هزَّ ليونارد رأسهُ. ظنَّ أنهُ قد سمع صوتًا، لكن عندما ركَّز أكثر، أدرك أن ما سمعهُ كان فقط صوت الرياح تُلامس الأوراق.
“هل سيكون بيلوتشي بخير بمفرده؟”
“لو لم يستطع البقاء بمفرده، لما كان يجبُ أن يأتي.”
“هَذا صحيح، لكن…”
تردد البارون وهو يلتفتُ باستمرارٍ إلى الخلف. لقد واجهوا وقتلوا بالفعل أكثر مِن عشرة وحوش.
لو كان البارون بمفرده، لما استطاع الصمود لأكثر مِن ساعة. كانت فبلوتشي يتمتعُ بقدراتٍ مُماثلةٍ للبارون، مما أثار قلقهُ.
“أعتقدُ أننا وصلنا أخيرًا.”
أظهر بارون الحجر الأحمر الذي كان يحملهُ إلى ليونارد. الحجر، الذي كان في الأصل أسود، تحول إلى اللون الأحمر وكأنهُ على وشك الانفجار. كان هَذا يعني أن جسد ليونارد كان قريبًا.
“ولكن كيف انتهى الأمر بجسد السيد في أراضي ديلوانا؟ ألم تذكر أنهُ ق. تعرَّض للهجوم بالقرب مِن الوادي؟”
“عندما استخدمتُ تعويذة نقل الروح، حدثت عاصفةٌ سحرية. ربما انجرف جسدي إلى هُنا في تلكَ اللحظة.”
“لكن رغم ذَلك، كيف يُمكن أيجادُ على جسدكَ بعيدًا هَكذا؟”
كان ليونارد نفسهُ يشعرُ بالارتباك، لكن لم يكُن هُناك حلٌ لهَذا اللغز.
تبع الاثنان اهتزازات الحجر وواصلا السير داخل الغابة. وبعد ساعاتٍ مِن التجوال، شعرا بطاقةٍ سحريةٍ قوية تنبعثُ مِن الأمام.
أدرك ليونارد على الفور أن جسدهُ كان هُناك.
شعر البارون أيضًا بتلكَ الطاقة، وبدأت خطواتهم تتسارع. بعد قليل، وصلوا إلى منطقةٍ مفتوحة حيثُ كانت شجرةٌ ضخمة في الوسط.
“يا إلهي، ما هَذا…؟”
“الآن فهمتُ لماذا كان جسدي هنا.”
لم يستطع البارون إغلاق فمهِ مِن الصدمة.
كان جسدُ ليونارد مُعلقًا في وسط الشجرة، حيثُ كانت أطرافُه مُتشابكةً مع الشجرة كما لو كان جزءًا منها.
[مَن أنتَ أيها المُتسلل؟]
في تلكَ اللحظة، خرج ثعلبٌ فضي صغير مِن خلف الشجرة. رغم صغر حجمه، كان صوتُه مملوءًا بالهيبة.
“أنا مالكُ الجسد الذي سرقتهُ.”
[سرقته؟ كُل شيءٍ في هَذهِ الأرض هو جزءٌ مِن الطبيعة، وأنا جزءٌ مِن الطبيعة، لذا هَذا الجسدً أيضًا لي.]
في تلكَ الأثناء، قام البارون بتفحص جسد ليونارد بعنايةٍ. كان هُناك جرحٌ كبير في بطنه، ولكنهُ قد شُفي تقريبًا بفضل الطاقة المُستمرة التي تلقاها مِن ديليوانا.
وباستثناء أنفاسه الضعيفة جدًا، لم تكُن حالة جسد سيده سيئةً.
ةضع الأدوية العشبية التي كان قد أعدها مُسبقًا في فم الجسد.
“هل قالت إن اسمها كان كورديليا فاسكويز؟ تلكَ المرأة التي جاءت كأنها تلميذتُكِ؟”
كان البارون يتوقع أن يسألهُ ماكسيميليان عن كيف نجا، لكنهُ بدلاً مِن ذَلك ذكر كورديليا أولاً.
“إذا كُنتَ ستحصلُ على تلميذٍ حقًا، ألم يكُن مِن الأفضل أن تأخذ شخصًا مؤهلًا؟”
“مؤهل؟ أعتقدُ أنها أفضل منكَ.”
“مِن بين كُل الأشخاص، اخترت أن تأخذ إبنة فاسكويز كتلميذة؟ حتى لو كُنتَ في أوقاتٍ صعبة، كيف يُمكنكِ أن تأخذ شخصًا كهَذا؟ إنها غبيةٌ لدرجة أنها ستُدمرُ سمعتكَ التي بنيتها بصعوبة.”
“من قتل شقيقه يشعرُ بالقلق على سمعتي؟ هَذا مُثيرٌ للسخرية.”
“مِن الواضح أنني الوحيد الذي يهتمُ بكَ.”
ضحك ماكسيميليان بسعادةٍ. كانت ابتسامتهُ نقيةً جدًا بحيث كان مِن الصعب تصديق أنه قد قتل أخيه.
“لهذا السبب أرسلتُ الكثير مِن الوحوش إليها. تلميذٌ قد تضرُ بسمعتكَ يجبُ ألا تكون موجودةً في هَذا العالم.”
“ماذا تعني بذَلك؟”
لأول مرة، ظهرت شقوقٌ في وجه ليونارد. عندما أبدى اهتمامًا، بدأ ماكسيميليان يتحدُث بحماس.
“أثناء مجيئي، رأيتُ تلميذتكَ تتجول في الغابة بمفردها، لذلك ارسلتُ لها بعض الوحوش.”
“…حقًا؟”
“مِن المحتمل أنها الآن قد مزقتها الوحوش وأصبحت في بطونها.”
نهض البارون عند سماعه ذَلك. كان يتصرفُ بناءًا على رغبة سيده.
“إذهب للتحقق مِن ذَلك.”
أجاب ليونارد بغمضة عين. عندما غادر البارون، بدا أن تعبير ماكسيميليان قد تغير بشكلٍ غريب.
“هل تعتقدُ حقًا أنكَ تستطيعُ مواجهتي بهَذا الجسد القذر؟ لقد قتلتُكَ عندما كُنتَ في جسدكِ الأصلي، فماذا ستفعلُ الآن؟”
“لنرى. هَذا شيءٌ سنعرفهُ عند المحاولة.”
“يبدو أن جسدكَ الجديد جعلكَ أكثر غباءًا.”
انفجر ماكسيميليان ضاحكًا بصوتٍ عالٍ، بينما رد ليونارد بإطلاق نارٍ سحرية باتجاهه.
بدأت مواجهةٌ شرسة بينهما. كان مِن الصعب للغاية على ليونارد أن يخلق نيرانًا بشكلٍ مُستمر في حين يتجنبُ شفرات الرياح التي كان ماكسيميليان يرميها. مع كُل خطوةٍ يخطوها، كانت الأرض تنهار تحت قدميه، وكانت شفراتٌ قاتلةٌ تتساقط خلفه.
تمكن ليونارد مِن تجنبها جميعًا بفضل حواسه، لكنهُ لم يستطع منع نفسه مِن اللهاث.
“هل هَذا كُل ما لديكَ؟”
“…هاه.”
“رغم أن جسدكَ بالكاد يحتوي على أيِّ طاقةٍ سحرية، إلا أنكَ تمكنت مِن الصمود حتى الآن. هَذا أمرٌ مُثيرٌ للإعجاب.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 42"