كان شابا جذابًا بشعر ناعم بلون القمح وعيون فيروزية ناعمة أضافت الملابس البسيطة والأنيقة والنظارات الى الأجواء اللطيفة والعلمية

“أهلاً آنسة سيسيل لقد سمعت الكثير عنك من معالي الدوق”

ابتسم الرجل بحنان

“أنا إيمون بروشور سأكون مسؤولاً عن تعليمك من الآن فصاعداً رجوكِ اعتني بي جيداً”

وهكذا التقيت به، ولم يمض وقت طويل حتى اقترح الدوق فجأة على سيسيل أن تتلقى دروسا منه

ومع ذلك، أصر الدوق على أن تتلقى سيسيل تعليمًا مناسبًا لعمرها، ولم يكن أمام سيسيل خيار سوى الامتثال

كانت مبادرة الدوق رائعة فقد وظف معلمًا موهوبًا ووقع العقد  في أسبوع واحد فقط

لذلك لم تتمكن سيسيل من تجنب الفصل الدراسي

كان سلوك إيمون اللطيف سيجعله محبوبا لدى أي شخص، لكن كان على سيسيل أن تبذل جهدًا كبيرا لإخفاء تعبيرها المنزعج

أوه، حقا ….. أعتقد أنني سوف أشعر بالتعب الشديد من الآن فصاعدا~

في الواقع، لم يكن الأمر صعبًا عليها، كساحرة عبقرية، أن تأخذ دروسا لطفلة في الثامنة من عمرها كانت تستطيع بالتأكيد حل واجباتها المدرسية وهي نائمة

بل إن ما كان مزعجاً هو أن عبقريتها لم تكن لتظهر كثيراً

من الخطر أن أكشف عن قدراتي وأعامل كعبقري إذا برزت أكثر من اللازم، فقد أثير شكوك الدوق سريع البديهة

فكرت سيسيل في مزاج مضطرب

لكن لا يجب أن ابدو غبية أو غافلة في الصف

لكسب ود الدوق، علي أن اكون مجتهدة بما يكفي للمشاركة بنشاط في الصف، وذكية بما يكفي لعدم اعتباري غريبة على طفلة في الثامنة من عمرها

كانت المهمة تتطلب قدرًا كبيرًا من المشي على الحبل المشدود أن تكون طالبا نموذجيًا بدرجة كافية لتجنب إثارة شكوك الدوق

على أي حال، ما كان ينبغي له أن تظهر مثل هذه المشاعر وضعت سيسيل يديها بلطف على بطنها وابتسمت بحب

“أهلاً أستاذي سررت بلقائك أرجوك اعتني بي”

“أنتِ حقًا سيدة صغيرة لطيفة، تماماً كما سمعت”

كان إيمون معجبًا بسيسيل، ثم انحنى بأدب أمام الدوق

” أتمنى أن تستمتعي بعناية في الفصل، سيسيل”

“نعم سأعمل بجد، جلالة الدوق”

تحدث الدوق طريقته الصريحة المعتادة، وأغلق الباب بمجرد أن سمع إجابة سيسيل

“تفضلي بالجلوس هنا يا آنسة سيسيل اليوم هو أول يوم عمل، لذا سأبسط الأمر”

“نعم”

تظاهرت سيسيل بالمرح وجلست في المقعد الذي عرضه عليها إيمون

ولم تدرك الحقيقة المذهلة إلا بعد ذلك

انتظر، هل قال سابقاً إنني لطيفة؟ من أخبر إيمون أنني لطيفة، بقدر ما استطيع أن أتذكر كان هذا المعلم شخصا تم اختياره شخصيًا من قبل الدوق بارثولوميو نفسه دون أي مساعدة من الآخرين

إذن من الذي أخبر إيمون أنني لطيفة …؟

مهلا لا يمكن هذا لا يناسبه مهما قال أي شخص، فأنا أعرف الدوق جيدًا

لقد كنت خصمه اللدود لعشر سنوات من المستحيل أن يقول الدوق شيئًا كهذا لا بد أنه سمع من خدم القصر أنني لطيفة 

كان الفصل الأول عبارة عن خطط إيمون المستقبلية للفصول الدراسية 

“لا تقلقي بشأن صغر سني لأكون معلمًا خصوصيا لقد درست أطفالاً من عائلات مرموقة عديدة، مثل إيرلز تشابمان، وفيكونت لانغستون، وماركيز أوكلي، وغيرهم”

كانت سيرة إيمون الذاتية مثيرة للإعجاب بالنسبة لعمره،

و كان من الواضح أن الدوق بارثولوميو يهتم كثيرًا بتعليم سيسيل

“آنسه سيسيل ستتعلمين معي القراءة والتاريخ والحساب من الآن فصاعدًا ستعقد الدروس خمس مرات أسبوعيًا، كل مرة لمدة ساعتين مع ذلك، سأقيم في منزل الدوق مؤقتًا، لذا إن كانت لديك أي أسئلة، فلا تترددي في الحضور وطرحها علي في أي وقت، حتى خارج أوقات الدراسة”

“و هذه هدية لك يا آنسة سيسيل”

