وبينما كان إيمون غافلاً، وضعت سيسيل حبة منومة في فنجانه
شرب إيمون الشاي ونام على مكتبه
نظرت سيسيل إلى الجزء الخلفي من رأس إيمون النائم ووضعت يدها على ذراعه
الفكرة كانت استخدام سحر القياس النفسي
***
” لن أترككم وحدكم أيها الغير النظاميين!”
صفع رجل في منتصف العمر مكتبه بقوة كان شعره وملابسه في حالة فوضى، كما لو كان ينفس عن غضبه منذ زمن طويل، وكان ديكور مكتبه فوضويا
“هؤلاء الأوغاد اللعينون نهبوا منزل العائلة مرة أخرى بلغت الخسائر 40 ألف قطعة ذهبية 40 ألف!”
“آه- هذا “
“حتى متسولوا الشوارع يعلمون أن المتمردين تحت قيادة بارثولوميو، فلماذا لا نقبض عليهم؟ لنزج بهم جميعًا في السجن من المتمردين إلى الدوق”
صرخ الرجل وألقى المزهرية
كادت المزهرية أن تصتدم بشعر إيمون و تحطم الحائط
“يا ابن العاهرة! بارثولوميو ذاك الوغد”
ضرب الرجل صدره بإحباط ثم لوح بسيفه تجاه إيمون
” أنت اذهب إلى منزل الدوق بارثولوميو”
“هاه، أنا… أنا تقصد؟”
“نعم! أحضر لي أي دليل إذا أحضرت لي دليلاً قاطعاً يضع الدوق بارثولوميو في الزنزانة، فسأعطيك قلعة ويلاند”
ضحك الرجل بشدة، وهو يدفع شعره إلى الخلف
“لنرى إلى متى ستتصرف بذكاء يا بارثولوميو”
سأكسر أنفك المتصلب وأجعلك تزحف على التراب كالدودة~
***
فتحت سيسيل عينيها
ماركيز أوكلي لا بد أن هذا هو وباعتباره أحد النبلاء الأقوياء من مؤيدي الإمبراطور و ولي العهد، فقد كان يزور القصر بشكل متكرر
لقد استخدم سلطة الإمبراطور لارتكاب العديد من الفساد وقمع شعب إقليمه
لقد كانت الضرائب المرتفعة والاستبداد في اقليم الماركيز أوكلي عادة منذ فترة طويلة
كان بطبيعته لئيمًا مع الأقوياء ومتغطرسًا مع الضعفاء كان كالطير المغرد مع الإمبراطور وأبنائه، لكنه كان عديم الرحمة مع أبناء و بنات الأمبراطور عديمي النفع
عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، قبل عودتي، رأيت ماركيز أوكلي يضايق سيدة من البلاط الملكي فاعترضت فبصق علي
غطت سيسيل خدها الأيسر، حيث تم البصق علىيه بكفها دون وعي
” لذا حان الوقت الآن للانتقام!”
ابتسمت سيسيل، ورفعت زوايا شفتيها بينما كانت تغطي خدها، حدقت سيسيل في مؤخرة رأس إيمون، الذي كان لا يزال نائماً
إنها حبة نوم قوية، لذلك لن يستيقظ خلال ساعتين أو الثلاث الساعات القادمة
أطلقت سيسيل تنهيدة صغيرة و وضعت كلتا يديها معًا على مؤخرة رأس إيمون
غسيل المخ له آثار جانبية نفسية خطيرة على الشخص الذي يتم علاجه، ويتطلب سيطرة دقيقة للغاية، لذلك لا أريد استخدامه كثيرا
و لكن هذه المرة، لا يمكن مساعدته
ركزت سيسيل قوتها على كلتا يديها و انطلقت المانا الخاصة بها
ظهر ضوء قرمزي على راحة يدها، وأصبح الضوء عبارة عن عدة خيوط رفيعة بدأت تتغلغل في عقل إيمون
وبعد مرور ساعة، أطلقت سيسيل تنهيدة طويلة
“حسنًا لقد تم ذلك”
“سيسيل، ألا تتصببين عرقا هل أنتِ بخير؟”
تحدث معي نيبيلونج بقلق
وبينما كان يقول ذلك، تشكلت قطرات من العرق على جبهه سيسيل، وسقطت بضع قطرات من العرق على ذقنها
“ماذا اتظن أنني اعاني من الأرهاق؟ غسيل الدماغ لا يستهلك الكثير من المانا لكن التحكم مزعج”
“أوه~ يبدوا أنه يحلم بحلم جميل لكن كما أرى أظن أنه سيستيقظ قريباً”
ابتسمت سيسيل، وأراحت خدها على المكتب
“أتمنى أن يُبلغ إيمون ما اكتشفه سريعًا إلى ماركيز أوكلي أريد أن أرى النتائج قريبا”
وبعد أيام قليلة من حدوث ذلك
في منتصف الليل، كان ماركيز أوكلي ورجاله متمركزين على سفوح جبال هيلفرين تحت ضوء القمر المكتمل، تحدث ماركيز أوكلي إلى جنوده
“سيمر الجنود غير النظاميين من هنا الليلة حتما سيكونون منهكين بعد المعركة، ونحن على أرض مرتفعة، لذا إن باغتنا هجومًا مفاجئا، فسننتصر حتمًا”
نادرًا ما شارك ماركيز أوكلي في القتال المباشر، لكنه كان يحمل ضغينة عميقة ضد القوات غير النظامية لدرجة أنه كان يرغب في رؤيتهم يحققون نصرًا عظيمًا بأم عينيه حتى لو عرض حياته للخطر
“أنا حذر في طرح هذا السؤال، ولكن… هل هذه المعلومات موثوقة؟”
“بالتأكيد هذه هي المعلومات التي زودني بها الجاسوس الذي زرعته في منزل دوق بارثولوميو و حتى الآن لم تكن المعلومات التي زودني بها خاطئة قط!”
وبينما كان الماركيز أوكلي يصرخ، تعثر قائد الجنود وخفض رأسه
وعندما اختفى المعترضون، ضغط ماركيز أوكلي على قبضتيه وتحدث بصوت مليء بالإصرار القوي
“الآن أيها السادة حان وقت الانتقام للمتمردين على كل الإذلال الذي لحق بنا، سأزرع الخوف في نفوسكم يا من تتحدون أوكلي!”
ولكن اصرار ماركيز أوكلي لم يدم طويلاً
انطلق سهم من مكان ما وأصاب كتفه
“إكوااااااك”
سقط ماركيز أوكلي على الأرض مع صرخة و حشية، و كان الجنود الذين يتبعونه في حيرة وذعر
ظهرت ظلال لا تُحصى من قمة الجبل امرأة ذات شعر وردي، ورجل نحيل
التعليقات لهذا الفصل " 36"