المُقَدِّمة
“جئتُ لمقابلة الدوق”
وقفت أبلين أمام باب مكتب الدوق و بادرت بالحديث.
عند سماع كلامها ، وقف وارتن ، الخادم الذي كان يقف كالنصب التذكاري أمام مكتب الدوق ، و قال بأدب: “آنسة أبلين ، الدوق لا يلتقي بأحد دون موعد مسبق عندما يكون في مكتبه …”
“أعلم”
قاطعت أبلين كلام الخادم الطويل على الفور.
“لكن يجب أن أقابله”
“الدوق مشغول بالعمل الآن …”
تلعثم الخادم قليلاً ، متفاجئًا من موقف أبلين الحازم الذي لم يره من قبل.
عندها ، ارتفع صوت أبلين قليلاً.
“أحيانًا قد تكون هناك أمور أهم من العمل الذي يقوم به الآن ، أليس كذلك؟ إذا كنتَ تستطيع تحمّل عواقب عدم إبلاغه بهذا ، فافعل ما شئت”
لم يتغيّر تعبير أبلين أثناء حديثها.
كأنها دمية خزفيّة مطليّة بطبقة زجاجيّة تتحدّث ، لم يكن هناك أيّ إحساس بالحيويّة في وجهها.
“انتظري لحظة”
بدت على الخادم ملامح الحيرة ، ثمّ فكّر قليلاً قبل أن يطرق باب المكتب و يدخل.
ظلّت أبلين واقفة في مكانها دون حراك حتّى عاد الخادم.
“ادخلي”
فتح وارتن الباب و تراجع إلى الخلف.
عندما خطت أبلين إلى الداخل ، أغلق الباب بهدوء خلفها.
مع صوت إغلاق الباب الثقيل ، أخذت أبلين نفسًا خفيفًا.
توقّف نظرها على الرجل الجالس عند المكتب بالقرب من النافذة ، منهمكًا في عمله.
كان المكتب بعيدًا جدًا عن الباب.
تقدّمت أبلين ببطء نحو مكان جلوسه.
رغم أنّ السجادة الناعمة كانت تغطّي الأرضيّة ، لم يكن من المعقول ألّا يُسمع صوت خطوات شخص يقترب.
لكنّ الرجل بدا و كأنّه يعتقد أنّ الهواء فقط موجود في الغرفة.
و ظلّ الأمر كذلك حتّى عندما توقّفت أبلين أمام مكتبه مباشرة.
سرسر-!
كان يمسك بقلم ريشة بيد ، و بالأخرى يقلّب الأوراق.
حتّى تلك الحركات البسيطة و الروتينيّة كانت تبدو أنيقة و مليئة بالرقيّ. نظرته الثابتة على الأوراق كانت كذلك أيضًا.
ربّما يكون وجهه هكذا حتّى عندما يقتل شخصًا.
خطر هذا الفِكر فجأة في ذهن أبلين. لكنّ الوجه الوحيد الذي يفقد فيه رباطة جأشه كان هو الوجه الذي تفضّله أكثر.
وجه لا يعرفه أحد سواها ، تعبير يخصّها وحدها.
الشعر الممشّط بدقّة يصبح مشعثًا ، و النظرة الحادّة كالسيف تتحوّل فجأة إلى نظرة وحشيّة.
كانت تعرف تلك اللحظة.
“لم نلتقِ منذ مدّة”
خرج صوتها جافًا.
“هكذا إذن”
ظلّت عيناه مثبتتين على الأوراق.
كما لو كان يثبت أنّ كلام الخادم لم يكن كذبًا بالكامل ، كان مكتبه مغطّى بأكوام من الأوراق.
نظرت أبلين إلى مصباح زجاجيّ موضوع على جانب المكتب.
مثل ذلك المصباح الذي لا يتناسب مع الجوّ الرسميّ للمكتب ، كانت تعرف أنّ وجودها هو نفسه بالنسبة له.
منذ زمن بعيد.
