لقد خرجت نظرية الدوق الفريدة حول مسؤولية البالغين

لم تكن سيسيل قادرة على فهم تلك القيمة على الإطلاق، وهو أمر ربما كان طبيعيا بالنظر إلى الطريقة التي نشأت بها

“…. أنا دائما أفكر في هذا، لكن سيسيل”

شعرت بخصلات شعر الدوق تداعب جبينها لكنها كانت مريحةً بشكل غريب، وليست مزعجة

” يُمكنكِ أن تكوني أكثر أنانية قليلاً”

“….”

“لا بأس من التدلل، أو إثارة نوبات الغضب، أو التسبب بالمشاكل هذا أمر طبيعي لطفلة في الثامنة من عمرها”

‘هذا ما يستطيع الدوق قوله لأنه لا يعلم نواياي الشريرة أين في العالم من يعيش بأنانية مثلي؟’

شعرت سيسيل بشعور معقد كان من الصعب و صفه بالكلمات

‘ماذا سيفكر الدوق إذا اكتشف أنني لستُ مجرد طفلة عادية تبلغ من العمر 8 سنوات، بل ساحرة مظلمة القلب؟’

لقد كان الأمر مخيفًا و مزعجًا حتى مجرد تخيلة، لكنه كان أيضًا أمرًا مفجعًا بعض الشيء

‘لماذا لا أزال لا أستطيع مسامحة الدوق الذي قتلني’

لكن فكرة أنها قد تشعر بخيبة الأمل فيها يوما ما جعلتها حزينة بشكل غريب

ابتسمت سيسيل بخجل مخفية مشاعرها المعقد ة

“من المدهش حقا سماع كلماتك يا دوق لم يسبق لأحد بالغ أن قال لي شيئًا كهذا”

استقام الدوق ونظر إلى سيسيل ثم تمتم بتعبير مرير

“… هذا أمر مسلم به”

“هذا ليس أمرا مسلما به”

قالت سيسيل بمرح

“أؤمن بأن لا شيء في هذا العالم يؤخذ على محمل الجد لذا كنت محظوظة جدًا عندما التقيت بالدوق”

نهضت سيسيل ابتسمت بسعادة، وذراعيها مطويتان خلفها، تنظر من النافذة إلى السماء الزرقاء وحديقة الصيف

“لاحقا حتى لو غادرت منزل الدوق، لا أظن أنني سأنسى ما قدمته لي لا يوجد بالغ آخر في العالم يُضاهيك روعة”

بدأت سيسيل، و هي تتحدث بهذه الطريقة سريعة الزوال لدرجة أنها حتى لو مدّت يدها، فإنها ستنزلق من بين أصابعه

سيسيل ستغادر مقر إقامة الدوق 

ارتعش قلب الدوق عندما نظر إلى هذا المنظر الجميل

‘لماذا؟ من قال ”إنها مجرد حماية مؤقتة” ولا أستطيع أن أمنحك المودة’ 

خيم ظل على عيني الدوق نظر إلى سيسيل بوجه يملؤه ألم خفيف

لقد كان يوما صيفيا أزرق منعشاً

***

“فهل انتهى بك الأمر إلى اتخاذ قرار بأخذ دروس مع الدوق؟”

جلست سيسيل هناك مع تعبير مضطرب على و جهها ثم أجابت

“ماذا أفعل؟ إنه مصر على ذلك”

“آه، من وجهة نظري هذا الشخص عنيد جدًا”

“همفف”

تذمرت سيسيل عندما انتهت من تناول الآيس كريم

عندما قال فجأة أنه سيعلمني بنفسه، اعتقدت أنه قد يكون متشككا بشأني بسبب ما قاله إيمون و لكن بالحكم على حقيقة أن موقفه ظل حنونا منذ ذلك الحين، لا أعتقد أن الدوق يـضع كلمات إيمون في الاعتبار

جلست سيسيل ويدها على جبهتها و فكرت

“فلنكن حذرين للغاية خلال دروس الدوق لا ندع أحدًا يُشتبه بنا أو يقبض علينا

***

مكتب مخبأ المتمردين كان الدوق بارثولوميو ينظر من النافذة، وعلى وجهه تعبير متأمل

سأل إيس بنظرة حيرة على وجهه، حيث كان هذا شيئًا غير معتاد بالنسبة لدوق

“سيدي، هل هناك شيء يزعجك؟”

تجعدت حواجب الدوق

“سيدي، هل تشعر بالرغبة في شرب الشاي؟”

” إذا سيدي هل لديك أي قلق؟ إنه مكتوب على وجهك بالكامل ماذا يحدث؟ هل الأمر له علاقة بالآنسة سيسيل، أليس كذلك؟”

في هذه الأيام، الشيء الوحيد الذي يجعل الدوق يبدي هذا التعبير هو شيء يتعلق بسيسيل و أي شيء يتعلق بسيسيل كان ذا شأن كبير لدى غير النظاميين

نظر الدوق من النافذة بوجه صارم ثم قال بصوت عالي

“…..لو”

“لو؟”

