتين.
كانت تبكي بهدوء دون إصدار صوت أو مقاومة.
“أبيلين.”
ناداها مجددًا، فارتجفت كتفاها كرد فعل.
“لا بأس، انظري إليّ.”
رفعت أبيلين رأسها عند همسه الهادئ.
أزال كاليوس القناع عن وجهها.
ظهر وجه مغطى بالدموع.
“تنفسي.”
امتثلت أبيلين لأمره وأخرجت نفسًا طويلًا.
هدأت أنفاسها المتسارعة تدريجيًا.
“أبيلين.”
“أناة… بخير.”
تذكرت أبيلين تلك اللحظة التي كادت أنفاسها تتوقف فيها.
لحظة جذبها الرجل بيده.
<هل وجدتِ رجلًا بالفعل؟>
تذكرت تلك اللحظة بوضوح.
لو لم يصل كاليوس في الوقت المناسب …
كان هذا الموقف الثاني الذي ينقذها منه.
“أنا بخير، حقًا.”
كان وجهها لا يزال ملطخًا بالدموع، وصوتها مرتجفًا، لكنها لم تفقد الوعي كما حدث سابقًا.
“لذا… يمكنكَ تركي الآن…”
احتضن كاليوس جسدها المرتجف الذي لم يستعد قوته بعد ومشى إلى نهاية الشرفة.
أسندها إلى الدرابزين الرخامي، محتجزًا إياها بذراعيه.
كانت يداه تمسكان الدرابزين خلفها بقوة.
استدارت أبيلين لإخفاء وجهها الملطخ ونظرت إلى ما وراء الدرابزين.
شعرت أن نسيم الليل البارد يعيد إليها وعيها قليلًا.
“ها…”
أطلقت أبيلين تنهيدة طويلة.
منذ لحظات، كانت مفتونة بالثريا، والآن شعرت كأنها غرقت في الوحل.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 78"