“أكانت تلك المرّة الأولى بعد ذلك اليوم؟”
اليوم الذي قال لها إنّه هو من يقرّر نهاية علاقتهما.
و منذ ذلك الحين ، لم يعد يأتي إليها.
كان قد حبسها في قلعة مريحة.
“أكان كذلك؟”
حتّى و هو يجيب ، كانت يد كاليوس مشغولة بالتوقيع على الأوراق و مراجعة أخرى.
“علمتُ أنّك مشغول لأنّك لم تأتِ ، لكن يبدو أنّك مشغول حقًا”
لم يكن هناك أيّ نبرة استياء أو سخرية في صوتها.
كانت مجرّد كلمات هادئة تصف ما تراه عيناها ، خالية من أيّ عاطفة.
و كذلك كانت كلماتها التالية.
“أنا حامل”
رفع الرجل ، الذي ظلّ منهمكًا في أوراقه منذ دخولها ، عينيه نحوها أخيرًا.
“ماذا قلتِ؟”
تحطّم الهدوء الذي كان يعمّ المشهد كالماء في بحيرة هادئة.
لمعَت عيناه الحمراوان بشكل مخيف لأوّل مرّة منذ دخولها المكتب.
“قلتُ إنّني حامل. و بالطبع ، إنّه طفلُكَ”
“…”
وضع الأوراق التي كان ينظر إليها على المكتب و نظر إلى أبلين.
ربّما بسبب مقاطعته عمله ، أو ربّما بسبب مواجهته لأمر غير متوقّع.
ظهر على وجه الرجل انزعاج واضح.
“كيف يمكن أن يحدث هذا؟”
بدا و كأنّه حقًا لا يستطيع فهم الأمر.
“لأنّه لا يوجد شيء كامل في هذا العالم”
تمتمت أبلين بوجه خالٍ من التعبير.
“كيف يمكن لأيّ شخص أن يضمن كلّ شيء؟ أحيانًا تحدث أمور كهذه ، أليس كذلك؟”
لم يكن هناك أيّ اهتزاز في صوتها. لم تظهر أيّ مشاعر بالذنب تجاه هذا الحدث غير المتوقّع.
كانت تعبيرها هادئًا ، كما لو أنّها تُبلغ عن شيء يجب إبلاغه فحسب.
نظر كاليوس إلى وجه أبلين بتمعّن قبل أن يفتح فمه.
“أجهضيه”
خرجت الكلمات من فمه دون أيّ تردّد.
“حسنًا”
لم يكن هناك أيّ تردّد في صوت المرأة أيضًا.
“إجابتكِ سريعة”
نظر إليها بعبوس طفيف ، كما لو كان متفاجئًا.
كانت عيناه اللتين تنظران إليها مليئتين بلون أحمر عميق.
كانت أبلين تعرف جيدًا ما تعنيه تلك النظرة.
كان بإمكانه أحيانًا أن يفهم أفكارها بشكل أسرع و أدقّ منها ، فقط من خلال النظر إليها بعناية.
بدلاً من تجنّب تلك النظرة ، ردّت أبلين بنظرة هادئة.
“لأنّني كنتُ أعلم”
“إذن لمَ سألتِ؟”
“لأنّه طفلك ، فكّرتُ أنّك أنت من يجب أن يتّخذ القرار”
تحدثت أبلين بنبرة هادئة.
“أبلغتُكَ ، و سمعتُ قرارك ، لذا سأغادر الآن”
“…”
اشتدّت نظرة الرجل و هو ينظر إليها. واجهت أبلين عينيه مباشرة و فتحت فمها مجدّدًا.
“آسفة لمقاطعتك”
حيّته أبلين ثمّ استدارت.
بينما كانت تسير نحو الباب ، شعرت بثقل نظرات الرجل التي كادت تثقب ظهرها ، لكنّها لم تتوقّف.
“بالمناسبة―”
توقّفت و هي تمسك بمقبض الباب دون أن تلتفت. ثمّ قالت: “مبارك على زواجِكَ”
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 1"