“حيث أنها لا تؤذي؟”
وعندما فكرت بهذه الطريقة، شعرت سيسيل بأن قلبها سينخفض
وفي اللحظة التالية، وصل صوت صغير إلى أذنيها
” …. اليزابيث”
الصوت الذي بدا مستعدا للتوقف في أي لحظة، بدا مؤلمًا للغاية لدرجة أنه كان من الصعب تصديق أنه جاء من فم الدوق
عندما سمعت هذا الصوت، تذكرت سيسيل ما تعرفه عنه
لقد فقد الدوق بارثولوميو زوجته الحبيبة وطفله في نفس الوقت منذ ثلاث
أدركت سيسيل
إليزابيث هو اسم زوجة الدوق السابقة
اقتربت منه سيسيل دون أن تدرك وبينما هي تقترب، رأت في يده إطار صورة صغيرًا
كانت صورة لدوق بارثولوميو وامرأة جميلة
كانت المرأة ذات شعر طويل مموج بلون القش وعينان أرجوانيتان غامضتان، وبدت لطيفة للغاية
أكثر ما يلفت الانتباه في الصورة هو ابتسامة الدوق كانت ابتسامة خفيفة، لكن سيسيل نادرًا ما تراه يبتسم بهذه الطريقة
لم تكن ابتسامة مصطنعة، بل بدا سعيدا جدا بجانبها
وإذا نظرت بعيدًا قليلاً عن صورة الزوجين السعيدين، هناك الدوق يتلوى ويتألم
“لقد فقدت نصفي الآخر، الذي ظننت أنه سيبى معي طوال حياتي مبكرًا جدًا حتى لو بُتر نصف جسدي و قطع لحمي، فلن أشعر بكل هذا الألم اعتقدت أن الأمور قد تحسنت قليلاً في الآونة الأخيرة….. ولكن لم يكن الأمر كذلك”
فكرت سيسيل في حالة صدمة
لطالما قاومت دائمًا و حاولت ألا أكشف عن جروحي للآخرين لقد كنت واثقة من مهاراتي في التحدث
وكان تخصصها إقناع الأشخاص الذين يعانون من الألم
لم يكن هناك شيء أسهل من كلمة حلوة واحدة يمكن أن تجلب الخلاص لشخص في محنة، ولكن في هذه اللحظة لم تخرج إي من تلك الكلمات
كان الكذب سهلاً بما فيه الكفاية دون أن يرمش لها جفن، ولكن في هذه اللحظة، لم أكن أريد أن أواسيه بكذبة
وبينما كانت سيسيل مترددة، تحدث هو أولاً
“… أنا آسف لأنني بدوت قبيحًا جدًا أمامك”
نهض الدوق ببطء كان صوته أجشا وعيناه المضاءتان بضوء المصباح الخافت حمراوين
هزت سيسيل رأسها
” لا، أنا من يعتذر عن اقتحامي دون إذن ظننت أنك مريض”
ولم يجب الدوق، لم يكن ينظر مباشرة إلى سيسيل، لكن وجهه بدا متعبا للغاية
شعرت سيسيل بالأسف عليه عندما رأت مظهره الضعيف الذي لم تره من قبل، وأغلقت عينيها بإحكام
أنتِ مجنونة أن تشعري بالشفقة عليه تذكري اللحظة التي قتلك فيها في حياتك الماضية
کررت سيسيل تلك الكلمات لنفسها
علي أن أكون أكثر موضوعية لا أستطيع تفويت هذه الفرصة العظيمة علي أن أكسب رضاه بأي وسيلة ممكنة
عززت سيسيل عزيمتها وفتحت فمها
” أنا…. أعتقد أنك و الدوقة جميلين جداً”
احنى الدوق رأسه للحظة، ثم رفعه مجددًا و نظر مباشرةً إلى سيسيل
” لقد أصبح الوقت متأخرًا، لذا من الأفضل أن تعودي”
“لكن …….”
