شعرت سيسيل بالحرج الشديد والخجل من هذا الوضع

من المحرج جدًا أن تسقط، فلماذا كلو هذه الضجة؟

ولم يكونوا الوحيدين هناك أيضًا

كانوا محاطين بالخدم والخادمات الذين ساعدوهم في حمل المظلات وإحضار أدوات الاسعافات الاولية لهم

” أنا بخير، أنا لست مصابًا حقًا”

تحدثت سيسيل بإلحاح، ناوية النزول بسرعة لكن الدوق نظر إلى ساقي سيسيل، فتصلب وجه 

” لقد كنتِ مصابة بشكل سيء”

نظرت سيسيل إلى ركبتيها كانتا ملطختين بالدماء، لكن سيسيل كانت ساحرة و كانت هاربة منذ زمن و خاضت معارك عديدة، وأصيبت مرات عديدة

لم يكن بإمكانها الاتصال بطبيب وهي هاربة كانت سيسيل تعالج نفسها دائمًا، حتى عندما كانت تعاني من إصابات تهدد حياتها 

بالنسبة لسيسيل، لم تكن كدمة بهذا الحجم سوی خدش و لذلك لم تستطع فهم رد فعل الدوق

قبل أن تتمكن سيسيل من قول أي شيء آخر، طلب منها الدوق الجلوس عند النافورة

” أحضر طبيبا”

بعد إعطاء التعليمات للخادم، ركع الدوق أمام سيسيل وفحص الجرح عن كتب

أنا محرجة جدا لدرجة أنني قد أموت

أرادت سيسيل تحت أنظار الدوق وموظفيه الزحف إلى حفرة

” أنا…. لا أعرف لماذا تتفاعلون بهذه القوة”

“انتِ مصابة!”

“لكنه مجرد جرح صغير، وليس خطيرًا”

“إنه جرح كبير يا سيسيل طفل في مثل سنك عادةً ما سينفجر بالبكاء”

عندما أظهرت سيسيل وجه عدم الفهم، نظر الدوق أيضًا إلى سيسيل بوجه من عدم التصديق

“هل كان هذا يحدث يوميا؟”

“ماذا؟”

“في القصر هل كان من الشائع التعرض لإصابات بهذا القدر؟”

فكرت سيسيل في الأحداث التي وقعت أثناء و جودها في القصر

الآن بعد أن فكرت في الأمر، هذا صحيح كنت أتعرض للضرب دائمًا من قبل أشخاص مثل الأمير الثالث عشر، أو كنتُ أتعرض للتنمر بطريقة تؤذيني حتى لو لم يوجهوا لي ضربة مباشرة

عندما أفكر في الأمر الآن، يبدو الأمر وكأنني بدأت في تلك اللحظة التعود على التعرض للأذى

أومأت سيسيل برأسها قليلاً

لفترة وجيزة، ظهر ضوء قاتل في عيون الدوق الذهبية

” …. هؤلاء أبناء العاهرة”

كان الصوت الذي خرج من خلال الشقوق في الأسنان يغلي بالغضب والكراهية

لقد وجدت سيسيل الصوت غير مألوف للغاية

حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي تراه فيها غاضبًا إلى هذا الحد

“أنا بخير حقا لقد مرّ وقت طويل”

لم يكن الأمر أن سيسيل سامحت العائلة المالكة أو أرادت القيام بأعمال صالحة أو أي شيء من هذا القبيل

كان تعبير الدوق مخيفًا للغاية لدرجة أنه بدا و كأنه سيقتحم القصر في أي لحظة

و هذا ليس ما أرادته سيسيل

الانتقام جميل، لكنني أريد أن أعيش حياة مستقرة وهادئة حتى أنمو بما يكفي لاستعادة كامل ماناي لكن إذا ساءت العلاقة بين الدوق والعائلة الإمبراطورية، فسيذهب كل ذلك أدراج الرياح، أليس كذلك؟

” حقا أنا سعيدة جدًا جدًا لوجودي هنا الآن”

تحدثت سيسيل مع التركيز على كل كلمة

لكن الدوق لم يبد مقتنعًا، بل الغريب أنه بدا أكثر حزنا

أطلق تنهيدة طويلة وكأنه يحاول قمع مشاعره، ثم أومأ برأسه

” أنا سعيد لسماع ذلك”

تحدث الدوق بصوت مكتوم

“لكن يا سيسيل، عليك أن تعتني بجسدك أكثر لا أستطيع المساومة على هذا”

“… أعتقد أنك تقدره بما فيه الكفاية”

بعد أن هز رأسه نحو سيسيل، التي كانت تتمتم بهدوء، خلع الدوق حذاء سيسيل و جعلها تغمس قدميها في النافورة

“دعونا ننظف الجرح قبل رؤية الطبيب”

“مهلا، لست بحاجة لزيارة طبيب ستتحسن حالتي إذا تركتها وشأنها”

” سيسيل، إذا كنتِ تريدين أن تعتزي بجسدك استمعي الي”

أمسك الدوق جسد سيسيل من الخلف وجمع الماء من النافورة بيديه

“يجب معالجة المناطق المصابة بشكل مناسب”

ثم بدأ الدوق بغسل ركبتي سيسيل بالماء

“أوه …!”

