“سيد أتيلي كان كريمًا بما يكفي لمُساعدتي بعد حادث زوجي. والعربة كانت جزءًا مِن تلكَ المُساعدة.”
“حقًا؟ سمعتُ أنْ سيد أتيلي قد عاد للحياة، ومِن المُدهش أنْ تربطكُما علاقة. بالمُناسبة، هل قابلتِ تلميذهُ؟”
“تلميذهُ؟”
“نعم، سمعتُ بأنهُ قد حصل على تلميذٍ. لا أفهمُ الكثير في السحر، ولكن ابنُ أخي الساحر أرسل ليّ عدة رسائلٍ مُتحمسًا حول كيف أنْ مجلس السحرة قد انقلب رأسًا على عقبٍ بسببهِ.”
“لا أعلمُ الكثير عن ذَلك.”
بادلتهُ كورديليا التحية بسرعةٍ وغادرت المكان.
***
مؤخرًا، كان الخدمُ في منزل أتيلي يسيرون على أطرافِ أصابعهم وكأنهم يمشون على جليدٍ رقيق، كانوا يشعرون بالتوتر كُل يوم.
قبل يومين، عوقب أحدُ الخدم بـ تنظيف الإسطبل لمدة شهرٍ كامل لأنهُ تأخر في فتح باب العربة لسيده. وأمس، طُردت إحدى الخادمات إلى المطبخ لأنها تركت شعرةً على السرير أثناء ترتيبه.
“متى ستعودُ السيدة كورديليا؟”
“ستعود بعد أنْ تُقيم الجنازة في إبرامز. رُبما قد يستغرقُ الأمر شهرًا على الأقل.”
“أوه، يا سيد أليكس. لا أستطيع حتى أنْ أتنفس بشكلٍ طبيعي. لَمْ يكُن الأمرُ كذَلك أبدًا عندما كانت السيدة كورديليا هُنا، آه.”
أغلقت الخادمة التي كانت تتذمرُ بسرعةٍ فمها وخفضت رأسها عندما عاد سيد المنزل.
تجاوز ليونارد الخدم المُتجمدين مِن الرهبة وصعد إلى الطابق الثاني. بعد قليل، تبعهُ البارون. توجه أليكس بسرعةٍ إلى البارون ليُبشرهُ بأخبارٍ سارة.
” بارون. لقد وصل خطابٌ مِن السيدة كورديليا.”
“خطاب؟ موجهٌ إليّ؟”
“نعم، بالتأكيد. اسمكَ مكتوبٌ مكان المُستلم.”
فتح البارون الختم وقرأ الرسالة في الحال.
لَمْ يكُن في الرسالة شيء مُميز. كانت تُخبرهُ فقط بأنها في طريقها إلى إبرامز، وأنْ بيلوتشي يرافقها، لذا لا داعي للقلق.
الجزء المُميز قليلاً هو أنها تسأل عدة مرات عن حالة ليونارد، وما إذا كان غاضبًا أم لا. في النهاية، كانت هُناك إضافةٌ لطيفةٌ تُخبرهُ بنقل تحياتها لليونارد وتطلبُ منهُ الرد على الرسالة.
في الحقيقة، تلقى مِن بيلوتشي رسالةً بالحمام الزاجل في الصباح، يخبرهُ أنهم وصلوا إلى إبرامز. يبدو أنْ رسالة كورديليا قد تأخرت بعض الشيء لأنها أُرسلت عن طريق شخص.
“ماذا قالت؟ متى ستعود؟ يبدو أنْ السلام لَن يعود إلى هَذا المنزل حتى تعود السيدة كورديليا. السيد في مزاجٍ حساسٍ هَذهِ الأيام، وكأننا نسيرُ في طريقٍ مليء بالأشواك.”
“نعم، يجبُ أنْ تعود السيدة كورديليا إلى المنزل بسرعة.”
عندما استمع البارون إلى شكوى أليكس، خطرت لهُ فجأةً فكرةٌ مذهلة. وضع الرسالة في جيبهِ بسرعة وصعد إلى الطابق الثاني حيثُ كان سيده.
