يا إلهي، ما أجمل هذه الغرفة”

“هناك الكثير من زهور التوليب”

لقد انبهرت الفتيات الشابات اللاتي حضرن حفل الشاي للأميرة الرابعة سوزانا بمجرد أن رأين منظر غرفة الاستقبال، التي كانت مكان الحفل

كانت قاعة الاستقبال مليئة بأزهار التوليب. لا بد أن عددها كان لا يقل عن ألفي زهرة

علاوة على ذلك، لم تكن هذه زهور توليب عاد ية، بل كانت زهور توليب مزدوجة وردية اللون

وكانت زهور التوليب التي كانت بالفعل زهوراً كبيرة وجميلة مزدوجة الأزهار أيضًا، لذا كان المشهد يتباهى بفخامة حديقة مليئة بالورود

” هاها، أبي أعطاني هذه الهدية”

“جلالتك الإمبراطور؟”

“نعم، عندما أخبرته أنني سأقيم حفلة شاي، أهداني إياها على الفور، وقال إن استخدمها كزينة للحفل لكني أخبرته أنني لست بحاجة لهدية فاخرة كهذه لكنه أصر على ذلك”

لقد تأثرت الفتيات الصغيرات عندما تحدثت سوزانا بتواضع

“كما هو متوقع جلالة الإمبراطور يعتز بصاحبة السمو كثيرا”

“بالتأكيد، هذا أمر متوقع، سموك سوزانا موهوبة و جميلة جدا”

“سمعت أنك حققت الكثير من المال الشهر الماضي من خلال الاستثمار الناجح في مشروع تطوير طريق تجاري مع دوقية هيلفيتيا؟”

الأميرة سوزانا الرابعة حتى في سن السابعة عشرة، كانت قد بدأت تُحدث فرقا في عالم التجارة

بدأت إدارة أعمالها الخاصة في سن الحادية عشرة، وفي سن السابعة عشرة، أصبحت مالكة شركتين وشركة مساهمة كما تمتعت بموهبة الاستثمار، وكانت تعرف بأنها أصغر سيدة أعمال في سوق الأسهم، وتمتلك حاليًا أكبر ثروة شخصية بين فتيات العائلة المالكة

بسبب مواهبها المتميزة، كانت سوزانا أيضًا واحدة من أطفال الإمبراطور، وهو مصطلح للأطفال الذين يفضلهم الإمبراطور

كانت سوزانا فخورة بمواهبها، وبحقيقة أنها كانت ابنة الإمبراطور

كان هذا منصبًا يطمح إليه النبلاء، ويتوق إليه إخوتها وأخواتها كانت سوزانا مصممة على ألا تفوت ولو لمرة واحدة من طعم التفوق والنفوذ اللذين يصاحبانها

لقد كان مجد القوة المطلقة حلوا جدا

لكن …….

” الأميرة هاريس، ما هذا الزنبق؟”

لقد تم تدمير مزاج سوزانا بالكامل بسبب ضيف ظهر متأخرًا 

لقد قامت هاريس بتزيين قبعتها وفستانها ببضعة زهور توليب

كانت تلك الزنبقات ذات مظهر غامض وجميل حقا بالنسبة لمجموعة منها

كانت البتلات زرقاء وشفافة، تظهر ما بداخلها بوضوح، وكانت الأنماط الذهبية مثل الزجاج المكسور تخلق جوا غامضًا وخطيرًا

في البداية، اعتقدت سوزانا أنها زهرة مصنوعة من الزجاج

لكن الأمر لم يكن كذلك كانت رائحة البتلات المنعشة الشفافة كالزجاج، والتي بدت وكأنها ستغطى قريبا بالندى رائحة الزهور الطازجة بكل تأكيد

“يا إلهي، إنه جميل جدا”

“لم أكن أعلم أن هناك كل هذه الأنواع من زهور التوليب”

“الاميرة هاريس من أين حصلت على هذه؟ أرجوك أخبرني”

تغير الجو في لحظة و قبل أن يدركن ذلك، كانت الشابات يحيطن بهاريس و يتحدثن عنها وعن زهور التوليب خاصتها فقط

على الرغم من وجود الآلاف من زهور التوليب الجميلة هنا

” في الواقع … … أنا أعلم”

لقد كان المجد حلوا، لكنه لم يدوم إلى الأبد

لم تكن سوزانا محبوبة من الإمبراطور منذ البداية

حتى بلغت الثالثة عشر من عمرها، قبل أن تصبح أعمالها مشهورة، كانت مجرد أميرة متواضعة

بالكاد تستطيع البقاء على قيد الحياة

ذات يوم، بعد فترة وجيزة من أن أصبحت ابنة الإمبراطور، رأت إحدى أخواتها تطرد خارج القصر

“أبي أنا كريستين التي أحببتها أنا ابنتك”

أظهرت كريستين، الأميرة الثانية، موهبة كبيرة في المبارزة منذ سن السادسة وكانت محبوبة باعتبارها ابنة الإمبراطور منذ سن مبكرة

نظر الإمبراطور إلى ابنته الحبيبة بنظرة باردة

“مع كل الندوب والساقين المكسورة، لا بد وأن يكون من الصعب العثور على زوج لك”

كريستين التي خرجت لتأسيس تخصصها، فقدت ساقيها خلال حملتها الأخيرة لهذا السبب، تجاهلها الإمبراطور تماما

راقبت سوزانا هذا المنظر البائس بخوف ثم التفتت يد دافئة حول كتفها لقد كان الإمبراطور

” سوزانا، أنت محظوظة موهبتك التجارية ليست سهلة المنال”

