لم تكن ركلات سيسيل قوية، ولكنها كانت دقيقة وكانت منطقة العانة لدى الرجل ستألمه حتى مع قوة الطفل

“إكوااااااه”

سقط جاك إلى الأمام مع الصراخ

بينما كان يتدحرج حول فراش الزهرة ويداه ملفوفتان حول نفسه، ركضت سيسيل بعيدا دون أن تنظر إلى الوراء

لم أكن قد ركضت حتى تلك المسافة، كنت خارج نطاق التنفس كانت القوة السحرية القليلة المتبقية في جسدي مستعرة، لكنني لم أستطع إيقافها كنت خائفة من أن جاك سوف يستيقظ مرة أخرى ويأتي خلفي وفوق كل شيء، كانت خائفة من أن ينكشف سحرها

إذا اكتشفوا أنني ساحرة، فلن أتمكن من البقاء هنا بعد الآن

وبينما كانت تركض، لم تفكر سيسيل إلا في ذلك

لن يكون إسحاق، ولا آن، ولا هانز، ولا الدوق لطيفين معي بعد الآن

“سيسيل اهدأي لا يوجد أحد هنا”

فقط عند سماع صوت نيبيلونج توقفت سيسيل عن المشي

انهارت على العشب، تلهث وتعجز عن التقاط أنفاسها، وعادت بالفعل إلى مظهر طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات

“متى…؟ لو… من… رآه… لو… أي شخص…”

” لا احد، لم يراك أحد يا سيسيل لذا اهدأي”

تحدثت نيبيلونج إلى سيسيل بصوت لطيف و كانت قلقة من أنها ربما تعرضت للسحر الأسود وكان فستانها وشعرها غارقين في العرق، وكان وجهها شاحبًا بسبب عدم قدرتها على التنفس

“كل شيء على ما يرام، سيسيل الشيء الذي يقلقك لن يحدث أبدا أضمن ذلك”

استغرق الأمر من سيسيل وقتًا طويلاً حتى تهدأ من التعب والألم والقلق

” هل تشعرين بتحسن؟ سيسيل”

عندما استعادت سيسيل وعيها، كانت فخورة جدا بنفسها لأنها استمعت إلى كلمات النيبيلونج اللطيفة وهدأت

لقد كانت ساحرة عظيمة مرت بالكثير ولم يكن بإمكانها أن تشعر بالقلق بشأن شيء كهذا

علاوة على ذلك، كان النيبيلونج أعدائها الذين كانوا يستغلونها ويعذبونها لفترة طويلة فكان من الصعب عليها أن تتقبل راحته وتهدأ

لم أشعر بالسوء قط ركضت كثيرًا وشعرت بضيق في التنفس 

“حسنًا، أممم…. نعم هذا ما كان عليه الأمر أنتِ مُحقه”

نيبيلونج كالعادة، لم يعترض على كلام سيسيل لقد وافق بهدوء

” لكن سيسيل، هذا الجسد الثمين كان قلقًا عليك!”

على الرغم من أن الصوت كان لطيفا جدًا، إلا أن سيسيل شعرت بطريقة ما وكأن الكلمات تخترق قلبها تصلب وجه سيسيل وتحدثت ببرود

” إذن كنت تهدر طاقتك لأجلي ف مهما فعلت، لن يغير ذلك من قراري بإخراجك مني”

” هذا … أنا أعرف ذلك”

تحدث نيبيلونج بصوت ميت و لم يشعر بالانتعاش كثيرا

وعندما عادت سيسيل إلى مقر إقامة الدوق كان طت القضية قد أغلقت بالفعل

كانت قاعة الاستقبال في الطابق الأول من المبنى الرئيسي مزدحمة بالناس  تجمع الموظفون حول الردهة، وكانت أعينهم مركزة وغير قادرين على التنفس

وفي نهاية نظراتهم كان هناك أربعة أشخاص

وكان ثلاثة منهم راكعين، وكان واحد منهم واقفا طويل القامة، ينظر إليهم

كان الرجل الذي ينظر إلى الأسفل هو الدوق بارثولوميو، أما الراكعون فكانوا جاك، وإيدنا، وموظفي البقالة 

وكان الثلاثة يرتجفون بنظرات مرعبة على وجوههم كانت وجوههم مليئة باليأس، وكأنهم توقعوا مستقبلهم

“… من فضلك يا جلالتك”

“… من فضلك ارحمنا هذه المرة فقط”

كان الدوق ينظر إليهم بازدراء، وكأنه ينظر إلى الحشرات

“سوف أتأكد من أنك لن تعمل في أي مكان مرة أخرى”

وعندما خرج الصوت المشؤوم، أمسكت أيادي قوية بالأشخاص الثلاثة وبدأت في سحبهم بعيداً 

”  جلالتك أرجوك أرجوك مرة و واحدة فقط، مرة واحدة فقط، ارحمنا”

” أرجوك أعفوا عني أرجوك أنقذني”

وكانوا يتلوون من البؤس ويبكون كان موظف البقالة خائفًا جدا لدرجة أنه أغمي عليه

سمع إسحاق هذه المحادثة واتخذ الإجراء في الوقت المناسب

ظهرت نظرة صغيرة من الارتياح على وجه سيسيل ثم لمست يد كبيرة كتفها

” اوه”

الوجوه التي كنت أسعد برؤيتها الآن كانا إسحاق وهانز

”  إسحاق  هانز”

في تلك اللحظة، حتى سيسيل لم تستطع إلا أن تظهر فرحها الصادق ومع ذلك، فإن أولئك الذين رأوا سيسيل بدوا أکثر دهشة من السعادة