” أن سيسيل قد تكون عبقرية”

لفترة من الوقت، كادت أضلاع إيس أن تنكسر لأنه كان يجد صعوبة في كبح ضحكه، فکر إيس وهو بالكاد يستطيع حبس ضحكته التي شعر أنها ستخنقه

‘هذا هو بالضبط، هذا هو المرض الذي يقول عنه جميع الآباء إنه يجعل أطفالهم عباقرة’

صفی آيس حلقه وأجاب

“أوه، هذا صحيح هذه الشابة عبقرية إنها ذكية للغاية ولديها أخلاق ممتازة”

كان الدوق غارقًا في التفكير لدرجة أنه لم يلاحظ زوايا فم إيس وهي ترتعش عدة مرات أثناء نطقه لتلك الكلمات

“هل يبدو الأمر كذلك حقا؟”

“واو، لم أكن أعلم أن الدوق سيكون لديه مثل هذه الأفكار”

لقد ضحك إيس في نفسه

‘قال الدوق إن آنستنا سيسيل مصابة بمرض العبقرية هذه سابقة علي نشر الخبر في جميع أنحاء المؤسسة’

في تلك اللحظة استدار الدوق لينظر إلى إيس فجأةً، أصبح إيس جديًا وكاد يعض لسانه

“بالمناسبة، هل أحضرت نتائج التحقيق الذي أمرت به الشهر الماضي؟”

ابتسم إيس وأخرج ظرفًا من جيبه

“كما أمرت”

“هل قمت بالتحقيق جيداً؟”

“نعم، صحيح نحن أيضًا مخبرون مخلصون للرئيس”

أخرج الدوق مجلدًا به مستندات من الظرف و نظر فيها، وأوماً برأسه

” إذا سأتي مرة أخرى في المرة القادمة”

“إذا كان لديك أي شيء، تعال في أي وقت كلما جاء الدوق علي أن أرحب به بحرارة”

غادر الدوق المقر الرئيسي ومعه مظروف به و ثائق في صدره

وكان الظرف الذي كان يحمله يحمل عبارة نتائج التحقيق في مكان وجود القطعة الأثرية نيبيلونج مكتوبة عليه

***

وبعد فترة وجيزة من بدء دروسها مع الدوق بارثولوميو دخلت الاستعدادات لافتتاح المتجر مرحلة جديدة

ربما لأن وكيل العقارات كان خائفا بما فيه الكفاية من هانز كانت سيسيل قادرة على توقيع عقد المبنى الذي أرادته بسعر منخفض نسبيا

الآن وبعد أن تم إبرام العقد بشكل آمن، فإن الخطوة التالية هي بناء وتزيين الجزء الداخلي من المبنى

كان هانز هو المدير الخارجي للشركة، لأن سيسيل في سن الثامنة من عمرها و لن تستطيع ذلك 

بعد حادثة وكيل العقارات تركت سيسيل الاستعدادات اللاحقة بالكامل لهانز، وكون هانز صادقًا وجديرًا بالثقة، فقد قام بواجباته بإخلاص

و لكن كانت هناك مشكلة

“ما هذا؟”

عبست سيسيل عندما نظرت إلى إيصال البناء

“لماذا، ماذا يحدث”

“الأسعار مبالغ فيها هناك الكثير من الزخارف التي لا تتسع لها قاعة كبيرة أرضيات رخامية، ثريات أعمدة رخامية أي نوع من قاعات الرقص هذه؟”

نقر نيبيلونج لسانه عند سماع كلمات سيسيل

“يبدو أن الطاهي تعرض للاحتيال”

ومن بين الذين عملوا كخدم في المنازل النبيلة لفترة طويلة، كان هناك الكثير ممن كانوا يجهلون أحوال العالم، لقد كان هذا أحد الأعراض الشائعة بين الأشخاص الذين لديهم وظائف مستقرة في مجتمع ضيق

ولكن يبدو أن هانز هو بالضبط هذا النوع من الأشخاص

حدقت سيسيل في الإيصال وفكرت

“حسنًا، لم يكن الأمر مفاجئًا هانز شخص أشبه بالدب، صادق ولكنه ماكر”

لم يتم الكشف عن مزاج هانز لوكيل العقارات

لكن المقاول المسؤول عن الديكور الداخلي، والذي كان عليه التواصل معه لفترة أطول من الوقت أثناء عملية البناء، بدا وكأنه قد رأى كل شي

“ماذا تخططين لفعله؟ هل تخططيين لاستخدام سحرك الأسود لإزعاجه”

عندما سأل نيبيلونج بصوت متوقع، ابتسمت سيسيل واتكأت إلى الخلف على كرسيها

“لا أستطيع أن أضيع ماناي على شيء تافه مثل هذا”

“ماذا هل تقولين إن هناك طريقة لحل هذه المشكلة دون استخدام السحر!”

“ما الفائدة من التخلص من علاقاتك؟”

قالت سيسيل بوجه لطيف

“أليس لدينا أخت وأخ أكبر مخيفين وهما مثاليان لهذا النوع من الأشياء؟”