” شكرًا لك على كلماتك الطيبة المريحة”
نظر الدوق إلى الإطار، ثم عض شفته و قلب الإطار ليختفي عن انظاره
” سيسيل أنتِ مجرد ضيف لا داعي للقلق بشأن أوهامي القبيحة”
وبينما هو يقول ذلك، وضع بيديه الاثنتين على وجهه
” لذا، أتمنى أن تنسى ما رأيته اليوم من الآن ف صاعدًا، سأريك الجانب الجيد مني فقط”
احتجت سيسيل
” ما هي الطريقة الصحيحة للنظر؟ ما هي الطريقة القبيحة؟ ألا ينبغي للكبار أن يحزنوا؟”
” لا بأس أن يفعل شخص بالغ ذلك، لكن ليس الدوق بارثولوميو لدي الكثير لأحمله العائلة، والأرض والناس، و الدوقية…… ثقل كل هذه الأمور أثقل من وزني وحدي”
أطلق الدوق تنهيدة بدا كما لو أنه بصق الزرنيخ
“لهذا السبب أطلب منكِ أن تنسي الأمر سيكون من السيء أن يُعرف للعالم الخارجي أن الدوق بارثولوميو لا يزال في رشده لن يثق به الناس وسيكون ذلك ضعفًا قاتلا”
شخص يخفي حزنًا كبيرًا شخص يتحلى أيضا بمسؤولية كبيرة
كان الدوق بارثولوميو رجلاً قوياً وكان يطلق عليه أسوأ شرير في الإمبراطورية، لكن الأشياء التي كان يحملها كانت ثقيلة للغاية بالنسبة له
شعرت سیسیل بالاختناق عندما فكرت فيه وهو يحمل كل هذه الأشياء بمفرده ويتحمل الأوقات الصعبة
” لا بد أن لديك الكثير لتحميه جلالتك، أنت شخص رفيع المستوى حقا…. لكنك تستمر في الحديث عن مسؤوليات الدوقية، ولكنك لا تقول أي شيء أبدا عن قلب الدوق”
تنهدت سيسيل مدت سيسيل ذراعيها الاثنتين واحتضنت الدوق بارثولوميو
أخذ الدوق نفسًا عميقًا وحادًا، وكأنه لم يتخيل أبدًا أنها ستفعل ذلك
احتضنت سيسيل رأسه، ودفنت أنفه في شعره الأسود، وهمست
” أفهم أن سموك يتحمل مسؤولية كبيرة هذا هو منصبك لقد بذلت جهدًا كبيرًا لحماية كل ذلك لكن…..”
كان صوت سيسيل يرتجف بشكل رقيق
” إذن…. من سيعرف قلب الدوق؟ قلب الدوق الجريح من الذي سيهتم بقلبك الذي يتألم منذ زمن طويل دون أن يعلم أحد؟”
تنهدت سيسيل، لو كان ما قدمته للدوق غير صادق، وعزاءً زائفًا، لكانت حالتها أفضل بكثير
لكن الأمر كان غريبا حقًا لم تستطع الكذب
شعرت بحزن شديد عليه كان من المحزن رؤية الجروح القديمة المختبئة خلف مظهره القاسي والمخيف
ليس الأمر أنني أحبه أو أي شيء من هذا القبيل. ما زلت أكرهه وأخاف منه لا أستطيع مسامحته على قتلي
فكرت سيسيل وهي تضمه إليه بقوة
لكنني ما زلت أشعر بالأسف تجاهه أتمنى لو كذب بشأن قتلي حينها كنت لأعزيه وأخبره بكل ما أريد قوله
لقد كان منظرًا محرجًا، أقرب إلى التمسك به من احتضانه، حيث كان جسدها صغيرًا جدًا وذراعيها قصيرتان جدا لاحتواءه
لو كان الأمر كذلك، ربما كنت قد أحببته إلى حد كبير
أرادت سيسيل أن تنتقل دفئها إليه
لأنني أكرهه، ولأنني لا أستطيع أن أسامحه، و مع ذلك أشعر بالأسف الشديد عليه
أتمنى أن يتم نقل كل الراحة التي لم أستطع نقلها بعد من خلال درجة حرارة هذا الجسم
فقط بعد أن شددت قبضتها على ذراعيه مرة واحدة سمحت له سيسيل بالذهاب
لا يزال وجه الدوق المتعب والشاحب يحمل تعبيرا عن عدم التصديق
تنهدت سيسيل، وأمسكت بأطراف بيجامتها، وجثت على ركبتيها
” أعتذر إن أسأت إليك يا صاحب السمو سمعت من أحدهم أن القيام بهذا يُساعدك عندما تشعر بالإحباط
حدق الدوق في الفضاء بوجه جامد ثم هز رأسه
” لا ، سيسيل لم ترتكب أي خطأ أنا فقط…..”
لقد كان الدوق مرتبكاً لدرجة أنه لم يتمكن من الاستمرار في الحديث وفرك وجهه بيديه فقط
حسنًا، لن يكون من الجيد أن يعزيك طفل في الثامنة من عمره وأنت بالغ سيكون ذلك محرجا ويجرح كبرياءك
سيسيل، التي كان لديها كبرياء قوي وتكره إظهار ضعفها للآخرين، فهمت مشاعر الشخص الآخر تماما
على الرغم من أن الدوق وهي كانا متنافسين لدودين، إلا أنهما كان لديهما شيء مشترك في هذا الصدد
من الأفضل لي أن اتنحى جانبا الآن سيحتاج الدوق بعض الوقت بمفرده ليستجمع أفكاره
انحنت سيسيل برأسها مرة أخرى
” سأذهب الآن أتمنى لك حلمًا سعيدًا”
لم يجب الدوق، كأنه غارق في التفكير ظنت سيسيل أن الصمت موافقة، فخرجت من المكتب
قبل مغادرة المكتب مباشرة
” استمع ايها الدوق”
التفت الدوق أيضًا لينظر إليها عند الصوت المفاجئ
” لا يهمني إن بكيت، أو غضبت، أو شعرت بالحرج”
سيسيل، التي قالت ذلك ابتسمت بمحبة حقيقية!
ترجمة| ♡♡⇠𝕊𝔸ℕ𝔸⇠
التعليقات لهذا الفصل " 20"