“عما يتحدث هذا الرجل بحق الجحيم؟”

قال إسحاق بتعبير مثير للشفقة حقًا

لكن إيمون لم يتوقف، بل استمر في الإشارة و الصراخ على سيسيل

“أنت لا تعرف هويتها يمكنها خداع الجميع، تلك الفتاة كانت تعرف كل ما علمتها إياه كانت تعرف الجبر والتاريخ والأدب حتى قبل أن تتعلمهم كانت تخدع الجميع بتظاهرها بالبراءة”

ارتجفت سيسيل من كلماته كان عليها أن تبذل جهدًا كبيرًا كي لا يظهر أنها قد تعرضت لضربة قوية

 لقد جن جنون إيمون

“أنتِ لست طفلة عادية في الثامنة من عمرها أنتِ أنتِ عبقرية لا أعرف لماذا تُخفين الأمر، ولكن لهذا السبب استطعت وضع خطة كهذه خطة لتدميري!”

“هانز، أغلق فم هذا الرجل”

“نعم”

“أوه، أوه، أوه، أوه”

في نهاية المطاف، تم سحب إيمون إلى الخارج و أصبحت الغرفة هادئة

كنت شديد الحذر أثناء الحصص، لذا نادرًا ما فعلت شيئًا يُظهر عبقريتي زلة اللسان الوحيدة كانت عندما ذكرت واينرايت

نظرت سيسيل حولها بشكل عاجل

‘ثم هل انفجار إيمون هو أحد الآثار الجانبية العقلية لغسيل الدماغ؟’

ولحسن الحظ، لم يبدو أن أحداً أخذ كلمات إيمون على محمل الجد، ربما لأنها كانت تعتبر بمثابة النفخة الأخيرة لرجل مجنون يائس

“آنسة، هل أنت بخير؟”

“لا تستمعي لكلام هذا الرجل آنسة سيسيل”

“لماذا يلوم الآنسة الصغيرة عندما ارتكب تلك الجريمة بنفسة!” 

أحاطت بها الخادمات وعزينها، ودفنت سيسيل وجهها في كتف آن

“كنت خائفة قال المعلم إن كل هذا خطئي”

” أوه، آنستي الصغيرة انه ليس خطأك، كل شيء بخير الآن لم يعد هناك إي أشرار”

رفعت سيسيل رأسها قليلاً و فحصت تعبير وجه الدوق بارثولوميو 

‘……هو’

كنت أنظر إلى سيسيل

كانت عيناه الباردتان كعادته، موجهتين إليها نظرة بدت وكأنها تخترقها، وكأنها تستطيع قراءة كل شيء عنها

هو الذي قتلها بلا تردد من أجل انتزاع النيبلونج، عادت ذكريات الموت الرهيب إلى ذهنها

‘هل تم القبض علي؟’

شعرت سيسيل بأن اليد التي كانت تمسك بآن ترتجف

‘يمكنك معرفة ذلك مما قاله إيمون أنا لستُ طفلة عادية في الثامنة من عمرها’

في اللحظة التي فكرتُ فيها بذلك بدأ الدوق بالسير نحوي

شعرت سيسيل بشعر جسدها يقف بينما كانت تراقبه يقترب منها بخطوات واسعة و دون تردد

‘لابد أن أهرب’

لم تتمكن سيسيل من رفع عينيها عن الدوق الذي كان يقترب منها شعرت وكأن الموت يقترب، حاصد أرواح يحمل منجلاً عملاقاً يريد القضاء عليها إلى الأبد

‘سوف أقُتل’

وفي تلك اللحظة ركع الدوق على ركبة واحدة

حتى سيسيل كانت تعلم أن الناس لا يتخذون هذا الموقف عادةً عندما يحاولون قتل أو إيذاء شخص ما

فتحت عينيها على مصراعيها من المفاجأة

“هل أنتِ بخير، سيسيل؟”

لقد التقى بعينيه مع سيسيل

“هل كنت متفاجئة إلى هذا الحد؟”

بدت عيون الدوق الذهبية جادة للغاية، سيسيل التي بقيت بلا حراك لم تستطع النطق بأي كلمة 

كان تخصصها هو التحدث بشكل مناسب للموقف والوقت، ولكن في هذه اللحظة لم تخطر ببالها أي كلمات

 ” … أنا … حسنا، هذا”

عندما لم تكمل سيسيل حديثها، أصبح تعبير الدوق أكثر حده مد يده وأخذ سيسيل من آن، وقف الدوق و حمل سيسيل بين ذراعيه

“لا داعي للمبالغة لقد كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لك”

“همس الدوق بهدوء كان صوته ناعماً بشكل مدهش، كأنه تهويدة

“من المؤسف أن الأمور وصلت إلى هذا الحد أنا متأكد أنكِ أصبحتِ مولعة بالمعلم”

أراحت سيسيل رأسها على صدره واحتضنها بقوة، و بينما كنت أفعل ذلك، استطعت سماع دقات قلبه بوضوح 

دق دق دق~

كان ذلك الصوت البطيء لكن المنتظم مريحًا بشكل غريب

“أنا … أنا …”

‘أشعر وكأنني أريد أن أقول شيئا علي أن أطمئن الدوق، وأقول له إنني لستُ متفاجئة على الإطلاق، وأن أظهر له كرامتي وأدبي الكذب هو تخصصي’

‘لماذا من الصعب جداً الحديث أمامه؟’

