بدأ الدرس، صفّى إيمون حلقه وفتح كتابه

” دعينا نبدأ درس اليوم، آنسة سيسيل”

“نعم يا معلم “

أجابت سيسيل بذكاء حتى هذه اللحظة، كان الأمر كأي فصل عادي آخر و لكن كان هناك شيئا مختلف عن المعتاد

تراجع إيمون خطوةً إلى الوراء ونظر حوله احنى برأسه وحيى الحضور

“إلى جميع الحضور، أشكركم جزيل الشكر على تجمعكم هنا”

كان هناك العديد من الأشخاص في غرفة الدراسة إلى جانب إيمون وسيسيل كان يتواجد الدوق بارثولوميو وخادمهُ إسحاق، إآن و الخادمات الأخريات، هانز والطهاة، والعديد من الخدم والخادمات 

منذ فترة طلبت سيسيل هذا الطلب من إيمون

“من فضلك يا معلم ، افتح محاضرة مفتوحة أريد أن أعرض مدى تطوري للكثيرين في القصر وخاصة الدوق الذي يهتم بي كثيراً”

كان هذا عرضًا مرحبٌ به بالنسبة لإيمون، حيث كان إظهار التقدم لطلابه بمثابة إثبات لقدراته كمدرس

لقد كانت فرصة ذهبية بالنسبة لإيمون، الذي أراد العمل في منزل الدوق لأطول فترة ممكنة

نقل إيمون نية سيسيل إلى الدوق، وعلى الرغم من كثرة أعماله، وافق الدوق على الحضور دون تردد

وهكذا أقيمت دورة المراقبة هذه

وكأنه أراد أن يستعرض قدراته بالشكل المناسب في هذه المناسبة، استعد إيمون بجدية شديدة للدرس

كان الهيكل منظما جيدًا، وكانت الشروحات واضحة، وكانت المادة وفيرة، مما يجعلها محاضرة خالية من العيوب

وقد شوهد الموظفون يصرخون مراراً وتكراراً في إعجاب بتدريسه المثالي

‘حسنا، إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فإن تمديد العقد لن يكون مشكلة لكن بالنظر إلى ردود أفعال الموظفين، فلا شك أن دروسه ممتازة’

كان أهم شيء في تلك المحاضرة هو الحصول على إنتباه الدوق و اظهار تقدم سيسيل له 

أصبح إيمون قلقًا بعض الشيء، فقد اكتفى الدوق بارثولوميو بوضع يديه متقاطعتين و مشاهدة المحاضرة دون اي رد فعل

‘هل تعتقد أنني لم استعد جيدًا لدرس هذا؟ علي أن أظهر له مدى تحسن سيسيل وأن أثبت أن درسي كان مفيدًا على المدى الطويل’

“الآن، آنسة سيسيل في المرة السابقة طلبت منك تحضير عرض تقديمي أليس كذلك؟ هل ترغبين في التقدم وتقديم ما أعددته؟”

” نعم يا معلم”

خرجت سيسيل إلى الحشد حاملة المواد التي أعدتها

“… يا إلهي، لطيفة جداً”

أطلقت الخادمات عبارات الإعجاب، ليس الأمر أن سيسيل لم تكن لطيفة

عيون مشرقة، وموقف واثق، وحتى الغمازات الرائعة في زوايا فمها

“بالنسبة لك، التي خدعت عددًا لا يحصى من الناس، ألا يكون عرض درس المراقبة أمرا سهلاً؟”

همس نيبيلونج، وابتسمت سيسيل موافقة

“دعوني أخبركم بموضوع عرضي التقديمي عرض اليوم هو دور الجواسيس في حروب النقابات التاريخية!”

تصلبت ملامح إيمون عند سماع كلمات سيسيل 

‘لم يكن هذا هو الموضوع الذي خططت له في الأصل!’

قام إيمون بإعداد وتدريب عرض سيسيل من البداية إلى النهاية لدرس المراقبة اليوم لكن موضوع عرض سيسيل تغير تماما

‘و إعلان عن جاسوس… أشعر بشيء مشؤوم’

وبناء على ذلك، حاول إيمون إيقاف إعلان سيسيل

“عذرًا يا آنسة، يبدو أن هناك خطأ ما سأعلن عنه لاحقا”

 “لا، استمر”

قطع صوت خافت جدًا كلام إيمون كان الدوق بارثولوميو، الذي ظل صامتا طوال الوقت

“أريد سماع عرض سيسيل لنبدأ”

لم يكن هناك سبيل لإيقافه استمع إيمون لإعلان سيسيل بشعور حارق في قلبه

كان عرض سيسيل بمستوى طفلة ذكية في الثامنة من عمرها لكن كلماتها كانت ذات جاذبية غريبة لفتت انتباه المستمعين

لم يكن العرض طويلاً، إذ لم يتجاوز خمس دقائق لكن خلال تلك الفترة القصيرة، شعر إيمون و كأنه جالس على فراش من الأشواك

“وأخيرًا، سأعلن عن كلمات المرور التي يستخدمها الجواسيس!”