أعطى إيمون سيسيل عدة كتب سميكة كهدية

” شكرا لك “

وبينما ابتسمت سيسيل متظاهرة بالإعجاب بالأمر انتشرت ابتسامة سعيدة على وجه إيمون

“سمعت أن الآنسة سيسيل ذكية ومهذبة للغاية أتطلع إلى الدروس القادمة مع هذه الطالبة الرائعة”

” وأنا أيضًا يا معلم”

أجابت سيسيل بمرح وتنهدت داخليا

***

وهكذا جاءت سيسيل لتأخذ درس إيمون

“كما هو موضح في الفصل الأول، خمس مرات أسبوعيًا، كل مرة ساعتين الواجبات المنزلية منفصلة”

في كل مرة كان لديها حصة دراسية، كان على سيسيل أن تبذل جهدًا كبيرًا لتبدو ذكية بالنسبة لطفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات

“حسنا یا آنسة اليوم سنتعلم كيفية ضرب الأعداد المكونة من ثلاثة أرقام هيا نحل هذه المسألة”

قوي بالتمييز بين ما تعرفينه بالفعل وما تعرفه طفلة تبلغ من العمر ثمانية سنوات، ولكن كوني صادقة واستباقية في دروسك~

“اليوم درس تاريخي ممتع سنتعلم عن حرب جستنیان، التي خاضها و كيف أثرت على الإمبراطورية والمعبد الكبير”

احصلي على رضا الدوق، ولكن لا تحصلي على شكوكه أبدًا

“اليوم، أحضرت لك قصائد هوكينز، وجيه بي ويليامز، ووينشستر لنستمتع بجمال الشعر الرومانسي”

في هذه الفئة، كانت سيسيل طالبة نموذجية مهتمة بالأدب الفروسي وتاريخ الكنيسة الكاثوليكية وكانت جيدة في الحفظ، لكنها واجهت بعض الصعوبات في الحساب

إذا خفضت حذري أثناء الدرس، فستحدث أشياء مثل هذه

“إذا، بدأ الرجل الحكيم واينرايت حركة مقاومة سلمية ما هو وضع واينرايت الحالي؟ إذا درست جيدًا، فستعرفين بسهولة”

قالت سيسيل بغير وعي

” هذا الرجل جيد جدًا”

التقت سيسيل مع واينرايت قبل عودتها

حتى بالنسبة لها، التي كانت مليئة بالحقد والغضب في ذلك الوقت بدت شخصيته ممتازة، ومع قليل من النزوة تركته سيسيل يعيش

سيسيل، التي أدركت ما قالته متأخراً، نظرت إلى إيمون بدهشة

كما كان متوقعًا، كان إيمون يبدو مرتبكا أيضاً 

“قرأت سيرة واينرايت منذ مدة، وكان رجلاً عظيماً بحق أحترمه بشدة”

“آه، أرى”

إضافت سيسيل تلك الكلمات بشكل عاجل، وحينها فقط استرخى وجه إيمون

باستثناء الحادثة العرضية مثل هذه، سارت الحصة بسلاسة تامة

لكن……..

دارت سیسیل بعينيها الأرجوانيتين خلف الكتب التي وضعها على الطاولة

“هناك شيء غريب”

في مرحلة ما، بدأت ألاحظ سلوك إيمون المريب

بطريقة ما ، يبدو أنك مهتم بالدوق بارثولوميو أكثر من تعليمي

أثناء وقت الدرس، كان إيمون يسأل سيسيل كثيرا عن أنشطة الدوق، وخارج وقت الدرس، كان يتجول حول مسكن الدوق

حتى يوم واحد أثناء درس التاريخ

“هل نتعرف اليوم على تاريخ عائلة بارثولوميو هل أنتِ مهتمة أيضًا بتاريخ العائلة يا آنسة سيسيل؟”

وبعد إثارة ضجة كهذه، بدأ يسأل سيسيل أسئلة مفصلة حول التحركات العسكرية للدوق بارثولوميو

“لقد كنت في منزل الدوق لفترة طويلة يا آنسة سيسيل لابد أنكِ سمعت عن المتمردين أعلم أن للمتمردين روابط وثيقة بعائلة الدوق إن كنت ذكية، فلا بد أنك تعرفين شيئا ما”

رسميًا، نفى الدوق أي صلة له بالجنود غير النظاميين وكان هذا الأمر طبيعياً، نظراً للجرائم الواضحة التي ارتكبتها العناصر غير النظامية، وخاصة تلك التي تستهدف النبلاء

لاحظت سيسيل أن أسئلة إيمون كانت نوعاً من الأسئلة الموجهة 

كانت سيسيل تبلغ من العمر ثماني سنوات وكانت تقيم في منزل الدوق لفترة طويلة، ولم يكن الكبار حذرين في كلماتهم أمام الأطفال، لذلك كان من الواضح أنه يعتقد أن سيسيل تعرف شيئاً ما

“نعم، غير النظاميين؟ لا أعرف ما هذا؟”

كذبت سيسيل وهي ترمش بعين

يها المستديرتين

هذا صحيح إيمون لم يأت إلى هنا ليعلمني بل ليتجسس علي

خلف وجهها البريء فكرت سيسيل بحدة

لابد أن أعرف من يعمل إيمون لصالحه 

ترجمة| ♡♡⇠𝕊𝔸ℕ𝔸⇠