امتلأت عيون سيسيل بالدموع، و التي سرعان ما تدفقت على خديها

لا أريد أن أبكي على شيء كهذا لا أريد أن أظهر نفسي بهذه الطريقة، وكأنني طفلة وغير مستقيمة لقد ذرفت دموعا مزيفة أمام الدوق عدة مرات، لكنني لم أرغب في إظهار دموع حقيقية، وليس دموعا مزيفة

إظهار الجانب الأضعف لديك للعدو، أين في العالم يمكنك أن تفعل شيئًا غبيًا كهذا؟

لكن الدموع انهمرت قطرة قطرة دون توقف فبللت خد الدوق، نظر الدوق إلى سيسيل بعينين ملؤهما الشفقة و عانقها بقوة أكبر همس وهو يربت على ظهر سيسيل

“لا بأس بالبكاء يا سيسيل ليس عليك كبتُ مشاعرك الأطفال يبكون في أي وقت”

‘هل أنت غبي؟ من أجل من أحاول حبس دموعي’

رغم انتقادها لكلماته في داخلها، لم تستطع سيسيل حبس دموعها و من المدهش أنها بكت بحرية بين ذراعيه الحنونين

بعد بكاء مُطوّل، غطت هذه المرة في نوم عميق كان جسد طفلة في الثامنة من عمرها هنا حقًا في النهاية نامت سيسيل بين أحضان الدوق

ربت الدوق على ظهر سيسيل حتى غلبها النعاس في هذه الأثناء، نظّف الخدم الغرفة المتسخة و مسحوا بول إيمون

عاد إسحاق بعد أن سقطت سيسيل في نوم عميق

“لقد ألقيت القبض على إيمون بروشور فتشت الغرفة التي كان يستخدمها، لكنني لم أجد أي دليل على أنشطته أعتقد أنه تخلص منها بالفعل ماذا أفعل؟”

نظر الدوق إلى إسحاق كانت عيناه مختلفتين تماما عما كانتا عليه عندما نظر إلى سيسيل لدرجة أنه كان من الصعب تصديق أنهما الشخص نفسه

“عذبه للحصول على المعلومات”

“سأفعل كما تأمرني”

وعلى الرغم من التعليمات القاسية، أومأ إسحاق برأسه بتعبير غير مبال

أستمر الدوق بالنظر إلى سيسيل النائمة و تنهد بهدوء أغمض عينيه بدا وجهه مسترخيا للغاية

***

على أية حال، هناك بعض الأشياء الجيدة حول هذا الموضوع

كانت الحقيقة أنه لم يعد هناك أحد لتعليم سيسيل

“من المزعج، مهما بلغَ ذكائك، أن تتظاهري أثناء حضورك الدروس كما أنه مضيعة للوقت لقد حدث هذا، لذلك أنا متأكد من أنهم لن يحضروا معلماً مرة أخرى”

رد نيبيلونج سعيدًا، ومع ذلك فقد خان الدوق بارثولوميو توقعات سيسيل تماماً 

“نعم ماذا قلت؟”

اعتقدت سيسيل أنه لم يعد هناك ما يدعو للدهشة بعد المرور بكل أنواع الصعوبات، ولكن….

هذه المرة لم تستطع إلا أن تتفاجأ وعلى النقيض من تعبير عيون سيسيل الواسعة، كان وجه الدوق بارثولوميو الذي يجلس أمامها هادئا

كان يرتدي سترة رسمية و كان يضع يديه المتشابكتين بشكل أنيق على المكتب

” لقد أخبرتك سيسيل سأصبح معلمك منذ اليوم”

قال بوجه جاد

” أشعر بثقل في قلبي لأن المعلم الذي اخترته شخصيا انتهى به الأمر هكذا، لكن لو درست سيسيل بنفسي فلن يحدث ذلك ابدا”

‘بالتأكيد لا التعلم على يد معلم مختص أمر خطير، لكن التعلّم مباشرةً على يد الدوق أمر بالغ الخطورة يجب منع هذا بأي ثمن’

سيسيل، التي كانت تفكر بسرعة، ابتسمت بوجه جميل لدرجة أنه جعل الناس يذوبون

“أنا سعيدة جدًا لأن سموك يُراعيني لكن سموك مشغول جدا ولا يسمح له الوقت بتعليمي شخصيا أعتذر عن كل هذا الإزعاج الذي سببته لك”

تحدثت سيسيل بنبرة ودية للغاية لدرجة أنها لم تشعر بالسوء على الإطلاق بسبب رفضه

حدق الدوق في سيسيل باهتمام ثم أجاب

“أنا لست مشغولاً على الإطلاق”

‘أكاذيب هذه كذبة كاملة’

لم يمر يوم لم أرى فيه ضوء مكتب الدوق عندما ذهبت لغسل الصحون في وقت متأخر من الليل

كان الدوق يعمل دائمًا حتى وقت متأخر من الليل ويستيقظ مع شروق الشمس ليبدأ عمله

عندما ارتسمت على وجه سيسيل علامات عدم التصديق، تنهد الدوق ونهض من مقعده اقترب منها بجسده الوسيم الطويل

انحنى الدوق إلى أسفل، واقترب وجهه بما يكفي لدرجة أن شعره لامس جبهة سيسيل

“و حتى لو كان صحيحًا أنني مشغول، فليس هناك أي داع على الإطلاق لأن تأخذ سيسيل وضعي في الاعتبار”

“هذا… لماذا ؟”

” أنا شخص بالغ، وسيسيل طفلة”