أخرجت سيسيل مادة عرضها وألصقتها على الحائط كانت تحتوي على نوع من الشيفرات مكتوبة بأحرف كبيرة ليراه الجميع

” هذا هو النص المشفر في العالم الحقيقي”

كان هناك من فهم المعنى حتى قبل أن تتمكن سيسيل من تفسيره

قفز شخصان عندما رأيا الرمز كانا إسحاق وإيمون

”جبل هيلبرين منتصف الليل في اكتمال القمر” 

صرخ إسحاق بوجه من عدم التصديق

“كيف تعرفين كلمة المرور هذه يا آنسة ؟”

تمكن إسحاق، وهو مستكشف أخطاء سابق، من التعرف على الشفرة التي كتبتها سيسيل من خلال نظرة واحدة

جبل هيلفرين منتصف ليل اكتمال القمر المكان واليوم الذي هاجم فيه جنود أوكلي غير النظاميين

ومضت ذكريات إسحاق في ذهنه بما قاله سيده منذ فترة

على الرغم من أن أوكلي تأخر قليلاً في تجنب الكمين وتحقيق نصر عظيم، فمن الصحيح أن القوات غير النظامية كانت قد تسربت لتؤكد نجاحها في اجتياز جبل هيلفرين في ذلك الوقت واليوم

“… هاه؟ تسريب أسرار عسكرية؟ هذا يعني”

 نعم، جولد مان”

كانت عيون الدوق تتألق بقوة حتى أنها كانت مبهرة

” هناك فأر يختبئ في بارثولوميو”

سأل إسحاق بإلحاح وهو يتذكر تلك الذكرى

“آنسة سيسيل، أين رأيت كلمة المرور هذه من أعطاك إياها؟”

“نعم، لماذا تفعل هذا؟”

تظاهرت سيسيل بالدهشة والإحراج

“في الواقع، رأيت هذا في وثائق المعلم”

“إيمون… هذا يعني”

بوم قبل أن تتمكن سيسيل من إنهاء حديثها، سُمع صوتٌ عالي

حاول إيمون الهرب، لكن إسحاق تغلب عليه و ثبته على الأرض

“إكووااك”

” أيها الوغد الصغير، لقد كنت ذلك الفأر”

صرخ إيمون من الألم، لكن يدي إسحاق لم تظهر أي رحمة

وبدلاً من ذلك، ضغط ركبتيه بقوة أكبر على ظهر خصمه، مما جعل من المستحيل على إيمون أن يقاوم

أثار شجار الرجلين دهشة الحاضرين فقاموا و سقطت نظارات إيمون وتدحرجت على الأرض

“… لا ليس هذا أنا”

سقط ظل طويل ومظلم على إيمون وهو يصرخ من الألم

” سوف نكتشف قريبا ما إذا كنت خائنا أم لا”

صوت بارد جدا لدرجة أنه تجمد إيمون وكل من كان هناك

جسد يشعر بالرهبة بمجرد الوقوف عيون صفراء زاهية تتألق حتى في وجه مظلم

قال الدوق بارثولوميو وهو يضبط قفازاته الجلدية السوداء

يكتشف الخونة بكل وسيلة، ويُضرب بهم المثل 

كان وجه إيمون مشوها بشكل مريع بمجرد أن التقت عيناه، أدرك ذلك أنه لا يوجد مخرج الآن

تدفق تيار ماء صغير من مكان ما تبلل فخذ إيمون، وتشكلت بركة صغيرة تحت قدميه

“هيك هيك أرجوك أنقذني، أرجوك أنقذني أرجوك لقد تخلصت من هذا سأفعل أي شيء، فقط أنقذني”

مد إيمون يده مرتجفة، وكان وجهه شاحبا ومرتجفا، لكن إسحاق سحبه إلى الخلف حتى لا تلمس يده الدوق

“أين تظن نفسك بحق الجحيم آه، المكان قذر رجل ناضج يتبول على نفسه”

” لنخرج من هنا بسرعة”

تعاون إسحاق وهانز لإخراج إيمون تظاهرت سيسيل بالرعب، لكنها كانت تراقب هذا الوضع الفوضوي بقلب سعيد

“سار كل شيء كما خططت لهُ لقد كشفت هوية إيمون للجميع دون أي ريبة خطتك نجحت نجاحاً باهراً سيسيل”

حينها فرح النيبلونج 

لمعت عينا إيمون وتوجهتا نحوي كانتا عينين مليئتين بالاستياء والغضب

“أن-أنتِ كان هذا كله خطتك خططت لهذا من البداية كنت ستوقعني في الفخ!”