كان الماء باردًا جدًا، ويسبب لسعة في كل مرة يلمس فيها الجرح

حتى سيسيل، التي لم تصدر أي صوت عندما سقط، لم تستطع أن تتحمل الأمر وارتجفت، وأصدرت صوتا مكتومًا

لف الدوق جسده العريض حول ظهر سيسيل وغسل جروح سيسيل بلطف ولكن بثبات

لقد كان الأمر حارًا ومؤلمًا، لكن احتضانه لدرجة حرارة جسمه أعطاني شعورًا غريبا بالراحة

“هذا يبدو غريبا حقًا”

فكرت سيسيل

أتلقى هذا القدر من الرعاية بسبب هذه الإصابة البسيطة

لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها للإصابة وتتلقى العلاج

حتى عندما كانت في القصر وعندما كانت هاربة لم يكن لديها أحد آخر ليعالجها عندما كانت مريضة 

لقد كان محرجًا حقًا أن أفعل هذا تحت أنظار … الكثير من الناس، ولكن من ناحية أخرى

شعرت أيضًا أنني أريد ان يستمر في احتضاني بهذه الطريقة

لماذا خانني شخص حنون كهذا؟ أليست هذه المودة صادقة أصلا؟

كما أن الأفكار المؤلمة رفعت رؤوسها في زاوية من قلبي

لكن مع ذلك…… بينما كنت أشعر بدرجة حرارة الجسم الدافئة، شعرت أن الأمر لا يهم حقا في تلك اللحظة

لا أعرف أريد فقط أن أؤمن بهذه المودة، في هذه اللحظة حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة

فكرت سيسيل بذلك وأغلقت عينيها

***

بعد وصولها إلى مقر إقامة الدوق، كانت سيسيل تقرأ الصحيفة كل صباح

لم أستطع أن أطلب من الخادمات قراءة الصحيفة لي لأن الأمر سيبدو غريبا إذا تم

القبض علی طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات وهو يقرأها

إذا ذهبت إلى ركن الموظفين صباحًا، ستجد صحفاً متناثرة في كل مكان، قرأها الموظفون ثم ألقوها ثم كل ما كان على سيسيل فعله هو التقاطها وقراءتها

حسنا، ما هو المقال الذي سيكون اليوم؟

وبعد أيام قليلة من زراعة التوليب في الفناء الخلفي لمقر إقامة الدوق، أضاءت عينا سيسيل عندما فتحت الصحيفة

وكانت المقالة التي كانت تنتظرها موجودة في الصفحة الثانية من الصحيفة  أعتقد أن الوقت قد حان!

حان وقت تألق التوليب التي اشتريتها

***

في الصيف الماضي وصلت سفينة تجارية ضخمة من المملكة المجاورة، محملة بالسلع التجارية الثمينة مثل الفن والمجوهرات والنباتات والحيوانات

كان النبلاء والأثرياء متحمسين للمنتجات الأجنبية الفريدة والجميلة التي كانت مختلفة تماما عن ثقافة الإمبراطورية

المنتج الذي حظي بأكبر قدر من الاهتمام هو زهرة التوليب

كانت زهور التوليب مختلفة عن أي زهرة أخرى وجدت سابقا في الإمبراطورية، وكانت تأتي في مجموعة متنوعة من الأنماط والألوان

لا بد أنه كان منتجا جذابًا للغاية بالنسبة للنبلاء الذين كانوا يستمتعون باستخدام الزهور والسلع التجارية الأجنبية لإظهار ثرواتهم

سرعان ما أصبحت زهور التوليب اتجاها اجتماعيا

كل من لم يزين منزله وملابسه بالزنبق كان يعتبر غير عصري

بدأ الأرستقراطيون في إنفاق مبالغ ضخمة من المال على زهور التوليب، وخاصة تلك ذات الأنماط والألوان الفريدة

ارتفعت أسعار زهور التوليب في لحظة واحدة، وكان الجميع يشتري وينشر البصيلات

والآن أصبح من الممكن رؤية زهور التوليب الكبيرة والرائعة في كل مكان حتى في القصر وفي مقر إقامة الكونت أونيل

في هذا العصر، سيكون من غير المعتاد ألا يحضر الدوق زهرة توليب واحدة

خمنت سيسيل أن السبب في ذلك هو عدم اهتمام الدوق بارثولوميو بالموضة والبذخ

بفضل ذلك، أصبح الحصول على بصيلات التوليب أسهل

حسنًا، كل هذا أصبح من الماضي الآن

بعد تجربة زراعة زهور التوليب في الفناء الخلفي لقصر الدوق واصلت سيسيل شراء بصيلات زهور التوليب بالمال الذي كسبته من بيع المايونيز وبعض الأموال التي تلقتاها من الكونت أونيل

ما اشترته كان عبارة عن بصيلات توليب حمراء عادية، لذلك لم تكن باهظة الثمن، وقبل أن تدرك ذلك، كانت قد جمعت حوالي 1200 بصيلة

لقد ارتفع سعر زهور التوليب بشكل كبير، لذا ينصح ببيعها حتى أن هناك محفز نمو يمكنها إن تجعل النمو من الأبصال إلى أزهار في لحظة

رغم أنها كانت مجرد زهرة توليب حمراء عادية، إلا أن سعرها ارتفع قليلاً كان هذا دخلاً جيداً لحوالي 1200 زهرة توليب

و لكن سيسيل هزت رأسها

” أنا لست من النوع الذي يكتفي بهذا فقط”

” أنتِ أنتِ حقًا لابد أن لديك قدرة غامضة، أليس كذلك؟”

عند سماع كلمات نيبيلونج، انحنت شفتي سيسيل

“انتظر و شاهد  سأنفذ عملية احتيال ستخ لد في التاريخ و سأستهدف العائلة المالكة!”

ترجمة| ♡♡⇠𝕊𝔸ℕ𝔸⇠