“لماذا أستغرقتَ كُل هَذا الوقت؟ ولماذا يوجد كُل هَذا الغبار في المكتب؟ يبدو أنْ الخدم يتكاسلون.”
“أين الغبار الذي تتحدثُ عنه؟”
“بارون، يبدو أنكَ قد أصبحتَ أعمى. ألا تستطيعُ رؤية ما هو أمامكَ؟”
“توقف عن مُضايقة الخدم. هَذا لَن يجعل السيدة كورديليا تعود بسرعة.”
“ألَمْ أخبركَ ألا تذكُر اسمها أمامي؟”
نظر ليونارد إلى البارون بغضبٍ، لكن البارون، الذي خدمهُ ورباهُ منذُ أنْ كان في الخامسة مِن عمره، لَمْ يكُن يخشى هَذا التحديق المرعب على الإطلاق.
“إذا كنتَ قلقًا للغاية، فلماذا لا تُرسل لها رسالة؟”
“مَن قال بإنني قلق؟ لا تذكر تلكَ المرأة الجاحدة أمامي! بدلاً مِن احترام مُعلمها، تتجرأُ على التمرُد لمُجرد أنْ كبرياءها قد جُرح.”
“إذن، ماذا عن الرسالة التي وصلت مِن بيلوتشي؟ هل أرميها؟”
أخرج البارون رسالة بيلوتشي بدلاً مِن رسالة كورديليا. حدق ليونارد في الورقة بغضب، لكنهُ قد أمسكها بصمتٍ. ابتسم البارون في داخلهِ لهَذهِ الازدواجية في تصرُفات ليونارد.
[وصلنا إلى إبرامز. عندما سألتُها عن موعد عودتها، تهربت مِن الإجابة. سأنتظرُ حتى تعود إلى أتيلي.]
كان ليونارد قد أراد أنْ يُخبره بموعد عودتها، لكن أهم جزءٍ مِن الرسالة كان مفقودًا. حتى أنهُ فحص ظهر الرسالة، لكنهُ كان فارغًا. انفجر غضبًا على الفور.
“هل تعلم بيلوتشي الكتابة مؤخرًا أم ماذا؟ لماذا هَذا التقرير غيرُ مكتمل؟ إذا لَمْ تُجب، فعليهِ أنْ يُلَح حتى يحصل على موعدٍ مُحدد!”
“سيقوم بذَلك على الأرجح. لقد قال بإنهُ سينتظرُ حتى تعود إلى أتيلي.”
“ولماذا لَمْ تقُل كورديليا متى ستعود؟ ماذا تفعلُ هُناك؟ لا أحد يهتمُ بأرملة الكونت الراحل، فلماذا تتأخر هَكذا؟”
كان يشعرُ بالغضب والانزعاج الشديد. لَمْ يُعجبه تقرير بيلوتشي على الإطلاق، لكنهُ احتفظ به بعنايةٍ في جيبه.
“هاها، هل تعتقد أنْ السيدة كورديليا قد تهرُب؟”
“ماذا؟ تهرُب؟”
لَمْ يكُن هُناك أيُّ إشارةٍ إلى ذَلك في رسالة كورديليا، لكن البارون تصنع الجهل ليثير ليونارد. كما هو مُتوقع، قفز ليونارد مِن مكانه وكأن كلمة “تهرب” قد صعقته.
“بالطبع لا، لكن لا يُمكن التنبؤ بالأمور.”
“لماذا ستهرُب؟ ومما ستهرُب؟ هل تعلم كم كنتُ طيبًا معها؟”
“بالطبع، لقد كنتَ طيبًا للغاية. لكن مِن الطبيعي أنْ تغضب السيدة كورديليا.”
رأى البارون أنها فرصتهُ وبدأ في سرد القصة التي كان قد أعدها مُسبقًا.
“عندما التقيتَ بالسيدة كورديليا في إبرامز، لقد غضبتْ مرةً واحدةً فقط. هل تتذكرُ ذَلك؟”
“……”
لَمْ يكُن بحاجةٍ إلى التفكير طويلاً لتذكُر ذَلك الموقف. عندما سألها عن المبلغ الذي تحتاجُه، تجمدت ملامحُها وغادرت الغرفة مُباشرةً.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 75"