“آنسة، هل هناك خطب ما؟ تبدين مصابة”

“بمجرد النظر إلى مظهرك، يبدو وكأنك خضتِ مواجهة مع خنزير بري هل أصبتِ في أي مكان؟”

وبينما كان الاثنان ينظران إليها بوجهين قلقين لوحت سيسيل بيدهاةبحركة مبالغ فيها لإظهار أنها لم تصب بأذى

” إطلاقا، دخلت في هذا الموقف لأني كنت أطارد سناجب في الحديقةوحتى أنني تسلقت الأشجار”

“لقد اعتقدت دائمًا أنكِ شخص مبكر النضوج بشكل لا يصدق، لكنكِ في الحقيقة طفلة أيضا”

ابتسم إسحاق بلطف وأخرج المشط من سترته و بدأ في إصلاح شعر سيسيل وملابسها بلمسة ماهرة للغاية

وبحسب الرَّجُليِن، فقد فعل إسحاق بأمانة ما قالته سيسيل

قال إنه اختبأ خلف شجيرة وسمع المحادثة بين جاك و إيدنا الجاني في هذه الحادثة، إيدنا في الواقع سيسيل متنكرة في هيئة إيدنا، وألقى القبض على جاك على الفور

” أرسلنا أشخاصًا ووجدنا أدلة على أن جاك دفن في منحدرات فيرميس، كل هذا بفضل تصميم الدوق ودعمه المتواصل”

“يعود الفضل أيضًا إلى قدرتك  على تقدير المواقف ومهاراتك الممتازة في السيطرة لقد فوجئت بسرعة القبض على جاك”

“ههه هذا محرج، لم أستطع الإمساك بالخادمة إيدنا في الحال”

“لكن لا بأس لأنك وجدتها داخل القصر”

أنا سعيدة لأن إسحاق لم يمسك بي على الفور

بينما كانت سيسيل تفكر بهذه الطريقة، عبس هانز وعقد حاجبيه الكثيفين واتخذ تعبيرا جادًا 

ركع على ركبة واحدة أمام سيسيل

“وأنا ممتن جدًا لكِ أيضًا يا آنسة أنت أول من أقنع كبير الخدم، وأنت من زودني بمعلومات عن اتصال جاك وإيدنا”

“يا إلهي، لقد سمعت ذلك بالصدفة أثناء قطف الزهور”

“حتى لو كانت مجرد صدفة، فقد كانت صدفة أنقذت حياتي عندما أراني كبير الخدم الدليل ظننت أنني ميت لم يكن مجرد سوء فهم، بل کان من الواضح أنه كان يُحضّر منذ زمن طويل لإيقاعي لم أكن أعرف حتى كيف أتخلص من هذا الموقف… أنت منقذتي”

ابتسمت سيسيل و في داخلها آلاف الافكار 

حسنا، لقد حدث الأمر كما هو متوقع الآن هانز سيكون مخلصا لي لفترة طويلة ولن يفكر أبدا في خيانتي سيكون موردا مفيدًا جدًا بالنسبة لي

أخفت سيسيل مشاعرها المظلمة، وابتسمت بحب

“أشعر بالخجل من قول إني كنت منقذة حياتك لكنني سعيدة لأنني استطعت المساعدة”

مدت يدها نحو هانز لقد كانت طريقة أنيقة يصعب تصديقها بالنسبة لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات. قبل هانز ظهر يدها بعناية

كان إسحاق ينظر إليهم بعيون سعيدة، ولكن فجأة أصبح وجهه مظلمًا كما لو أن فكرة حدثت

“ما الخطب يا إسحاق؟”

“أنا، أعني … أنا آسف يا رفاق لم اكن أعرف إن الذين اخترتهم بنفسي سيفعلون اموراً كتلك”

ويبدو أن إسحاق كان يشعر بالمسؤولية عن تصرفات الأشخاص الذين اختارهم

قال بتعبير ثقيل

“كان علي التحقق أكثر هذه الحادثة مسؤوليتي ولولاكِ، لتهمتُ شخصا بريئًا”

“لا يا إسحاق لقد وظفت 130 شخصا هذه المرة، ولا ريب أن اثنين من أصل 130 شخصا يواجهان مشاكل بل وجدت بسرعة ثغرة في سجل الحسابات وأصلحتها، أليس هذا بمثابة إظهار لكفاءتك ؟ لقد قلت إن مساعد الطاهي قد فضح مبكـرا بسببك”

“آه …….”

لمعت عينا إسحاق عند سماع كلماتِ سيسيل

أغمض إسحاق عينيه للحظة، وقمع مشاعره كما لو أنه لا يريد أن يُقبض عليه وهو مضطرب … وفجأة، قام برفع سيسيل

“يا إلهي، كيف لشابتنا أن تختار كلمات جميلة كهذه انتِ حقا رائعة و جميلة يا سيسيل، هل يمكنك تقبيلي على خدي؟”

” أوه، أنا لا أحب ذلك”

دفعت سيسيل وجه إسحاق بعيدًا وانفجرت ضاحكة

ولكن فجأة، تحول وجه إسحاق إلى اللون الشاحبووكان هانز ا

لذي كان واقفا خلفه، متجمدا تماما أيضا

نظرت سيسيل إلى الخلف وكان هناك وجه مألوف لقد كان الدوق بارثولوميو

كان يشع ببرودة مخيفة 

” جولد مان، ضعها”

ترجمة| ♡♡⇠𝕊𝔸ℕ𝔸⇠