مُجرد نطق كورديليا لكلمة “صديقة” جعل ابتسامتها تتسع.
على الرغم مِن حضورها بعض اللقاءات الاجتماعية، لَمْ يكُن لديها أيُّ شخصٍ يُمكن أنْ تسميه صديقًا.
“لذا، لا تشعري بالضغط. أنا أستمتع كثيرًا بصحبتكِ.”
“أنا أيضًا أستمتع، لكن قد تخسرين شيئًا إذا كنتِ معي خلال الموسم الاجتماعي… بالمناسبة، هل لديكِ خطيب بالفعل؟”
“لا، ليس بعد.”
“يا للعجب! كيف لشخصٍ جميلٍ ولطيفٍ مثلكِ ألا يكون لديهِ خطيب؟ هل الرجال في العاصمة عُميان؟”
“ليس الأمر كذَلك. إنما أنا…”
احمرّت وجنتا ليديا ولَمْ تستطع إخفاء خجلها، مما جعلها تبدو وكأنها وقعت في الحب.
“هل لديكِ شخصٌ في قلبكِ؟”
“… نعم.”
بالنسبة لكورديليا التي لَمْ يكُن لديها صديقاتٌ قريبات، كانت هَذهِ المحادثة حول الحب مثيرةٌ للغاية.
فسألت بفضول:
“مَن هو الشخصُ المحظوظ الذي خطف قلبكِ؟”
“إنهُ شخصٌ تعرفينهُ جيدًا، كورديليا.”
“أنا؟ لا أعرفُ الكثير مِن الناس… لا أصدق.”
الشخصان الوحيدان اللذان تعرفهما هما روزنبلوم وليونارد. إذًا، لا يُمكن أنْ يكون روزنبلوم…
تنفست ليديا بعمقٍ وقالت ببطء:
“نعم. في الحقيقة، أنا قد أحببتُ ليو لفترةٍ طويلةٍ جدًا.”
“ماذا… مُعلمي؟”
“لذا يا كورديليا، هل يُمكن أنْ تُساعديني؟”
***
“روزالين، أين هي؟”
“أعتذر يا سيدي. لقد شربت قليلاً مِن الماء صباحًا، لكنها لَمْ تأكل شيئًا بعد …”
“لَمْ تأكل بعد؟ يا لكِ مِن عديمة الفائدة. لا تستطيعين حتى رعاية سيدتكِ بشكلٍ صحيح.”
حنت المُربية التي ربت روزالين منذُ طفولتها رأس. نظر أنطون إليها بغضب، ثمَ توجه إلى غرفة ابنته.
كانت الباب نصف مفتوح. طرق أنطون بخفة ثمَ دخل.
“لماذا لا تأكلين؟”
“أبي…”
رفعت روزالين، التي كانت مُستلقيةً في السرير، جسدها الضعيف وشاحبة الوجه. جرّ أنطون كرسيًا وجلس بجانب السرير.
“سمعتُ أنكِ تشربين الماء فقط منذُ يومين. هل الطعام لا يُعجبكِ؟ هل أُحضر طاهيًا مِن القصر؟”
“ليس خطأ الطاهي. هَذا فقط… أنا فقط…”
توقفت روزالين عن الكلام فجأة وبدأت تذرفُ الدموع بغزارةٍ. كانت تبدو غيرَ قادرةٍ على التحكم في مشاعرها المُتغيرة، فغطت وجهها بيديها وانفجرت بالبكاء.
قام أنطون بتهدئتها دوّن كلام، وهو يمسحُ على ظهرها برفق.
“أنا مُشتاقةٌ لماكسيميليان…”
“كم مرةً أخبرتكِ أنْ هَذا مُستحيل.”
“أبي، أنا أشتاقُ إليّهِ حقًا. إذا ذهبتُ إلى أنسين الآن، لن أراهُ مرةً أخرى، ولا أذكر حتى كيف افترقنا في المرة الأخيرة…”
كان الحوار يُكرر نفسه.
منذُ ذَلك اليوم، حاولت روزالين بكُل الطرق أنْ تُقنع أنطون بالتدخل لإنقاذ ماكسيميليان. لكن أنطون كان يرفضُ بشدة. كان يرى أنْ ذَلك الرجل المُخادع ليس لهُ أيُّ فائدةٍ في حياة ابنته.
“رجاءًا، انسِ ذَلك الرجل وعيشي مِن أجل نفسكِ ومِن أجل طفلكِ، روزي. سأجدُ لكِ رجلاً أفضل بكثير مِنه، أعدُكِ.”
“أنا لا أريدُ أحدًا أخر غير ماكسيميليان.”
“لقد كان يلعبُ بكِ فقط. لقد استغلكِ واستغل إيمبلي مِن أجل مصالحهِ الخاصة. كيف لا تُدركين ذَلك؟ لماذا؟”
“هَذا ليس صحيحًا!”
ضرب أنطون صدرهُ بإحباط.
دفعت روزالين ذراع والدها بعيدًا بغضب، وكأن قوتها قد جاءت فجأةً مِن جسدها الضعيف، وصرخت بأعلى صوتها:
“ماكسيميليان ليس كذَلك! لقد وعدني. وعدني أننا سنتزوج ونُربي طفلنا معًا. قال إنهُ يُحبني، قال ذَلك… آه، آه…”
“روزي!”
أصابها فرطٌ في التنفس. بدأت روزالين تتنفسُ بسرعةٍ شديدة. أصيب أنطون بالذعر وسحب الجرس بسرعة.
وصل الطبيب المُقيم هُنا بسرعةٍ لتفقد حالة روزالين. لحسن الحظ، عاد تنفُسها إلى طبيعته، لكن وجهُ الطبيب ظل مشوبًا بالقلق.
بعد خروجهِ مِن غرفة روزالين، انحنى الطبيب لأنطون وقال:
“سمعتُ أنْ الآنسة لَمْ تتناول طعامها اليوم أيضًا، سيدي.”
“نعم. لا تعرفُ ما الذي يحدُث داخل قلبِ والدها.”
“جسدُها كان ضعيفًا منذُ البداية. في الواقع، صمودها حتى الآن هو بمثابة معجزةٍ. والأمر يزدادُ سوءًا مع الحمل…”
جلس أنطون مُترنحًا على كرسي في غرفة الجلوس. شعر أنْ العالم مِن حوله يغرقُ في الظلام. إذا فقد ابنته أيضًا، لَنْ يستطيع العيش.
“أعرفُ أنْ ما سأقولهُ وقح، لكن ربما يجبُ أن تفكر في الاستجابة لرغبتها.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 60"