وضع إسحاق سيسيل أرضًا بحركة حادة و بلطف شدید

” آه يا لها من حماية مفرطة على أيه حال”

كانت سيسيل تعتقد ذلك في نفسها، ولكن عندما رأت مدی خوف إسحاق وهانز، قررت أنها الشخص الوحيد القادر على تخفيف حدة التوتر

“هل أنت هنا يا صاحب السمو؟ كان إسحاق وهانز يخبرانني بما حدث”

وبينما كانت سيسيل تتحدث بطريقة ودية، أصبحت عينا الدوق بارثولوميو، التي كانت موجهة نحو البالغين، أكثر ليونة إلى حد كبير عندما التفت إلى سيسيل

“اوه هل كان الأمر كذلك؟”

بصراحة، شعرت بنفس الشعور عندما عاقبت هؤلاء الثلاثة في وقت سابق، ولكن كيف يمكن أن يكون الموقف تجاه الكبار مختلفًا إلى هذا الحد عن الموقف تجاه الأطفال؟

مظهر لا يرحم وقاسي يليق بلقبه كملك العالم السفلي و سيد الجريمة

والطريقة التي أعامل بها نفسي الآن أصبحت مختلفة تماما

لقد كان صريحًا وصارمًا أيضًا، لكن على الأقل لم يكن قاسيًا أو باردا معها

الدوق، الذي كان يحدق في سيسيل بنظرة فارغة لبعض الوقت فتح فمه

” سمعت أن مساهمة سيسيل كانت حاسمة في حل هذه المسألة”

خلف الدوق، أشار إسحاق بأصابعه بعلامة النصر، وهز كتفيه بطريقة مرحة بدا هذه المرة أيضًا أنه هو من يلقي خطاب سيسيل نيابةً عنه

كانت سيسيل راضية تمامًا عن ذلك، لأنها أرادت أكثر من أي شيء آخر أن تثبت فائدتها للدوق بارثولوميو و تترك انطباعا جيدًا لديه

حتى لو اختفى تفضيله المتقلب، فلن يكون قادرًا على التخلص منها بسهولة

وضعت سيسيل كلتا يديها معا على بطنها بدت الشخصية مهيبةً للغاية، لكن كان فيها لمحة من لطف طفولي، محاولةً أن تبدو مهيبة بالطبع، حتى هذا الجزء كان سلوكا مدروسًا تمامًا

” لا أعلم إذا كان ذلك حاسمًا، ولكنني سعيدة لأنني تمكنت من المساعدة”

تحدثت سيسيل بتواضع وابتسمت بخجل نظر الدوق بارثولوميو إلى سيسيل بنظرات غريبة كان كما لو أنه يخترق الناس، وشعرت سيسيل بذلك كان قلبها يخفق بشدة

“هل تريدين شيئا؟….”

“نعم؟”

” اسألك ان كنت تريدين اي شيء”

إن كان هناك شيء أريده فهو موجود، كان شيئًا كانت تفكر فيه طويلا

” إذا كان الأمر مناسبًا بالنسبة لك، أود أن أتناول العشاء معك، سموك”

لقد قام الدوق بارثولوميو بحمايتها كما وعدها وزودها بالدعم المالي، ولكن هذا لم يكن كل ما أرادته سیسیل

كانا يتناولان الطعام منفصلين دائمًا في الواقع نادرًا ما كانا يلتقيان إلا إذا زارته سيسيل

لكن ما أرادته سيسيل هو أن تصبح صديقة للدوق، لذلك لم يكن بإمكانها تفويت هذه الفرصة التي جاءت في طريقها

توقف الدوق عند هذه الكلمات

“هل هذا جيد حقا ؟”

لم يكن الدوق وحده، بل كل من حولهم ممن كانوا يراقبونهم بدوا متفاجئين

لقد قال الدوق أنه سيعطيني  الدوق أي شـيء أريده، لكن كل ما طلبته لم يكن المال أو أي سلطة عظيمة بل مجرد عشاء معا

ولكن سيسيل فكرت بطريقة مختلفة

أعرف الكثير عن أشخاص مثل الدوق إذا حاولت أن تكون جشعًا جدًا مع شخص مثل الدوق الذي يتسم بالحذر والتقلب، فستأتي بنتائج عكسية

لو أنها طالبت بالمال أو بحقوق عظيمة، لكان الدوق ورفاقهُ قد نظروا إليها بازدراء

ربما يشتبه في أن الأميرة اقتربت من الدوق بهذا الأمر منذ البداية

علي أن اقترب منه خطوة بخطوة، حتى لا يشعر الدوق بالانزعاج سأسر قلبه تماما قبل أن يدرك ذلك، أظهري فائدتك من خلال التظاهر بأنك طفل بريئة

أمامه، كانت سيسيل مصممةً على أن تكون فتاة طيبة تمامًا فتاة طيبة لا يتخيلها حتى الناس

و عندما فكرت بذلك، ابتسمت سيسيل ابتسامة ماكرة في قلبها 

” نعم، كنتُ أرغب بشدة في تناول العشاء معك يا صاحب السمو مشاركة وجبة شهية هي أفضل طريقة لتوطيد العلاقات”

مدت سيسيل ذراعها وأشارت إلى هانز، الذي كان واقفا خلفها

“علاوة على ذلك، طبخ الطباخ هانز رائع حقا انه ألذ حتى من الوجبات التي تناولتها في القصر”

يبدو أن هانز فوجئ بالكلمات غير المتوقعة

“سمو الأميرة…….”