لم تشعر سوزانا بأي راحة من لمسة والدها، بل شعرت بالرعب، كما لو أن فكي وحش قد لمس مؤخرة رقبتها

وبعد ذلك لم يتمكن أحد من رؤية كريستين

هذه هي كلمات طفل الإمبراطور الساقط، ومن ذلك الحين تحاول سوزانا يائسة البقاء على قيد الحياة

لقد صقلت مواهبها التجارية، ولم تفقد نفوذها الاجتماعي أبدا، وداست على إخوتها وأخواتها الذين أظهروا علامات الموهبة

بالنسبة للأميرة، فإن الدرجة التي تحظى بها بتأييد الإمبراطور ترتبط بشكل مباشر بمدى نفوذها في الدوائر الاجتماعية

لذلك، على الرغم من أن سوزانا حصلت في الواقع على 500 زهرة توليب من الإمبراطور، إلا أنها أظهرت تفضيلها من خلال شراء 1500 زهرة توليب أخرى بأموالها الخاصة

ومع ذلك، من بين 2000 زهرة هزمت من قبل عدد قليل فقط

لم يكن أمام سوزانا خيار سوى صرير أسنانها و لكن لم أستطع أن أكون غيورا فقط

” هاريس، هل يمكنك أن تخبريني من أين حصلت على تلك الزنبق؟”

“يا إلهي”

“…. صاحبة السمو سوزانا”

تفاجأت الفتيات عندما تغيرت سوزانا، التي كانت دائما رائدة في مجال السلع التجارية، من المستمعة إلى السائلة

لقد أصيب كبريائي بجروح حتى الموت، لكنني لم أستطع مساعدة نفسي

خفضت هاريس رأسها، متظاهرة بالخجل، لكن سوزانا استطاعت أن ترى لمحة من الفخر في زوايا فمها

فقط بعد أن أعطت كل ما لديها فتحت هاريس فمها

“بالتأكيد سموك من أين حصلت على هذا”

***

“بيعت زهور التوليب مثل الكعك الساخن”

كانت سيسيل واقفة متكئة على الحائط و تحسب المال

كان شعر سيسيل الآن طويلاً، بني غامق اللون مربوطاً على شكل ذيل حصان، وكانت تبدو و كأنها امرأة طويلة ونحيلة ترتدي بنطالاً

“اصمت انت مزعج فقط”

على الرغم من انها تحدثت وكأن شيئا لم يحدث، إلا أن سيسيل بدات مسرورة للغاية

في الآونة الأخيرة، بدأت سيسيل في بيع بصيلات التوليب الحمراء العادية إلى النبلاء من خلال تحويلها إلى زهور توليب نادرة وجميلة باستخدام محفزات النمو والجرعات المتغيرة اللون

في البداية، كان النبلاء حذرين منها بسبب وضعها ومسيرتها المهنية غير المؤكدة، ولكن عندما رأوا المظهر الجميل للزنبق، اتسعت أعينهم وتنافسوا مع بعضهم البعض لدفع الثمن

وبطبيعة الحال، كان هذا وحده ربحًا ضخمًا، لا يقارن بالسعر الأصلي للبصيلات، ولكن كان لدى سيسيل فرص أخرى في الاعتبار

“ثم بما أننا وصلنا إلى حصتنا لهذا اليوم، هل يجب علينا العودة قبل أن تكتشف آن الأمر؟”

“دعينا نفعل ذلك”

وفي تلك اللحظة كانت سيسيل على وشك المغادرة كان هناك عدة رجال واقفين أمام سيسيل

“هل أنتِ الآنسة جيردا؟”

كان هذا هو الاسم المستعار الذي استخدمه سيسيل لبيع زهور التوليب 

أومأت سيسيل برأسها

“ماذا هناك؟”

” يجب عليكِ أن تذهب معي”

“أتيت فجأة دون أن تخبرني إلى أين أنت ذاهب؟ من طلب منك إحضاري إلى هنا؟”

سألت سيسيل و هي تراقب الرجال يحيطون به بشكل تهديدي

“إنها تنتظر الآنسة جيردا في قصر النجوم”

ترمز الشمس إلى الإمبراطور، ويرمز القمر إلى الإمبراطورة، وترمز النجوم إلى عدد لا يحصى من أطفال الإمبراطور

” أخيرا”

ابتسمت سيسيل داخليًا عندما أدركت أن الفرصة التي كانت تنتظرها قد حانت

وبعد فترة من الوقت كانت سيسيل جالسة في غرفة الاستقبال بالفيلا الذي اتصل بها ظهر متأخرا قليلا

” آسفة لإبقائك تنتظرين يا جيردا أنا الأميرة سوزانا الرابعة من أوبيدين

كنت أعلم أنها ستكون أنتِ

كانت تخصصات سوزانا هي إظهار تفوقها من خلال جعل الشخص الآخر ينتظر

علاوة على ذلك، تتمتع سوزانا بفخر كبير لكونها رائدة في مجال الموضة، ولديها هوش بالتأثير الاجتماعي توقعت أنها إذا علمت بتوفر منتج كهذا، فستجد بائعًا بالتأكيد

على الرغم من أنها كانت تعتقد ذلك، إلا أن سيسيل تظاهرت بالدهشة من الخارج

“مرحبا الأميرة سوزانا النجمة الثمينة للإمبراطورية”

انحنت سيسيل وقبلت ظهر يد أختها

“انتبهي يا سيسيل لم يتبق لنا سوى 30 دقيقة لنتحرك إلى هنا و ابقي ذلك الإنسان منتظرا لفترة طويلة علينا الانتهاء خلال هذه المدة!”

ترجمة| ♡♡⇠𝕊𝔸ℕ𝔸⇠