بدت عيناه وكأنها تتألق بالعاطفة

هانز رجل مخلص، لذا فإن كل هذه الأشياء ستعود إليها في شكل ولاء

ضحكت سيسيل…..

“لطالما شعرت أنه من العار أن أتناول مثل هذا الطعام اللذيذ وحدي، لكنني أعتقد أنني سأكون سعيدة جدًا إذا تمكنت من تناوله معك، جلالتك”

وبدا أن الدوق بارثولوميو قد فكر للحظة، ثم أوما برأسه

” ليس الأمر صعبا ماذا عن غداً في المساء الساعة السابعة؟”

“عظيم “

ثم ترك الدوق تلك الكلمات خلفه واختفى نظرت سيسيل إلى هانز

” سأطلب أشهى عشاء يليق بأفضل طهاة الإمبراطورية أنا متأكدة من أنك قادر على ذلك يا سيد هانز “

أجاب هانز بوجه حازم

” بالتأكيد بصفتي رئيس الطهاة في منزل الدوق بارثولوميو، سأفخر بتقديم أفضل وليمة في حياتي لكم دعيني أتولى الأمر”

كانت سيسيل تتطلع حقاً إلى العشاء غداً

***

كان العشاء ضخمًا للغاية، مع وجود العديد من الأطباق المكدسة حتى أن مفارش المائدة البيضاء كانت بالكاد مرئية

حتى سيسيل، التي كانت تطبخ للمرة الثانية فقط، كانت ترى العديد من المكونات الجديدة والفريدة من نوعها لأول مرة، وكان كل طبق يفيض بالزيت اللذيذ

“هذه هي المرة الأولى التي يتناول فيها جلالتك وجبة طعام مع شخص ما، حقا كنت دائمًا مشغولاً بالعمل لدرجة أنك كنت تأكل وحدك في مكتبك

ربما يكون الطهاة الذين أحبوا سيسيل قد أعطوها بعض التلميحات، مما يجعل الطعام يبدو أكثر لذة

كانت سيسيل تنظر بنظرة فارغة إلى شريحة لحم شاتوبريان الجميلة التي كانت شهية للغاية بمجرد النظر إليها

وبدلاً من أن تأخذه و تأكله بنفسها، دفعته نحوا الدوق بارثولوميو 

بدا الدوق في حيرة، لأنه كان من غير المعتاد لطفل يبلغ من العمر ثماني سنوات أن يتخلى عن مثل هذا الطبق اللذيذ لشخص آخر

ضحكت سيسيل!

ه‍ههي~

“سمعت أنك كنت دائمًا مشغولاً بالعمل لدرجة أنك كنت تتناول الطعام بمفردك في مكتبك”

يستمتع النبلاء والأثرياء دائما بالولائم الباذخة بسبب شهيتهم ورغبتهم في الاستعراض، لكن الدوق بارثولوميو لم يفعل ذلك

كان يسد جوعه بأبسط الوجبات  التي كانت في الحقيقة وجبات تساعد على البقاء 

” بفضلك يا دوق لطالما استمتعت بوجبات شهية كضيف، لكنني كنت أشعر بالأسف والقلق دائما أتمنى أن تكون قد استمتعت بوجبتك اليوم یا دوق”

لا بد أن الاهتمام بوجبات الدوق كان عملاً مدروسا للغاية، وهو الأمر الذي لم ينتبه إليه حتى موظفوه

وكان الأمر ليصبح أكثر وضوحا لو لم يكن الاعتبار مبنيا على حساب عملي إلى حد لا يصدق

هذا النوع من التفكير الدقيق هو ما يفتح قلب شخص بارد وصارم كالدوق والآن ماذا سيكون رد فعله؟ 

ابتسمت سيسيل، وأفكارها محسوبة تتدفق عبر وجهها البريء

نظر الدوق إلى سيسيل بتعبير يصعب وصفه بدا عليه بعض الحرج من الصعب الرد هذه أول مرة أعامل بهذه الطريقة

ومع ذلك، فقد أخذ طبق اللحم الذي قدمته له سيسيل

“امم، حسنا”

أشرقت عينا سيسيل عندما ظنت أن الدوق قد قبل هديتها لقد نجحت خطتها

لكن رد فعل الدوق التالي كان مختلفا تماما عمَّ كانت تتوقعه

قطع شريحة اللحم إلى قطع صغيرة، ثم وضع الطبق أمام سيسيل

“ولكن ليس أنا، بل سيسيل هي التي يجب أن تقلق بشأن التغذية”

“… هاه؟ لكن لكن”

“لقد نضجت بما فيه الكفاية، لكن سيسيل لا يزال لديها طريق طويل ليقطعه”

أكل الدوق طبق الدجاج البسيط أمامه بتعبير غير مبال

“يجب عليك أن تأكل ما يكفي لكي تنمي طويلاً مثل هذا”

” ه‍اه …؟”

لقد اندهشت سیسیل

هل أنت تمزح معي بشأن كونك قصيراً؟

ترجمة| ♡♡⇠𝕊𝔸ℕ𝔸⇠